أكرك عجم... اكتشفي سر الشاي في بريطانيا
هذا هو سر الشاي في بريطانيا في ذاكرتي جدّي وهو يخبر قصة عن شخص فارسي (عجمي) اسمه «أوؤرق» يملك دكاناً بالقرب من الجامع الأموي في دمشق.
حرص أوؤرق على تزويد دكانه الصغير الذي لا تتعدى مساحته «متر بمتر»، بالسماور كي يشرب الشاي يومياً ويكرّم ضيوفه، فكان «يغمّق» لون الشاي أو «يفتّحه» على هوى الزبون، ومن كثرة غلي الشاي كانت له نكهة مميزة، خصوصاً أنه مغليّ على الفحم الخشبي.
هكذا ارتبط اسم «أوؤرق» بجودة الشاي في بلاد الشام وصارت العبارة «أكرك عجم» يرددها جدّي كما كثيرون كلما أراد الثناء على طعم الشاي الذي يشربه. في لندن كانت للشاي حكاية أخرى.
أشخاصٌ آخرون غير «أوؤرق» وزبائنه الذين أخبرني عنهم جدّي، وطعمٌ آخر غير طعم الجوز المرافق للشاي الحاد المائل الى السواد.
فشاي ما بعد الظهر البريطاني، على ذمة متدرّبة في الفندق، سامرتني حتى اكتمال تعداد الفريق الصحافي، يعود إلى القرن التاسع عشر.
تلك الفترة، اشتكت الدوقة السابعة لبيدفورد «آنا» من «شعور بالنعاس» في فترة ما بعد الظهيرة.
لكن المشكلة كانت تكمن في العادات المتبعة حينها، فقد كان العُرف أن يتناول الأفراد وجبتين فقط من الطعام خلال اليوم، وهما وجبتا الفطور والعشاء. فقررت «آنا» كسر الشائع وتناول فنجان من الشاي وقطعة من الكيك، سراً، في حجرة ملابسها في فترة ما بعد الظهيرة.
دأبت الدوقة على تلك العادة وصارت تدعو الأصدقاء لمشاركتها في وجبتها الخفيفة في الغرف الخاصة بها في ويبرن آبي، حتى تحوّل هذا الطقس إلى تقليد صيفي اعتمدته ونقلته معها إلى لندن، حيث كانت تقوم بإرسال بطاقات الدعوة إلى الأصدقاء لتطلب منهم تناول «الشاي والسير بين الحقول».
وجرياً على عادة الدوقة، اتبع أصحاب الطبقات الاجتماعية الراقية هذا التقليد الذي انتقل إلى غرف الرسم الخاصة بهؤلاء. وبعد ذلك، حافظ معظم أفراد المجتمع الراقي على عادة تناول بعض الوجبات الخفيفة في فترة ما بعد الظهيرة، نحو الساعة الرابعة قبل التجول في حديقة هايد بارك.
أما الطبقات الفقيرة والمتوسطة فكانت تتناول «شاي آخر النهار» لاحقاً في حوالى الساعة الخامسة أو السادسة، بدلاً من العشاء. حكاية «آنا» عشتها في الفندق، شربت الشاي، تمتعت بطعم الشطائر الفاخرة والحلويات اللذيذة المرافقة، وابتسمت في سري، وتخيّلتني أخبر جدّي المتوفى وأسأله: «ماذا لو التقى أوؤرق وآنا؟ أي طعمٍ للشاي كنا سنتذوّق؟».
بعد الشاي كان لا بد من التسوّق، فالأحباء كثر ولا بد من تذكار أحمله. الخيارات كثيرة وسهلة، من شارع أوكسفورد Oxford Street الذي يعد أشهر وأطول شارع تجاري في لندن، فيه مجمّع «سيلفريدجز» Selfridge's الشهير الذي استطاع منافسة متاجر كبرى كهارودز وميسي وجون لويس.
وهذه سياسة أبدع فيها مؤسس هذه المتاجر، سيلفريدج، صاحب مقولة «الزبون دائماً على حق».
ولهواة الماركات العالمية الشهيرة، يمكنكم زيارة شارع نيو بوند ستريت New Bond Street الذي يتفرّع من أوكسفورد ويضمّ أرقى المتاجر ودور الأزياء العالمية من مثل: Chanel وHermes وLouis Vuitton Dolce and Gabbana وBurberry وGucci وBoss وPrada.
أما شارع نايتسبريدج Knightsbridge فهو موقع المتاجر الفخمة، فيه هارفي نيكولز Harvey Nichols وهارودز Harrods، وغيرهما الكثير من المتاجر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
ناس وناس
لهذا السبب تخاف كايت ميدلتون من صبغ شعرها.. وهذا ما يمنعها من رسم حاجبيها!
قيل وقال
لا تشتروا هذا السرير لأولادكم.. فقد سبّب موت هذه الطفلة البريطانية!
أخبار النجوم