تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

رشا المازن في «مراسيل الحب»: وظفت الموروثات الشعبية من أجل الدفاع عن قضايا المرأة

اختارت الفنانة التشكيلية رشا المازن أن توظف مفردات الموروثات الشعبية، لتكشف لنا عن عوالم المرأة المختلفة، وذلك من خلال معرضها الأخير بعنوان «مراسيل الحب».

رشا المازن علّقت على هذا المعرض بقولها: «حاولت من خلال أعمالي أن أفتش عن المرأة وأغوص في أعماقها، وأتابع مراحلها المختلفة: طفلة، شابة، امرأة متزوجة، ولم أكن بعيدة بمشاعري وأحاسيسي وتجاربي في الحياة عما ذكرته، فهذه الأعمال انعكاس لبعض الذكريات والمشاعر الداخلية، وانعكاس لعلاقتي بالبشر. كل تلك المشاعر المختزنة عبّرت عنها في «مراسيل الحب».


{سألتها: ظهر بوضوح في هذا المعرض استخدامك للموروثات الشعبية في التعبير عن عالم المرأة، لماذا لجأت إلى هذه الطريقة، ولم تتبني مشاعر المرأة مباشرة في لوحاتك؟
الرمز يتيح لي مساحة كبيرة للتخيل، وكذلك لمن يشاهد اللوحات، فيفهمها كما يريد. ومن ضمن الموضوعات المطروحة في لوحاتي، فكرة الزواج القسري، لذا لجأت الى الرمز لأحث المشاهد على أن يرى بوضوح الجريمة التي تُرتكب في حق المرأة، وذلك من خلال توظيف رمز واضح الدلالة لديه، ليتيقن من الجرم الذي يقع على البنت، حين تُجبر على الزواج بشخص لا ترغب فيه.

{بهذا المعنى، ألا تجدين تناقضاً بين عنوان المعرض «مراسيل الحب» ومضامين العديد من اللوحات التي تناقش ما تتعرض له المرأة من انتهاكات؟
لا، فالأصل هو أن تتزوج المرأة بمن تحبه من خلال أحاسيسها ومراسلات ذهنية وعقلية تربط بينهما، وهذا لا يمنع أن أناقش في الوقت ذاته الأوضاع التي تحول دون أن تصل هذه المراسيل إلى مبتغاها وهدفها الإنساني النبيل.

{في رأيك، إلى أي مدرسة ينتمي هذا المعرض، وكذلك معارضك السابقة؟
كثير من النقاد يرون أن أعمالي تندرج تحت ما يسمى «التجريدية التعبيرية»، التي وصفها الناقد الفنان خالد هنو بقوله: «أستخدم هذه المدرسة وسيلة للتأكيد على هويتي المصرية»، وأنني في استعمالي للرموز الشعبية أضعها في لوحاتي بحسابات دقيقة وبعقلانية لا تفتقد معها الوجدان والإحساس، ويتمثل ذلك في اختيار الوجوه والملابس المصرية والأشكال المختزنة في الذاكرة، مثل «عروسة المولد»، الحصان، الدف، السمكة، ومختلف الزخارف الإسلامية.

{أقمت معرضك الأول منذ ما يقرب من 15 عاماً، ما أبرز المعارض والجوائز التي حصلت عليها طوال السنوات السابقة؟
مشاركتي الأخيرة قبل هذا المعرض كانت في بينالي أتيليه الإسكندرية العام 2015، كما شاركت في صالون الخريف في العاصمة الفرنسية باريس عام 2014، ومعرض ملتقى الحضارات في بيت السناري التابع لمكتبة الإسكندرية، ومعرض صالون الخريف للأعمال الصغيرة، فضلاً عن مشاركتي في العديد من المعارض في جدة في السعودية، كما نلت العديد من الجوائز، منها جائزة التحكيم في بينالي الثقافة والفنون في السعودية، ولديَّ مقتنيات في فرنسا، انكلترا، هولندا، الإمارات، قطر، السعودية، الكويت، ومصر.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079