رئيسة جامعة عفت الدكتورة هيفاء رضا جمل الليل: التعلّم والتعليم أساس المدنية
شكّلت ثنائية جميلة مع التعلم والتعليم، واتخذت منهما وسيلة لغرس المعرفة، وبناء عقول يافعة، لخدمة مجتمعها ووطنها. وضعت تصوراتها، وحوّلت الخيال إلى واقع في جامعة عفت التي كبُرَت يوماً بعد يوم بكلياتها المتعددة، لإعداد كوادر قيادية متميزة أكاديمياً ومهنياً تواكب التطور الأكاديمي والتحول المجتمعي.
الدكتورة هيفاء رضا جمل الليل، رئيسة جامعة عفت من الشخصيات الأكاديمية البارزة التي تركت بصمة فريدة في تطوير التعليم العالي في المملكة العربيّة السعوديّة... التقيناها وكان هذا الحوار.
- ما جديد الدكتورة هيفاء على الصعيد الأكاديمي؟
بما أننا على مشارف الانتهاء من الخطة الاستراتيجية الثالثة 2012/2017 على مستوى الجامعة، نرسم الآن خطتنا الجديدة 2017/2022 ونراجعها ونقيّمها ونُجري تعديلات عليها كل سنة كخطة شاملة حتى لا نبقيها جامدة، والخطة الجديدة استمدت رؤاها من رؤية المملكة، بالإضافة الى الرؤى العالمية، وستوائم رؤية 2030 لامتلاك القدرة ومعرفة إلى أين تتجه المملكة، وكيف نخدمها.
- ما هي أهداف خطة جامعة عفت الجديدة؟
لست وحدي من يضع الخطة. هناك استشاريون للمشاركة في وضعها، ولدينا سبع مجموعات من ضمنها مجموعة الحوكمة «المؤسسون والأمناء»، وهم الذين يحكمون الجامعة، ومجموعة الممثلين من جانب وزارة التعليم، ومجموعة الطالبات، ومجموعة الأساتذة والأستاذات، ومجموعة جهات التوظيف، ومجموعة من المجتمع ليعطونا آراءهم في احتياجات المجتمع، بالإضافة إلى مجموعة الآباء والأمهات... وكلها مجموعات مختلفة نعمد الى استفتائها لنعرف كيف نخدمها.
- كيف تقرئين رؤية التحول الوطني 2030 والانتقال من دولة رعوية إلى دولة مدنية؟
لا يختلف اثنان على أن التعليم والتعلم أساس المدنية، ولا يمكن أن أصل بدولتي ومجتمعي الى أرقى المستويات إلاّ إذا علّمت أبناء الوطن وبناته. والاستثمارات التي وضعتها الحكومة خلال السنوات الـ 10 الماضية، سواء في التعليم العام أو التعليم العالي، الحكومي أو الأهلي، كانت باهظة التكاليف، حتى أصبح التعليم العالي في المملكة العربية السعودية متاحاً للمرأة والرجل على حد سواء، لكن مع خطة التحول الوطني جاء تقنين الابتعاث تحت مسمى «البعثة من أجل الوظيفة»، أي «التعلم للعمل» بعدما كثُرت البطالة، لذلك اتخذت وزارة التعليم العالي قرارات مع المجلس الاقتصادي الوطني بعدم إرسال شخص للبعثة إن لم يكن يفتقر الى وظيفة، وبيان مدى احتياج المجتمع الى وظائف محددة، وسيكون ذلك اتجاهاً رائعاً إذا أُتقن 90%.
- خطة التحول الوطني 2030 يجب أن تبدأ من مرحلة الحضانة، أليس كذلك؟
كان من الأجدى أن تبدأ باتجاهات الطالب منذ الحضانة وتوائمها بمتطلبات العمل، فالتعليم الأساسي لا يوضع موضع التقنين، وبالتالي خطة التحول الوطني 2030 لم توضح نقطة التعليم بدايةً، لذلك أُلْحِقَتْ بتعديل وزاري 2020، فلكل وزارة برامجها الخاصة بها، وجاءت وزارة التعليم العالي بأهداف استراتيجية مفصلة، ومؤشرات أداء،
مصطلحات لقياس الأداء للبحث عن الكيف وليس الكم، لارتباط تلك البرامج بأهداف الرؤية 2030 وتحقيق الابتكار بالتعليم العام... فاندماج التعليم العام بالتعليم العالي سيخلق فرصاً جدية للحديث عن اختبارات نفسية تساعد الطالب على اختيار اتجاهاته.
- هل استطاع المجتمع السعودي تقبّل تلك النقلة النوعية؟
التحول يحتاج إلى وقت، لكن الاندماج الذي حصل فجأة أصابنا بالإرباك، واليوم الحال أفضل من السنتين الماضيتين حين أُجبرت جميع المدارس على الاتصال والتواصل مع التعليم العالي الحكومي والخاص من خلال زيارات متواصلة لطالباتنا، والانفتاح الكلي على المدارس.
- لكم ارتباطات مع أرقى وأهم الجامعات العالمية، هل من شراكات جديدة مع العالم الخارجي أُبرمت لعام 2016/2017؟
هناك مشاركات من جامعة كاليفورنيا «بركلي» University of California, Berkeley في برنامج إدارة الإعمال، ومن جامعة ستانفورد في أميركا Stanford University في برنامج هندسة الطاقة، وهما من البرامج التي سنطرحها مع بداية عام 2018 ضمن الخطة الجديدة.
- هل يتميز كل قسم في جامعة عفت بدراسات عليا أم أنها مقتصرة على بعض الأقسام؟
كل كلية في جامعة عفت تتميز بدراسات عليا، برنامج الماجستير في هندسة الطاقة من كلية الهندسة، وبرنامج الماجستير في التصميم الحضري من كلية العمارة والتصميم، وبرنامج الماجستير في المصرفية الإسلامية من كلية الأعمال، وبرنامج الماجستير في اللغة الانكليزية والترجمة من كلية العلوم الإنسانية.
- أظن أن هناك تعاوناً في لندن؟
لنا تعاون مع المجلس التعليمي Alexandria Trust في لندن لكوني عضواً استشارياً فيه، وقد أُنشئ منذ أربع سنوات، وهو يخدم التعليم في الوطن العربي، وتتفرع منه مشاريع عدة، منها الترجمة وقسم الترجمة في جامعة عفت فنترجم بعض الكتب العربية والانكليزية لمكتبتهم «Macat» أون لاين، وهذه المكتبة أصبحت على مستوى العالم إذ نأخذ المعلومة منها ونعيد ترجمتها من العربية إلى الانكليزية والعكس صحيح. «Macat» ليست مكتبة للقراءة بقدر ما هي مكتبة لتحليل الكتب، وهي خدمة اجتماعية نقدمها مقابل اشتراك رمزي ليرى العالم الغربي إنتاجنا، وبالعكس.
- ما هي أهداف مؤتمر التقنية والتعلم السنوي في نسخته الرابعة عشرة لعام 2017؟
يتيح المؤتمر فرصة فريدة من نوعها للباحثين والأكاديميين وصنّاع القرار لاكتشاف مستقبل ساحات الإنتاج ودورها في تطوير المهارات العملية لطلبة جامعة عفت، والتي تلبي حاجات سوق العمل. كما ويهدف إلى بدء الخطوات العملية والتي يجب أن تطلع عليها ساحات الانتاج في الجامعات لدعم خطة التحول الوطني 2030.
- ما الذي سيعززه هذا المؤتمر؟
سيكون المؤتمر منصة كبيرة لبناء وتعزيز العلاقات ومناقشة القضايا الرئيسة المتعلقة ببرنامج التحول الوطني وتسليط الضوء على أفضل الممارسات وأنجح التجارب في سد الفجوة بين سوق العمل والتعليم.
- هل سيقيم المؤتمر حلقة نقاش رئيسة؟
حلقة النقاش الرئيسة ستكون تحت عنوان «التعليم للعمل: سد الفجوة بين سوق العمل والتعليم الجامعي وفق رؤية 2030».
- كيف تسير قافلة الابتعاث، وهل من ابتعاث جديد يشرق من جامعة عفت؟
الابتعاث الخارجي حدث فيه تقنين، مع العلم أن هناك من يطالب به، لكن مرحلة التحول الوطني تظهر آثارها أكثر فأكثر من الأشخاص ذوي التعليم العالي، لكون عملية الابتعاث تتيح الفرصة لتقبل الآخر، وهي حاجة ماسة للمجتمعين السعودي والعربي على حد سواء، ومن الضروري أن تستمر البعثة ولو كانت من أجل التوظيف.
أما في جامعة عفت، فلدينا فرص للابتعاث على حساب وزارة التعليم العالي، حيث قدمت التسهيلات من أجل تطبيق خطة التحول الوطني «البعثة من أجل الوظيفة».
- ماذا عن المنح الداخلية؟
توقفت للمستجدات، لكنها مستمرة للطالبات القديمات لينهين تعليمهن، لكنني ما زلت ألح في الطلب، نظراً للقدرة الاستيعابية الكبيرة في جامعة عفت، والتي تُقدر بـ 1000 طالبة بعكس القطاع العام، ومع ذلك قدم مؤسسو جامعة عفت 100 منحة دراسية، وحصلنا على 6 منح دراسية من بعض المتبرعين.
- تم افتتاح مركز أبحاث الواقع الافتراضي في جامعة عفت برعاية الأميرة لولوة الفيصل، ماذا يقدم هذا المركز؟
المركز عبارة عن خدمة مجتمعية بحثية، بحيث نتعامل مع باحثين من جامعة جورج ميسن في أميركا «George Mason University» ونطّلع منهم على كيفية تصميم الواقع الافتراضي، وتطبيقه من خلال الأجهزة لتخفيف آلام المرضى، وما هو إلا خيال سيدخل في مؤتمر التقنية والتعلم وتكون له مساهمة في ساحات الإنتاج، والأميرة هيفاء رئيسة مجلس الأمناء في جامعة عفت تطبِّق هذا الواقع الافتراضي على قرية البيضة منذ فترة طويلة.
- أنشئ معهد الدراسات التنفيذية وخدمة المجتمع في جامعة عفت، ما هو دوره الأساسي؟
يقوم المركز بالتدريب وخدمة المجتمع، والتي يُطلق عليها «التعليم مدى الحياة» «Life Coaching» لكل الأعمار، وحين أُنشئ المركز وضعنا له اتفاقيات عدة مثل الحصول على شهادة إدارة المشاريع وشهادة سيسكو وتعليم اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية والتركية والصينية واللغة العربية لغير الناطقين بها.
- هل يصنع قادة؟
حصلت طالباتنا على شهادات من هذا المركز، وخدمن في كثير من أروقة المجتمع لكونها شبكات، وقدمن خدمات للمرأة، بقيادتهن الحكيمة، وأنا فخورة بهن.
- كاتبة وباحثة ومعروفة في مجال الخصخصة وتمكين المرأة... هل من أبحاث جديدة على هذا الصعيد؟
بحثي الجديد قيد الإصدار عن «القياس»، أي أن للتعلم مقاييس محددة، بعدما أصبحت الجامعات تستخدم تلك الطريقة لقياس أداء الطالب وقياس أداء الأستاذ وفي النهاية قياس أداء المؤسسة، وكلها مؤشرات لقياس الأداء في كل دورة، لكنني أضفت إلى تلك المنظومة «القيم الأخلاقية»، وبالتالي أضفتها إلى تعليمنا وتعلمنا ومناهجنا، إن لم نعمل بها سنفقدها في المستقبل، وهي «الإتقان والإحسان والرعاية المسؤولة والتواصل»، وقد أدخلتها في البحث لأطمئن على خريجات جامعة عفت.
- جوائز كثيرة حصلت عليها، منها وسام جائزة «الأسرة العالميّة» من منظمة القمة العالميّة في مدينة وارسو بولندا، ما الذي أدى الى منحك تلك الجائزة؟
تلك الجائزة حصلت عليها في حياتي العلمية المبكرة حين شاركت في منظمة القمة العالمية بأكثر من خدمة، ومنها بحث طويل وليس مقالاً وأذعته في المنظمة. حفزت كل المؤتمر على أن يعطي قراراً على مستوى عالمي للمنظمة بحصولي على الوسام، وبعدها توالت الجوائز، ومنها جائزة 1000 امرأة الخاصة بجائزة «نوبل للسلام».
- أهم محطة في حياة الدكتورة هيفاء؟
حصولي على شهادة الدكتوراه بوجود ابنتي إلى جانبي رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه. كانت أجمل محطة في حياتي خلال الخمسين سنة الماضية، وأحدثت نقلة نوعية في حياتي.
- نهاية المطاف.
أتمنى أن أكون دائماً في خدمة المجتمع، طالما أتمتع بصحة جيدة، فالمجتمع يحتاج إليّ.
- ماذا ينقص التعليم العام اليوم؟
الإبداع والابتكار، لأننا نركز في المدارس على نسبة نجاح الطالبة والطالب وليس على إبداعهما، وهناك الكثير من الطالبات حين يأتين من التعليم العام بتحصيل علمي عالٍ ونكتشف إبداعهن، نتمنى لو جئن من خلال «مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع»، فهناك تواصل بيننا وبين «موهبة»، فحين يختارون لنا طالبات من التعليم العام ندخلهن في برنامج للفن والرياضة والعلوم، ونكتشف طاقات رهيبة لديهن، فلماذا لا نفجّرها بالتعليم العام، من خلال حصص الفنون والرياضة التي تحفز على الإبداع والابتكار، وتدفع بالإنسان الى القراءة والاطلاع والتذوق الفني الجميل.
من المشارك في صنع هذا النجاح؟
أهلي جميعاً... والداي وإخوتي وأخواتي وزوجي الذي منحني مساحة كبيرة، والمساندة التي جاءتني من جامعة الملك عبدالعزيز من الملحقية التعليمية للابتعاث، وبعد انتقالي الى جامعة عفت كانت المساندة الكبرى من جميع أعضاء مجلس المؤسسين أبناء وبنات الملك فيصل طيّب الله ثراه الأميرة سارة والأميرة لولوة والأميرة لطيفة والأميرة هيفاء والأمير تركي والأمير عبدالرحمن والأمير خالد الفيصل... ساهموا معي في تنفيذ رؤية والدتهم الملكة عفت من دون أن أراها، ومنحوني الثقة والأمانة وحققت هذا النجاح.
الأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024