تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

طراز نيوكلاسيكي بمفردات عصرية

نفّذت المهندسة دنيز حنا هذه الشقة المطلّة على البحر والجبل بأسلوب راقٍ من الترف الرفيع، وحوّلت هذا المنزل من مساحات تسكنها الهندسة الكلاسيكية إلى أركان تضج بهندسة نيوكلاسيكية ذات لمسات عصرية .


عكست قطع الأثاث التي أعادت تنجيدها وتغيير أقمشتها بألوانها وموادها، الطراز العصري المترف.
حافظت المهندسة على الرخام أرضاً وغيّبت الجدران كافة وارتدت الأعمدة مع بعض الجدران أعمالاً خشبية مخططة بالنحاس وأدخلت أعمال الجص الى الأسقف مع الإنارة العصرية... فأتى النجاح باهراً على حد قول مالكة المنزل.

ينفتح بابان كبيران للدخول إلى هذا المسكن، الأول نلج منه إلى ردهة رحبة تتألق فيها لوحتان من السجاد الـ «غوبلان» وفيترين كلاسيكية تخبر حكاية فرنسية عريقة، ثم ندخل مساحات رحبة غابت عنها الجدران حتى بدا المكان فضاء رحباً لأجمل الأثاث.
كرسيان فرنسيان يرتديان أقمشة مخملية حريرية مطبّعة بلون ذهبي عصري وكأنهما يتكئان على جدار ذهبي ينشر الحبور من حولهما.

الأعمدة اكتست بالخشب وزيّنت بخطوط نحاسية أبرزت رقيّها وعصريتها. كما تغنّى جدار كبير، اتشح بالخشب وتخللته فجوات بأجمل الأكسسوارات من «اللاليك» الملون و«الليموج» مع إنارة غير مباشرة...

ترتمي على جلسات الصالون الأول وسائد مطبّعة وهو يتألف من كنبتين كبيرتين بطراز أميركي وكرسيين وثيرين بطراز فرنسي تجمعهما أقمشة عصرية حديثة. تتوسط المكان طاولة كبيرة من الخشب المتين والزجاج تزدان بأكسسوارات راقية وتحقق بحجمها الكبير راحة الخدمة والضيافة المميزة ...

وإلى شمال المكان، يمتد صالون آخر بلونه العصري من البيج والأزرق يعكس الطراز النيوكلاسيكي عبر كنبة بتصميم رائع من الشسترفيلد العصري تسكن وسط المكان ويحدّها كرسيان منجدان باللون الأزرق... وتبرز طاولة كبيرة عصرية وسط هذا الصالون تزدان بأجمل الاكسسوارات من الكريستال الشفاف.

ويلتقي هذا الصالون مع ثالث عبر درجة ترفعنا للدعوة والجلوس إليه لـتأخذنا بطرازه إلى عصر الآرت ديكو ، لكن أيضاً مع أقمشة عصرية بلون «الغريج» (أي البيج الرمادي).
هنا تطالعنا في إحدى الزوايا طاولات ثلاث دمشقية مطعّمة بالصدف تعود الى القرن السابع عشر.

كما تتشارك مساحات الصالونات ركناً يجمع بهواً يتضمن أجمل القطع من الكريستال «الدوم» الملون و«الشوارفسكي» وغيرهما، والى جانبيه مقعدان منجدان أيضاً من المخمل الناعم الحريري ويلفهما الخشب الذهبي المطعّم بأسلوب فرنسي.

وتمتد المساحات الرحبة لتلتقي مع «بار» كبير يجمع الصالون الأول وغرفة الطعام وردهة تستضيف كنبة رومانسية بلون أزرق تتكئ هي أيضاً على جدار بطلاء مذهب ويحدّها من جهة، باب زجاجي يفضي الى رواق آخر يلتقي مع الباب الثاني لدخول المنزل ، ومن جهة أخرى تلتقي مع «بار» يشرف على غرفة الطعام حيث الأجواء مخملية راقية بدءاً من الأقمشة الحريرية والعصرية الألوان إلى زخرفات الكراسي الكلاسيكية، وصولاً إلى ثريا نمسوية من الكريستال النادر تتدلى من فوق الطاولة لتزين المكان بأجمل حلّة.

وانسحبت الألوان الخشبية من البني الغامق إلى «الفيترين» الكبيرة التي جعلت السقف يعانق الأرض، لتبرز تحفة فنية متجددة تجمع أجمل القطع من خلف زجاجها الشفاف.
وعبر الباب الزجاجي الشفاف يأخذنا رواق طويل باتجاه غرفة جلوس وحمام ضيوف، بعد أن نعبر الموقع المميز للمطبخ حيث العصرية راقية في توزيع خزائنه بحيث تتشاركه نافذة صغيرة مفتوحة على غرفة الطعام لتسهيل حركة الضيافة، إضافة الى تجهيزاته الكهربائية... وتزيّنها جلسة بلونها الأحمر حول طاولة «انتيك» مميزة.

وتزدان غرفة الجلوس بالأرائك الملونة التي وزعت فوق جلسة كبيرة تلف جزءاً واسعاً من مساحة الغرفة ، وترتدي جلستها القماش البيج الفاتح الفاخر وتبرز من أمامها مكتبة كبيرة عصرية مخططة برفوف ومزدانة بصور للعائلة مع تلفاز كبير وأجهزة للموسيقى... ويتلون الجدار بلوحة تحمل ألوان الوسائد كافة فتنشر الحبور في المكان.
وتتوسط المكان طاولة خشبية عصرية بارتفاعين، تساعد على حركتها وتغيير مكانها.
وإلى جانب الغرفة، حمام خاص بالضيوف يزدان بالرخام ومرآة كبيرة بإطار خشبي، إضافة الى الخشب الذي يحتضن خزائن وقطعاً من «البورسلين» الرفيع بلون البيج.

ويبدو أن الاقسام الخاصة بالمنامة قد اتخذت الطابع العصري، حيث برزت «الديكورات» في غرفة النوم الرئيسة هادئة تعكس بساطة الأعمال الخشبية وألوانها الطبيعية، كما برزت الخزائن عصرية . أما الإنارة فتدلت وردية وسط سقف الغرفة. اغتنى السرير بغطاء مخطط بالألوان الزرقاء والبني والبيج والكحلي.
وتوزع في غرفة النوم الأخرى سريران عصريان يعكسان الحضور الذكوري، وتتدلى عند النوافذ الستائر العصرية من «السان سكرين» بألوانها الرمادية التي تتشارك بألوانها مع غطاءي السريرين، إضافة إلى خطوط من الأحمر والأبيض.

 حمام خاص يشارك الغرفة ويتزين بمرآة كبيرة مؤطرة بالموزاييك بلونه الرمادي وترتاح مغسلة كبيرة بيضاء فوق سطح من الرخام الراقي...
توزعت اللوحات خجولة عند بعض الجدران، كي لا تطغى على جمال السجاد العجمي المنثور بإتقان أرضاً، ومنه ما يعود الى القرنين السادس عشر والسابع عشر، وتبرز كلوحات ملونة برسومها ونقوشها وتفيض بالبهجة والفرح... حتى أن القدم تخاف أن تطأها حتى لا تغّيب بقعة من جمالها عن النظر!

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079