تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

إيلي الشالوحي: وجدت نفسي في التمثيل ولن أتراجع

يعترف بأنه ممثل لا عارض أزياء، ويؤكد أن مظهره ساهم في حصوله على الدورين الأول والثاني في مسيرته التمثيلية، إلا أنه بذل جهداً لكي يسلط الضوء على موهبته أمام الكاميرا.
يشير الممثل اللبناني إيلي الشالوحي إلى أنه اكتسب خبرةً من خلال تعاونه مع نجوم الصف الأول، ويلفت إلى أن التمثيل أقرب إليه من الإخراج، وأنه حاول ايصال صورة الممثل المحترف والمحترم إلى المنتجين والمخرجين في تونس من خلال العمل الدرامي التونسي-اللبناني الأول «الأكابر». إيلي الشالوحي في هذا الحوار يتحدث عن مسيرته المهنية بين التمثيل والإخراج.


- حدثني عن دورك في «صدفة التقينا».
ألعب دور أستاذ مدرسة ولكنني «زير نساء» ووضعي الاقتصادي متواضع، كما لا أحب تحمل المسؤوليات وأعارض فكرة الارتباط.

- من يلعب الأدوار الرئيسة؟
أنا وميشال غانم وتاتيانا مرعب، بالإضافة إلى بعض الوجوه الجديدة.

- هل يعاني الأستاذ ضائقة اقتصادية تجبره على عدم الارتباط؟
الفكرة أن أستاذ المدرسة في لبنان لا يتقاضى أجراً عالياً، ونحن نناقش هذا الواقع.

- ماذا عن «كل الحب كل الغرام»؟
هذا مسلسل جديد بدأنا تصويره منذ فترة قصيرة، وهو من أضخم الإنتاجات التاريخية التي ستُعرض في لبنان. هو عمل تاريخي من 62 حلقة، من إنتاج وإخراج إيلي معلوف وكتابة الراحل مروان العبد، مؤلف مسلسل «ياسمينا». النص رائع، وكذلك فريق العمل، حتى أنهم استقدموا خبراء تجميل من ايران، والعمل بطولة نخبة كبيرة من الممثلين، أبرزهم: كارول الحاج، باسم مغنية، فادي ابراهيم، هيام أبو شديد. ألعب دور طبيب طيب وحنون يقع في الحب.

- من عنوان المسلسل يبدو أن نوع العمل رومنسي!
يتناول العمل قصة حب كبيرة خلال فترة الانتداب الفرنسي، وتواجه بعض العراقيل والمشاكل.

- الى أي نوع ينتمي «صدفة التقينا»؟
هو «لايت» كوميدي. وهو المسلسل الكوميدي الأول الذي أقدمه خلال مسيرتي المهنية.

- هل تجربة الكوميديا صعبة؟
أنا شخصية فكاهية، لذلك تعاملت مع الدور بعفوية، حتى أنني أؤدي كل أدواري بطريقة عفوية، ومثلما أتصرف في حياتي أتصرف أمام الكاميرا كي لا أبدو أنني أمثل.

- بالنسبة إلى «كل الحب كل الغرام»، بما أنه مسلسل تاريخي يجب أن تعتمد أسلوباً خاصاً في تأدية الدور والحوار.
ثمة فريق عمل محترف يساعدنا، من خبراء التجميل إلى الملابس التي تم الانتهاء من تصميمها، ولكنني سأبذل جهداً كبيراً لتأدية دوري الذي يعود إلى عهد الانتداب، بالإضافة إلى أن إيلي معلوف عقد لنا اجتماعاً وقمنا باختبار الماكياج والملابس، وساعدتنا إدارة المخرج في ذلك، كما سبق لي أن عملت مع إيلي معلوف في مسلسلين. ستكون التجربة أسهل، ولكن بالتأكيد سأبذل جهداً أكبر، بالإضافة إلى أن الشكل سيكون مختلفاً، كما أن دور الطبيب جدي إلى حد ما.

- ترى أن انطلاقتك كانت مع «قلبي دق»، علماً أنك مثلت قبل ذلك، كيف كان التعامل مع كارين رزق الله؟
«قلبي دق» فتح لي أبواباً، وكنت قد شاركت قبله في «اخترب الحي» للمنتج مروان حداد، وكانت كارين تشاهد مونتاج «اخترب الحي»، بما انها هي التي كتبته، وطلبت أن أعمل معها في «قلبي دق».
كانت تجربة رائعة لأن كارين تتمتع بطيبة وأخلاق عالية، و«قلبي دق» هو الذي سمح لي بإثبات نفسي في هذا المجال، وانطلقت منه بثقة.

- هل عُرض «قصة حب» بعد «قلبي دق»؟
بالفعل وشاركت كضيف شرف فيه، دعمت كل من نادين الراسي وسارة أبي كنعان وجودي في العمل. التعاون مع المخرج فيليب أسمر كان مميزاً. أنا سعيد بتجاربي كلها ولا أندم على أي منها.

- كل أعمالك عُرضت على LBC ، هل تعتقد أن القناة المحلية تحد من انتشار الممثل اللبناني؟
جميع أعمالي عرضت على LBC و«اخترب الحي» على MTV، «الأكابر» المسلسل التونسي- اللبناني المشترك عرض في تونس، كما أن «قصة حب» عُرض على LBC وقناة «الحياة» المصرية.
لكن لا أعتقد أن القنوات المحلية تحد من انتشارنا، إذ عندما تم اختياري لتقديم دور في مسلسل «الأكابر» تقرر ذلك بعدما شوهدت في الأعمال اللبنانية. وعلى الرغم من أنني قدمت عدداً كبيراً من الأعمال في فترة قصيرة، ولكن لا يزال يهمني الانتشار اللبناني، علماً أن القنوات اللبنانية التي عُرضت عليها أعمالي تحظى بانتشار عالمي.

- كل الممثلين يسعون للدخول إلى الساحة المصرية، ولكنك اتجهت نحو تونس!
لم يكن هناك أي تعاون مشترك بين عمل درامي تونسي وأي دراما عربية أخرى، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها ممثل لبناني في الدراما التونسية، وكان ذلك تحدياً كبيراً لي، العمل كان بطولة مطلقة لي، كما دخلت إلى المستشفى قبل يومين من السفر بسبب الضغط النفسي الذي تعرضت له، ولم أكن أعرف ما إذا كان الشعب التونسي سيتقبلني، أو الممثلون أنفسهم سيتعاونون معي، وكلهم من الصف الأول، وأنا أبرز شخصية في العمل.
اتصل بي المخرج وبعدما اتفقنا قرأت السيناريو وتواصلت مع شركة الإنتاج وذهبت وأنهيت الاتفاق في ثلاثة أيام، ثم التحقت بالعمل وصورنا في شهر ونصف الشهر.

- حدثنا عن دورك في مسلسل «الأكابر».
لعبت دوراً مركباً وهو ما جذبني إلى العمل، أجمع في شخصيتي الشاب الطيب الذي جاء لينتقم لعائلته في بلد ليس بلده من أشخاص يحملون الجنسية التونسية، وقد فقد عائلته بسبب هذه العائلة التونسية. كان الدور مزيجاً من الحنان والقوة والانتقام، وهذه التناقضات في الشخصية كانت صعبة نوعاً ما، ولكن عندما عُرض المسلسل سجلنا نسبة مشاهدة عالية جداً، علماً أننا حوربنا في تونس وطُلب منا وقف المسلسل لأنه تفوق على باقي الأعمال التي عُرضت في رمضان.

- ماذا عن الأصداء التي سمعتها عن دورك؟
الأصداء كانت ايجابية جداً، تعرّف اليّ الجمهور التونسي، حتى أن ثمة من زار شركة الإنتاج وطالب بوجودي، الأمر الذي أفرحني كثيراً وكنت أتمنى لو أنني أجد هذه المحبة من الجمهور اللبناني أيضاً، لكن باتت تونس بلدي الثاني إذ عشت فيها على مدى شهر ونصف الشهر، وصرت أتحدث باللهجة التونسية وأفهمها، وشعرت بأنني ابن البلد، وعوملت بطريقة رائعة.
كان التعاون مع المخرج مديح بلعيد رائعاً، والأمر نفسه بالنسبة إلى شركة الإنتاج التي يملكها سامي وعبدالعزيز بن ملوكة، فلم أشعر يوماً بالبعد عن بلدي، لقد تعاملوا معي برقي واحترام وتقدير، مما انعكس إيجاباً على أدائي. عندما كنت في تونس اتصلوا بي وأخبروني بأن والدي توفي، وكنا قد وصلنا إلى موقع التصوير، ولم أكن أرغب في أن يوقفوا التصوير، فأكملت دوري ودموعي على خدي، وفي اليوم التالي عدت إلى لبنان، وبعد أربعة أيام رجعت إلى تونس وأكملت العمل.
أردت أن أظهر لهم أن الممثل اللبناني محترف ومحترم ومتواضع وليس متطلباً، لأن انطباع التونسيين عن الممثل اللبناني أنه مغرور، لكنهم لمسوا فيّ صفات مختلفة، وذلك انعكس على تعاملهم معي.

- ستبدأون في تصوير الجزء الثاني؟
وافقت منذ البداية على تصوير جزء ثان.

- ما الوصية التي تركها لك والدك؟
علمني والدي الكثير، كأن أعرف كيف أتخذ قراراتي وأكون محترماً وأتحلّى دائماً بالسمعة الجيدة. علمني ألا أؤذي أحداً، وأنا آخذ حقي بيدي بطريقة مهذبة وألا أعتدي على أي إنسان. ورثت عنه التربية الصالحة والأخلاق والطيبة.

- في أغلب أعمالك تعاونت مع نجوم من الصف الأول، إلى أي مدى تبذل جهداً لإثبات نفسك بين هؤلاء النجوم؟
أشكر ربي على أن كل النجوم الذين وقفت أمامهم يتمتعون بأخلاق عالية. وكان تحدياً لي أن أقف أمام أشخاص يحترفون التمثيل منذ أكثر من 20 عاماً وأنا أمثل منذ عامين تقريباً، لكنني بذلت جهداً كبيراً وهم ساعدوني بدورهم، وانعكس هذا التشجيع على الشاشة.

- هل ساهم شكلك في دخولك مجال التمثيل ربما في العمل الأول لك؟
بالفعل، في عملي الأول والثاني كان شكلي أساسياً. كنت سعيداً بالدورين الأول والثاني، واللذين تم فيهما الاعتماد على مظهري، ولكن بعد ذلك وصلت إلى مرحلة بدأت أنزعج فيها لأنني بت أريد من الناس أو المنتجين أن يشاهدوا أدائي، لا أن يركزوا على شكلي.
لا أنكر أن الشكل كان مفتاحي، ولكنني لم أستخدمه لأكمل مشواري في التمثيل، بل عملت على تطوير أدائي، وبالتالي أنا هنا لأمثل لا لأعرض الأزياء، علماً أنني مارست هذه المهنة في صغري، وأريد أن ألغي هذه الفكرة لأنني دخلت التمثيل كممثل لا كعارض أزياء أو ملك جمال.

- جمعتك صورة بالممثلة السورية ليليا الأطرش، هل تفكر في دخول الدراما السورية؟
لا مشكلة لدي، وأحب الدراما السورية من حيث النصوص والأداء، وقد تم التواصل معي للمشاركة في مسلسل «باب الحارة»، وكان ذلك قبل الخلاف الذي وقع بين المنتجين، لكن بعد الخلاف لم يستأنف التواصل معي.

- درست الإخراج، أيهما أقرب اليك: التمثيل أم الإخراج، وهل ساهم الإخراج في تطوير شخصية الممثل لديك؟
التمثيل أقرب إليّ من الإخراج، فمن خلال التمثيل نعبر عن أنفسنا أكثر، الإخراج ساعدني في أن أضع نفسي مكان المخرج، وبالتالي أدرك ما يطلبه المخرج مني بسرعة. وبما أنني كنت مخرجاً، أستطيع أن أعطي المخرج الذي أتعامل معه كل ما يريد، الأمر الذي يسهل لنا العمل والتصوير، وما أوصلني إلى هنا هو خلفيتي الإخراجية.

- هل مارست مهنة الاخراج؟        
صورت فيديو كليب أغنية «يا أنا» لزياد برجي، وكليب أغنية «شو صعبي» للفنانة نور.

- لماذا تركت الإخراج؟
كنت أملك حينها شركة إنتاج وكنت أخرج للفنانين الذين أنتج لهم أعمالهم، وبعدما أقفلت الشركة تركت الإخراج.

- مَن مِن المخرجين اللبنانيين أو العرب ترغب في العمل معهم؟
عملت مع مخرجين كثر، كلما نوعنا مروحة أعمالنا اكتسبنا خبرة أكبر، وأفضّل التعامل مع سمير حبشي لأنني أحب أعماله وطريقته في الإخراج.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079