هل فقدت القراءة مكانتها في حياتنا؟ «لها» تسأل: ماذا تقرأ؟ أين؟ ومتى؟
مع الثورة الإلكترونية التي نعيشها، وانتشار المعلومات في كل مكان، وتدفّقها بغزارة إلى بيوت الناس، نجد أن الكتاب لا تزال له أهميته، فنسبة التعامل مع الكتب التي برزت من خلال هذا التحقيق فاقت التوقّع. وتحتلّ كتب الروايات المرتبة الأولى من حيث الرواج، تليها الكتب العلمية على أنواعها، والكتب الإجتماعية، وكتب التسلية والترفيه.
في هذا التحقيق من مصر ولبنان، تسلّط «لها» الضوء على واقع قراءة الكتب، ومكانتها لدى الناس في موازاة ما نشهده من زحف للتكنولوجيا الإلكترونية إلى مختلف مجالات الحياة.
محمد سعيد: قراءة الروايات إحدى متع حياتي
محمد سعيد،22 عاماً، يقرأ من أجل تنمية مداركه وخياله، ويقول: «تخرجت هذا العام في كلية الآداب- قسم الفلسفة، لذا أقرأ دائماً في مجال الفلسفة حتى أتطور مهنياً وأجد فرصة عمل مناسبة، كما أطّلع على كتب علم النفس، التي تمدّني بمعلومات عن «البانتوميم» (التمثيل الإيمائي) الذي هو هوايتي المفضلة، وتساعدني في فهم وتنفيذ الحركات والإيماءات المناسبة للعروض التي أقدمها، والارتجال يكون أسهل بالنسبة إليّ».
يولي محمد خياله جانباً من الاهتمام من طريق قراءة الروايات، ويقول: «قراءة الروايات إحدى متعي في الحياة، فهي تغذي خيالي، ومن خلالها أنسى الضغوط والمشاكل وأنعزل عن العالم وأذهب إلى آخر افتراضي أعيش مع أبطاله ولا أفيق إلا بإتمام الرواية».
وعن المكان والوقت الذي يفضله للقراءة، يقول محمد: «أفضّل القراءة في وسائل النقل، ولا سيما مترو الأنفاق بحيث تكون رحلتي الأطول على مدار اليوم، ومن أيام الدراسة والكتاب رفيقي الدائم، وأنا على قناعة تامة بضرورة استغلال الوقت وعدم تضييعه».
بثينة كامل: القراءة في مجال حقوق المرأة دفعتني للترشح إلى الرئاسة
تؤكد الإعلامية بثينة كامل أنها تقرأ بحكم عملها في شتى المجالات السياسية والثقافية والعلمية، لا سيما أنها تعدّ برامجها بنفسها، وتقول: «علم النفس من أحب المجالات إليّ، لا سيما أنني تعمقت فيه أكثر عند تقديم برنامج «أرجوك افهمني»، وكان برنامجاً اجتماعياً يناقش كل مشاكل العائلات خلف الأبواب المغلقة، وبالتالي كان لا بد من القراءة المتعمقة في علم النفس حتى أستطيع محاورة الضيوف وتسليط الضوء على أهم القضايا التي نطرحها في كل حلقة».
وتتابع: «تعمقي في قراءة التاريخ بدأ عندما قدمت برنامجاً تاريخياً وثائقياً بعنوان «الشمس تشرق مرتين»، وكان يتناول ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني مرتين في العام، وأنا على قناعة بأن كل مذيعة جاهلة تكون فاشلة، وبالتالي عليَّ تكثيف المطالعة حتى لو كنت أعمل مع فريق إعداد جيد، ولا بد من أن أتمتع بخلفية ثقافية لأتمكن من محاورة الضيوف بشكل لائق، فالجمهور أصبح أكثر وعياً ويستطيع التمييز بين المذيعة التي تقرأ الأسئلة من الورق المعدّ لها سلفاً، والمذيعة المثقفة القادرة على إدارة الحوار بكل ثقة، وهذا لا يتحقق إلا بالقراءة».
وفي ما يتعلق بحقوق المرأة، كانت القراءة دافع بثينة كامل لإعلان ترشحها الرئاسي عام 2011، وتوضح: «أثناء الدراسة الجامعية أسسنا حركة اسمها «المرأة الجديدة»، وكانت نتاج قراءتنا عن حقوق المرأة وإيماناً من مؤسساتها بالمساواة بين كلا الجنسين، ثم انشغلت بالعمل في الإعلام بعد التخرج، ولكن بعض صديقاتي أسسن جمعية حقوقية بالاسم نفسه، واستمرت علاقتي بالمؤسسة كمتطوعة في أوقات فراغي، وبعد ثورة 25 يناير 2011، ترشحت للرئاسة إقراراً لمبدأ المساواة في الدستور بين الرجل والمرأة في تولي الرئاسة».
وتشير بثينة الى أنها تقرأ في كل مكان، وتقول: «أقرأ في الاستديو قبل بث الحلقة، وأقرأ في غرفة الماكياج لأراجع السكريبت قبل تسجيل الحلقة أو خروجي على الهواء، وأخيراً أحببت القراءة على شاطئ البحر، وقد أقرأ في السرير قبل الخلود للنوم، فالقراءة بالنسبة إليّ غير مرتبطة بتوقيت معيّن».
إيفون مسعد: الثورة التكنولوجية دمرت ثقافة الجيل الجديد
تقرأ إيفون مسعد، ناشطة سياسية، في شتى المجالات، وتقول: «جيلنا نشأ على القراءة حيث كانت الهواية المفضلة في الإجازات الصيفية، خصوصاً أن برامج الأطفال كانت معدودة، فكانت قصص ميكي ماوس وبطوط هي الرفيق الدائم طوال فترة الإجازة الصيفية... ومن هنا بدأت الاطلاع وقراءة كتب العقاد ويوسف إدريس، ومع انطلاق نشاطي السياسي في الجامعة، رحت أقرأ كتب التاريخ والسياسة لكي أفهم الواقع».
وتضيف: «أما متى أقرأ وأين، فأُفضّل القراءة في كل مكان وأي زمان، لا سيما قبل النوم أو صباحاً مع ارتشاف القهوة».
وتنتقد إيفون الثورة التكنولوجية، وتتهمها بأنها سبب رئيس في جهل الجيل الجديد، وتقول: «الثورة التكنولوجية حصرت ثقافة هذا الجيل في الواقع الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، وابتعد الشباب عن الكتب التي تنمّي خيالهم وتساعدهم في البحث عن أي معلومة، حتى أنهم أهملوا قراءة الصحف اليومية. لذا، من الضروري إدراج حصص المكتبات في المناهج الدراسية من جديد لتشجيع الأطفال على القراءة وتثقيفهم».
علي عبده: أقرأ الروايات المعلوماتية قبل الخلود إلى النوم
أما علي عبده، مهندس كمبيوتر، فيعشق قراءة الروايات المعلوماتية، ويقول: «لا تستهويني الروايات الرومانسية أو الخيالية، بل أعشق الروايات المعلوماتية التي تسير أحداثها مثلاً في حقبة معينة من التاريخ، وبالتالي أخرج منها بمعلومات مفيدة وتكون أكثر ثباتاً في عقلي لارتباطها بشخصيات وأحداث معينة، وكذلك أحب قراءة الكتب الجغرافية، ففي النهاية هدفي من القراءة تنمية مداركي وتعزيز معلوماتي».
ورغم أن عمل علي كمهندس كمبيوتر مرتبط بالتكنولوجيا الحديثة، لكنه يؤكد أن القراءة الإلكترونية غير ممتعة وتصيب الإنسان بالأرق، حيث إن استقاء المعلومات من «الموبايل» يؤثر سلباً في هورمون النوم، على عكس قراءة الكتب الورقية التي تضفي مزيداً من الاسترخاء وتساعد كثيراً في الخلود إلى النوم. ويؤكد علي أن وقت القراءة الأحب إلى قلبه هو قبل النوم مباشرة.
75 في المئة من تكوين المخ يحدث خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، لذا يجب على الوالدين تعويد الطفل على القراءة منذ الولادة
الدكتورة عزَّة كريم: تنشئة الطفل على القراءة تقدم للمجتمع شخصاً إيجابياً
«75 في المئة من تكوين المخ يحدث خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، لذا يجب على الوالدين تعويد الطفل على القراءة منذ الولادة»... هكذا بدأت الدكتورة عزة كريم، أستاذة علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، حديثها عن أهمية القراءة في تكوين شخصية الإنسان اجتماعياً.
وتضيف: «أن نقرأ للطفل منذ الولادة يساعد في تحريك خلايا المخ وتغذيتها، أما ألعاب الفيديو ومشاهدة التلفزيون والغوص في الانترنت فتؤدي المبالغة فيها إلى ما يشبه «التوحد» Artificial Autism. في المقابل، تنمي القراءة شخصية الطفل الاجتماعية فيكون أكثر انخراطاً في المجتمع.
تؤكد أستاذة علم الاجتماع أن تعويد الطفل على القراءة قبل الخلود إلى النوم وأثناء أوقات الفراغ مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأبوين في ظل هذا الانفتاح التكنولوجي الحديث».
أحمد المغربي: أحب الكتب الإلكترونية وأقرأ أثناء خدمتي العسكرية وفي وسائل النقل
أما أحمد المغربي، اختصاصي تسويق إلكتروني، فيؤكد أن عشقه للقراءة بدأ عندما كان والده يصطحبه وهو صغير إلى معرض الكتاب، ويقول: «كان أبي يهتم باصطحابي معه في رحلة سنوية إلى معرض الكتاب الدولي في القاهرة، ويشتري لي قصصاً مناسبة لعمري، ولم يكتف باصطحابي إلى الأجنحة المخصصة للأطفال، بل كان يُطلعني أيضاً على كتب الكبار، حتى عندما بلغت الـ 11 عاماً بدأت اختياراتي تتغير وصرت أقرأ كتباً أكبر من عمري».
ويتابع: «تلك الرحلة جعلتني مدمناً القراءة، وكنت في الإجازات الصيفية أذهب إلى المكتبات العامة وأمضي فيها ساعات طويلة، ورافقتني هذه العادة الى المرحلة الجامعية بحيث اشتركت في العديد من الصالونات الثقافية، وبعد الانتهاء من الدراسة انخرطت في السلك العسكري برتبة ضابط، وكنت أقرأ في الأسبوع حوالى 6 كتب، ونظمت نادياً للقراءة لجنود الكتيبة التي كنت مسؤولاً عنها».
ويكمل: «حالياً، أقرأ في أثناء التنقل في المواصلات، وقبل النوم، كما أواكب التكنولوجيا وأقرأ الكتب الإلكترونية، خصوصاً أنها سهلة الحمل».
يسري خميس: أقرأ عن ثقافات تغذية الشعوب وأعشق القراءة على الشاطئ وفي الطائرة
أما الشيف يسري خميس فهو يعشق القراءة في مجال ثقافات الشعوب، لا سيما الثقافة الغذائية، ويقول: «معظم قراءاتي تدور حول أذواق شعوب العالم في الطعام، وتأتي الثقافة الأوروبية في قائمة اهتماماتي مثل فرنسا وسويسرا وإيطاليا، فأبحث بمَ يأكلون؟ ولماذا؟ وأطّلع على اهتماماتهم الغذائية المنعكسة على صحتهم».
ويتابع: «كذلك أهتم بثقافات دول آسيا، ولا سيما اليابان، فمثلاً حرصهم على تناول الأسماك ينعكس في لون شعرهم الأسود، وهم لا يعرفون الشيب المبكر بسبب طعامهم الصحي، كما أطّلع على أكلات أهل الشام المميزة، هذا فضلاً عن الأطباق العراقية والأردنية والمغربية».
يؤكد الشيف يسري أن مواعيد قراءته ثابتة، ويوضح: «أقرأ كل ليلة حتى منتصف الليل، وفي النهار أحب القراءة حين الانتقال من مكان إلى آخر إذا تحررت من أعباء القيادة، أما القراءة على شاطئ البحر فتكون معبّأة بنسيم الحرية من القيود الفكرية، كذلك أستغل وقت السفر وأقرأ في الطائرة».
الدكتورة غادة محمد عامر: تجذبني السير الذاتية لزعماء النهضة الاقتصادية
الدكتورة غادة محمد عامر، أستاذة الهندسة في الجامعة الصينية- المصرية، من أكثر 20 شخصية مسلمة تأثيراً في العالم، تؤكد أن مجالات قراءاتها تختلف باختلاف المراحل الحياتية والعلمية التي تمر بها... وتكمل: «حتى 4 سنوات مضت كنت أعشق قراءة الكتب الرومانسية وأغوص معها في خيالي، وكان الوقت الأنسب إليّ قبل الخلود إلى النوم، فتلك الروايات كانت بمثابة مهدئ للتفكير ومضاد للتوتر الذي أعانيه على مدار اليوم، وكنت أعتبرها هدنة ممتعة من ضغوط العمل ومشاكل الحياة، ولكن بعد تصنيفي ضمن أكثر 20 شخصية مسلمة تأثيراً في العالم، قررت استغلال الوقت والإبحار في قراءة السيرة الذاتية والاطلاع على إنجازات عمالقة النهضة الحديثة مثل مهاتير محمد، أنديرا غاندي، ومارغريت ثاتشر، لأتعلم كيف أفاد هؤلاء دولهم واستطاعوا النهوض بها اقتصادياً لتكون في مقدم دول العالم».
وتضيف: «قراءتي عن مهاتير محمد أفادتني في تسخير البحوث العلمية في خدمة المجتمع، وأقرأ أيضاً عن ريكوانيو الذي حارب الفساد في سنغافورة وحوّلها من دولة نامية الى أخرى تحتل صدارة النمور الآسيوية في الصناعة والاقتصاد...».
توضح أستاذة الهندسة أن الوقت المناسب للقراءة بالنسبة إليها هو فور الاستيقاظ بعد صلاة الفجر مباشرة، وتقول: «أقرأ بعد صلاة الفجر حتى الساعة 9 صباحاً، وغالباً ما تكون القراءة ملاذي الآمن من أي أحاديث سلبية، فمثلاً إذا كنت في جلسة أصدقاء وتحول الحديث إلى النميمة، أتصفح الكتاب الذي أقرأه، أو أطالع كتاباً إلكترونياً على «الموبايل» أو «الآي باد»، فبذلك أنعزل تماماً عن الواقع المحيط، وأحقق الإفادة العلمية والعملية».
في لبنان: هل لا تزال للكتاب مكانته المهمة لدى مختلف الأجيال؟
زهير قصير: القراءات الأولى تبقى في الذاكرة
يشير المصور الصحافي زهير قصير، إلى أنه من محبي المطالعة، ويلفت إلى أنه يتّجه نحو كتب الفلسفة والأدب والتاريخ بهدف توسيع آفاقه المعرفية وإغناء ثقافته. إذ يؤكد أنه لا يزال منحازاً إلى الصحافة والكتب الورقية. أما عن الوقت المناسب للقراءة، فيقول زهير إنه يقرأ الصحف صباحاً، لكن إذا لم ينهِ قراءة إحدى الروايات ليلاً وشعر بأنه متشوّق لمتابعة ما تخبئه الأحداث، يكمل قراءتها صباحاً. وعن نوع الروايات التي يقرأها، يوضح أن لا روايات محدّدة تثير اهتمامه، لكن يشترط بأن يكون الكاتب عميق الرؤية، مثل رواية الخيميائي للكاتب البرازيلي باولو كويلو، إضافة إلى روايات أمين معلوف، «مدن الملح» للكاتب عبدالرحمن منيف، روايات حنا مينا لا سيما «بقايا صور» و«الثلج يأتي من النافذة». وبالنسبة الى الشعر المحكي، يقرأ زهير لطلال حيدر، عصام العبدالله، ميشال طراد وغيرهم، وشعر محمود درويش وروايات نجيب محفوظ. ويرى قصير أن القراءات الأولى غالباً هي التي تبقى في الذاكرة، ومن الكتب المميزة يلفت زهير إلى «موسم الهجرة» للكاتب السوداني الطيب الصالح.
طومي الجميل: ساعدتني المطالعة في اكتشاف هويتي
يلفت طومي الجميل (30 عاماً)، إلى أنه يقرأ منذ كان في سن الخامسة عشرة، كتباً في السياسة والتاريخ والفكر السياسي. ويقول إن أول كتاب قرأه كان «الحروب السرية في لبنان»، بينما من الروايات الأكثر تأثيراً فيه، روايتا «شرق المتوسط» للكاتب عبدالرحمن منيف، و«في قلبي أنثى عبرية» للكاتبة خولة حمدي. أما في كتب التاريخ فكان كتاب «التعددية اللبنانية» الذي ساهم في اكتشافه هويته السريانية. ويضيف طومي أنه يهدف من خلال القراءة، الى التعرف على تاريخ المنطقة والعالم، إضافة إلى تطور الحياة والأفكار. وأبرز الكتّاب الذين يتابع إصداراتهم هم: غسان كنفاني، عبدالرحمن منيف، وأحلام مستغانمي، وفي السياسة: أنطوان نجم، كمال ديب، باتريك سيل...
فريال: «لكي أكون أكثر دقة في ما يتعلق بحقوق الإنسان، فأنا أقرأ كثيراً عن حقوق المرأة، وأحب قراءة السير الذاتية. أما المقالات فأتابع تلك المتعلقة بالموضة والحميات والأنظمة الغذائية»
فريال صوان: مروحة قراءاتي واسعة وأهتم بحقوق المرأة
تشير خريجة الأدب الإنكليزي فريال صوان، إلى أن مروحة قراءاتها واسعة جداً، إذ تقرأ المقالات والكتب والروايات التي تتناول القضايا الاجتماعية، مثل الفقر والحب والحروب والتاريخ، إلى جانب حقوق الإنسان، وتقول فريال: «لكي أكون أكثر دقة في ما يتعلق بحقوق الإنسان، فأنا أقرأ كثيراً عن حقوق المرأة، وأحب قراءة السير الذاتية. أما المقالات فأتابع تلك المتعلقة بالموضة والحميات والأنظمة الغذائية، إضافة إلى الصحة. ومن أبرز الروايات التي قرأتها، كانت Heart of Darkness لجوزيف كونراد، «الحب في زمن الكوليرا» لغابريال غارسيا ماركيز وSense and Sensibility لجين أوستين، كما أقرأ مسرحيات شكسبير، وفي الأدب الروسي أقرأ لأنطون تشيخوف. وتؤكد فريال أنها تفضّل المطالعة من خلال الكتب الورقية أكثر منها من خلال الكومبيوتر. وتتابع: «لا وقت محدداً عندي للقراءة، لكنني أقرأ في أوقات الفراغ، بينما كنت خلال الدراسة متفرّغة أكثر للقراءة.
سوسن سرحان: تقرأ كل ما يقع في متناولها
تلفت الصحافية اللبنانية سوسن سرحان، إلى أنها تقرأ كل شيء، إذ إن أي كتاب يكون في متناول اليد تطلع عليه، لا سيما الروايات، إضافة إلى الكتب التي ينصحها بها البعض أو تلك التي أثارت جدلاً بين الناس. وتتابع: «من أبرز الروايات التي أثرت فيّ، روايتا «الحب في زمن الكوليرا» لغابريال غارسيا ماركيز و«الأسود يليق بك» لأحلام مستغانمي.
تعتبر سوسن «أن القراءة تنقلنا إلى عالم آخر، فنقارب الحكايات مع تجاربنا الشخصية، كما أننا نتعلم من تجارب الآخرين، إذ هي مزيج من العقل والمشاعر، وعبارة عن فيلم سينمائي من إخراج خيالنا. أما في ما يتعلق بالكتب العلمية والفلسفية، فهي تساهم في توسيع الإدراك والمعرفة». وتضيف: «القراءة تزيد نسبة الوعي عندنا شرط أن يفهم القارئ ماذا يقرأ، «فويل لأمة تقرأ ولا تفهم»... القراءة هي الأنيس في وقت الوحدة، فنذهب من خلالها إلى عالمنا الخاص، وبالتالي تملأ وقت فراغنا بطريقة مفيدة ومسلية ومؤنسة. تبعدنا القراءة عن الجهل والسطحية، وترفع مستوى الفضول لدينا لإغناء معلوماتنا، كما أنها تساعدنا في حياتنا الاجتماعية والمهنية». وتختم سوسن بقولها إنها تحب متابعة أعمال باولو كويلو وواسيني الأعرج.
ريتا فريد: الإنسان لا يتحرر إلا بتوسيع آفاقه الثقافية
تشير الصحافية ومحررة الأخبار ريتا فريد، إلى أنها تخصص على الأقل يومياً ساعة للمطالعة، وتقول إنها عند التحاقها بالجامعة كانت تخصّص مبلغاً صغيراً من مصروفها لشراء الكتب، وعندما وصلت الى سنة التخرّج كانت قد جهزت مكتبتها الخاصة، وما زالت بهذه العادة، فمع بداية كل شهر تؤمن ريتا «مونتها» من الكتب. وتلفت إلى أنها تقرأ في السياسة، خصوصاً الإصدارات الجديدة، وشعر محمود درويش، أدونيس، أنسي الحاج، إضافة إلى الشعراء الجدد، إذ ترغب في اكتشاف كتاباتهم، لأنها تحضّر لإصدار كتابها الخاص. أما أبرز الفلاسفة الذين تطالع ريتا كتاباتهم، فهم: «نيتشه، كانط وهيغل». بينما الكتّاب فهم: نصري الصايغ، كريم مروة، سمير قصير ومهدي عامل. فضلاً عن روايات غسان كنفاني، سحر مندور، نوال السعداوي وفاتن المر، كما وتتابع كتب جورج أورويل المترجمة. وتعزو ريتا سبب المطالعة إلى إيمانها بأن الإنسان لا يتحرر إلا بتوسيع آفاقه الثقافية، والى مواكبة التطورات التي تدخل في إطار عملها الصحافي، والأهم من ذلك أن القراءة تساهم في تطوير أسلوب الكتابة عندها وعند القرّاء في شكل عام. تخصص ريتا الصباح لقراءة الصحف ومتابعة المواقع الإلكترونية، أما ليلاً فتهرب من زحمة الحياة بقراءة الكتاب.
علي ابراهيم طالب: الغربة أبعدتني عن الكتب الورقيّة
يشير مؤسس موقع «الستارة» أحمد طالب، لبناني يعيش في كندا، إلى أن القراءات المتاحة أمامه تتركز على المواقع والكتب الإلكترونية أكثر منها على الكتابات الورقية، فالاعتماد بات على الإنترنت. يضيف علي: «أقرأ كل شيء عبر المواقع الإلكترونية من سياسة، مجتمع وفن. إلا أنني لا أرصد أسماء بعينها، وكل ما أجده أمامي أقرأه، فالإنترنت بات البديل عن الكتب الورقية.
ميشال زريق: الروايات المترجمة تفتقد إحساس الكاتب الأصلي
يقرأ الصحافي ميشال زريق الروايات العربية والمترجمة، إلا أن بعض الروايات التي تمت ترجمتها تفقد الإحساس الذي يمتلكه كاتب الرواية الأصلي.
ويشير إلى أنه يفضّل القراءة على متابعة التلفزيون، فهي في مثابة فرصة للهروب من الواقع الذي نعيشه، لافتاً إلى أنه يفضّل الروايات التي تتناول تفاصيل المكان والزمان لأنها تنقله إلى الحالة. ويعتبر أن العنوان الجاذب للرواية هو الذي يثير اهتمامه ويدفعه الى قراءتها أكثر من انتظار إصدارات بعض الكُتّاب الذين أحياناً يتفاوت مستوى كتابتهم بين رواية وأخرى، على حدّ تعبيره. ويتابع أن الروايات الخليجية في معظمها لافتة، مثل روايات سارة العلوي «سعوديات»، و«للكذب رجال»، ورواية «لعبة المرأة رجل» والتي صُورت كمسلسل درامي، إضافة الى كتابات ليلى العثمان. يقول ميشال: «قرأت «ساق البامبو» التي تم إنتاجها كمسلسل عُرض في رمضان الماضي، إلا أن خطوط العمل الدرامي مختلفة عن الرواية». أما الكتب الأجنبية فيقرأ ميشال الكتب العلمية المكتوبة بأسلوب قصصي، مثل كتاب The power of Habit.
أحمد عصمت: أحب أن أعرف شيئاً عن كل الشيء
يقول مدير تحرير مجلة Alex Agenda ومؤسس منتدى الإسكندرية للإعلام أحمد عصمت، إنه يقرأ كتباً تتناول مختلف نواحي الحياة، ويقول: "أحب أن أعرف شيئاً عن كل الشيء، إذ إن القراءة وسيلة للمعرفة والارتقاء والتطور». ويتابع: «يحمل الكتاب بين دفتيه فكرة قد تتوافق مع أفكارنا أو تتعارض، لكن من المهم أن نقرأ ونعرف ماذا نقرأ، إذ تثير اهتمامي فكرة الكتب وعناوينها الداخلية، كما أن للروايات عالماً واسعاً أيضاً». ويلفت أحمد إلى أنه يهتم بقراءة السير الذاتية لأنها تفتح الأعين على أشكال مختلفة من تاريخ الأشخاص والخلفيات التاريخية وأحياناً جغرافيا الأماكن». ويخصّص أحمد عشر ساعات على الأقل خلال الأسبوع للقراءة، إذ يتابع القراءات الخاصة بالعمل نهاراً، مثل: «إدارة إعلامية وتكنولوجيا الإعلام وإدارة المؤسسات الثقافية، أما ليلاً فتتركز قراءاته على الروايات والكتب المذكورة آنفاً».
إيمان الحسيني: القراءة تزوّدنا بالحقائق وترفع مستوى الوعي لدينا
تشير الصحافية السودانية إيمان الحسيني، إلى أنها تقرأ من أجل أن تفتح لنفسها آفاقاً جديدة، ولأن القراءة مثقلة بتجارب مفيدة وترفع مستوى الوعي والثقافة وتزوّدنا بالحقائق، إضافة إلى الاطلاع على ثقافات أخرى. وتعتبر إيمان أن لكل كتاب طعماً ونكهة مختلفين، وتقول: «أداوم على قراءة كتب التاريخ فهي تثير اهتمامي كثيراً، ثم الروايات والشعر. كما أمضي مدةً أقصاها أسبوع لإنهاء قراءة كتاب ما». أما الكاتب الذي تنتظر إصداراته، فتقول إيمان: «عماد براكة وهو كاتب سوداني». وتذكر الكتاب الذي أثّر فيها هو The Old Man and the Sea، والكتابين اللذين بقي تأثيرهما في وجدانها هما «الشياطين 13» و«رجل المستحيل». أما الكتّاب الذين أثروا في إيمان فهم: محمود العقاد، الإمام الغزالي، إرنست هيمنغواي، والطيب الصالح. وتلفت إلى أنه «على رغم سهولة الوصول إلى الكتاب الإلكتروني، إلا أنه يشعرنا بالملل عكس الورقي الذي يُعتبر أكثر حيوية وحميمية».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024