بالصور - عمرها 126 وودعت ابنها الميت بشكل لا احد يجرؤ عليه
نشرت صحيفة "النهار" اللبنانية قصة معمّرة لبنانية خاضت تجربة مؤلمة وخاصة عند وفاتها ابنها العجوز، فودعته بطريقة لا يجرؤ عليها الشباب ربما.
وذكرت الصحيفة أنها امرأةٌ لبنانية من عمر كتاب التاريخ، تدعى ميمونة عبدالله أمين، أو "الحجّة ميمونة" كما يناديها كلّ من أراد استذكارها بحتّوتةٍ صغيرة عن سنواتها المئة والست وعشرين. تتساقط الأوصاف والألقاب والخبريات عنها كزخّ مطر. لكن التوصيف الأكثر اثارةً للجدل الذي يطلقونه عليها هو غاسلة الأموات. هي التي منذ صباها اعتنقت تقليد الاهتمام بمراسم دفنهم، حتى بات معروفاً في مناطق الشمال أنها قبرت جيلين كاملين متعاقبين في عكّار.
ويسرد رئيس بلديّة الدبابية العكارية الأستاذ طالب صبحة لـ"النهار" وقائع الحدث الأليم الذي فرّق الأم المعمّرة عن صبيها الوحيد. يقول: "كانت تشعر أنها ستدفنه بيديها. وكانت تقول أنه سيأتي اليوم الذي ستسمع فيه خبر وفاته، بعد مرور عامٍ على إصابته بسرطان الكبد. وهكذا صار. توفّي ابنها حسن صبحة منذ أيام، وكان وداعها له مهيباً. كأنها امرأةٌ في العقد العشريني تودّع طفلاً. انها أمٌ حنونة بما للكلمة من معنى.
وبكت الحجّة وانفعلت وأصرّت على حضور مراسم الغسل، وغسلت شخصيّاً قدمي ابنها وشاركت في تحضير مراسم الدفن وهي في كامل وعيها، هو الذي عرف بالأصالة والطيبة والاستقبال الحسن للضيوف. وهو كان يحيط والدته بعناية ورعاية كبيرتين، وقد أعرب في مناسبات عديدة عن فخره بها، وكان دائما قلقاً على حياتها وصحتها وكيفية استمرارها من دون ضمانات صحية واجتماعية. لا يخفي صبحة أن قوّة الحجّة ميمونة وحالتها الصحية تدهورت في السنتين الأخيرتين، بعد وفاة زوجة ابنها التي فارقت الحياة فجأة.
وكانت تحبّذ المرح والمصارعة والملاكمة، وتقاتل كلّ من رغب في تحديها هزلياً، لكنّ حنين الأيام سرق منها روح الدعابة. تاريخ ميلادها الحقيقي لا يزال يثير الشكوك.
وأوضحت "النهار" أن سن "الحجّة ميمونة" على الهويّة يظهر جليّاً أنها من مواليد عام 1890، لكنها تقول إن تاريخ إصدار أوراقها الثبوتية جاء بعد 10 سنوات من ولادتها. هذا ما قد يرجّح فرضيّة أنها أكبر من عمرها المؤرّخ على تذكرتها.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024