رالف لورين
يُخيّل إليك وأنتَ تدخل الصالة النيويوركية حيث يعرض المصمّم الأميركي العريق رالف لورين مجموعته للخريف، يُخيّل إليك أنك في قصر أميركي تاريخي مترف بأرضية خشبية وثريات من الكريستال الفاخر، ذات أمسية من أمسيات الخريف الدرامية. وسرعان ما تدحض الشكّ باليقين، مع بدء العرض وتدفّق العارضات بأثوابهنّ الأنيقة المترفة ذات الأقمشة اللمّاعة أو المشغولة بالبرق والأحجار الكريمة والتطريز، بألوان الأسود والرمادي والبني الغني والخوخي الداكن والعاجي والزهري والألوان الحديدية اللماعة.
أناقة أرستقراطية مستوحاة من عشرينات القرن الماضي، من أيام العزّ الغابرة. كلّ إطلالة رومنسية تحمل لمسة رالف لورين وأسلوبه الخاص والمميّز: الأقمشة الحريرية أو المخملية الهادلة، والساتينية اللامعة، والصوفية المحبوكة، والقصّات الناحتة، والقبّات المكسّرة العالية، والجاكيتات الضيّقة الطويلة، والبنطلونات ذات قصّة الخيّالة، والحقائب والأحذية الجلدية الفاخرة، والقفازات الطويلة، والفرو الجميل، والقبعات المترفة.
وقد تضمّن عرض هذا الموسم، وللمرة الأولى، تفصيلاً آخر مهمّاً يحمل أيضاً توقيع الدار: مجموعة الساعات الأولى التي كانت أطلقها المصمّم نفسه أخيراً في معرض بازل للساعات والمجوهرات في سويسرا، وهو تفصيل من شأنه أن يكمل «الإطلالة الرالف لورينية» الغنيّة بتفاصيلها المبهرة والمقتربة من الأناقة المثالية، والمتكلّفة على بساطتها وكلاسيكيتها.
وتنسيق التفاصيل المختلفة بذوق رفيع، أمر عُرف به المصمّم رالف لورين وحمل بصمته الخاصة، وهو ما يميّز المجموعة الجديدة التي يقدّمها في كلّ موسم، الى حدّ يمكن معه القول: نعم، يستحقّ حضور عرض أزياء رالف لورين أن تتكلّف من أجله مشقّة السفر لساعات طويلة وتعبر المحيط من أجله!
في نهاية العرض، أطلّ رالف لورين بخطوات متمهّلة وابتسامة دافئة، يحيي ضيوفه الذين أتوا من أنحاء العالم ليشهدوا لإبداعات مجموعته الجديدة. وفي دردشة جانبية معه، أثنى رالف لورين على أناقة المرأة العربية وذوقها الرفيع، وثقافتها العميقة في مجال الأزياء، واطّلاعها الواسع على آخر خطوط الموضة. «المرأة العربية أستاذة في خياراتها وأسلوب أناقتها، وهذا ما تبيّنته في علاقة زبوناتنا العربيات مع الدار»، وفق ما لحظ المصمّم الأميركي الأشهر.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024