تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نسرين طافش: سأصبح أماً في القريب العاجل

تبرع نسرين طافش في كسر القواعد من دون عناء أو قصد، فتُثار ريح من الجدل حولها رغم هدوء العارفة الذي تبرع فيه، وسيل السهام السوداء، و«الفبركات» الإعلامية الموجّهة اليها بين حين وآخر، لا ترقى نصاله إلى إتقانها تجاهل «العدو» الذي لم يستطع أن يستهدف يوماً موهبتها التي ظلّت خارج الشك عند «الكاره» قبل «المحب».
تشبه في شخصها وفنّها، شجرة الزيتون في سلام غصنها، وأيضاً زيتها البكر في حدّته، وطزاجته عند كل دور. تتحدث بشفافية لـ«لها» عن كواليس أعمالها وحياتها كاشفةً الكثير عبر الحوار التالي:


- مبروك حصولك على جائزة «أفضل نجمة عربية» بتصويت النقاد في حفل «جريدة الأهرام» في مصر، وتكريمك في مهرجان الأردن الدولي الأول للأفلام... كيف كانت الأجواء؟
سعدت جداً بالتكريمين اللذين يعنيان لي الكثير، كما تعني لي محبة أهلي في مصر والأردن حيث أشعر أنني بين ناسي، فلم يقصّروا في الكرم وكان تعاملهم لطيفاً معي. مصر «هوليوود الشرق»، والجائزة من إحدى أعرق المؤسسات فيها، وأهديتها لسورية وفلسطين والجزائر وللدراما السورية صاحبة الفضل عليّ.
وفي الأردن أتى التكريم بعد فترة من التصوير فيه، ما اتاح لي شرف اللقاء والتعرف أكثر على الوسط الفني الأردني وفنّانيه القديرين والمخضرمين، إضافة إلى المواهب الشابة والواعدة، كما أبارك للأردن إطلاق المهرجان دولياً.

- ما هي الأعمال الجديدة التي تحضرّين لها؟
انتهيت من تصوير عملي الأول لهذا الموسم، بعنوان «العقاب والعفراء»، وهو مسلسل ملحمي بدوي يروي قصة حب تواجه الصراع بين العقل والقلب، وبين الحقد والحب. والعمل من إنتاج «شركة عصام الحجّاوي»، تأليف نورا الدعجة وإخراج رولا الحجة، وتمّ تصويره في الأردن مع النجم السعودي عبدالمحسن النمر. أمّا مسلسلي الثاني فعنوانه «شوق»، وهو عمل سوري معاصر في قصته ومضمونه، من تأليف حازم سليمان، إخراج رشا شربتجي وإنتاج شركة «ايمار الشام».

- كيف تصفين ملامح شخصياتك الجديدة ودورها في الحبكة الدرامية لكل عمل؟
في مسلسل «العقاب والعفراء» أجسد شخصية «الشيخة العفراء» التي تتسلّم مشيخة القبيلة بعد قتل والدها، وتعيش قصة حب مشوقة مع «العقاب»، والحكاية مأخوذة عن قصة واقعية. أمّا في مسلسل «شوق» فألعب دور «شوق»، فتاة دمشقية تعشق الكتب وتعمل في دار نشر، وتتعرض حياتها لأمر طارئ فتتغير شخصيتها الى الأبد. الدور جديد، معقد وصعب جداً ولم يتم التطرق إليه سابقاً في أي دراما عربية.

- ما رأيك في «الطواريد» بعد انتهاء العرض؟
سعيدة جداً بأصداء مسلسل «الطواريد»، وقد فاقت التوقعات، وأحببت تفاعل المشاهدين مع أحداث العمل ككل ومع نجومه، خصوصاً أحمد الاحمد ومحمد حداقي، كما تفاعلوا مع شخصية الفارسة وضحة التي حققت جماهيرية ضخمة.

- اعتذرت عن «خاتون»... هل شاهدت شيئاً منه؟
للأسف لم أشاهد أي مسلسل بالكامل في رمضان، و«خاتون» من بينها، لكن يسعدني أن أتابعه عقب انتهائي من التصوير.

- ماذا تابعت من أعمال درامية أخيراًً؟
لست مهووسة بمشاهدة التلفزيون، وعلاقتي به رسمية، حتى مسلسلاتي أتابعها غالباً عبر الإنترنت. لفتتني أعمال عدّة لم أتابعها حتى النهاية بسبب ضيق الوقت، مثل «افراح القبة»، «السبعة أرواح»، «الخانكة»، و«نيللي وشيريهان». تابعت أعمالاً مصريةً من دون تخطيط مسبق، لكن شدنّي التنوع والتميز فيها، وقد سمعت أصداء جميلة عن مسلسل «الندم» السوري وسأتابعه قريباً.

- هل تميلين الى الدراما المصرية؟
تُعرض عليّ باستمرار أعمال مصرية، ولكنني لم أجد بينها الدور الذي يرضي طموحي ويغني مسيرتي الفنية. فبعد مسلسل «ألف ليلة وليلة» عرض عليّ فيلم مصري وأكثر من مسلسل، ولكن لم يتم الاتفاق في شأنها لأسباب عدة.

- ولكن سمعت عن مفاجأة لك في مصر!
«كل شي بوقتو حلو»... وبالتأكيد «لها» ستكون أوّل العارفين بها.

- ما رأيك بالدراما اللبنانية اليوم؟
الدراما اللبنانية تداخلت أخيراً وبشكل كبير مع الدراما العربية المشتركة، مما يضفي عليها المزيد من طابع الـ«بان آراب». هذا العام لم أشاهد إلا الاعمال التي ذكرتها سابقاً، ولكنني كنت أودّ متابعة مسلسل «يا ريت» لضمّه أسماء فنية بارزة، من سوريين ولبنانيين، ولإعجابي بأداء ماغي بو غصن، كما أعشق أداء باميلا الكيك فهي صادقة وتعتمد على موهبتها قبل أي شيء آخر.

- حصلت حالات طلاق كثيرة هذا العام في الوسط الفني السوري، ما السبب في رأيك؟
حالات الطلاق منتشرة بكثرة في مجتمعنا كله، وليس فقط في الوسط الفني، الذي تُسلط عليه الأضواء دائماً.

- نسرين طافش... أين تجد نفسها في السلّم الدرامي سوريّاً؟
لا أقارن نفسي بأحد، وأنظر إلى تجارب الآخرين بحب وتقدير، لكنني لا أعقد مقارنة معهم، فأدائي وبصمتي وموهبتي هي أكثر ما أركز عليه، وأسعى الى تطوير نفسي دائماً وأستمتع بمهنتي التي أعشقها، والباقي تفاصيل لا تعنيني.

- ما هي نقطة قوتك الأبرز في التمثيل؟
موهبتي التي منحني إيّاها الله اولاً، ثم اجتهادي وثقافتي.

- من هو الفنان الذي تفضلين أن يشاركك البطولة، ويدفعك لتقديم أفضل ما لديك؟
لن أذكر أسماء لأنني أستمتع بالعمل مع أي فنان يعطي العمل من كل قلبه حتى لو كان مبتدئاً.

- اختاري لقبك المفضل حالياً: فنانة، ممثلة، نجمة، زوجة أم هناك لقب آخر؟
لُقّبت بـ«حسناء الشاشة» و«سلطانة الشاشة» وتارة «فراشة الشاشة» وأخيراً «حورية الشاشة»، ولكن في النهاية عمل الفنان هو الذي يعبّر عنه وليس اللقب.

- هل من أعمال تندمين عليها؟
ربما هناك عملان فقط، ولكنني لن أذكر اسميهما، والمهم أن يتعلم الفنان من تجاربه.

- ما هي أكثر الأعمال قيمة، أو تحتل مكانة خاصة في قلبك؟
«ربيع قرطبة» بشخصية «السلطانة صبح»، طبعاً لكونه شكّل انطلاقتي الحقيقية. والعمل الثاني «جلسات نسائية» بحيث زادني نضجاً فنياً.

- ما هو طموحك الفني؟
السينما بالطبع، لما فيها من عمق وحرية فكرية قد لا تتوافر في أي مجال آخر.

- ما الذي قد يدفعك الى الاعتزال؟
لا شيء سوى أن أفقد شغفي ومتعتي في المهنة التي أعشقها.

- الى أي مدى قد تذهبين في الإغراء اذا كان الدور يتطلب ذلك ومُبرراً درامياً؟
الإغراء» كلمة ترعب مجتمعنا العربي الذي يتجه فكره الى المرأة حال سماعها... ولكن الرجل يمكن ان يكون مغرياً تماماً كالمرأة، فأي انسان عندما يكون وسيماً او جميلاً سيملك جانباً من الاغراء وهذا طبيعي... لكن الابتذال، أو الاغراء بهدف إثارة الغرائز من دون مبرر درامي يخدم القصة، يصبح منفّراً. والإغراء لا يقتصر على الملابس كما يعتقد البعض، بل هو يكمن في التصرفات والنظرات، والاغراء نسبي ويختلف من مجتمع عربي الى غربي. بالنسبة إليّ، مشاهد الاغراء في عالمنا العربي كوميدية لأننا أصلاً مجتمعات مكبوتة، وتختلف ردود الفعل على مشهد الإغراء، فمنهم من يرونه عادياً، ويعتبره آخرون إخلالاً بالآداب.

- أخبرينا عن سورية الأمس واليوم والغد...
ما زلنا نصور في الشام، ولم أنقطع عن بلدي يوماً، ورغم كل الظروف آتي الى الشام لأرى أصدقائي وأعمل في دراما بلدي وأدعمها، وكلّي أمل بأن تعود سورية الى سابق عهدها ويسودها الأمن والاستقرار.

- دراستك؟
حائزة بكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية.

- أول أجر؟
لا أذكره، لأنه كان عن مسلسل «هولاكو» للمخرج باسل الخطيب، وكان دوراً تجريبياً، وكنت في سنتي الدراسية الاولى في المعهد. ولكن أول دور حقيقي لي كان في «ربيع قرطبة»، وتقاضيت عنه آنذاك 200 ألف ليرة سورية، وأذكر أنني أنفقت المال على شراء هدايا لأهلي.

- هواياتك؟

القراءة، التنس، اليوغا والموسيقى.

- كيف تصفين علاقتك بالنجمات السوريات والعربيات، ومن هنّ المقربات اليك؟
علاقاتي بالوسط الفني ودودة جداً ورسمية في الغالب، هناك أسماء قريبة من روحي وقلبي، تقابلها أسماء لا يجمعني بها سوى المهنة الواحدة. لكنني أقدّر الجميع، وأصدقائي المقرّبون جداً من خارج الوسط الفني.

- من هو «المطرب الأول» في رأيك حالياً؟
ثمة العديد من نجوم الغناء الشباب الذين يحققون نجاحات قوية.

- ومن هو أكثر مطرب تستمع إليه نسرين؟
ناصيف زيتون بكل تأكيد، فالألبوم قبل الأخير كان رهيباً، والأخير بدا استثنائياً. ناصيف قائد الأغنية العربية الحديثة، فلكل أغنية من ألبومه نكهة مميزة وقصة وإيقاع مختلف، وهو ينتقي بذكاء ولا يكرر نفسه كما يفعل بعض نجوم جيله... إضافة إلى أنه شاب وسيم وأخلاقه عالية.

- ترددت أخبار كثيرة عن صلح تم بينك وبين المخرجة رشا شربتجي في مسلسل «شوق» بعد خلاف في عمل سابق... ما صحة هذه الاخبار؟
كان هناك اختلاف في وجهات النظر أثناء تصوير مسلسل «بنات العيلة» بسبب تدخل «اولاد الحلال» بيننا... ولكننا تصالحنا بعد عرض المسلسل واجتمعنا في أكثر من مناسبة وتبادلنا التحية والسلام بكل صدق ومودة، لأننا لا نحمل في قلبينا أي حقد، ولأن المشكلة القديمة أصلاً كانت بسيطة وليست جوهرية... أنا أعلم أن رشا تحبني كإنسانة وتؤمن بي كفنانة، وتعرف أنني أحبها وأقدّرها انسانياً وفنياً وأراها من أهم المخرجين العرب وليس السوريين فقط.

- تتعرضين بين حين وآخر لهجوم «مفبرك» من بعض وسائل الاعلام، ولمحاولات تشويه لصورتك، علماً انك تبتعدين عن التجاذبات... ما السبب برأيك؟
يجب أن نعي أولاً أن الحياة مبنية على الأضداد، وكل ضدين في صورتهما الشاملة يحققان التوازن، الليل يكمل النهار، والرجل يكمل الانثى، والعكس صحيح. وهذا ينطبق على كل شيء، ويجب ألّا يختل هذا التوازن، فمقابل كل نجاح هناك من يسعى الى عرقلة هذا النجاح كقوة مضادة، وعلى اي فنان أن يستوعب أن هذا أمر طبيعي جداً، فكلما زاد النجاح زاد أعداؤه. والأهم هو أن يكون رد فعلنا تجاه أولئك واعياً، ومبنياً على التجاهل التام والتركيز على الايجابيات وسلوك طريق النجاح وتطوير النفس. أرى أن أعداء النجاح مهمون في حياتنا، إذ يُحدثون التوازن أمام نجاحاتنا.

- لماذا أنت مسالمة الى أبعد حد؟
لأنّني أعيش حالة توازن تجعلني أنعم بالسلام الداخلي معظم اوقاتي، ولكنني أعرف كيف أحمي نفسي وأدافع عنها عند الضرورة، وطبعاً بطريقة راقية ومتوازنة. والحياة أبسط وأجمل من أن نتخاصم أو نحقد على أحد، فالحاقد لا يؤذي في النهاية إلا نفسه.

- ما هي أولوياتك: الحب أم المهنة؟
المهنة طبعاً قبل الحب. أُولي عملي أهمية كبيرة.

- هل تعيشين قصة حب حالياً؟
أعيش الغرام في المسلسلات فقط، أمّا في الواقع فهو مؤجل عن سابق إصرار وتصميم.

- ولكن شعور الأمومة... ألا تتوقين اليه؟
لا يشغلني موضوع الامومة إطلاقاً، تماماً كالارتباط. عروض الارتباط متاحة دوماً ولكن تركيزي في الوقت الحالي على عملي.

- سرت شائعات بأنك ستتبنين طفلة، ما حقيقة هذه الشائعة؟
هذه حقيقة وليست شائعة، بل نية صادقة لدي. أريد أن أتبنى طفلة حتى لو تزوجت وأنجبت، فالملاجئ مليئة بالأطفال اليتامى، ولو أن كل انسان قادر على العطاء والتربية تبنى طفلاً لفرغت دور الأيتام.

- هل ستشرطين على زوجك المستقبلي تقبل وجود الطفلة المتبناة في حياتكما؟
هذا قرار لن أتراجع عنه بغض النظر عما إذا وافق عليه أو رفضه.

- وإذا رفض... هل ترفضينه؟
على من يستحق أن يكون شريك حياتي أن يتمتع بنضج روحي ووعي كبير، وإلا فالنساء كثيرات في العالم... «الله معه»!                                                                

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079