يارا شلبي: قهرت الاحتكار «الرجالي» لسباقات الرالي
ما زالت المرأة تثبت كل يوم قدراتها الفائقة في كل المجالات التي كانت حكراً على الرجال، ومن هذه النماذج المهندسة يارا شلبي، أول بطلة في سباقات الرالي للدراجات البخارية والسيارات في مصر والشرق الأوسط .
تبدأ يارا، بتعريف نفسها قائلة: «درست الهندسة المدنية في جامعة عين شمس، وأعمل في أحد المصارف المهمة في مصر. أم لطفل عمره ست سنوات... بعد التخرج حصلت على دبلوم من اليونسكو في البرمجة، ومن بعدها أصبحت مهندسة ومبرمجة، دخلت كلية الهندسة ظناً مني أنني سأستطيع دراسة هندسة الطيران، لحبي للصحراء والطيران منذ الصغر، كما أن أبي وأمي مهندسا طيران، لكنني لم أستطع تحقيق هذه الأمنية، لعدم توافر قسم خاص بهندسة الطيران في الكلية التي التحقت بها».
وعن اختيارها لتلك الرياضة الصعبة، تقول: «لا توجد أعمال أو رياضات تناسب الرجال وأخرى تناسب النساء، لكن الفشل هو ما يقود أي شخص إلى الابتعاد عن الشيء، فمع حب عمل ما أو رياضة ما، سيسعى الفرد- سواء رجلاً أو امرأة- إلى النجاح والتفوق في هذا العمل مهما كانت صعوبته، وهناك ثلاثة سباقات معتمدة في مصر من جانب وزارة السياحة ونادي السيارات، هي: الجونة، وتحدي الرمال، والفراعنة».
بطلة بالمصادفة
تكمل يارا: «لم أخطط أبداً لأصبح متسابقة رالي، لكن والدي كان يحب دائماً السفر في الصحراء والمشاركة في المعسكرات، وكان يحب رياضة الغطس، ويصحبني دائماً للمشاركة معه في هذه الأنشطة، فتربيت على حب هذه الأشياء، ثم اشتريت سيارة 4×4 الخاصة بالسباقات، وبدأت باقتحام الصحراء للمرة الأولى كسائقة، فأبهرت كل أصدقائي بقدراتي على القيادة في الرمال، ونصحوني بدخول سباقات «الرالي»، ومن هنا علمت بأنه يوجد سباقات للرالي في مصر، وبدأت البحث عنها والتعرف على قواعدها وطرق القيادة وأماكن ممارستها، ومارستها لفترة حتى أسست فريق «Gazelle Rally Team».ترد يارا على الانتقادات التي تعرضت لها بعد ممارستها لهذه الرياضة، التي تراها مجتمعاتنا «رجالية»، وتقول: «قالوا لي إن السيدات أصلاً لا يستطعن القيادة في الشوارع العادية، فكيف يقدن في الصحراء ويدخلن سباقات، إلى جانب تعجب كثير من الناس، لأن هذه الرياضة معروف عنها أنها خطيرة ويمارسها الرجال فقط في مجتمعاتنا، لكن على مستوى الصديقات، كثيرات منهن طلبن الانضمام الى الفريق».
وعن رد فعل أسرتها عندما قررت ممارسة تلك الرياضة، تضحك قائلة: «تعجبت أسرتي في البداية، وقالوا إنها رياضة صعبة، لكن عندما رأوا نجاحاتي والمراكز التي حققتها رحّبوا بها كثيراً، كما أنني أفعل مع ابني مثلما كان يفعل أبي معي في الصغر، فأصحبه إلى الصحراء منذ أن كان رضيعاً، أما زوجي فهو أيضاً يمارس الرياضة نفسها، لأننا تعرّفنا إلى بعضنا أصلاً من خلال انضمامنا الى الرالي في فرق مختلفة».
موقف صعب
أما عن المواقف الصعبة التي تعرضت لها خلال ممارستها تلك الرياضة، فتقول: «من أصعب المواقف التي حدثت لي في السباق الأول في صحراء مصر الشرقية في منطقة الجونة، عندما ضللت الطريق في الصحراء، وظللت أقود السيارة لمسافة بعيدة خارج حدود منطقة السباق، ولما لوحظ تأخر رجوعي إلى منطقة النهاية في السباق، أرسل المنظمون سيارة للبحث عني وأنقذوني».
ويؤكد شريف عبدالعظيم، زوج يارا– وهو يخوض أيضاً سباقات الرالي- أن فرصها لتحقيق النجاحات والمراكز أفضل منه، حيث إنها حالة فريدة في هذه اللعبة، لكونها الفتاة الوحيدة تقريباً، كما أن لديها إصراراً وقوة تحمل غير عادية، حيث حصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية، كما فازت بالمركز الأول «بنات» في رالي الفراعنة، وهو السباق الدولي الوحيد في مصر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024