تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

المصمّّم اللبنانيّ جورج شقرا

بحثت عن صورة له على الإنترنت، فلفت نظري بأناقته خلال عروضه، وكنت سعيدة بأنّ نيويورك ستستقبل مصمّماً من لبنان. في نيويورك حضرت عرضه، وكنت في الكواليس أتابع التحضيرات وأرى العارضات والماكياج والشعر وأقارن عرضه بالعروض الأميركيّة. هل سيكون العرض جميلاً؟ هل ستعجبني تصاميمه؟ من سيحضر عرضه من المشاهير؟ هل هو لطيف؟ أسئلة كثيرة كانت تدور في رأسي... كنت أراقب الأجواء، فوجدته مرتاحاً قبل العرض، وكذلك فريق عمله. كما أعجبني كيف كانوا يصوّرون المجموعة  في الكواليس.

بعد بضعة أيّام من العرض، حدّدنا موعد المقابلة، قريباً من الفندق الذي نزل فيه، وقريباً من مكان العروض. في مقهى يعجبني أتردّد إليه دائماً خلال العروض لشرب الشاي بالياسمين... أعجبتني طريقة حديثه، غير متكبّر، صريح وعلى طبيعته.  في هذا اللقاء، نتعرّف إلى المصمّم جورج شقرا، وفي عدد لاحق من «لها»، سيقوم فيليب بلوك، الستايلست الشهير لنجمات هوليوود بالتعليق على مجموعة الفساتين التي قدّمها شقرا ضمن مجموعة Edition.

- أعيش خارج لبنان منذ فترة، وبصراحة لا أعرف الكثير عنك، وإنّما مؤخّراً أصبحت أسمع اسمك يتردّد على ألسنة المشهورات، عندما يرتدين فساتينك، مثل تايرا بانكس، كوين لطيفة، وBeyonce.. لماذا لا تعرّفني أكثر على نفسك؟
بدأت تصميم الأزياء منذ فترة طويلة، لا أحبّ الأضواء كثيراً. أحبّ أن أتلذّذ بعملي، «على رواق»، وأن تتلذّذ زبوناتي بعملي أيضاً. كان العمل أكثر بيني وبين زبوناتي، بعيداً عن الأضواء والتلفزيونات.

- كيف اتّجهت إلى تصميم الأزياء؟
بدأت بتصميم الديكور، ولكن الوضع في بيروت لم يكن مستقراً منتصف الثمانينات.  ذهبت إلى كندا ودرست وبقيت 3 سنوات. بدأت  العروض في بيروت، ثمّ نقلت العرض إلى باريس، فبصراحة، نحن الشرقيّين «عنّا كل شي من برّا غير شكل».

- لماذا باريس وليس روما؟
روما لم تعد كما كانت. في الألبسة الجاهزة إيطاليا ما زالت متقدّمة، ولكن ليس في الخياطة الرفيعة. فالمصمّم أرماني وأيضاً Valentino أصبحا يقدّمان العروض من باريس اليوم.

- كيف كان التجاوب معك في باريس؟
كان جيّداً. عادة، ترين فكرة جديدة مطوّرة، في كل عرض. أحبّ التجدّد، ولا أحبّ أن أحدّد نفسي في «ستايل» معيّن. هناك روح معيّنة ومسيطرة منذ خمس سنوات، وهي الطاقة في الملابس، والمجموعة عصريّة جدّا، فقدّمت مثلا في آخر عرض في باريس قماشاً من البلاستيك، وضعت فوقه الباييت، والستراس، والدانتيل. التجاوب كان ممتازاً، واليوم أقرأ عن أصداء العرض في نيويورك، فالتقارير اتفقت على اني قدمت طلّة من المستقبل، أو Futuristic Look.

- كيف تختار الأقمشة؟
الأقمشة إحساس، يجب أن أحبّ نوع القماش وأتفاعل معه. أحياناً أطلب القماش الذي أحبّه، أو أمزج نوعي قماش في قماش واحد...

- في نيويورك قدّمت اوّل مجموعة من الألبسة الجاهزة، ما هو التحدّي الأكبر الذي واجهته؟
المجموعة التي قدّمتها هي «أوّل درجة تحت الهوت كوتور». أحبّ فساتين الكوكتيل، لطالما أحببتها. التحدّي لم يكن سهلاً. فهذه المدينة صعبة، والصحافة فيها لا ترحم، وهناك أكثر من 200 عرض خلال أسبوع الموضة، ويوجد أيضاً أسماء كبيرة هنا، وأنا آتٍ من الخارج. من الممكن ان أحضّر نفسي من جميع النواحي، ولكن لم أعلم كيف سيكون التفاعل مع الصحافة والحضور. ولكنّني اليوم سعيد، فانا أقرأ.. وما قدّمته فهم وقدّروه. فمصمّم الأزياء مثل الشاعر أو الرسّام، قد تفهمين فكرته أو لا تصل اليك. ولكنّني أشعر اليوم بأنّ فكرتي وصلت. فهناك دائماً تحدٍ بيني وبين نفسي.

- ما هو أصعب تحدّ تواجهه في العمل؟
أحياناً رأسي يتوقّف عن العمل، «وما في ولا فكرة». فيقولون لي أخرج، تمشّى ويخترعون لي المشاريع، فقد تأتي الأفكار مع السفر، مع الناس، والحديث مع الناس. ولكنّ لا أحبّ الخروج عندما تقترب العروض، لا أستطيع.

- من أين تستلهم أفكارك عادة؟
ما من شيء معيّن، فلاش.. أخزّنها في رأسي أو على ورقة لأنّني عادة أنسى. عادة ليس هناك أيّ شي موحّد، «من كلّ وادي عصا». ثمّ أجمّعها، أجد خطّاً معيّناً، وقد لا أضع كلّ شيء في مجموعة واحدة. والسفر عادة يلهمني، وفيلم جميل يمكن أن يلهمني، يمكن طريقة لبس الزبونة، «الحياة» بحدّ ذاتها تلهمني.

- هل لديك «باليت» ألوان تفضّلها على غيرها؟
عادة أحبّ الأبيض. حتى في الشتاء، قدّمت الأبيض. وأنا في الصيف أرتدي الأبيض أيضاً. أحبّ جميع درجات الأزرق وأحبّ أيضاً الأصفر بتموّجاته.

- لاحظت التفاصيل الصغيرة على فساتينك؟ كيف تعمل على هذه التفاصيل؟
لا أحبّ الكثير من التفاصيل في قطعة واحدة، حتى لا تضيع الفكرة. يجب أن يكون هناك شيء واحد يلفت النظر، أن تركّز العين على شيء واحد. أحبّ أن أرى شيئاً مميّزاً عند الاقتراب من القطعة.

- كيف تشبه هذه المجموعة تصاميم الهوت كوتور؟
الفساتين فيها الحركة، و«الدرابينغ»، والكشاكش.

- كيف بدأت بالتنظيم للعرض في نيويورك؟
بدأت التحضيرات منذ سنتين، ووصلنا منذ حوالي الأسبوع. تعاقدنا مع شركة مثلما نفعل لعروض باريس، وقاموا بالتحضيرات اللازمة والكاستينغ.

- أعجبني الماكياج، وقالوا لي إنّك أردت ان تبدو الفتيات ثريّات...
أردت أن يكون التركيز على الملابس.

- من هي المرأة التي ترتدي تصاميمك؟
إمرأة جريئة، «مهضومة»، تحبّ أن يراها من حولها دون أن تبدي ذلك.

- يراها من حولها من الخلف أيضاً، فظهر فساتينك جميل أيضاً.
في الفترة التي درست فيها، كنت أركّز على الصدر. ولكن أثّرت فيّ في الستينات الممثلة ميراي دارك، زوجة الممثّل Alain Delon، فرأيت صورة لها ترتدي فستاناً أسود طويلاً، من الأمام بسيط جدّاً، ولكن من الخلف مفتوح عند الظهر، كثيراً! أعتقد أنّني تأثّرت كثيراً بها، حتّى إلى اليوم.

- هل تعتقد أنّ المرأة العربيّة جريئة؟
المرأة العربيّة تحبّ الموضة، وهي جريئة باختيارها للموديلات، وليس كم يكون الفستان مفتوحاً.

- كيف بدأت مع المشاهير؟
أوّل موعد كان مع تايرا بانكس. بدأ الأمر مع الفيلم The Devil Wears Prada، فقد اتصلوا بنا وطلبوا بعض الفساتين للفيلم، في المشهد الذي يصوّر العروض في باريس. اعتقدنا أنّ الأمر ليس نكتة، ولكن غير جاد نوعاً ما، فأتى الطلب قبل يومين فقط. أرسلنا الفساتين، وفي الفيلم هناك Azaro، Valentino وشقرا. ثمّ اتصلت بي تايرا بانكس، والتقينا في باريس. واليوم أصبح لنا مكتب في باريس يقوم بهذا النوع من الاتصالات.

- هل تفرح عندما يرتدي المشاهير ملابسك؟
طبعاً، فهذا تحد للمرة المقبلة، فأتساءل من سيرتدي تصاميمي هذا الموسم.

- بمن من المشاهير فرحت أكثر؟
أحببت هيلين ميرين في الفستان الأحمر. أتت إلى العرض في باريس صيفاً.

- من تريد ان يرتدي ملابسك؟
الكثيرات. أحبّ جوليا روبرتس وأنجلينا جولي.

- ما هي النصيحة التي تعطيها إلى المرأة العربية؟
المراة العربيّة مطلعة جدّاً على الموضة، لديها معلومات كثيرة، ولديها وقت أكثر من غيرها، ولديها قدرة على شراء الملابس أكثر من غيرها. لا يمكنك أن تنصحيها كثيراً، فهي أصلاً تبدو وكأنّها على خشبة عرض. لا أستطيع أن أنصحها ولكن يمكن أن أشكرها لأنّها تشجّعني دائماً!

- ما هي قطعة الملابس المفضّلة لديك؟
أحبّ الظهر المفتوح، وأحبّ الأحذية الجميلة.

- هل تفكّر في إطلاق مجموعة للأحذية مستقبلاً؟
معقول جدّاً.

- ماذا أيضاً؟
الحقائب.

- من نيويورك أو باريس؟
من نيويورك.

- هل ستعود إلى نيويورك؟
إن شاء الله!

- ما هي أحلى ذكرى ستحملها معك من نيويورك؟
ما كتبته الصحافة عني. أنّني بيّضت وجه لبنان.

- تعتزّ بلبنان؟
طبعاً، أفخر بلبنان، وأعيش في لبنان ودمي لبناني، أشعر بالفخر.

- ما هي أحلامك؟
الصحة الجيّدة لي ولمن حولي، والله يقدم ما فيه الخير.

- هل تؤثّر زوجتك في تصاميمك؟
لا. قبل شهر من العرض، أنتقل في رأسي إلى عالم ثانٍ مختلف، أعيش في مزاج المجموعة. أكون موجوداً ولكن غير موجود.

- وشخصيّاً ماذا تحبّ؟
في الماضي، لم يكن لديّ أي بنطلون جينز، وإنما كنت أرتدي دائماً بدلة وربطة عنق. ثم اكتشفت الجينز.أحبّ القميص الأبيض، بلايزر كحلي وجينز وجزمة «مرّتبة». أنا أرتدي الجينز منذ 5 أو 6 سنوات فقط، وأشعر بأني أنيق ومرتاح دون أن أكون رسميّاً.

- هل سنرى فساتين كوكتيل من جديد عندما تعود إلى نيويورك؟
إذا تمكنّا من توسيع المجموعة قد نرى تصاميم ليس بالضرورة للنهار، ولكن فساتين أقلّ رسميّة.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077