تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

ياسمين عبد العزيز: لا أرى من ينافسني

تعترف أن المرأة العربية مظلومة ومقهورة في مجتمعنا، لذلك تحاول مناصرتها من خلال أعمالها الفنية، ياسمين عبدالعزيز تتحدث معنا عن فيلمها الأخير «أبو شنب»، وأسباب ترشيحها ظافر العابدين لمشاركتها بطولته، وشكل المنافسة بينها وبين محمد عادل إمام في الموسم السينمائي الماضي، وتكشف سر غيابها عن الدراما التلفزيونية لأكثر من خمسة عشر عاماً، وما حثّها على العودة إليها مرة أخرى بمسلسل جديد لشهر رمضان المقبل، ورأيها في نيللي كريم وغادة عادل وأحمد حلمي وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأحمد عز، والعلاقة التي تجمع بين ابنتها «ياسمين» و«لي لي» ابنة منى زكي، و«الشقاوة» التي تمارسها فقط مع ابنها سيف.


- صرّحت بأن شخصية الضابطة «عصمت» في فيلم «أبو شنب» من الأدوار الصعبة، كيف استعددت لها؟
كنت تمنيت منذ فترة طويلة تجسيد دور الضابطة، لأنني في طفولتي كنت أحلم بأن أعمل ضابطة في الشرطة. وعندما أصبحت ممثلة كان يراودني حلم تقديم هذا الدور على الشاشة، لكن كان من المستحيل تنفيذ ذلك لعدم وجوده على أرض الواقع، خصوصاً في مصر. وبمجرد أن أصبح للمرأة مكان مؤثر في جهاز الشرطة المصرية، بدأت في التفكير بالمشروع مرة أخرى، والاستعداد له كان يتطلب مني مجهوداً خاصاً، لأن العمل يحتوي على عدد من مشاهد الأكشن والمطاردات. وقبل التصوير بفترة خضت تدريبات مكثفة لتقديم تلك المشاهد في شكل يشعر المشاهد بأنها حقيقية، ورفضت الاستعانة بدوبلير حتى أحقق المصداقية في الأداء. وعلى رغم ذلك تعرضت لبعض الكدمات أثناء تصوير بعض المشاهد الصعبة، ومن أبرزها حملي على «ونش» والارتفاع به عالياً، وحتى الآن لا أصدق أنني غامرت بتجسيد هذا المشهد بنفسي.

- هل وجدت صعوبة في التخلّي عن أنوثتك وجمالك بالفيلم؟
الشخصية تطلبت مني ذلك، وكنت أحتاج إلى هذا التغيير لأنني في الأساس ممثلة، ولا بد أن أجسد الأدوار والأشكال كافة. و«عصمت» تحمل جزءاً ذكورياً بحكم عملها، الذي يفرض عليها مظهراً محدداً وشكلاً يبتعد تماماً عن الأنوثة، وملامحها كانت من أول الأمور التي فكرت فيها، لأنها جزء مهم من إقناع المشاهد بالدور، مع الأخذ في الاعتبار أن شكلها وطريقة أدائها لا يحرمانها أبداً من أنوثتها المدفونة في داخلها، وتم توضيح ذلك من خلال أحداث الفيلم، عندما وقعت في الحب، وكان مقصوداً إبراز فكرة أن كل السيدات يتواصلن مع الأنوثة فيهن، لكنّ منهن من يخفينها لأسباب معينة، ومنهن من يظهرنها بالاهتمام بشكلهن.

- ما سبب ترشيحك ظافر العابدين لمشاركتك بطولة الفيلم؟
هذه ليست المرة الأولى التي أرشح فيها ظافر للعمل معي، بل حدث ذلك منذ فترة في فيلم سينمائي لي، لكن لم يكتمل التعاون لأسباب فنية وذهب الدور الى فنان آخر، وعندما جاءت الفرصة والدور المناسب رشحته مرة ثانية، ووجدت ترحيباً من المخرج والمؤلف والمنتج به، وهو من الممثلين الذين يمتلكون موهبة كبيرة ويركز في الدور ليخرج كل طاقاته الفنية به، كما أنه صارم جداً في عمله، وهذا أكثر ما أعجبني فيه.

- البعض يردد أنكِ لا تهتمين بآراء النقاد بسبب عدم حرصك على عمل عروض خاصة لأفلامك، فما تعليقك؟
العروض الخاصة لأفلامي تكون بين الجمهور، مَن يحرصون على شراء «تذاكر» لمشاهدة الفيلم، فهؤلاء هم من أهتم بمشاهدة الفيلم معهم، لأنني ألمس من خلالهم رد الفعل الحقيقي من دون مجاملة أو تصنّع. وسعدت كثيراً عندما حضرت مع الجمهور مراراً، ووجدت صالات العرض مليئة بالوجوه الضاحكة على العديد من المشاهد، وفوجئت أيضاً بوجود عدد كبير من الأطفال مع أسرهم، رغم أن قصة الفيلم وأحداثه ليست موجّهة الى تلك المرحلة العمرية، وانبهرت كثيراً بإعجابهم به الى درجة أنني تحدثت مع المنتج أحمد السبكي عن هذا الأمر، وتوصلنا إلى أنني استطعت خلال الأعوام الماضية جذب الأطفال لأفلام تهمهم، ومنها فيلم «الدادة دودي»، وهذا أمر أعتز به.

- ألم تقلقي من التعاون مع المنتج أحمد السبكي لاتهامه بتقديم أعمال سينمائية تفسد الذوق العام؟
لا أقلق إطلاقاً، لأن هذا العمل ليس التجربة الأولى بيني وبين السبكي، بل هو التعاون الثالث بعد فيلمي «الآنسة مامي» و«جوازة ميري»، وقد حققا نجاحاً كبيراً مع الجمهور ولم يتّهمهما أحد بأنهما يفسدان الذوق العام، فلا أنشغل بما يردده البعض، وإنما ما يهمني هو عملي الذي يقيّمه الجمهور ويحدّد على أساسه عوامل نجاحي، وأعتقد أن أعمالي خير دليل على نفي ما يقال ويتم ترديده، وليس لي الحق في أن أقيّم أعمالاً فنية أخرى لا أشارك فيها، سواء أنتجها السبكي أو غيره.

- تقيسين دائماً نجاح أفلامك بالإيرادات، فما تعليقك بعد حصولك هذا العام على المرتبة الثانية بعد فيلم «جحيم في الهند» لمحمد إمام؟
عدم حصولي على أعلى إيرادات لا يعني إطلاقاً فشل الفيلم، بل إنه يمثل نجاحاً كبيراً، لأنه استطاع منافسة فيلم آخر تم تصويره بالكامل خارج مصر، ولو تم قياس المسألة بالتكلفة والميزانية المصروفة على الفيلمين، سنجد أن فيلمي حقق مكاسب بحجم الإيرادات التي وصل إليها، بينما الفيلم الآخر لم يغطِّ تكلفته على رغم حصوله على إيرادات أعلى. وهناك أمر آخر لا يلتفت إليه البعض، وهو أن الأفلام السينمائية لا يقاس حجم إيراداتها داخل مصر فقط، لكن بحجمها في كل الدول العربية، وفيلمي استطاع تحقيق أعلى إيرادات على مستوى الوطن العربي، وسعدت كثيراً بردود الأفعال التي وصلتني على العمل من جمهوري العربي، سواء في الكويت أو البحرين أو الأردن أو السودان، فلا يجب أن نقارن بين الفيلمين، لأن عناصرهما الفنية مختلفة، خصوصاً أن فيلم «جحيم في الهند» أقرب إلى البطولة الجماعية ويظهر ذلك في الأفيش الدعائي له، فهو يضم عدداً كبيراً من الفنانين، أمثال بيومي فؤاد وشباب فرقة مسرح مصر الذين حققوا نجاحاً ضخماً في الفترة الأخيرة، وأصبحت لديهم قاعدة جماهيرية لا يستهان بها.

- ألا تعترفين بشراسة المنافسة بينك وبين محمد إمام في هذا الموسم؟
المنافسة بين الأفلام السينمائية أمر طبيعي وتحدث في كل موسم، لكن على المستوى الفني لا يوجد من ينافسني، لأنني أمثل البطولة النسائية، وليس هناك وجه للمقارنة بيني وبين محمد عادل إمام أو أي نجم كوميدي آخر، لأنه يمثل البطولة الذكورية، وهي منطقة بعيدة عني تماماً، كما اعتدت على عدم النظر الى من حولي، وكل ما أسعى إليه هو تقديم أعمال فنية تنال إعجاب جمهوري وترسم الابتسامة والضحكة على وجهه.

- هل يرضيكِ فنياً أنكِ أصبحتِ إحدى أهم الفنانات اللاتي يقدمن السينما النسائية خلال الفترة الحالية؟
تلك المسألة صعبة جداً، خصوصاً في السينما، لأن جمهورها يذهب إلى النجم الذي يفضّله، على عكس الدراما التلفزيونية التي يذهب فيها الفنان إلى الجمهور بمنزله، كما أن النجاح في السينما لا يحسب بالإيرادات وحدها، لكن العامل الأهم هو الاستمرارية والحفاظ على المستوى نفسه لسنوات طويلة. وهناك أفلام عدة حققت أعلى إيرادات وقت عرضها، لكن أبطالها لم يستطيعوا الاستمرار بعدها، وكان أحد أهدافي هو بقائي في البطولة النسائية لسنوات طويلة وفي مواسم مختلفة، لتأكيد نجاحي، وأن المسألة لا تأتي معي بالمصادفة، بل إنها نتيجة مجهود وتعب وتركيز في اختياراتي الفنية، وتحضير للشخصية، وبحث عن موضوعات جديدة ومتنوعة وتمسّ الجمهور.

- معنى ذلك أنه لو عرض عليكِ فيلم مع أحد النجوم سترفضينه؟
لن أرفض ذلك أبداً، خصوصاً إذا كان عملاً ضخماً، ليس في الإنتاج فقط لكن في القصة والإخراج وطاقم العمل المشارك معي، إنما هناك سؤال مهم سأفكر فيه قبل أن أقدم على تلك الخطوة، وهو: هل الجمهور سيتقبل فكرة مشاركتي مع أبطال آخرين بعد أن أصبح الآن يقبل على الفيلم من أجلي؟ فالجمهور هو الذي يحركني في اختياراتي الفنية بالمقام الأول، لذلك أرفض المشاركة في أعمال فنية يكون حجم دوري فيها صغيراً، حتى لا أخذل جمهوري الذي يشاهد الفيلم من أجلي، لكن في الوقت نفسه هناك عوامل أخرى تفرض على الفنان أموراً معينة، منها متطلبات السوق والصناعة في كل مرحلة، وأحياناً التغيير يكون مطلوباً لتحقيق أهداف أخرى ربما لا تتحقق إلا بالبطولة الجماعية.

- من الفنان الذي يمكن أن تقبلي مشاركته في عمل فني؟
تعاونت مع معظم نجوم السينما بأفلام أعتز بها، وحققنا نجاحات ضخمة معاً لا يمكن أن تُنسى أبداً، وأتمنى أن أكرر التجربة معهم مرات أخرى إن أتيحت الفرصة لذلك، وأبرزهم أحمد حلمي وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأحمد عز وغيرهم، وربما يتوافر السيناريو المناسب الذي يعيد التعاون بيننا في الفترة المقبلة، فجميعنا أصدقاء ويشرّفنا أن نجتمع لتقديم عمل فني مميز.

- رغم اعتماد أعمالك الفنية على الكوميديا، فأنكِ تحرصين على مناقشة العديد من القضايا التي تشغل الرأي العام مثل قضية التحرش في فيلمك الأخير، كيف تحققين هذا التوازن؟
هي توليفة لا بد أن تكتمل كي أوافق على تقديم الفيلم، ومن دونها أعتذر عنه، فالضحك والترفيه لا يتعارضان أبداً مع مناقشة القضايا الجادة، وأكثر ما حمّسني في فيلم «أبو شنب» أنه يتعرّض لقضيتين أصبحتا منتشرتين في مجتمعنا في الآونة الأخيرة، أولاهما قضية التحرش، وهي تمس المرأة في شكل خاص، ولا بد من إلقاء الضوء عليها في محاولة للتخلص منها نهائياً، والقضية الأخرى هي اختطاف الأطفال، والتي تتأثر بها المرأة أيضاً، لأن أهم ما لديها في الوجود هو طفلها. والرسالة المطلوبة من العمل وصلت الى الجمهور في شكل جيد، على رغم وجود جرعة مكثفة من الكوميديا، وأتمنى أن أستطيع تحقيق ذلك في أعمالي الفنية كافة حتى أثبت للجميع أن الأعمال الكوميدية ليست «تافهة» كما يظن البعض، لكنها تهدف الى مضمون فني يفيد المشاهد والمجتمع في شكل عام.

- هل تقصدين في أعمالك الفنية إبراز دور المرأة ومناصرتها في قضاياها؟
بطبيعتي، أميل إلى المرأة في شكل أكبر من الرجل، ليس لكوني سيدة فقط، وإنما لشعوري بأن هناك تفرقة بينها وبين الرجل في أمور كثيرة في مجتمعاتنا الشرقية، ورغم دورها المهم والمؤثر على المستويات والصعد كافة، فإنها مظلومة ومقهورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالنساء في غالبيتهن يعملن مثل الرجل، وفي الوقت نفسه يتحملن مسؤولية المنزل بكل احتياجاته وينشغلن بتربية الأبناء ودراستهم، لكنها لا تأخذ حقها في المجتمع مثل الرجل، بخلاف الدول الأوروبية المهتمة بدور المرأة وحقوقها، ولهذا أنشغل دائماً بقضاياها وأحاول الوقوف بجانبها، بإلقاء الضوء على مشاكلها كافة التي تواجهها ومحاولة البحث عن حلول لها.

- ما الأفلام التي حرصت على مشاهدتها في الفترة الأخيرة؟
فيلم «من 30 سنة» بطولة منى زكي وأحمد السقا وشريف منير وميرفت أمين، وأعجبت به كثيراً، واتصلت بمنى لتهنئتها على دورها الرائع في الفيلم، واستمتعت بالأداء التمثيلي لكل المشاركين في العمل، لأنهم جميعاً قدموا عملاً فنياً محترماً وراقياً، وبذلوا مجهوداً كبيراً لإخراج الفيلم في أفضل شكل ممكن، فكل صناع العمل يستحقون الإشادة والتقدير.

- ما شكل علاقتك بمنى زكي على المستوى الشخصي؟
هناك علاقة صداقة قوية تجمع بيننا منذ فترة طويلة، وابنتي «ياسمين» و«لي لي» ابنة منى صديقتان، وربما تكون صداقتهما فاقت علاقة الصداقة بيني وبين منى في مراحل كثيرة، وهذا يسعدني على المستوى الشخصي، لأنني أحب منى ولي لي كثيراً.

- هل تمتلكين صداقات أخرى داخل الوسط الفني؟
أكنّ الحب والاحترام لجميع زملائي، وهم يبادلونني الشعور نفسه، لكن من أقرب أصدقائي الى قلبي ودائماً على تواصل معه الفنان صلاح عبدالله، وأتحدث معه في أموري كافة، سواء الفنية منها أو الشخصية، وهو يعطيني نصائحه من خلال خبراته الحياتية، وله قيمة كبيرة بالنسبة إلي، كما أنه فنان عظيم وتاريخه الفني يشهد على ذلك.

- تعودين إلى الدراما التلفزيونية في رمضان المقبل بمسلسل جديد بعد غياب دام نحو خمسة عشر عاما،ً فما سبب ابتعادك طوال تلك الفترة؟
آخر أعمالي الدرامية كان عام 2001 في مسلسل «الرقص على سلالم متحركة»، ولا أستطيع إنكار أن غيابي عن الدراما كان متعمّداً مني، وهذا لسببين، أحدهما متعلق بالجوانب الفنية وهو رغبتي في التركيز  على السينما لعشقي الشديد لها، وهي التي صنعت نجاحي ونجوميتي منذ بداياتي الفنية، أما العامل الآخر فمتعلق بحياتي الشخصية، وهو أن الأعمال الدرامية تحتاج إلى وقت طويل قد يتجاوز الستة أشهر ما بين فترة التحضيرات والتصوير، بخلاف الأفلام السينمائية التي لا تتجاوز مدتها الشهرين على الأكثر، وكان صعباً بالنسبة إلي أن أترك ولديّ سيف وياسمين لمدة طويلة وأنشغل بتصوير مسلسل، خصوصاً أنهما كانا في سن صغيرة ويحتاجان إلى وجودي بجانبهما. وفضّلت دوري كأم عن كوني فنانة، وفي الوقت نفسه لا أبتعد عن مهنتي التي أعشقها، محاولة الموازنة بين بيتي وفني بمشاركتي كل عام بفيلم سينمائي. وعندما كبر ابناي وأصبحا قادرين على الاعتماد على نفسيهما في الكثير من الأمور الحياتية، فكرت في العودة الى الدراما مجدداً.

- لكن ما الذي حمسك للمشاركة في السباق الرمضاني العام المقبل تحديداً؟
كل عام، كانت تقدَّم لي من شركات الإنتاج عروض كثيرة، لكنني كنت أعتذر عنها، على رغم أن بعض المشاريع كان ينال إعجابي. لكنني في الفترة الأخيرة لمست من الجمهور في الدول العربية كافة، من خلال تواصلي معهم عبر مواقع التواقع الاجتماعي، رغبتهم في مشاهدتي على الشاشة الصغيرة، وفي أي مناسبة أجد كثراً يسألونني عن عدم تقديمي مسلسلاً جديداً، ذلك كله جعلني أفكر في خوض التجربة، وأتمنى أن أستطيع تقديم عمل درامي مميز يكون في مستوى وقدر ما ينتظره الجمهور مني.

- هل سيكون مسلسلاً كوميدياً اجتماعياً؟
ما زلنا في مرحلة التجهيز للعمل، وحتى الآن لم تظهر الملامح النهائية له للحديث عنه، لذلك لا أريد الإفصاح عن أي تفاصيل تخصّه إلا بعد الانتهاء من فترة التحضيرات والبدء في تصويره، لكن من العوامل التي شجعتني حماسة المنتج تامر مرسي وتعاقدي معه، لأنه أحد أهم المنتجين على الساحة، ويحرص على تقديم أعمال متميزة فنياً، إلى جانب أن السيناريو يكتبه المؤلف أيمن سلامة، الذي قدم العديد من الأعمال الدرامية الجيدة خلال الأعوام الماضية، كما أن المسؤول عن إخراج العمل هو المخرج سامح عبدالعزيز، والذي تعاونت معه في آخر أفلامي «أبو شنب»، وحتى الآن لم يتم اختيار باقي الممثلين المشاركين معي، وهناك عدد من الترشيحات لمجموعة من الزملاء الذين أتشرَّف بالتعاون معهم.

- لكنها بالتأكيد خطوة فارقة بالنسبة إليكِ، هل وضعت لها حسابات خاصة؟
أكثر ما يهمني في تلك التجربة أن أظهر عبرها في شكل مختلف تماماً عن السينما، ليس في مضمون العمل فقط، وإنما من الجانب الشكلي أيضاً وأحضر حالياً للوك جديد يتناسب مع الشخصية التي سأجسدها خلال أحداث العمل، وأعد الجمهور بمفاجآت كثيرة أرتّب لها خصيصاً من أجل إرضائه وتحقيق التنوع والاختلاف.

- هل ترين أن المنافسة في الدراما الرمضانية أصعب من تلك الموجودة بين الأفلام السينمائية؟
لا أنشغل بتلك المسألة، لأنني لو نظرت إليها سأفقد تركيزي في المشروع الذي أعمل عليه، كما أن الجمهور هو الوحيد الذي يملك حق تقييم الفنان، ويعطيه النجاح أو الفشل، وجميعنا نعمل ونجتهد لتقديم أفضل ما لدينا لأجله، وفي النهاية العمل المميز يفرض نفسه حتى لو تم عرضه وسط عدد كبير من الأعمال الأخرى، ودائماً أسعى إلى تقديم الجديد الذي يميزني عن غيري وعما قدمته من قبل في مشواري الفني.

- هل يمكن أن تأخذك الدراما من السينما مثلما حدث مع العديد من الفنانات الأخريات؟
لا يمكن أن يحدث ذلك معي، وكل ما أسعى إليه حالياً هو محاولة التوازن بينهما، والدليل على ذلك أنني اخترت سيناريو فيلمي المقبل من بين سيناريوات عدة عرضت عليَّ أخيراً، رغم انشغالي بتحضير المسلسل. لكنني لا أستطيع الكشف عن تفاصيل الفيلم خصوصاً أنني سأبدأ في تصويره بعد شهر رمضان المقبل.

- ما حقيقة تقديمك برنامجاً تلفزيونياً جديداً على قناة DMC بأجر وصل الى عشرة ملايين جنيه؟
بغض النظر عما يتردد حول الأجر، فقد اعتذرت عن عدم تقديم البرنامج لأنني لا أشعر بحماسة للجلوس على مقعد المذيع في الفترة الحالية، فأنا في الأساس ممثلة وهذا ما أضعه في أولوياتي دائماً، وتقديم البرامج التلفزيونية بالنسبة إلي مثل تقديمي أغنية استعراضية ضمن سياق عمل فني أقدمه، فلا يمكن أن أطرح ألبوماً غنائياً لمجرد إعجاب الجمهور بأغنية لي في فيلمي، لأنني لست مطربة بل مؤدية جيدة.

- معنى ذلك أنكِ ترفضين فكرة تقديم البرامج؟
لم أقصد ذلك أبداً، فربما أجد نفسي، في الفترة المقبلة، أميل إليها أو تتيح لي الظروف أن أصنع شيئاً جديداً في عالمنا العربي من خلال برنامج تلفزيوني، فهي من ضمن مشاريعي المؤجلة، خصوصاً أنني أنشغل حالياً بتحضير مسلسل جديد، ولا يوجد لديَّ الوقت الكافي لعمل برنامج بجانبه.

- أنت عاشقة لسماع الموسيقى، فمن المطرب والمطربة المفضّلان لكِ؟
أحب الهضبة عمرو دياب وأحرص على متابعة ألبوماته كافة، وتعجبني قدرته على الحفاظ على المستوى الفني نفسه لسنوات طويلة، أما المطربات فأعشق صوت فيروز وأستمتع بكل أغنياتها.

- نشرت أخيراً صوراً لكِ في رحلتك الى باريس عبر حسابك على إنستغرام، فهل أنت من عشاق السفر؟
لست من هواة السفر، لكنني أحياناً أجبر عليه من أجل تحقيق رغبة ابنيَّ سيف وياسمين، فهما من يعشقان السفر، واتفقنا هذا العام على تمضية الإجازة في باريس، وجمعتني المصادفة بالمنتج والفنان محمد محمود عبدالعزيز، واحتفلنا أنا وأسرته بعيد ميلاده، وكان يوماً جميلاً جداً.-


ولداي أهم وأغلى ما في حياتي

- يبدو أن الصداقة تجمع بينك وبين ابنيك سيف وياسمين؟
هذا أكثر ما يميز علاقتنا، فأصبحت الآن آخذ رأي ابنتي ياسمين في أعمالي الفنية، وهو أمر جديد بالنسبة إلي، لأنها في الفترة الماضية لم تكن تهتم بمشاهدة أي فيلم لي، وأثق في رأيها لأنها تناقشني في التفاصيل كافة، أما سيف فهو يتأثر بما أقدمه، فمثلاً عندما شاهد فيلم «الدادة دودي» حزن كثيراً بسبب قيام الأطفال فيه بعدد من المقالب بي ضمن السياق الدرامي للفيلم، ولمست أنه شعر بالغيرة والخوف عليَّ منهم في الوقت نفسه، أما في حياتنا الخاصة فأعيش معهما «الشقاوة»، وهذه الأوقات من أجمل لحظات حياتي، وأجلس لمدة طويلة كأي أم ألعب مع ابني سيف، الذي يبلغ من العمر خمس سنوات، فهو وشقيقته أهم وأغلى ما في حياتي.

- هل تتعمّدين عدم إظهارهما؟
كوني فنانة، أعيش غالبية الوقت تحت الأضواء، ولا أستطيع عادة التحكّم في حياتي العامة، لكنّ ابنيَّ ليست لهما علاقة بذلك، ولم يختارا أن يكونا ابنين لأم مشهورة، لهذا لا أحب إقحامهما في حياة الشهرة والأضواء، بل أفضّل أن يعيشا حياتهما الطبيعية، خصوصاً عندما كانا طفلين، وأترك لهما حرية الاختيار في كبرهما، وأعتقد أن هذا هو حقهما عليَّ، وهو الحفاظ على خصوصياتهما.

- وما رأيك لو أراد أي منهما دخول مجال التمثيل؟
سأرفض تلك الفكرة، لأن المهنة مليئة بالصعوبات ولا أحب أن أرى ابنيَّ يعانيان في مهنتهما، خصوصاً أنني على دراية كاملة بتفاصيلها كافة، فمن الأفضل أن يمتهنا مجالاً آخر لا أعرف عنه شيئاً حتى لا أشعر بالخوف عليهما. 

 

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078