سرطان الثدي قبل سن الأربعين الأكثر خطورة وشراسة!
اعتدنا على توصيات تتعلق بالوقاية من سرطان الثدي ابتداءً من سن الأربعين، ولطالما أشارت الدراسات إلى زيادة احتمال ظهوره مع التقدم في السن.
يصل معدل سن الإصابة بسرطان الثدي في الدول الأوروبية إلى الـ60 سنة، أما في دول المتوسط فلا يتخطى الـ50 عاماً. هو واقع يسترعي الانتباه، فيما لا يبدو له من مبرر وسبب سوى العامل الجيني. كان لا بد من إلقاء الضوء على هذا الواقع ومحاولة إحاطة الموضوع من مختلف النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية استناداً إلى شهادة من مرت بالتجربة.
الطبيب اللبناني الاختصاصي بالأورام وأمراض الدم د. فادي نصر شدد على شراسة المرض عند ظهوره قبل سن الاربعين، والذي يُعدّ وحده مؤشراً سيئاً يستدعي التدخل السريع.
من اللافت أن نسبة إصابة النساء اللواتي هن دون سن الأربعين وحتى في العشرينيات بسرطان الثدي، في ارتفاع مستمر، هل هذه ظاهرة جديدة نشهدها؟
فعلياً، يعتبر ظهور سرطان الثدي دون سن الأربعين نادراً في الدول الأوروبية. حتى أن معدل الإصابة في هذه الدول هو 60 سنة، فيما لا يتخطى في دول المتوسط الـ50. أيضاً من اللافت ظهور حالات أكثر فأكثر في سن مبكرة جداً، وهذا ما لم يكن موجوداً.
في السابق، لم تكن أعراض تظهر في سن مبكرة تعطى أهمية، أما اليوم فثمة حالات نصادفها في بداية العشرينات
هل من سبب معروف وراء انتشار المرض في سن مبكرة إلى هذا الحد؟
من المؤكد أن العامل الجيني يلعب دوراً وله تأثير في ذلك. لكن ما من أسباب أخرى واضحة لذلك.
تُطلب الصورة الشعاعية للثدي وفق التوصيات من سن 40 سنة وما فوق؟ لكن مع انتشار المرض في سن مبكرة، هل يمكن أن تطلب قبل هذه السن؟
لم تكن تطلب الصورة الشعاعية قبل سن الأربعين إلا في حال إصابة الوالد أو الوالدة بسرطان الثدي في عمر الـ45 سنة مثلاً، فعلى البنت عندها البدء بإجراء الصورة قبل 10 سنوات من السن التي تم تشخيص المرض فيها لدى أحد والديها، أي في سن 35 سنة.
وبالتالي في حال وجود تاريخ عائلي، تُطلب الصورة الشعاعية قبل سن الأربعين. كما تطلب الصورة الشعاعية المبكرة للفتاة إذا تبين في الفحص الجيني لوالدتها أنها تحمل الطفرة الجينية BRCA1. لكن حتى الآن يوصى بالصورة للنساء اللواتي هن في سن الأربعين وما فوق.
إذ لا تتخطى نسبة النساء اللواتي يصبن بالمرض وهن دون هذه السن الـ 5 في المئة. وعند وضع التوصيات تُحسب التكلفة في مقابل الربح، وبالتالي حتى يومنا هذا ما من داع لطلب الصورة قبل سن الأربعين.
هل يمكن أن تشكّل الأشعة في الصورة الشعاعية خطراً؟
بشكل عام، كل أشعة نتعرض لها تشكّل خطراً. كما أن ثمة أشعة دائمة نتعرض لها. لكن في كل الحالات إذا تمت مقارنة الفوائد من إجرائها مع الخطر الناتج منها والذي يعتبر بسيطاً، يبقى من الأفضل إجراء الصورة الشعاعية مرة في السنة.
ما هي سبل المراقبة إذا تبين أن المرأة عرضة لخطر الإصابة؟
لا تكفي المراقبة العادية دون سن الأربعين للمرأة التي تعتبر عرضة، ولا بد من الصورة الشعاعية مترافقةً مع الصورة الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي. بما أن الصورة الشعاعية والصورة الصوتية لا تكفيان، يبقى الثلاثة معاً الحل الأمثل.
متى يطلب الفحص الجيني للكشف عن الطفرة الجينية BRCA1 ؟
عندما تكون المرأة دون سن الخمسين وتصاب بسرطان الثدي، يُطلب هذا الفحص. كما يطلب إذا كانت أصغر سناً وثمة حالات في العائلة.
إذا كانت النتيجة إيجابية، ما الخطوة التالية؟
إذا كانت النتيجة إيجابية، يجب استئصال الثديين والمبيضين، لأن المرأة تعتبر عرضة بنسبة عالية. كما تكمن المشكلة في ارتفاع خطورة نقلها المرض إلى أطفالها. لذلك لا بد من المراقبة عندها بدءاً من سن الـ 25 سنة.
ألا يمكن التدخل بطريقة مختلفة بدون الاستئصال كالمراقبة مثلاً؟
وفق خبرتنا، لا تكفي المراقبة وحدها، فإذا تبين ارتفاع معدل الخطر عندما تكون نتيجة الفحص الجيني إيجابية، ترتفع صعوبة المتابعة الدقيقة ويتخطى عندها خطر الإصابة الـ80 في المئة. تعتبر المتابعة صعبة جداً ويبقى الاستئصال الحل الأفضل.
هل صحيح أن المرض يكون أكثر عدائية وشراسة عند ظهوره في سن صغيرة؟
عندما تصاب امرأة بسرطان الثدي في سن مبكرة، تكون المشكلة جينية ويصبح المرض أكثر شراسة، وعند تشخيصه تعتبر الحالة دائماً سيئة وخطرة. عندما يظهر المرض في سن مبكرة، تزيد خطورة عودته وانتشاره بسرعة كبيرة. أن يظهر قبل سن الاربعين هو مؤشر سيء دائماً.
هل يختلف العلاج إذا كانت مريضة سرطان الثدي في العشرينات أم الثلاثينات؟
لا يختلف العلاج وفق السن وإنما باختلاف الحالة. فإذا كان في المرحلة الأولى أو الثانية، يكون محصوراً في الثدي وتكون معالجته أكثر سهولة. أما إذا كان منتشراً أكثر فهنا تكمن الخطورة الكبرى. وفي المرحلة الرابعة لا يعتبر الشفاء ممكناً بشكل عام. لكن بوجود العلاجات المناعية اليوم قد يصبح الأمر ممكناً، وإن كانت هذه العلاجات غير فاعلة حتى الآن في حالات سرطان الثدي.
ابتداءً من أي سن تُنصح المرأة بإجراء الفحص الذاتي؟
تنصح المرأة بإجراء الفحص الذاتي بدءاً من سن 20 سنة. مع أهمية التشديد على استشارة الطبيب ما إن ترى تدرناً أو تغيراً في الثدي في أي سن كانت ليحدد طبيعة المشكلة. من المهم أن تعرف المرأة جسمها وثدييها جيداً لتلاحظ أي تغيير يحصل.
ومتى تُنصح المرأة باللجوء إلى الفحص العيادي؟
من سن 20 سنة، تُنصح المرأة بزيارة الطبيب مرة في السنة.
إذا تم تشخيص المرض لدى امرأة في مقتبل العمر وهي لا تزال في سن الإنجاب، كيف يمكن أن تحفظ قدرتها على الإنجاب؟
في حال إصابة المرأة بسرطان الثدي قبل مرحلة انقطاع الطمث، قد تؤخذ بويضات ويتم حفظها حتى تنتهي من العلاج، أو حتى يمكن تثليج المبيض. علماً أنه يمكن اللجوء إلى هذه التقنية حتى إذا لم تعد قادرة على الإباضة والإنجاب. وبعد أن تنتهي من العلاج، تُنصح بعدم الإنجاب قبل مرور سنتين على انتهائه، لأن المرض قد يعود خلال سنتين ولا بد من إجراء الفحوص الدقيقة خلال هذه الفترة. أما في حال انتشار المرض فلا يمكن التفكير بالإنجاب.
في الجانب النفسي ...
الاختصاصية في المعالجة النفسية شارلوت خليل : « دور الزوج أساسي، لأن المريضة ترى أنوثتها في عينيه »
للشق النفسي أهمية كبيرة في سرطان الثدي ليس لاعتباره يهدد حياة المرأة فحسب، وإنما لأنه يمس أنوثتها التي تشكل أهمية خاصة بالنسبة إليها. لذلك، ووفق الاختصاصية في المعالجة النفسية شارلوت خليل ، لا يعتبر سرطان الثدي من الأمراض التي تطاول الصحة فحسب، بل إن تشخيصه لدى المرأة يؤدي إلى صدمة عاطفية وجسدية لديها وتظهر تداعياته على المستوى النفسي والاجتماعي والجسدي.
وتضيف: «عند تلقيها خبر إصابتها بالمرض، تمر المرأة بمراحل صعبة تبدأ بعدم التصديق، مروراً بالقلق والتوتر، وصولاً إلى تقبل المرض ومقاومته.
وعلى الرغم من التطورات اللافتة في وسائل العلاج وارتفاع معدلات الشفاء، لا يزال كل ذلك غير كافٍ ليحمي المريضة من القلق من فكرة الموت.
فالمريضة تمر بمراحل نفسية مختلفة، منها القلق والتوتر والاكتئاب الذي يمكن ان يجعلها ترفض العلاج بشكل تام. حتى أن الانطواء على الذات وعدم الرغبة في الاختلاط مع الآخرين، من النتائج المؤسفة للعلاج الكيميائي، خصوصاً مع تساقط الشعر الذي يؤثر إلى حد كبير في نفسية المرأة.»
ووفق د. خليل، تبدو الصعوبات أكبر بكثير بالنسبة إلى المرأة التي في سن صغيرة وتم تشخيص المرض لديها لوجود اهتمامات عائلية واجتماعية بارزة.
فمسؤوليات المرأة التي دون سن الأربعين تكون مختلفة كأم وزوجة وربة منزل، وبالتالي يكون الضغط النفسي عليها أكبر، خصوصاً أنها تشعر بمزيد من الضعف والعجز عن إتمام المهمات الكبرى الملقاة على عاتقها، إلى جانب مرضها، كرعاية أطفالها مثلاً الذين قد يكونون في سن صغيرة، والاهتمام بالزوج وتدبير شؤون المنزل، إضافة إلى العمل والمسؤوليات المادية.
كما تتفاقم الأمور التي ترفع من معدلات الضغط النفسي عليها عندما تمرض في هذه السن التي تكون للأمور العاطفية والشخصية أهمية كبرى لديها.
تضاف إلى ذلك مسألة الإنجاب والأمومة والعلاقة الزوجية. وقد أظهرت دراسات عدة أن المرأة الأصغر سناً، التي تصاب بسرطان الثدي تتعرض لمزيد من الضغط النفسي، وتعاني صعوبات على المستوى المادي والعملي والاجتماعي.
وهنا تشدد د. خليل على أهمية دور زوج المريضة في مساعدتها على مواجهة التحديات واجتياز هذه المرحلة بشكل أفضل، مع الإشارة إلى أنه هو أيضاً يتأثر كثيراً بالتجربة التي تمر بها زوجته، لكن يجب أن يتأقلم مع الواقع الجديد ويساعدها على تحمّل المسؤوليات، خصوصاً إذا كان لديهما أطفال في سن صغيرة، مما يزيد من حدة الضغط النفسي.
وتقول د. خليل: «للأسرة دور مهم وأساسي، ومن هنا ضرورة إشراكها في عملية الدعم النفسي إلى جانب الاختصاصيين. على الأسرة تقديم الاهتمام والرعاية، خصوصاً بالنسبة إلى الزوج، لأن المريضة ترى أنوثتها في عينيه».
ومن النصائح الأساسية التي لا بد من اتباعها في هذه المرحلة الدقيقة :
- يجب الحرص على مشاركة المريضة في النشاطات الاجتماعية مع أهمية أن تنخرط في فريق دعم للمرضى المصابين بسرطان الثدي، مما يشعرها بأنها ليست وحيدة ويعطيها الأمل من خلال التعرف إلى اشخاص اجتازوا هذه المرحلة.
- يجب تشجيعها على ممارسة الانشطة الرياضية والاجتماعية.
- على الاختصاصيين في المجال النفسي التدخل السريع والمبكر في أولى مراحل المرض بدلاً من انتظار ظهور تداعياته على حالتها النفسية.
أنج خليل بإيجابية لافتة بعد شفائها
مع المرض أحببت نفسي وحوّلت القبح إلى جمال
اكتشفت أنج خليل إصابتها بسرطان الثدي وهي في سن 39 عاماً من طريق الصدفة فيما كانت نائمة في السرير حيث لاحظت وجود دملة قاسية في الثدي فاستشارت طبيبها وخضعت للفحوص والصور اللازمة وتبين على أثرها أنها مصابة بسرطان الثدي. تتذكر أنج تلك المرحلة بالقول: «كانت مرحلة صعبة، خصوصاً أن ذلك حصل بعد طلاقي مباشرة والذي كان قد أثّر فيّ كثيراً.
قيل لي إن الوراثة قد تكون لعبت دوراً، لأن عمّتي توفيت بالمرض وجدتي أيضاً، لكنني أجهل ما إذا كان ذلك مؤكداً. ما أعرفه، هو صحيح أن خطر الإصابة بالمرض قد يخف مع نمط حياة صحي، لكن في الواقع هذا المرض يأتي بدون مبرر ومهما فعلنا.
يأتي المرض ليقتل، فإما أن نقتله بإرادتنا أو يقضي علينا. من اللحظة الأولى طلبت من الطبيب أن يكون صريحاً معي ويخبرني ما إذا كان سيستأصل الثدي.
أنا بطبعي إنسانة تحب الحياة، وبعد طلاقي صارت شخصيتي أكثر قوة، وازدادت صلابة بعد إصابتي بالمرض. بالنسبة إلي، الحياة جميلة وتستحق أن نعيشها كما يجب . علينا أن نتحلّى دائماً بالإيجابية حتى لا نزيد الامور تعقيداً .
ولأنني كنت قد خرجت للتو من الطلاق الذي أثر فيّ كثيراً، كانت أنوثتي تعني لي الكثير، وأصبح اهتمامي بشكل خاص مع اكتشاف المرض يدور حول هذا الموضوع. رحت أسأل الطبيب ما إذا كان شكلي سيتأثر وشعري سيتساقط ووزني سيزيد.
وكان ذلك مفاجئاً له لاعتبار الكل يخشى فكرة الموت أولاً. في الواقع كان مرضي في المرحلة الثانية، والورم كان كبيراً وانتشاره سريعاً، لكن الطبيب لم يستأصل كامل الثدي حرصاً منه على تسهيل الأمور عليّ لشدة تأثري بمسألة الأنوثة، وكان قادراً على استئصال الورم من دون الثدي. كما عمل أطبائي كلّهم على الجانب النفسي لأنني كنت أهتم كثيراً بشكلي».
بعد الجراحة، خضعت أنج لجلسات العلاج الكيميائي الـ 8 التي كانت تحدّث نفسها خلالها بأنها ستذهب إلى العلاج وتعود إلى منزلها وأنها مرحلة ستمر حتى لا تتعب نفسيتها أكثر .
وعلى الرغم من تعبها، كانت تمازح الكل في المستشفى وضحكتها لا تفارق ثغرها إلى درجة أنها كانت توضع في المستشفى مع مريضات يحتجن إلى إيجابيتها وفرحها. تقول أنج: «أنا معلمة مدرّسة، كنت أخضع للعلاج الجمعة وأذهب الاثنين إلى المدرسة من دون أن يشعر أحد بما أعانيه.
ابني هو رفيقي الدائم، وكانت امي تعتني به في فترة علاجي، وقد حصل على المساعدة النفسية اللازمة. ولأن شعري تساقط ولم أشأ أن يؤثر ذلك سلباً في نفسيتي، حرصت على شراء 3 موديلات من الشعر المستعار بألوان مختلفة لأبدل في مظهري.
كانت حالتي النفسية ممتازة، وبالنسبة إلى الغثيان الناتج من العلاج فهو لم يؤثر فيّ كثيراً، وكنت أقول لنفسي إنه يبقى أسهل مما تعانيه الحامل. أعرف جيداً أنني لو لم أتخطّ هذه المرحلة بسلام وإيجابية لما كنت قادرة على الاستمرار. الإرادة والعائلة والأصدقاء والإيمان ... كلها أمور أساسية في مساعدة المريضة، إضافة إلى القناعة الذاتية والثقة بأن هذه المرحلة ستمر على خير .
لم أخف من الموت أبداً، والكل وقف إلى جانبي، لكنني خفت على ابني (9 سنوات) وقد كافحت من أجله بشكل خاص ووقفت على قدميّ لأتغلّب على المرض.
لا أنسى أنني كنت أذهب الى اختصاصية التجميل بانتظام لتضع لي طلاءً على أظفاري السوداء بسبب العلاج الكيميائي لتمويه حقيقتها. استطعت أن أحوّل القبح إلى جمال وإيجابية فكنت أسمّي نفسي ملكة جمال المريضات اللواتي يخضعن للعلاج الكيميائي. هذا على الرغم من أنني عانيت انتفاخاً في جسمي، وحرصت على ممارسة رياضة المشي بانتظام لتسهيل الأمور».
على الرغم من ذلك، تشير أنج الى أن مرحلة العلاج بالاشعة كانت الأصعب بالنسبة إليها وقد خضعت لـ 35 جلسة كانت في غاية الصعوبة بسبب الحروق التي أصيبت بها، مع صعوبة الذهاب يومياً إلى المكان نفسه حيث كانت تعرف ما ينتظرها. ولا تنسى أنج التأكيد أن المرض يدفعنا لنحب انفسنا. اليوم لا يطلب من أنج إلا أن تستمر في اتباع الحمية وممارسة الرياضة وتناول أطعمة صحية لتأثير السمنة في زيادة خطر الإصابة بالمرض، علماً انها كانت قد خضعت لحمية قبل اكتشاف مرضها تمكنت من خلالها من خفض وزنها من 120 إلى 85 كيلوغراماً. بالإضافة طبعاً إلى أهمية الالتزام بالأدوية والفحوص الروتينية اليوم بعدما شفيت تماماً.
شهادة من تحدّت المرض والعالم بالـ « سيلفي »!
ردّت ريبيكا ويلكينسون بقساوة على حملة التضامن مع مرضى السرطان التي غزت وسائل التواصل الاجتماعي داعية إلى نشر صور « سيلفي » بالأسود والأبيض كوسيلة لتحدي المرض . هي مريضة سرطان ثدي وأم لطفلين تم تشخيص المرض لديها في عام 2013 وهي في سن 32 عاماً، وخضعت لعملية استئصال ثدييها ومبيضيها، وجدت أن هذه الحملة نفسها «نرجسية» وليس فيها أبداً ما يساعد على التوعية ضد السرطان بعكس ما تدّعيه، كما أنها لا تقدّم أي دعم للمرضى.
أكدت ويلكينسون أن الحملة مستفزة لها ولغيرها من المرضى الذين عانوا الكثير مع المرض، فأرادت أن تظهر للمرضى كيف يكون التحدي والدعم فيما نشرت صورتها «السيلفي» عارية تُظهر فيها ثدييها بعد الخضوع لجراحة الاستئصال وهي ترفع إصبعيها في علامة النصر.
وعلى الرغم من ذلك، اعتبرت أن صورتها هذه حتى، لا تسرد قصّتها كاملة ولا تظهر شيئاً من المعاناة التي مرّت بها والعذاب فكتبت: «لا يمكن ان تروا في صورة السيلفي هذه الآثار التي تركها العلاج الكيميائي على جهاز المناعة لدي وعلى يديّ وقدميّ وعلى ذاكرتي حتى .
كما أنكم لا ترون فيها الآثار النفسية للمرض عليّ وعلى طفليّ اللذين قد يحملان الجينة المسببة أيضاً. ولا يمكن أن تروا الآثار التي تركتها جراحة استئصال المبيضين التي خضعت لها. لا يمكن أن تروا أن حاجبي هما مجرد وشم بعدما خسرتهما بسبب العلاج».
علماً أنه بعد تشخيص المرض لديها، واستئصال أحد ثدييها وخضوعها لعلاج كيميائي، تبين في الفحوص أنها تحمل الطفرة الجينية BRCA1 مما يجعلها عرضة بنسبة عالية للإصابة بسرطان المبيض أيضاً مستقبلاً، إضافةً إلى سرطان الثدي في الثدي الآخر.
لذلك خضعت أيضاً إلى عملية استئصال المبيضين واستئصال الثدي الثاني. أما طفلاها فسيخضعان إلى الفحص الجيني للتأكد مما إذا كانا يحملان الطفرة الجينية مثلها، في سن 18 سنة بما أنهما يكونان قد ورثا ذلك عنها بنسبة 50 في المئة. وعبّرت ويلكينسون لـ Huffington Post عن انزعاجها الشديد من تلك الحملة التي أُقيمت والتي لا تظهر أي تضامن مع المرضى، فهي لم تشعر إلا بالغضب منها، فيما يمكن العالم أن يقوم بالكثير من الخطوات الإيجابية دعماً لمرضى السرطان .
أما ما نشرته هي فكان له وقع إيجابي وتم التجاوب معه بشكل لافت حيث راسلتها سيدات كثيرات خضعن إلى عمليات استئصال مماثلة، كما كان له تأثير إيجابي كبير فيهن حيث شعرن بمزيد من الثقة في النفس . وبالتالي تلقت ويلكينسون الكثير من عبارات الشكر لما كان لكلماتها من تأثير إيجابي في المرضى وعائلاتهم.
في الواقع قد يكون رد ويلكينسون قاسياً على الحملة التي أظهر الناس تجاوباً كبيراً معها، لكنه في المقابل يحمل الكثير من الشفافية لاعتباره ينقل معاناة هذه المريضة مع المرض خلال مرحلة لا يمكن أن يدرك ما فيها من عذاب إلا من يمرّ بها، مما يفسّر اعتبارها هذه الحملة «سطحية» وغير مجدية في دعم أي مريض يترك المرض الكثير من الآثار الجارحة في جسمه ونفسيته.
سؤال:
قد تكتشف المرأة إصابتها بسرطان الثدي بعد سن الاربعين عند إجراء الصورة الشعاعية، لكن كيف يمكن ان تكتشف المرأة التي في سن صغيرة المرض؟
بشكل عام، إما أن تشعر المرأة بوجود تدرّن أو ورم أو تغير في الثدي، أو تكتشف مرضها أثناء خضوعها للفحص الروتيني لدى طبيبها. أيضاً معظم اللواتي يشخّص المرض لديهن في سن مبكرة، يكتشفنه لدى استشارة في مشكلة أخرى يعانينها.
فقد تعاني المرأة مثلاً آلاماً في العظام أو في البطن ويتبين مع إجراء الفحوص أنها مصابة بسرطان الثدي المنتشر في جسمها وهو في مرحلة متقدمة. علماً أنه غالباً ما يظهر السرطان المنتشر في الكبد أو الرئة أو العظام، فيتبين ان الأساس كان سرطاناً في الثدي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024