لهذه الساعة من "ديور" Dior سرّ أيقوني... إعرفي قصتها!
باريس، 1947. جسّد "كريستيان ديور" أحلام الأناقة والأنوثة لآلاف النساء. حيث أنّ التصاميم الهندسيّة لعرضه الأول للتصاميم المترفة "أوت كوتور"، الذي أطلقت عليه الصحافة الأميركيّة اسم "نيو لوك" New Look، أحدثت ثورةً في عالم الموضة وأعادت تحديد مقاييس الأنوثة ضمن جوهر من الإبداع الذي لم ينضب في الدار منذ ذاك الحين.
باريس، 1975. تابع "ديور" Dior ثورته من خلال تصميم الساعات. ومنذ تلك اللحظة، تمّت ترجمة كافة رموز الدار إلى لغة صناعة الساعات.
ومنذ سنة 2001، وفي قلب كانتون جورا السويسريّ، في "لا شو دو فون" La Chaux-de-Fonds، أبصرت مشاغل "ديور" للساعات النور. كما استدعت الدار أفضل خبراء أنظمة الحركة، بالإضافة إلى الحرفيين الأشهر في البلاد. وفي هذا الصدد، قال "كريستيان ديور"، "الفخامة الحقيقيّة تفرض المواد الفائقة الجودة وصِدق الحرفيّ". وكما بالنسبة إلى المصمّمين في 30، جادة "مونتان" Montaigne، كان خبراء صناعة الساعات يملكون المهارة الحرفيّة. إنها مهنة مفعمة بالشغف تتناقل من جيل إلى آخر، كما أنها مهنة تتطلّب الكثير من الوقت، من أجل التصميم والتنفيذ. حيث أنّ الحركة الرشيقة والدقيقة تتجلّى بأبهى حللها في المقاييس الفائقة الصغر. على غرار تصميم أطراف سترة "بار" Bar أو الأقمشة المكسّرة لتنورة "كورول" Corolle، تتطلّب صناعة ساعة "ديور" Dior الدقّة نفسها، وتفرض حبّ الكمال نفسه. قماش الـ "درابيه" drapé الذي يتمّ تعديله بشكل سيّئ يجعل الثياب ثقيلة، أمّا نظام الحركة الذي يتمّ ضبطه بشكل سيئ فيؤدّي إلى خلل في التوقيت.
2003، ابتكار أيقونة في عالم الساعات
لدى "ديور" Dior، الساعة تخبرنا قصة، ومن أفضل من "فيكتوار دو كاستيلان" لسردها؟
سنة 2013، بعد خمس سنوات على ابتكار مجوهرات "ديور" Dior، قدّمت المديرة الفنية ساعتها الأولى: "لا ديه دو ديور" La D de Dior. هذه الساعة مستوحاة من الطرازات الذكوريّة للسبعينيات، وهي تجسّد الأسلوب الكلاسيكيّ القديم برصانة تامّة. كما المرأة التي تستعير ساعة حبيبها لكي تفكّر فيه على الدوام... حافظت على الأشكال النقيّة والبسيطة لتصميمها الذكوريّ الأصلي لكنها أغنته الآن بلمسات تتميّز بأنوثة فائقة. عقربان، بدون علامات مواقع الساعات، وبدون أيّ مؤشر للتاريخ: نجد الوقت مجرّداً وبأبسط تعبير له. وهي تجمع خبرة الحرفيين المتخصّصين بصناعة الساعات والمجوهرات. إنّ نظام الحركة كوارتز أو نظام الحركة الميكانيكيّ بتعبئة يدويّة من شركة "زنيت" Zénith يلتزمان بالشروط الصارمة لصناعة الساعات؛ أمّا التصميم فهو يحمل بصمة مجوهرات "ديور" Dior من خلال دمج المواد الأحبّ إلى قلب الصائغ على غرار الذهب والماس والأحجار الزينية. يتمّ اختيار الأحجار الكريمة بعناية فائقة لجمالها وجودتها العالية، وبالتالي يفرض هذا الأمر إنتاج الساعات بإصدارات محدودة وما يجعل كلّ طراز فريد من نوعه. سنة 2009، ابتكرت "فيكتوار دو كاستيلان" ساعة "لا ميني ديه دو ديور" La Mini D de Dior. وبفضل قطرها الذي يبلغ 19 ملم فقط، أصبحت الساعة أكثر أنوثة من أيّ وقت مضى. ومع توالي المجموعات، أُعيد ابتكار "لا ديه دو ديور" La D de Dior، لكنها حافظت على خطوطها التي تميّزها، وأصبحت أيقونة في عالم الساعات.
ساعة بجوهر التصاميم المترفة
شهدت "لا ديه دو ديور ساتين" La D de Dior Satine هذه السنة على خبرة صناعة الساعات لمشاغل الدار وعلى إبداع "فيكتوار دو كاستيلان". "استمددت الإلهام من شرائط الساتان. إنّ ساعة "لا ديه دو ديور ساتين" La D de Dior Satine هي أشبه بشريط معدنيّ حول المعصم"، على حدّ قول المديرة الفنية. هذا الشريط الثمين الذي يكتب على البشرة قصة عشق وحبّ هو الرابط المتين بين التصاميم المترفة وصناعة الساعات الذي تنسجه "فيكتوار دو كاستيلان" منذ سنوات. عندما نسترجع تاريخ الدار، نكتشف أنّ "كريستيان ديور" لطالما أحبّ هذا القماش الذي لم يتوانَ عن الإشادة به: "لطالما كانت العقدة الشريطيّة من الأكسسوارات النسائيّة الأكثر شعبيّة...
حيث نجدها بكافة الأحجام وبكافة المواد تقريباً. يمكن استخدامها على الأكمام أو على أطرافها"، حسب ما ورد في "قاموس الموضة الصغير" التابع للمصمّم.
ونجد هذه الفكرة في مرونة السوار، وكأنه شريط استمتعت "فيكتوار دو كاستيلان" بلفّه وعقده حول معصمها. وبغية استخدام أنظمة الحركة هذه مع الالتزام بمتطلّبات ساعات "ديور" Dior، طوّر الحرفيون كنوزاً من الإبداع والمهارة الحرفيّة. فقد ترجموا الفن القديم لصناعة الأنسجة المخرّمة إلى لغة صناعة الساعات. وبالفعل فإنّ سوار الساعة المصنوع بشكل شبكة بنمط ميلانو مستوحى من التقنيات الحرفيّة لصناعة الجدائل، الحاشية أو حتى الشرائط التي تزيّن الملابس. هذه الشبكة مصنوعة من آلاف خيوط الذهب أو الفولاذ التي تتشابك وتترابط لتمنحنا الشكل المرجو. في المرحلة الأولى، يعمل الحرفيّ على ماكينة الخياطة لصنع قماشة من الخيوط المتشابكة، والتي تبدو وكأنها تنزلق فوق بعضها بعضاً. وانطلاقاً من هذه القماشة الثمينة، يقطع الحرفيّ أساور الساعات التي سيقوم بعد ذلك بصقلها يدوياً لإبراز التفاصيل ومنحها الجماليّة الخالدة التي تميّز ساعة "لا ديه دو ديور ساتين" La D de Dior Satine. وبعد أن أصبح الشريط المعدنيّ جاهزاً، يصبح بالإمكان تثبيته بجسم الساعة. ومع قطرها الذي يبلغ 19 أو 25 ملم، تأتي الساعة بخمسة طرازات، وتتميّز بسوار من الفولاذ، وبقرص من عرق الؤلؤ بدرجات لونيّة مختلفة، وبإطار خارجيّ مرصّع بالماس. كما تتوفّر "لا ديه دو ديور ساتين" La D de Dior Satine بإصدارين بقطر 19 ملم مع سوار من الذهب الأصفر والزهريّ، وقرص من الذهب بالتأثير المحفوف مع إطار خارجيّ مرصّع بالماس. "لا ديه دو ديور" La D de Diorهي ساعة تجسّد رموز الدار، كما أنّها تتلاعب بالألوان والدرجات اللونيّة.
التلاعبات والتباينات اللونيّة
قال "كريستيان ديور" في هذا الصدد، "الألوان رائعة وتُبرز جمالك". أكثر من أيّ وقت مضى، تحتفي الساعات الجديدة بشغف المصمّم بلوحة الألوان التي لطالما تغنّى بها في كافة ابتكاراته. أساور "لا ديه دو ديور" La D de Dior بالألوان النابضة بالحياة هي خير مثال على ذلك، وهذه السنة تُضاف ثلاثة ألوان جديدة إلى مجموعة الألوان الجريئة؛ ها قد نجدها خالدة بسوارها الأبيض أو الأحمر، وأيضاً نابضة بالحياة باللون الأخضر الزاهي. تتميّز كلّ ساعة من هذه المجموعة بالألوان المفضّلة لدى المصمّم وتتباين مع بساطة خطوط "لا ديه دو ديور" La D de Dior. وقد شكّلت الألوان أيضاً مصدر إلهام لـ "فيكتوار دو كاستيلان" لابتكار مجموعة "لا ديه دو ديور غرانفيل" La D de Dior Granville، وبالتحديد سيمفونية الألوان الخاصة بطفولة "كريستيان ديور". حيث كان يختلي بنفسه في حديقة منزله في النورماندي. هذا المنزل القابع على تلّة يحتضن حديقة زرعتها والدته "مادلين". إذ كانت تعشق الطبيعة ونقلت شغفها هذا إلى ابنها، الذي ترعرع بين الأشجار والنباتات التي كانت تعتني بها عنايةً فائقة. كما كان "كريستيان ديور" ينتظر بفارغ الصبر كلّ سنة الجو الاحتفاليّ والمفعم بالألوان لكرنفال "غرانفيل". هذه الذكريات لم تفارقه يوماً وكانت مصدر إلهام له لاحقاً عندما أصبح مصمّم أزياء. ونجدها في مجموعة المجوهرات الراقية "غرانفيل" وفي الطرازات التسعة الجديدة لساعة "لا ديه دو ديور" La D de Dior المصنوعة من الذهب الأبيض، الأصفر أو الزهريّ. سنة 2016 طُرحت الساعة بثلاثة إصدارات جديدة بقطر 19، 25 و38 ملم. تترافق هذه الساعات الجديدة مع أحجار كريمة بدرجات لونيّة زاهية ومع أساور ملوّنة للحصول على تباينات جديدة ومفاجئة. منذ ابتكارها، تستمدّ "لا ديه دو ديور" La D de Dior الإلهام من رموز الدار، بالإضافة إلى الملابس النسائيّة التي تتطوّر باستمرار. وبالتالي ثمّة مجموعة متنوّعة تلائم كافة الشخصيات والأذواق.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024