تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

نصائح مريضة انتصرت في حربها ضد سرطان الثدي... نينا أبي فاضل: كوني مستعدة ومبادرة ومتفائلة فأنت الأقوى

نينا تحتفل مع الفريق الطبي لمناسبة انتهاء العلاج الكيميائي

نينا تحتفل مع الفريق الطبي لمناسبة انتهاء العلاج الكيميائي

نينا مع ابنتها يوم تم ابلاغها بالإصابة بالسرطان

نينا مع ابنتها يوم تم ابلاغها بالإصابة بالسرطان

حملة الدراجات النارية للتوعية بسرطان الثدي

حملة الدراجات النارية للتوعية بسرطان الثدي

تشخيص المرأة بإصابتها بسرطان الثدي واحدة من أكثر الخُبرات المخيفة والمثيرة للقلق التي قد تحياها أي سيّدة. وهذا ما حصل معي، خلال هذه الفترة تقريباً منذ عامين. لقد تعلّمتُ الكثير من هذه التجربة الصعبة، وقرّرتُ إنشاء مدوّنة والقيام بمبادرة «أنت الأقوى» لأشارك بعض ما تعلّمته خلال هذه المرحلة، على أمل أن يعود بالنّفع على سيدات أخريات يعشن التجربة عينها.
حين تمّ تشخيصي بالسرطان، تفاجأتُ إذ لم يساورني الخوف من المرض بحدّ ذاته، بقدر ما خشيتُ العلاج المطلوب للشفاء منه، أي العلاج الكيميائي.

وحين استشرتُ عدداً من اختصاصيي الأمراض السرطانية، أدركتُ أنّ هذه العملية ستستغرق الكثير من التركيز والثقة. كان عليّ أن أثق أولاً بحُكمي الخاص وبقدرتي على تمييز مسار العمل الأفضل لي. أدركتُ أنّ هناك خيارات متعدّدة للعلاج، إلا أنّ المسؤولية تقع على عاتقي لإجراء الأبحاث والاطّلاع على حسنات كلّ خيار وسيئاته. وقد استغرقت بعض الوقت لأتّخذ قراري بخصوص اختصاصي الأورام السرطانية الذي أشعر بالارتياح لبدء العلاج معه، وبالعلاج الذي اقتنعت بأنه الأفضل لي. وفي هذا الإطار، أقدّم لكنّ نصيحتي الأولى: لا تدعن أحداً يستعجلكنّ لاتخاذ قرار هام متعلّق بصحتكنّ! أدرك تماماً أنّ هذا ليس بالأمر السهل، وأنّ هناك ضرورة للتصرّف بعجلة حين يتعلّق الأمر بمرض السرطان، إلا أنّ أخذ مقدار كاف من الوقت لدراسة الخيارات المتاحة أمامكنّ واستشارة عدد من الاختصاصيين ضروري لمنفعتكنّ على المدى البعيد.

بعدما اخترت طبيب الأورام السرطانية وخيارات العلاج، بدأت في البحث عن عدد من العلاجات المكمّلة لعلاجي الطبي، والتي من شأنها الحدّ من الآثار السلبية الناجمة عن أدوية السرطان. فاستشرت معالجاً طبيعياً ساعدني كثيراً على اكتشاف نمط حياة جديد وصحي، وها هي نصيحتي الثانية: تحمّلن المسؤولية، وكنّ شريكات فاعلات في علاجكنّ. بدأتُ فوراً باتباع خطّة لإزالة السموم من جسمي قبل أن تبدأ سموم العلاج الكيميائي باجتياحه. وللقيام بذلك، تعيّن عليّ تناول العصائر الطبيعية والعضوية الغنية بالمكونات الغذائية، مثل الشمندر، والجزر، والكرفس، واللّفت والسبانخ. كما كان عليّ أن أزيل من نظامي الغذائي أربع فئات من الأطعمة، لم أظنّ يوماً أنّ بإمكاني التخلي عنها: الغلوتين، والبروتين الحيواني، ومنتجات الحليب (باستثناء لبن الماعز)، والسكر. وقد شملت عملية إزالة السموم من جسمي أيضاً الابتعاد عن أي أغذية مصنّعة، لذا كنت أحضّر كلّ طعامي بنفسي. فالهدف من ذلك هو الحفاظ على مستوى المناعة مرتفعاً للحدّ من أي آثار جانبية، وهذا ما حصل معي. وقد تمّ تحديد جلسات العلاج الكيميائي بفارق 3 أسابيع الواحدة عن الأخرى، وكذلك قمت بتنظيم الحمية الغذائية التي أعتمدها، محدّدةً ما يجب تناوله قبل جلسات العلاج الكيميائي، وخلالها ومن بعدها. فعلى سبيل المثال، خلال اليوم الذي كنت أخضع فيه للعلاج، كنت أتناول الأفوكادو ولبن الماعز مع الكركم فقط.

من جهة أخرى، كنت أخاف من أن أفقد طاقتي وأعاني الآلام الجسدية التي يتحدّث عنها كل مرضى السرطان، ولهذا السبب اخترت اللجوء إلى العلاج بالوخز بالإبر. صدقاً، لا أعرف من أين أستهلّ الحديث عن فوائد الوخز بالإبر.

وفي هذا الصدد، أتوجّه إليكنّ بالنصيحة التالية: لا تخفين مرضكنّ والعلاج. بل على العكس، أردتُ أن يعرف الجميع بحالتي. بدأتُ ببناء نظام الدعم الخاص بي، والذي يشمل عائلتي وأصدقائي القدماء والجدد. وقد أدركت معنى أن تكوني مدعومة جيداً ومحبوبة، وأشكر الله لأنه وضع في دربي أشخاصاً محبّين وعطوفين.
اتّسمت كلّ مرحلة من حياتي بنكهة خاصة، وقد استلزمت المرحلة التي مررت بها أن أعقد العزم على أمور جديدة. كنت مستعدّة، مبادِرة ومتفائلة، وقد بات اللون الأبيض شعاري عوضاً عن الأسود. وإليكنّ نصيحتي الرابعة: إجذبن أشخاصاً إيجابيين وابتعدن عن السلبيّين منهم! فهذا حتماً ليس بالوقت الملائم لتكنّ محاطات بأي شخص متشائم أو أي شيء سلبي. وفي هذا الإطار، خطر لي أن أبدأ باعتماد «مفكّرة الامتنان» أدوّن فيها كلّ يوم ما أنا ممتنة منه، فنحن نميل إلى النسيان، كما نسعد بالأمور الصغيرة التي نصادفها في الحياة ومدى أهميتها. اعتماد العلاج الغالب، واختيار الخضوع لعلاج مكمّل استلزما مني تخصيص الكثير من الوقت وبذل الجهود: وقد امتلكت الطاقة اللازمة للقيام بذلك، واقتنعت تماماً بأنّ ذلك سيُحدث فارقاً كبيراً وسيسمح لي بالاستمرار بالتصرّف كسيدة فاعلة في المجتمع، وكأمّ وزوجة محبّة، وصديقة اجتماعية مع قدرتي على متابعة حياتي العملية من دون الحاجة إلى وقف كلّ هذه المهمات لمدة تراوح ما بين 12 و18 شهراً.

حتى اليوم، لم تنتهِ مسيرتي بعد، إلا أنني أشاركها مع الجميع، لأنني كنت محظوظة بوجود مجموعة من الأشخاص بقربي دعموني في إطلاق هذه المبادرة لنشر رسالة إيجابية وتمكين أخريات بفضل ما تعلّمته ممّا عشته. وأودّ التواصل مع أي شخص سبق أن اختبر العلاجات المكمّلة، لذا أنا مستعدّة للتحدّت عبر صفحة الفايسبوك
https://www.facebook.com/enteela2wa.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080