تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

حكيم: حكيت لأولادي قصة كفاحي

محمد رشاد

محمد رشاد

عاد من أميركا أخيراً بعدما شارك في مهرجان «بروكلين» الغنائي للمرة الثانية، مؤكداً أن الجاليات العربية جاءته من كل مكان في أميركا لتستمع اليه.
النجم حكيم يتكلم على تكريمه من إحدى الإذاعات المصرية، كما يكشف سبب عودته بالذاكرة الى بداياته، وما الذي حكاه لأبنائه، والهدية التي قدمها في فيلم هيفاء وهبي، وموقفه من التمثيل، ومصير برنامجه «نجم الشعب».


- ما تقييمك لجولتك الغنائية التي قمت بها أخيراً في أميركا ومشاركتك في مهرجان «بروكلين» العالمي؟
هذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها في مهرجان «بروكلين»، فأنا المطرب العربي الوحيد الذي شارك في ذلك المهرجان العالمي مرتين، وأحب أن أشكر كل الجاليات العربية هناك، والتي أتت إلي من كل الولايات لكي تشاركني الحفلات التي أقمتها هناك.
أما عن الجولة فكانت أكثر من رائعة، وقدمت فيها مجموعة كبيرة من الأغنيات، جعلت الجماهير تشاركني الغناء مثلما أفعل في كل حفلاتي الغنائية، وأنا سعيد لأن أغنياتي لم تقتصر على مصر والوطن العربي، بل استطاعت أن تتخطى عالمنا العربي وتصل بقوة إلى الغرب.

- هل ترى أنك وصلت الى العالمية؟
العالمية من وجهة نظري هي أنك تروّج للغتك وثقافتك والموسيقى التي تربيت عليها، وتقدمها لجمهور لا يتحدث لغتك ولا يعرف موسيقاك ولا يفهم ثقافتك، ولذلك أحاول دائماً أن أصل بمجهودي وبأغنياتي إلى العالم، ومثلما قلت لك، قدمت دويتوات عالمية بلغتي وبموسيقاي الشرقية، ولم أقدم أغنياتي بلغات أخرى لكي أصل إلى الغرب، في حين أن هناك عشرات المطربين المصريين والعرب قدموا أغنيات بلغة الغرب لكي يصلوا إليهم، ورغم ذلك لم ينجحوا.

- ما شعورك عقب تتويجك بأوسكار أفضل مطرب شعبي من إحدى الإذاعات المصرية؟
ربما لا تصدق مدى سعادتي بتلك الجائزة، فعقب علمي بحصولي عليها، تذكرت بداياتي وبالتحديد شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 1991، حين طُرح لي أول ألبوم غنائي بعنوان «نظرة»، وتذكرت حين قدومي من مدينة المنيا إلى القاهرة وسكني في منطقة السيدة زينب في غرفة، واسترجعت قصة كفاحي الطويلة مع الفن، وجلست بعد علمي بالجائزة مع أبنائي وحكيت لهم كيف استطعت أن أثبت جدارتي في مهنتي التي أحببتها، والتي استطعت أن أكون فيها واحداً من أفضل مطربيها، فأنا اليوم أحمد الله على كل ما أكرمني به، وتوفيقه لي في مشواري الغنائي الطويل.

- هل أنت من الفنانين الذين يفتخرون بالجوائز التي يحصلون عليها؟
ما من فنان لا يحب أن يتم تكريمه على الأعمال الجيدة التي يقدمها، لكن الآن نحن نعيش حالاً من الفوضى في الجوائز والتكريمات، وأنا أفضّل الجوائز التي تُقرر بناءً على طلب الجمهور، والتي يشارك فيها بصوته الحقيقي، والجوائز التي تأتي من المؤسسات الإعلامية المعروفة التي لا تستطيع أن تجامل أو تهدي مطرباً جائزة غير صحيحة، فالتكريم الأخير لي جاء بعد استفتاء جماهيري أجرته الإذاعة، وحصلت من خلاله على جائزة أحسن مطرب وأحسن أغنية، وكانت مفاجأة بالنسبة إلي، لأن الأغنية لم يكن قد مر عليها وقت طويل.

- هل من أغنيات قدمتها في مشوارك الفني لم تكن راضياً عنها؟
لم أقدم طوال مشواري الفني والغنائي أي أغنية تجارية أو أغنية فرضت عليَّ من منتج أو شاعر أو ملحن، والدليل على ذلك أن كل الأغاني التي قدمتها لا تزال تستهوي الناس حتى الآن، وأختارها بنفسي، ومنها أغنيات وصلت الى العالمية وقدمتها مع مطربين عالميين، مثل دون عمر وأولغا وفوكس براون، فأنا أعمل من أجل جمهوري، وهذا يفرض عليَّ أن أقدم كل ما هو جديد ومختلف، وحين أشعر أنني غير قادر على تقديم عمل مميز سأنسحب، لأن جمهوري لم يعتد مني تقديم أعمال ضعيفة.

- هل توقعت أن تحقق أغنيتك «حلاوة روح» التي قدمتها في فيلم هيفاء وهبي النجاح الضخم؟
أغنية حلاوة روح قدمتها هدية مني الى المنتج محمد السبكي، بعد اعتذاري عن عدم تقديم دور محمد لطفي في الفيلم، لأنني كنت أرى أن الفيلم من بطولة هيفاء وهبي والطفل، واقترحت أن أقدم الأغنية لأنني حين استمعت إليها أُعجبت بها، كما أنني لم أقدم أغنية من هذا المقام الموسيقي منذ 15 سنة، ومع ذلك أعجبت الناس والفيلم كان رائعاً، ورغم المشاكل التي تعرض لها الفيلم من قرار إيقافه في دور العرض، ثم صدور حكم بإعادته، حققت الأغنية النجاح الكبير، وتخطت الملايين عبر موقع الفيديوات «يوتيوب»، وهو أمر حمّسني لتكرار التجربة.

- لماذا تصر على أن تنتج أعمالك بنفسك في حين أن هناك شركات تتمنى الإنتاج لك؟
ما من شركة إنتاج تستطيع أن تنتج لي كل ما أتمنى تقديمه، فشركات الإنتاج أصبحت غير قادرة على المنافسة بسبب القرصنة التي دمرتها، والأغنية الآن باتت تطرح على مواقع الإنترنت فور صدورها، والمنتج يتكبد خسائر فادحة تثنيه عن تقديم الإنتاج الجيد للفنان، وأصبح يُمنى بالخسارة، ولذلك أصبحت أنتج لنفسي، كي أحافظ على نوعية الأغنيات التي أقدمها، ولا أترك أحداً يتحكم في ما أريد تقديمه، وأعتقد أن ما أفعله هو الصواب، كما أنني أحافظ بذلك على حقي في أغنياتي، ولا يستطيع أحد أن يمنعني من غناء أغنية.

- وكيف نستطيع أن نقضي على مشكلة القرصنة الغنائية؟
حل تلك الأزمة ليس في يد المطربين أو الشعراء أو المنتجين، لأنها أزمة وطن عربي، فعودة الإنتاج الى مكانته منوطة بالحكومات العربية، بحيث تضع حداً للتحميل كما يحدث في أميركا وأوروبا، فدائماً ما يكون التحميل نظير مقابل مادي تحصل عليه شركات الإنترنت، ولو قررت الشركات ذلك ستزدهر تلك الصناعة مرة أخرى.

- لماذا رفضت خلال الفترة الماضية عدداً كبيراً من العروض الدرامية؟
أفضل دائماً تقديم شخصية ابن البلد الجريء الشهم، لكن للأسف أصبحت هذه الشخصية نادرة في الأعمال التي تعرض عليَّ، وأعتقد أنني أديت هذه الشخصية في فيلمي الأول والوحيد «علي سبايسي»، الذي قدمته عام 2005 مع الفنانة سمية الخشاب، وأنا لا أرفض التمثيل، لكنني أنتظر العمل الذي يقدم تلك الشخصية بسماتها الحقيقية التي تربينا عليها في الشارع المصري والعربي، ولو وجدت عملاً جيداً يحترمني ويقدّر مكانتي الفنية ويُظهرني بصورة جيدة للمشاهد، لن أتردد في الموافقة عليه.

- هل أنت راضٍ عن الأغنيات الشعبية التي تقدم تحت عنوان «المهرجانات»؟
هذه ليست أغنيات، ولا يصح أن نطلق عليها هذا الاسم، فهؤلاء الشباب يستخدمون جهاز تعديل الأصوات «أوتو تيون»، وهو برنامج يصلح ما يخطئ فيه المطرب، أو يصحح الأخطاء الموسيقية التي نقع فيها أثناء العزف، وتلك المهرجانات لا علاقة لها بالموسيقى التي تربينا عليها. وللأمانة حين أستمع إليها أشعر بأن هناك مسماراً يُدق في أذني، وأتمنى من هؤلاء الشباب أن يعملوا على تقديم فن جيد وهادف ويحمل رسالة، بعيداً عن تلك النوعية الغريبة التي يقدمونها.

 - ألا تفكر في التعاون مع الشباب الجدد من المؤلفين والملحنين؟
أعمل دائماً على أن تضم أعمالي عنصر الشباب، فلا أحب التعامل مع مجموعة واحدة لا تتغير، فمثلاً أرسل لي أخيراً شخص مجهول رسالة عبر «الواتس آب» فيها أغنية ملحنة وموزعة، وفي طبيعتي لا أستمع إلى أعمال ترسل إلي عبر «الواتس آب» وتكون مجهولة المصدر، إلا أنني استمعت إليها، فأُعجبت بها للغاية، واتصلت على الفور بصاحب الأغنية وشكرته، وطلبت منه أن أتعرف إلى ملحنها وموزعها لكي أعمل عليها في الفترة المقبلة، أي أنني لست ضد الشباب ولا الفريق الموحد، ومن يقدم لي عملاً جيداً سأستمع اليه وأنفذه لو حاز إعجابي، فأنا في يوم من الأيام كنت شاباً ومحتاجاً للمساعدة.

- ما تقييمك لبرامج المواهب الغنائية التي انتشرت أخيراً؟
لا أنكر أنني في البداية كنت أرى أن تلك البرامج ما هي إلا وسيلة للكسب المادي لتلك القنوات والقائمين عليها، لكن بعدما استمعت إلى عدد من الأصوات التي خرجت منها، أمثال محمد رشاد ومحمد شاهين ومينا عطا وكارمن سليمان وأحمد جمال، رأيت أن تلك البرامج قدمت بالفعل نماذج مشرّفة وجيدة للغناء، وأثرت الحياة الغنائية العربية، لكن أرى أن عيبها الوحيد أنها لا تكمل المشوار مع صاحب الموهبة وتتركه وحيداً بعد نهاية الموسم، ولولا اعتمادهم على أنفسهم لكانوا اختفوا، فأين محمد عطية اليوم وهو صاحب أول لقب لبرنامج «ستار أكاديمي»؟

- من هو الفنان الذي أحببته من الذين تخرجوا من تلك البرامج؟
أحببت معظم هؤلاء الشباب، لكن أكثر فنان أعجبني هو محمد رشاد، الذي تخرج في النسخة الأخيرة من «آراب أيدول» وجاء ضمن المراكز الأربعة الأولى، فأكثر ما أعجبني في شخصيته أنه عمل على نفسه جيداً، واختار مكانة جديدة ومختلفة.
أرى أن صوته امتداد للفنان المصري الراحل عمر فتحي، فالاثنان يمتلكان نبرة الصوت نفسها، حتى حين قابلته قلت له ذلك، وأصررت على أن أدعمه وأكدت له أنني أحب صوته، وطلبت منه أن يعمل بجهد وكفاح، ويقدم أغنيات جديدة خاصة به، لتكون له مساحة وأرضية صلبة في المجال الغنائي.

- لماذا لم يعرض حتى الآن برنامج المواهب الغنائية الخاص بك «نجم الشعب»، الذي كان يجمعك بنيكول سابا والشاب خالد؟
البرنامج جاهز للعرض ولا مشاكل فيه، لكن السبب الوحيد في عدم عرضه حتى الآن هو أن خريطة القناة هي السبب في التأجيل، ولا نعاني مشاكل إنتاجية، والبرنامج حلم حياتي منذ فترة طويلة، وكنت أرغب في تقديمه بصورة أفضل من البرامج الواردة إلينا من الخارج، وأريد أن أعيد الإنتاج الضخم للمصريين مرة أخرى، فالبرنامج مختلف تماماً عن كل البرامج التي رأيناها خلال الفترة الماضية، حيث إننا نقّبنا عن تلك الأصوات في الأحياء ومختلف المناطق الشعبية المصرية.

- كيف يقضي حكيم أوقاته مع أولاده؟
لديَّ أربعة أولاد، وهم: أحمد، مريم، عمر وعلي، ودائماً أسعى الى رسم البسمة على وجوههم، وأجلس معهم لأنصحهم، وأعلّمهم أن يعتمدوا على أنفسهم ولا يتعاملوا على أنهم أولاد فنان معروف، فعلى كل منهم أن يبني شخصيته بنفسه بعيداً عن عائلته وأصدقائه، وفي أوقات فراغنا نسافر ونمرح معاً.

- هل لديهم هوايات فنية؟
اثنان منهم لديهما هوايات فنية، ربما أخذت مني مريم الصوت الجميل، وهي تحب الغناء، أما عمر فيحب التمثيل وقدم أعمالاً فنية بسيطة بمستوى دراسته.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078