تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

هبة الدري: لهذا السبب قلّدت جيهان نصر ونوال الكويتية... والدراما السعودية اقتصرت على «سيلفي»

منذ بدايتها الفنية تطمح أن تكون ممثلة مختلفة... أدركت أن المجال الفني صعب فرفعت شعار لا للتنازلات وقدمت أدواراً صعبة ومركبة لتثبت ذاتها وسط أبناء جيلها... صراحتها تقودها أحياناً إلى بعض الخلافات مع زميلاتها فتعلن «في الحق لا أخشى لومة لائم»... إنها النجمة الشابة هبة الدري التي رحبت بنا في حوار أطلعتنا خلاله على آرائها وقراراتها وطموحاتها.


- هبة، أمضيت إجازة عائلية مع زوجك الفنان نواف العلي، هل هي لتجديد الحياة الزوجية أم لإحساسك بالذنب لتقصيرك معه بسبب انشغالاتك الفنية؟
طبعاً، كانت الإجازة نوعاً من التجديد لحياتنا الزوجية، ولإحياء الحب بيننا، وأيضاً للتخلص من الإرهاق الشديد الذي عانيته أثناء تصوير أعمالي الفنية في الفترة الماضية، فكان لا بد من السفر والتمتع بالإجازة.

- في رحلتك العائلية، ألا تقولين لنفسك «كفاية يا فن» وتتفرغين خلالها لأسرتك؟
لماذا أقول «كفاية يا فن» والفن لا يأخذ من وقتي الكثير، فأضخم مسلسل يستغرق تصويره 60 يوماً، والسنة عدد أيامها 365 يوماً، ويكفي ما تبقى منها لأعيش حياتي بمنتهى الراحة، خصوصاً بعدما قلصت عدد أعمالي ليصبح عملاً أو اثنين على الأكثر في السنة.

- ألا يضايق زوجك الفنان نواف العلي أنك أكثر شهرة ونجومية منه؟
لا نعاني عقدة النجومية ومن أقوى فنياً، لأن كلاً منا يختلف عن الآخر بطبيعة الشخصيات التي يقدمها.

- هل مسلسل «أنت عمري» الذي جمعك مع نواف قبل سنوات من زواجكما كان الشرارة الأولى في قصة حبكما؟
كنا زميلين قبل هذا المسلسل ليس أكثر، ولكن أثناء التصوير حدث بالفعل تفاهم بيننا، وعقب الانتهاء من عرض المسلسل، تقدم نواف لخطبتي وتزوجنا بعد فترة قصيرة.

- رزقتما بطفل واحد، ألا تفكران في إنجاب أخ له؟
بالطبع، أتمنى إنجاب أشقاء لابني الوحيد «بدر»، لكن بعد إنجابي ابني البكر توجب عليّ التريث قليلاً لكي أفهم متطلبات الطفل، خصوصاً أن لا تجربة سابقة لي في ذلك، و«بدر» أتمّ أعوامه الثلاثة، وأصبح من الضروري أن نخطط لإنجاب طفل آخر.

- هل أنت شخصية انفعالية، هادئة أم رومانسية؟
أنا مجموعة من الصفات الإنسانية، فما من إنسان انفعالي أو هادئ أو رومانسي طوال الوقت، فيستحيل ذلك ويصبح إنساناً سخيفاً بالنسبة إليّ.

- بعيداً عن الحياة الأسرية، كان مسلسل «جود» آخر عمل لك عرض في رمضان الماضي، كيف وجدتِ أصداءه لدى الجمهور؟
مسلسل «جود» كان الأنجح والأكثر مشاهدة في رمضان الماضي على مستوى الدراما الخليجية، والفضل في ذلك يرجع الى الله تعالى، وإلى اجتهاد المخرج والفنانين المشاركين في العمل، وأيضاً الى شركة الإنتاج التي وفرت لنا كل سبل الراحة لكي نقدم عملاً راقياً.

- ولكنك فاجأت الجمهور بتقديمك الشخصية بحس كوميدي رغم أنك بعيدة عن مجال الكوميديا؟
في حياتي الشخصية لست بعيدة عن الكوميديا (تضحك)، لكن مرت فترة من الزمن حصرني فيها المخرجون بأدوار المرأة المنكسرة والمغلوبة على أمرها ومن ثم بأدوار الفتاة الشريرة، إلا أنني امتنعت عن تقديم أي دور سبق لي وقدمته، حتى جاءني سيناريو مسلسل «جود» ووجدته رائعاً ومطعّماً بنكهة كوميدية، أتاح لي رغم الشر الذي يميز أحداثه إظهار بعض الكوميديا الموجودة لدي، هذا بالإضافة الى «الأفيهات» التي تمت بالاتفاق بيني وبين المخرج، وبدلاً من أن يكرهها الجمهور أحبها، وهذا ما كنا نهدف إليه.

- ولماذا برأيك تعاطف الجمهور معك في الحلقات الأخيرة رغم قسوة الشخصية وبخلها الشديد؟
لأن غالبية النساء وجدن أنفسهن في شخصية «سلوى» بعيداً من البخل الذي ظهر في الشخصية، فكثيراً ما عانت «سلوى» من قسوة الزوج وتسلط الحماة وإهمال الأبناء وضياع الأب بعد فقدانه الذاكرة، وانعكست قسوة الأيام قساوة على نفسها وأبنائها رغم ضعفها من الداخل، وهناك الكثير من النساء اللواتي واجهن بالفعل ما حدث لـ«سلوى».

- جمهورك نسي تماماً بعد وفاتك في الحلقة الأخيرة أن هذا مجرد تمثيل وقام بسب وقذف الفنانة أمل العنبري لأنها قتلتك في المسلسل، ألم يضايقك عدم فصل الجمهور بين محبته الشخصية لك وما يقتضيه الدور؟
الجمهور فاصل، ذكي ويستوعب جيداً، لكنه عاطفي الى أبعد الحدود، فخلال مشهد قتل «سلوى» فقد المشاهد الصدقية، لأن المشهد ظهر وكأنة حقيقي بعيداً عن التمثيل، كما اتفقت مع أمل العنبري على أن تطوق رقبتي فعلاً لكي تظهر انفعالاتي وتعابير وجهي الطبيعية بدون أي تصنع، وهو ما تحقق للمشاهد بالفعل، فأحب «سلوى» وتعاطف معها، وكره «جميلة» التي قدمت أمل دورها وهاجمها بشدة.

- سمعنا من البعض أن الفنانة هند البلوشي حاولت مراراً أخذ دورك في المسلسل، ولكن المخرج منير الزعبي رفض ذلك وقرر أن تقدم هبة الدري شخصية سلوى دون غيرها؟
لا تفاصيل لدي في خصوص ما ذكرته، وكل ما أعرفه أن المخرج أصر على وجودي في هذا العمل.

- بعد مشاهدة الجمهور للمسلسل جعلك بطلة العمل الأولى مع تقديرنا لبطلته الأساسية النجمة هدى حسين، ذلك بسبب تأثير دورك في الأحداث ولأن الشخصية جديدة على الجمهور... بمَ تعلّقين؟
العين لا تعلو عن الحاجب هدى بطلة العمل وملكة الشاشة بالنسبة إلي، وأكنّ لها كل الحب والتقدير، ومن الجميل أيضاً أنها أتاحت لي الفرصة لتقديم شخصية «سلوى»، ولو أنها اعترضت على مشاركتي في العمل لما تمكنت من أداء دوري فيه، وأعترف بأنها ساندتني ودعمتني كثيراً خلال المسلسل.

- ولماذا اعتذرت أخيراً عن العمل معها في مسلسل من إنتاج المنتج السعودي حسن عسيري؟
هذا المسلسل عرض عليّ قبل مسلسل «جود»، ولكن الرقابة رفضت تصويره داخل الكويت لأسباب أجهلها. «الكاست» بالكامل تم تغييره، وسيتم التصوير في البحرين، وأنا لا أستطيع الابتعاد عن عائلتي وبيتي لفترة قد تتجاوز الأشهر الثلاثة بسب عمل فني، لذلك اعتذرت عن المسلسل وعن دور «مها» تحديداً رغم قوته وكبر مساحته.

- أين انت من الدراما السعودية حيث إن آخر ما قدمته كان مسلسل «شكراً يا» في أواخر التسعينيات مع النجمة المعتزلة زينب العسكري؟
الدراما السعودية أصبحت في رأيي مقتصرة على مسلسل «سيلفي» للنجم ناصر القصبي، وكذلك «واي فاي»، ولم أُطلب قبلهما للمشاركة في أي عمل.

- وماذا تقولين عن كثرة الوجوة الجديدة التي ظهرت أخيراً في الخليج عامةً وفي الكويت خاصة؟
من الطبيعي أن تظهر وجوه جديدة بين فترة وأخرى، وبعد سنوات قليلة ستتم غربلة الفنانين بين الموهبة الحقيقية وبين من يعتمد على مواهب أخرى غير التمثيل، وهذا أصبح من طبيعة الفن.

- لكن، ألا تشاركيني الرأي بأن أغلبهم يفتقر إلى الموهبة ويعتمد على الجمال والدلع؟ 
لا مقاييس للجمال حالياً، فالفن فن والتمثيل تمثيل، أي لا يصح أن نحكم على ممثل من خلال مظهره الخارجي فقط ونتغافل عن موهبته الأصلية، لذا أقول للشباب الذين يعتمدون على وسامتهم، اتركوا التمثيل، لأن لا موهبة حقيقية لديكم، فمهما كان عنصر الجمال طاغياً لا بد من أن تكون الموهبة أقوى. 

- ذكرت لي قبل اللقاء أنك قلّدت في أحد أعمالك الفنية النجمة المعتزلة جيهان نصر... لماذا؟ وما هو العمل؟ 
قلّدت بالفعل تسريحة شعر النجمة جيهان نصر في أحد أعمالها الفنية أثناء تصوير دوري في مسلسل «توالي الليل»، لأن أحداث المسلسل كانت تدور في فترة التسعينيات، وكانت جيهان نصر من أشهر نجمات تلك الحقبة رغم ظهوري كممثلة في أواخر التسعينيات. نوال الكويتيه أيضاً كانت تتميز بـ«لوك» معين في التسعينيات واعتمدت بعضاً من إطلالاتها القديمة في المسلسل.

- هبة الدري... عندما يُذكر هذا الاسم تتبادر فوراً إلى أذهان الجمهور مسلسلات «دارت الأيام» و«دروب الشك» و«القرار الأخير»... لماذا يتم ذكر هذه الأعمال دون غيرها رغم تقديمك مجموعة من الأعمال أخيراً؟
لأنها أعمال لا تزال راسخة في أذهان الناس، وستظل حاضرة بقوة مثل مسلسل «درب الزلق» لغاية عشرين عاماً مقبلة، لأن الأعمال الجديدة لا يتحدثون عنها بكثرة. للأسف، أصبحنا نقدم عملاً تتم مشاهدته مرة أو اثنتين وينتهي الى الأبد حتى لو تمت إعادته أكثر من مرة بسبب كثرة الإنتاج، ففي السنة الواحدة يُنتج من 30 إلى 40 عملاً، ولا وقت لإعادة عرض هذه الأعمال الجديدة، والأعمال التي ذكرتها، شاهدها الجمهور أكثر من مرة بسبب حبكتها الدرامية التي تحاكي واقع الأسرة، وبشكل عام نفتقد هذا النوع من الأعمال هذه الأيام.

- منذ بداياتك وإلى الآن، تُحسب لكِ مشاركتك كبار النجوم في الخليج أمثال حياة الفهد وسعاد عبدالله وسعد الفرج وعبد الحسين عبدالرضا... هل يعزز ذلك ثقتك في نفسك ويطوّر موهبتك؟
بالتأكيد، يُعدّ هذا إضافة كبيرة الى رصيدي الفني، فعلى سبيل المثال، حين يقف النجم القدير سعد الفرج على خشبة المسرح في مسرحية «عنبر و11 سبتمبر» ونتقاسم البطولة مع القدير غانم السليطي فهذا شيء مهم بالنسبة إليّ، وكانت صدمة كبيرة لي أن يُقدم لي دور قوي بوجود هذين العملاقين.

- ومن هو النجم أو النجمة التي استمتعتِ بالعمل معها وتتمنين تكرار التجربة؟
الجميع أصدقائي في الوسط الفني، ففي مسلسل «جود» قدمت دويتو مع الفنان يعقوب عبدالله، وأحب المشاهد رؤيتنا معاً، وكذلك رؤيتي مع شقيقاتي في المسلسل. أيضاً أحب العمل التلفزيوني مع الفنان محمد الرمضان، وأعشق العمل مع جميع من تعاونت معهم في السابق.

- شاركتِ في العديد من مسرحيات الطفل، أين أنتِ من مسرح الكبار؟
منذ ما يقرب من خمس سنوات، أخذت إجازة من مسرح الكبار، ولا أنوي العودة اليه حالياً. وبالنسبة إليّ مسرح الطفل له نكهة خاصة ووضع مختلف، وحين يأتي إليّ الأطفال بعد انتهاء العرض، أشعر بأهمية ما أقدمه لهم، فبعكس الكبار الطفل لا يجامل، وبوجود هذه القاعدة الجماهيرية من الأطفال أحببت التواجد معهم بين الحين والآخر.

- في أي مكانة تضعين نفسك بين فنانات الكويت تحديداً؟
لا يصح أن تسأل فناناً عن مكانته بين الفنانين، وكل من يقيم نفسه من الفنانين أعتبره خاطئاً، لأن الجمهور وحده هو من يقيم الفنان، وأعتقد أن الجمهور قيّمني بصورة ترضيني.

- أي عمل قدّمته وكان له الفضل في ظهورك فنياً؟
العمل الذي عرّف الجمهور إليّ كان مسلسل «القرار الأخير»، ومن خلال مسلسل «دارت الأيام» عرف الجمهور اسمي ومن هي هبة الدري، ومن بعده «دروب الشك»... وجميعها مع أبناء آل منصور والكاتبة والمنتجة فجر السعيد، إضافة الى دوري الأخير في مسلسل «جود» والذي أظهر إمكانات كثيرة كانت مخبّأة لدي.

- وما الدور الذي وجدتِ نفسك فيه وكأنه جزء من شخصيتك الحقيقية؟
هي أدوار كثيرة، على سبيل المثال دوري في مسلسل «عندما تغني الزهور» مع سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد في دور «حسينه» من حيث طيبتها وحبها لوالدتها وعلاقتها بأفراد أسرتها، وهي صفات موجودة في شخصيتي الحقيقية... أيضاً في «دارت الأيام» ثمة الكثير من تفاصيل الدور التي تشبهني من حيث تمسك الشخصية بالدراسة وتعلقها الشديد بوالدتها، ورغم ذلك ما من دور يمثلني بنسبة مئة في المئة.

- مَن مِن أبناء أو بنات جيلك تحسبين له ألف حساب حين يقف أمامك في عمل فني؟
أي ممثل حقيقي حتى لو كان طفلاً بعمر الخمس سنوات ويجعلني أتفاعل معه كممثل، اّرفع له القبعة وأحترمه كثيراً.

- أي نوع من النساء أنتِ، وما الذي تكرهينه في شخصيتك؟ 
أنا مسالمة جداً، وأكره المشاكل بدون أسباب، وأعترف بأنني متسرعة وعصبية أحياناً، لكن بعد انجابي لابني «بدر» خفّت العصبية نوعاً ما، خصوصاً أنني أصبحت في الـ 34 من عمري، ولا بد من أكون رصينة ومتزنة في تصرفاتي.

- هل تضايقك النجومية؟     
كانت تضايقني في السابق، لكننا اليوم في عصر التكنولوجيا وأصبح الناس يتفهمون طبيعة عملنا، وباتت النجومية محببة إليّ. 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078