تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

هند صبري: فقدت صديقة عزيزة بسبب سرطان الثدي

عاشت هند صبري تجربة خاصة مع مرض سرطان الثدي، من خلال فقدان إحدى صديقاتها المقرّبات، وللمرة الأولى تحكي عنها، وتبعث برسائل الى المرأة العربية للوقاية من هذا المرض الخبيث، كما تتحدث عن أعمالها الفنية الجديدة، والمشروع الدرامي الذي تُحضر له لرمضان المقبل، بعد غياب عن الشاشة الصغيرة لمدة عامين متتالين منذ آخر مسلسلاتها «إمبراطورية مين»، وتكشف عن أسباب مشاركتها في فيلم «الكنز» مع محمد رمضان، وبكل جرأة تعلن عن محاولات البعض تشويه العلاقة بينها وبين منة شلبي والإعلامي الساخر باسم يوسف، وتتطرق الى علاقتها بالنجمات ليلى علوي ويسرا وإلهام شاهين، كما تتحدث عن ابنتيها عاليا وليلى وما تحرص على تنميته في نفسيهما.


- مرض سرطان الثدي يهدد حياة كثيرات، فكيف ترينه؟
شاهدت الكثير من الأسر التي تأثرت بهذا المرض الخبيث، ولي تجربة شخصية مؤلمة معه، بحيث فقدت صديقة عزيزة عليّ بسبب هذا المرض، إذ إنها اكتشفته بعدما أصبح في مراحل متقدمة وانتشرت خلاياه في كل جسمها، والسرطان مرض لا يقضي على المرأة وحدها، بل يؤثر في من حولها فيشعرون بالحزن والأسى، ومن واجبنا توعية المرأة العربية بخطورة هذا المرض، وأن تتبع كل سبل الوقاية للحفاظ على سلامتها.

- ما هو دور الفنان في التوعية بخطورة هذا المرض؟
 الجمهور يتأثر بكل ما يقدمه الفنان، ويستمع إلى كلامه ونصائحه، والدليل على ذلك أن الجمهور يتداول المواقف والإفيهات التي تظهر في الأعمال الفنية، سواء في الأفلام السينمائية أو الدراما التلفزيونية أو الأعمال المسرحية، ولا بد من أن ننشغل أكثر كفنانين بنشر التوعية اللازمة للقضاء عليه.

- هل تفكرين في المشاركة بإحدى الحملات للتوعية بطرق الوقاية من هذا المرض؟
كل القضايا تحتاج إلى دعم، سواء الوقاية من مرض سرطان الثدي أو غيره، ولا أتأخر أبداً في القيام بهذه الحملات إذا طُلب مني ذلك، وهناك فارق واضح بين الماضي والحاضر، ويتمثل بأن طرق الوقاية أصبحت معروفة للمرأة أكثر من الفترات السابقة، وهذا أمر مبشّر جداً ويدعو إلى لتفاؤل. أيضاً هناك حملات أثرت إيجاباً وحققت رد فعل ممتازاً، ومنها حملة «بهية» التي أطلقتها الفنانة منى زكي، فانتشر الوعي أكثر، خصوصاً في المناطق الفقيرة التي ربما لم تكن تهتم بتلك المسألة من قبل.

- ما هي طرق الوقاية التي تنصحين بها المرأة العربية؟
المتابعة الدورية وإجراء الفحوص اللازمة من أهم الخطوات للوقاية من هذا المرض، وهناك الكثير من السيدات اللواتي يحرصن على الذهاب كل ستة أشهر أو كل عام للكشف والاطمئنان على أنفسهن، وهذا الأمر مهم جداً، لأنهن بذلك يحافظن على أنفسهن ويستطعن مواجهة المرض في بداياته في حالة وجوده.

- هل ترين أن هناك أساليب أخرى للتوعية يمكن استخدامها بجانب الحملات الإعلانية؟
لا بد من أن تكون هناك توعية في الصغر، من خلال المدارس فتُعقد دورات يتحدث فيها عدد من الخبراء مع الفتيات عن أساليب الوقاية من هذا المرض في الكبر، وهذا ما يحدث في عدد من الدول الأوروبية، وأتمنى أن ينتشر هذا الأسلوب في الدول العربية لأنه يعلّم المرأة كيفية الاهتمام بنفسها والوقاية من هذا المرض ويكشف مخاطره. أيضاً لا بد من أن تكون هناك قوافل متحركة في كل الدول العربية تضم عدداً من الأطباء للتوعية بمخاطر هذا المرض، وإخضاع السيدات للكشف الطبي المجاني.

- على المستوى الشخصي، كيف تهتمين بالوقاية من هذا المرض؟
أحرص كل عام على إجراء الفحوص الطبية اللازمة «الماموغرام» لمزيد من الاطمئنان على نفسي، وأنصح كل سيدة بالقيام بذلك، لأن اكتشاف المرض مبكراً يعطي أملاً كبيراً في علاجه والشفاء منه، أما اكتشافه متأخراً فيُعقّد المسألة كثيراً.

- ما الرسالة التى توجهينها الى المرأة العربية بخصوص هذا المرض؟
الوقاية خير من العلاج، فلا بد من أن تهتم المرأة العربية بصحتها وتحفاظ عليها فتلجأ الى الكشف الدوري من أجل حماية نفسها من أي مرض يمكن أن يواجهها.

- بالحديث عن الفن، هل من مشاريع فنية جديدة تحضّرين لها حالياً؟
أحضّر لمشروع درامي جديد أدخل به سباق رمضان المقبل مع المنتج طارق الجنايني، بعدما ابتعدت عن الدراما العام الماضي، وأعقد حالياً عدداً من جلسات العمل لوضع الخطوط الرئيسة للمسلسل، ولا أستطيع الحديث عنه إلا بعد الانتهاء من تحديد ملامحه الرئيسة، خصوصاً أننا في مرحلة كتابة السيناريو، ولم نستقر بعد على عنوان العمل، ولكنني متحمسة له وأشعر بأنه سيعيدني بقوة الى الدراما، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.

- ما سبب غيابك العام الماضي عن الدراما التلفزيونية؟
عرض عليَّ عدد من المشاريع ولكنني لم أتحمس لأي منها، إذ شعرت بأنها لن تضيف إلى رصيدي الفني، فالأهم بالنسبة إليّ هو التجديد في الأعمال الفنية التي أقدمها، وأيضاً التنوع في الشخصيات، كما لا أحرص على العمل من أجل إثبات وجودي فقط، فمسألة اختيار عمل فني جديد تحتاج إلى تدقيق من أجل الوصول إلى ما أسعى اليه، وهو الحفاظ على ثقة الجمهور التي اكتسبتها طوال مشواري الفني بتقديم أعمال مختلفة ومتنوعة.

- ما الذي جذبك للمشاركة في فيلم «الكنز»؟
عوامل عدة شجّعتني على الموافقة على هذا العمل، أولها السيناريو المميز والمكتوب بحرفية عالية، أيضاً التعاون مع المخرج شريف عرفة والذي يُعدّ واحداً من أهم المخرجين الموجودين على الساحة الفنية حالياً، والعمل معه يشعرني براحة نفسية لأنني أكون على ثقة بأن هناك مخرجاً محترفاً يساعدني في الوصول إلى أعلى مستوى في الأداء، وقادراً على إخراج كل طاقاتي الفنية أمام الكاميرا، وأتوقع أن يكون هذا العمل من أهم الأفلام السينمائية لأنه يناقش عدداً من القضايا الاجتماعية المهمة.

- ما سبب تأجيل تصويره؟
الفيلم ضخم ويحتاج إلى تحضيرات مكثّفة حتى يظهر بالشكل المطلوب، وحتى الآن لم يتم تحديد موعد نهائي للبدء في تصويره.

- وماذا عن تعاونك مع بطل العمل محمد رمضان؟
أتمنى أن يكون تعاوناً مثمراً، فهو فنان استطاع أن يحقق عدداً من النجاحات خلال الفترة الماضية، سواء في السينما أو التلفزيون، وأصبحت لديه قاعدة جماهيرية كبيرة على مستوى الوطن العربي كله، كما أنه يمتلك موهبة فنية فذّة، وحتى الآن لم يخرج كل طاقاته الفنية الكامنة، وما زال لديه الكثير الذي سيظهر في أعماله الجديدة.

- فيلمك الأخير «زهرة حلب» شارك في عدد من المهرجانات الدولية، كيف ترين ذلك؟
سعيدة جداً بمشاركة الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية والإشادة به، أيضاً مشاركته في مسابقة أفضل فيلم أجنبي، واختياره لتمثيل تونس في مسابقة الأوسكار، مما يُعدّ إنجازاً كبيراً لكل فريق العمل، كذلك سعدت باختيار الفيلم لعرضه في حفل افتتاح الدورة السابعة والعشرين من مهرجان قرطاج السينمائي، وهي دورة تاريخية يحتفل فيها المهرجان بيوبيله الذهبي، والفيلم يستحق المشاركة في المهرجانات الدولية لأنه يناقش عدداً من القضايا المهمة من خلال شخصية «سلمى» التي أجسدها، وهي أم شابة عمرها 37 سنة تواكب التغيرات التي طرأت على بلدها تونس بعد الثورة، بالإضافة الى اختفاء ابنها الوحيد المراهق في ظروف غامضة، وخلال رحلة بحثها عنه تكتشف أنه استُقطب للانضمام إلى إحدى الجماعات الإرهابية.

- كيف استقبلت ردود الفعل على العمل؟
سعدت بإشادة الكثيرين بالفيلم، خصوصاً أن العمل لا يحمل رسالة صريحة ومباشرة، بل يوجّه عدداً من الأسئلة المهمة لكل المجتمعات العربية، أبرزها عن السلوكيات الخاطئة التي نمارسها من دون أن ندري، وتدفع شبابنا للبحث عن الموت بانضمامهم الى تلك الجماعات الإرهابية.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء فترة التصوير؟
التعايش مع الشخصية من أصعب الأمور التي واجهتني، لأنها تمر بأكثر من مرحلة خلال أحداث الفيلم، وتعيش صراعاً داخلياً ما بين الإحساس بالمسؤولية، وعقدة الذنب بعد فقدانها ابنها، وفي الوقت نفسه تشعر بعدم فهم كل ما يحدث حولها. أيضاً هناك رحلة أخرى تأخذها من تونس إلى سورية لتبحث عن ابنها المفقود، وتحاول أن تسترجعه من الطريق المظلم الذي اختاره لنفسه، لذا واجهت العديد من الصعوبات خلال فترة التصوير، لأن أغلب مشاهد العمل تم تصويرها خارجياً في عدد من المناطق المتفرقة. ورغم الإرهاق الشديد، استمتعت كثيراً بتلك الفترة لأنني كنت أقدم شيئاً أحبّه، وأعتبر هذا الفيلم من أقرب الأعمال الى قلبي، لأنه يحمل قضية لطالما تمنيت تقديمها.

- تصوير الفيلم تم بالكامل في تونس... فهل كان من المفترض التنقل بين عدد من الدول العربية وتعديل خريطة التصوير بسبب الظروف الطارئة؟
كان من المفترض أن يتم تصوير عدد من المشاهد في لبنان، ولكننا لم نتمكن من ذلك، لأن موعد تصوير الفيلم حُدد في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وكان الطقس في لبنان شديد البرودة، ففضّلنا أن يتم التصوير بالكامل في تونس، خصوصاً أننا عثرنا على عدد من المناطق المتشابهة مع الحدود السورية- التركية، وهذا التغيير لم يؤثر إطلاقاً في الشكل النهائي الذي ظهر به العمل، خصوصاً أن كل فريق العمل كان حريصاً على إخراج الصورة بشكل متطابق مع الواقع حتى لا يشعر المشاهد بأي اختلاف، وأُوجه الشكر الى كل من شارك في العمل، وعلى رأسهم المخرج رضا الباهي، والفنانون هشام رستم وباديس باهي ومحمد علي بن جمعة.

- الفيلم يناقش قضية الإرهاب الذي يغزو حالياً أغلب دول العالم...
قاطعتني قائلة: رغم انتشار العمليات الإرهابية في الكثير من الدول العربية والأوروبية، ورغم حزننا على المدنيين ورجال الشرطة والجيش الذين تستهدفهم هذه العمليات، لكن الإرهاب حالياً في أسوأ مراحله، ولا يمكن أن ينتصر علينا أبداً، والإرهابيون يعلمون ذلك جيداً ولذلك يزدادون شراسة، وسيظلون منعزلين ومرفوضين من العالم كله الذي يبحث عن السلام والحياة الآمنة لشعوبه وأوطانه، ولا بد من أن نقاوم الإرهاب بإرادة الحياة مثلما فعلنا في تونس عندما تعرضت لإحدى العمليات الإرهابية، وكنا وقتها نصور فيلم «زهرة حلب»، وأصررنا جميعاً على استكمال التصوير، وهذا أقوى دليل على فشل الإرهاببين وضعفهم في مواجهة الشعوب الحرة.

- ما هي الأفلام التي نالت إعجابك في الفترة الأخيرة؟
أُعجبت كثيراً بفيلم «نوارة» لمنة شلبي، والذي حصدت من خلاله جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وهنأتها على العمل بمجرد مشاهدتي له، وأشعر بأن هذا الفيلم أثّر إيجاباً في مسيرة منة الفنية، بل إنه أظهر نضوجها الفني، فهي استطاعت أن تجسد الشخصية بشكل أكثر من رائع، وركزت على كل تفاصيلها، بدءاً من نطق الحروف والعبارات إلى الصوت والحركة والأداء، وقد فاجأتني منة في هذا الفيلم، وأعتقد أنه سيحقق لها نقلة نوعية في مشوارها الفني، وأتمنى لها النجاح والتوفيق في خطواتها الفنية المقبلة.

- يبدو أنكما صديقتان مقرّبتان؟
تجمعنا علاقة صداقة قوية، وأكنّ لها كل الحب والتقدير، وأعتز بصداقتها لأنها جميلة وراقية على المستوى الإنساني، أما على المستوى المهني فأسعد كثيراً عندما أجد إحدى صديقاتي تحقق النجاح وتضيف خطوة هامة الى مشوارها الفني، وهذا ما حققته منّة في الفترة الأخيرة، وتعاوننا معاً في العديد من الأعمال الفنية جعلني على دراية كاملة بامتلاكها لأدواتها الفنية.

- لكن البعض يشعر بأن المنافسة بينكما قد تؤثر في تلك المعاني الجميلة؟
لا أنكر وجود المنافسة، وأحياناً تكون شرسة وقوية بين الأعمال الفنية لكل منا، لكن في النهاية نُبقي على الصداقة والعِشرة بيننا، وأتذكر كيف كان البعض في بداياتي يعقد مقارنة بيني وبين منة شلبي، ويحاول أن يشعل بيننا جواً من المنافسة وأحياناً من المشاكل، ورغم ذلك تمسكنا بصداقتنا، وأصبحنا ناجحتين ولدينا جمهورنا الذي يعشقنا وينتظر جديدنا، وأجمل ما عرفته خلال تجربتي الفنية أنه يمكن أن نخلق صداقات حقيقية حتى مع أشد المنافسين لنا، لأن المنافسة الشريفة لا يمكن أن تُسبب عداوات أبداً.

- هل تمتلكين صداقات أخرى من الوسط الفني؟
علاقتي جيدة بكل أبناء جيلي من الفنانين، ومشاركتنا في أعمال فنية جعلت بيننا علاقات ود وصداقة، ونحن على تواصل دائم مع بعضنا بعضاً. أيضاً تجمعني صداقة متينة بالفنانة الجميلة ليلى علوي وابنها خالد، وأسعد بسعادة ليلى عندما ترى ابنها قد كبر وأصبح شاباً ناضجاً، وفي آخر مقابلة لنا التقطنا معاً العديد من الصور التذكارية، وليلى إنسانة تدخل القلب من أول لحظة، فهي محترمة جداً في تعاملها مع من حولها. أيضاً تربطني صداقة قوية بالرائعة يسرا وإلهام شاهين، ودائماًذ أفتخر بمعرفتي بهما لأنهما من الأصدقاء الذين لا يعوضون أبداً.

- وماذا عن علاقتك بالإعلامي الساخر باسم يوسف؟
جيدة جداً رغم محاولة البعض الترويج عكس ذلك، إذ استغلّوا ما حدث بيننا على مسرح مهرجان دبي السينمائي، وتقديم باسم لي بقوله «الفنانة المصرية»، وردّي عليه بدعابة «متعمليش مشاكل»، وحاولوا ترويج شائعة انزعاجي مما حدث، رغم أن الموقف كان مبنياً على الدعابة والسخرية منه ومني، والجميع يعلم أنني أحب مصر مثل تونس تماماً وأعتبرها بلدي الثاني، بل وأعتبر كل الدول العربية بمثابة وطني الثاني.

- كيف تصفين مشاركتك كعضو لجنة تحكيم في مهرجان دبي السينمائي الدولي؟
شاركت كعضو في لجنة تحكيم السيناريوات، وهي تحكم بين عدد من السيناريوات المعروضة من مختلف دول الخليج، وتمنح مساعدة للسيناريو الفائز كي يتم إنتاجه، وهذه الجائزة مستحدثة على المهرجان، والدورة التي شاركت فيها كانت هي الجائزة الرابعة للمهرجان، وهدفها الأول هو النهضة بالسينما الخليجية، واحترمت الخطة التي يسير عليها المهرجان، وهي السعي وراء تحقيق سينما خليجية قوية تنافس في السوقين العربي والعالمي، وبالفعل أصبح الإنتاج السينمائي الخليجي الآن أفضل من السابق، وأتمنى أن يشهد مزيداً من التطور خلال الفترة المقبلة.

- شاركت من قبل في عدد من المهرجانات الدولية... فماذا أضافت لكِ على المستوى الفني؟
أضافت لي تجارب جديدة، كما أن مشاركتي كعضو لجنة تحكيم في عدد من المهرجانات المختلفة ساعدتني في التعرف على أشياء جديدة في المجال الفني، وجعلتني أتعمق في بعض التفاصيل التي ربما لم أكن أعرف عنها شيئاً لولا مشاركتي في تلك المهرجانات، وأعتبر أن هذه المهرجانات تُكسب الفنان خبرة من نوع خاص، بمعنى أنها خبرة لا تأتي إلا من خلال المشاركة فقط، وليس من خلال التمثيل أو التجارب العادية لأي فنان، ودائماً أفتخر بأنني استطعت أن أكون واحدة من الفنانات اللواتي شاركن في عدد من المهرجانات الدولية المهمة على مستوى العالم العربي.

- كيف تتعاملين مع الشائعات؟
لا أنشغل بها ولا أسعى للرد عليها، وربما من آخر الشائعات التي طاولتني عندما ظهرت بأحد الفساتين الواسعة، ووجدت البعض يردد أنني في أشهر الحمل الأولى، وفوجئت بأن الشائعة تنتشر بشكل كبير، ومع ذلك تجاهلتها تماماً واختفت مع الوقت، وعن نفسي أحرص دائماً على التواصل مع جمهوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، «إنستغرام» و«تويتر»، ولا أخفي عنهم شيئاً، بل أعلن أي خبر يسعدهم، سواء على المستوى المهني أو الشخصي.

- هل ما زلتِ تحرصين على عدم إظهار ابنتيك عاليا وليلى للأضواء؟
أفضّل أن أترك لهما تلك المسألة الى أن تكبرا وتقررا بنفسيهما الظهور من عدمه، وهذا ما اتفقت عليه أنا وزوجي، وأظن أن هذا أفضل لهما، لأنهما ما زالتا في سن صغيرة لا تخوّلهما اختيار الأنسب لهما.

- دائماً تصرّحين بأن عاليا أقرب اليكِ في صفاتها... فماذا عن ليلى؟
البنات دائماً يأخذن من أمهاتهن الكثير من الصفات بحكم الجينات، ولذلك فهما قريبتان مني في الكثير من الأشياء والممارسات، ولكن أشعر أحياناً بأن عاليا تشبهني كثيراً، خصوصاً في مرحلة طفولتي، ودائماً تذكّرني بأشياء كانت أمي تحكيها لي في تلك المرحلة من حياتي، بينما ليلى تأخذ بعض الأشياء من والدها، وهو دائماً يعترف لي بذلك.

- ما الذي تحرصين على تنميته فيهما؟
حتى الآن لم تظهر ميولهما أو هواياتهما لأنهما في سن صغيرة، وأحاول أن أنمّي موهبتهما في العديد من المجالات، سواء الرياضية أو الفنية، على أن يستقرا على مجال واحد عندما تكبران وتبدآن في الاهتمام به بشكل أشمل. وعموماً أفضل ألا تدخل أي منهما مجال التمثيل، لأنني عشت شقاءه، ولا أريد أن تمرا بما مررت به، ولكن في النهاية يبقى القرار لهما، ولو وجدت أياً منهما مصرّة على الالتحاق بمجال التمثيل بشكل خاص، أو الفن بشكل عام، فلن أقف في طريقها، لأنني أتمنى أن يعملا في شيء يحبانه حتى يُظهرا فيه كل إمكانياتهما.

- إذا طلبت منكِ إحداهما الاعتزال بعد أن تكبرا... فماذا سيكون قرارك وقتها؟
لا أظن أنهما يمكن أن يطلبا مني ذلك في أي وقت من الأوقات، لأن هذا متوقف على تربيتي لهما، وسأربيهما على أن الفن رسالة وهدف سامٍ، كما أحاول التوفيق بين عملي وأسرتي حتى لا أُشعرهما بالتقصير، وأحياناً كثيرة أكتفي بتقديم عمل فني واحد ولا أصور عملين في الوقت نفسه، حتى لا أبتعد عنهما لفترات طويلة، إلى جانب أنني بطبيعتي «بيتوتية» وأحب الجلوس في المنزل، ولذلك أقضي أغلب وقتي معهما في حال عدم ارتباطي بتصوير أي أعمال فنية.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080