تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

المصمم جو شليطا...

عندما غادر المصمم الشاب جو شليطا أستراليا حيث عاش معظم سنوات حياته، عائداً إلى بلده لبنان، كان قد اتخذ قراراً بالانطلاق من جديد بأسلوب مختلف خاص به يميّزه عن أي مصمم آخر.
 من الطبيعي أن تكون البداية صعبة في ظل «عجقة» المصممين في الساحة، لكن سرعان ما تمكن من فرض وجوده وإثبات براعته في التصميم من خلال أعماله التي يركز فيها على النوعية لا على الكمية، لتكون كل قطعة يصممها تحفة فنية بذاتها يعتمد في تنفيذها على مواصفات الهوت كوتور التقليدية حيث التركيز على العمل اليدوي حفاظاً على قيمة الهوت الكوتور التي لطالما اتسمت بالأناقة المفقودة حالياً، برأيه.

- كيف باشرت العمل في مجال تصميم الأزياء؟
حلمي من الطفولة أن انطلق من بلدي لبنان رغم أني عشت طوال حياتي في أوستراليا. سافرت أخيراً إلى أوستراليا حيث تزوجت وقمت بتصفية أعمالي هناك وعدت إلى لبنان لأحقق حلمي بالانطلاق منه وتحقيق الشهرة. بدأت بإقامة علاقات في لبنان حتى أطلق مجموعتي الأولى وأبدا مسيرتي العملية في تصميم الأزياء. إيمان الناس بي وبأعمالي شكل دعماً مهماً لي. خلال العام الماضي عملت مع زبائن خاصّين في أوستراليا ولبنان. كنت أصمم الهوت كوتور على أن يكون كل تصميم خاصاً وحصرياً لكل شخص، فلا أصمم الفستان نفسه لامرأة أخرى. هذا هو الأسلوب الذي أحب العمل به لأني لا أحب التكرار في التصاميم.

- هل لك أسلوب خاص في تصاميمك تنوي التزامه؟
لي لمسة خاصة في تصاميمي، هي لمسة جو شليطا وستبقى موجودة دائماً ولا يمكن أن ألغيها أبداً. صحيح أنه في كل مجموعة يجب أن أتطور وأتحسّن، لكن هذه اللمسة التي تميّزني ستبقى موجودة، خصوصاً أن هذا ما أحبّه الناس في تصاميمي من البداية.

- بم تتميّز هذه اللمسة، وما الذي تركّز عليه في تصاميمك؟
أعشق إبراز الأنوثة من خلال تصاميمي. كما أحب أن أركز على الكلاسيكية مع لمسة استعراضية. كما أعشق الأقمشة الفاخرة وأركز أيضاً على القصّات المميّزة.

- ما الألوان المفضّلة التي تعتمدها بشكل خاص؟
أحب كل الألوان التي تتميز بالحيوية والشباب. وأحب بشكل خاص الألوان الكلاسيكية كالأسود والأبيض والذهبي والباستيل وأعتمدها باستمرار لأنها لا تموت.

- ما المشروع المقبل الذي تنوي تنفيذه؟
قدمت مجموعة هوت كوتور لربيع وصيف 2009 وتم العرض في فندق فينيسيا إنتركوننتيننتال في 18 كانون الأولديسمبر. كانت هذه انطلاقتي الفعلية والعملية في لبنان. كما هناك مشروع لإقامة عرض في تونس.

- بمَن من الصممين تتأثر بشكل خاص؟
أعشق المصمم Balenciaga المميز بالأسلوب البسيط مع قصّات غريبة مبتكرة وأقمشة فاخرة. كما أعشق أسلوب Poiret.

- في ظل «عجقة» المصممين في الساحة، كيف يفرض أسلوبك نفسه وكيف تثبت وجودك؟
أعشق أن أحافظ في عملي على مواصفات الهوت كوتور الكلاسيكية القديمة التي تعتمد على العمل اليدوي وتتطلب ساعات طويلة من العمل والجهد ليكون كل فستان تحفة فنية بذاته.

- كيف تصف الموضة اليوم في عالم الهوت كوتور؟
أعتقد أن الهوت كوتور في أيامنا هذه تفتقد الأناقة الكلاسيكية الأصيلة التي عرفناها في الماضي. لطالما تميّزت المرأة في العصور القديمة بالأناقة وأشعر أن اليوم رخصت قيمة الهوت كوتور وتراجعت ولم تعد هناك المقاييس المعروفة.  شخصياً أحاول من خلال عملي أن أعيد التألق Glamour التقليدي الذي عرفناه في الثلاثينات والذي تفتقده الموضة حالياً. برأيي حتى فكرة تأجير الفساتين غير واردة عندي لأن هذا يضرب قيمة الهوت كوتور. وأحب أن تكون تصاميمي حصرية لكل شخص فلا أكرر التصميم نفسه أكثر من مرة. كما أحب أن تكون المجموعة التي أقدّمها صغيرة حتى لا أقع في التكرار.

- ما العصور المفضّلة لديك والتي تتأثر بها في تصاميمك؟
أتأثر بشكل خاص بالثلاثينات والخمسينات.

- ألا يحد تأثرك بأزمنة قديمة من قدرتك على التطوّر؟
صحيح أنه توجد في تصاميمي لمسة من الثلاثينات، لكن لمزيد من العطاء يعتبر السفر المستمر والإطلاع على الموضة العالمية وعلى الثقافات المختلفة والحضارات مسألة ضرورية. أحاول باستمرار أن أختار من الجديد والعصري لتوسيع خيالي وفكري. أعرف أن المشكلة تكمن في أن كثراً من المصممين لم يكتشفوا أنفسهم بعد فيبدو واضحاً في تصاميمهم انهم يشعرون بالضياع ولا تبرز شخصيتهم من خلالها. التأثر بالثقافة التقليدية القديمة أمر ضروري للحفاظ على المستوى المطلوب في التصميم، شرط الحفاظ على الروح العصرية الشبابية.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077