تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

هشام سليم: بناتي نقطة ضعفي... وهذا موقفي من عملهن في التمثيل

بعد فترة غياب طويلة عن التمثيل، رفض خلالها الكثير من العروض، عاد أخيراً بمسلسلين هما «كلمة سر» و«ليالي الحلمية».
النجم هشام سليم يعترف بأنه كان يشعر بالخوف من العمل مع لطيفة في أول مسلسل لها، ويكشف كيف فاجأته أثناء التصوير، ويتكلم عن حماسته للجزء السادس من «ليالي الحلمية»، رغم الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها العمل، ويوضح سبب غياب الفخراني والسعدني وظهور صفية العمري... كما يعترف بنقطة ضعفه، ويبيّن موقفه من اشتغال بناته في التمثيل، وتقديم سيرة والده الذاتية على الشاشة.


- لماذا غبت طويلاً عن التمثيل قبل أن تعود بمسلسلي «كلمة سر» و«ليالي الحلمية»؟
الغياب لم يكن بمشيئتي، فأنا فنان والتمثيل يجري في دمي، لكنني قررت الابتعاد بسبب عدم وجود أعمال تناسبني، فكل الأعمال التي عرضت عليَّ كانت ضعيفة ولا تستحق المشاركة فيها، إلى أن قرأت قصة مسلسل «كلمة سر»، وأعجبني منذ سطوره الأولى، والفضل في ذلك يعود إلى صديقتي سماح أنور، التي قدمت لي قصة المسلسل ورشحتني لبطولته، والأمر نفسه بالنسبة إلى مسلسل «ليالي الحلمية»، الذي تولى أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين كتابة جزء سادس منه، ولذلك تشجعت وقررت العودة إلى جمهوري بهذين العملين المختلفين تماماً عن بعضهما.

- ألم تقلق من العمل مع لطيفة في أول مسلسل لها؟
لم أكن أعرف لطيفة شخصياً قبل بدء تصوير العمل، وكل ما كنت أعرفه عنها أنها فنانة شهيرة في الوطن العربي بأغنياتها القديمة والحديثة، ولذلك حين علمت بأنها ستلعب دور زوجتي، تخوفت كثيراً في البداية، نظراً لأنني لم أقف بعد أمام مطربات في الدراما التلفزيونية، لكن بعد مضي أيام قليلة على تصوير العمل، حدثت بيننا صداقة قوية، وأرى أن أكبر مكاسبي من العمل هو صداقتي للطيفة، وأتمنى التعاون معها في أعمال مقبلة، خاصة أن ردود الفعل حول علاقتنا في العمل كانت قوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

- ما تقييمك لها كممثلة؟
لطيفة فنانة موهوبة ورائعة، يكفي أنها خريجة مدرسة يوسف شاهين، بعدما قدّمها كممثلة للمرة الأولى في فيلم «سكوت هنصور»، وقد تيقنت من ذلك بعد أول يوم تصوير من العمل، فهي تملك مقومات النجاح، وأتمنى أن تستكمل مسيرتها الدرامية.

- كيف دارت كواليس العمل؟
العمل لم يكن مرهقاً بالنسبة إليّ، نظراً لأننا بدأنا تصويره في آخر كانون الأول/ديسمبر الماضي، و«كلمة سر» كان أول مسلسل يتم البدء بتصويره بين المسلسلات الرمضانية، ولذلك قبل منتصف شهر رمضان الكريم بأيام كنا قد انتهينا تماماً من التصوير، مما جعلنا نتعرف إلى بعضنا بعضاً جيداً، والكواليس كانت رائعة، فالعمل أكسبني علاقات جديدة، مثلاً صداقتي مع لطيفة، وأيضاً أحمد صلاح حسني وإيمي سالم والفنانة القديرة ليلى عز العرب، بالإضافة إلى علاقتي المميزة بالفنان الكبير حسن يوسف والذي تشرفت بالوقوف أمامه، فهو قامة فنية كبيرة على الجميع أن يتعلم منها.

- لكن لماذا كانت المشاكل تلاحق المسلسل طوال فترة تصويره؟
حتى اليوم لا أعلم سبب تلك المشاكل، ربما يكون المسلسل «محسوداً»، لأننا كلما صورنا مشهداً كانت تحصل لنا «مصيبة»، لدرجة أنني توقفت عن تصويره لفترة طويلة، بسبب إصابتي في الغضروف، لكنني أؤكد أن جهة الإنتاج وفّرت لنا كل شيء، وكانت تسعى دائماً لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجه العمل، وتؤمن لنا كل احتياجاتنا، بالإضافة إلى أن من الطبيعي أن يحدث اختلاف في وجهات النظر بين الجهة الإنتاجية وفريق العمل، وهذه طبيعة العمل الدرامي، لكن في النهاية كانت المشاكل تُحل بسلاسة وبكل محبة.

- ألم تتضايق بسبب عرض المسلسل حصرياً على قناة واحدة وعدم توفير الدعاية التي يستحقها؟
العمل الجيد يفرض نفسه، مهما كان عدد مرات عرضه، سواء تم ذلك خلال الشهر الكريم أو بعده، فالجمهور دائماً يتجه إلى العمل الناجح، وأعتقد أننا قدمنا مستوى جيداً من الدراما، وأؤكد أن العمل حقق نجاحاً ملحوظاً رغم عرضه على قناة واحدة، وضعف الدعاية التي رافقته، وأثق بأنه سيحقق في عرضه الثاني نسبة مشاهدة عالية، نظراً لأن قصته جيدة ومختلفة تماماً عن كل الأعمال التي عُرضت في رمضان.

- هل كنت مشتاقاً لتقديم شخصية «عادل البدري» في «ليالي الحلمية» مرة أخرى بعد 25 عاماً من التوقف؟
بالتأكيد كنت مشتاقاً لتقديم الشخصية مرة أخرى، فمسلسل «ليالي الحلمية» لم يكن مجرد عمل عرض في فترة زمنية وانتهى، لكنه حالة اجتماعية ترصد الشخصية المصرية.
وحين عرضت فكرة تقديم الجزء السادس، كنت متشوقاً لإعادة تقديم شخصية «عادل البدري»، مع أنني كنت أدرك جيداً أن هناك أناساً يعارضون الفكرة، وأن الجدل سيترافق مع عرض العمل، لكنني أرى أن هذا الجدل ضروري، لأنه يرصد الإيجابيات والسلبيات، وأعتقد أنه سيستمر أشهراً طويلة، وأتمنى في النهاية أن ينال العمل إعجاب المشاهدين.

- ألم تتردد في قبول المشاركة في المسلسل، خاصة أن هناك عدداً كبيراً من نجوم «ليالي الحلمية» السابقين كانوا يعارضون فكرة تقديم جزء سادس منه؟
كنت واضحاً منذ بداية العمل، وأحببت أن أقول لصنّاع المسلسل الجدد إن كتابة القصة لا بد من أن تكون واضحة، نظراً لأن «ليالي الحلمية» له تاريخ عريق مع المشاهدين، وهناك ممثلون عظماء قدموا عصارة مجهوداتهم من أجل تقديم عمل مشرّف، لذا يجب بعد هذا العمر المديد ألا نقلل من قيمة العمل. ورغم أنني كنت أتمنى أن نقدمه في ظروف أفضل، اضطررنا إلى تقديمه في الوقت الحاضر، وكان لا بد لي من المشاركة فيه، نظراً لأنني واحد من صنّاعه الأساسيين.

- لكن البعض رفض فكرة تقديم جزء سادس من العمل؟
بالنسبة إليّ، لم أشعر بأن تقديم جزء سادس من العمل قد أساء إليه، خاصة أن أحداثه لا ترتبط فقط بشخصيات سليم البدري وزهرة وقمر وعايدة، بل هي تعكس الواقع الاجتماعي أو السياسي في مصر، وتأثير هذا الواقع في حياة الشخصيات.
وبالنسبة إلى فكرة الأجزاء، فمن يتابع الدراما الأميركية والعالمية، يجد أن المسلسلات الأميركية يتم تقديمها في ستة أجزاء أو سبعة، وكل جزء يتولاه مخرج ومؤلف وأبطال جدد، ومن هذا المنطلق علينا أن نساير العالم في أفكاره ولا نقف عند أفكارنا.

- هل ترفض عقد مقارنة بين الجزء الجديد والأجزاء القديمة؟
لا بد من عقد المقارنة، خاصة أن هناك الملايين ممن يعشقون مسلسل «ليالي الحلمية»، لأنه تراث مصري أصيل، وأرى أن من يؤيدون الأجزاء القديمة، والذين يساندون الجزء الجديد جميعهم على حق، وما يهمني هو أننا حاولنا تقديم عمل جيد ويشرّف الدراما المصرية، وعملنا جاهدين ليكون هذا الجزء مكملاً للأجزاء الماضية، مع اختلاف الفترة الزمنية التي عرض فيها الجزء السادس.

- ما الذي اختلف في التصوير بين الأجزاء الماضية والجزء الجديد؟
هناك أشياء كثيرة تغيّرت، فمثلاً خلال تصوير الأجزاء السابقة، كنا جميعاً كممثلين نجلس في استوديو واحد، ونركّب الديكور وننهي كل مشاهده ومن ثم نقوم بتغييره.
أما الآن فأصبحت التكنولوجيا ووحدات الإخراج جديدة وسهلة، فبتنا نصور في عدد كبير من الاستوديوات المغلقة، بالإضافة إلى الفلل والشوارع في مدينة السادس من أكتوبر، حتى في تفاصيل العمل هناك اختلاف، فمثلاً كان رجال الحلمية يجتمعون في مقهى واحد في الأجزاء السابقة، لكن مع تطور الحياة أصبح المقهى يضم مقاعد لممارسة الألعاب الإلكترونية، وجزءاً لتصفح مواقع الإنترنت، مثلما يحدث في الحقيقة في مصر حالياً.

- لماذا لم يشارك صلاح السعدني ويحيى الفخراني في الجزء السادس؟
هو أمر طبيعي، نظراً لأن شخصيتيهما في العمل من المفترض أن تكونا قد انتهتا مع الجزء الخامس، فشخصيتا صلاح ويحيى كانتا قد بلغتا الـ80 عاماً في الجزء الخامس، الذي تنتهي أحداثه في عام 1995، في حين أننا نبدأ الجزء السادس بعام 2005، أي بعد 10 سنوات، ومن المفترض أن يكون عمر تلك الشخصية قد تعدى الـ90، وهو ما لم يحدث من قبل في الدراما المصرية، أن نقدم شخصيات تجاوزت تلك المرحلة العمرية، حتى شخصية صفية العمري التي من المفترض أن تكون أقل عمراً منهما، تغلبنا على ظهورها بفكرة عمليات التجميل.

- ماذا عن مسلسل السيرة الذاتية الذي كان سيقدم عن والدك الكابتن صالح سليم وتشارك في بطولته؟
للأسف، شركات الإنتاج تتحدث منذ عشر سنوات عن مسلسل يتناول السيرة الذاتية لصالح سليم. وقبل رمضان من كل عام أتلقى اتصالات من جهات مختلفة، يؤكدون لي فيها أنهم يرغبون في تقديم مسلسل عن والدي، وأقول لهم أريد أن أقرأ السيناريو، وأفاجأ بهم يقولون نريد أن تختار الكاتب وتحدد أنت المعلومات، وأجد أن هذا الكلام غير منطقي، فأين هو المشروع المتكامل والجهة التي تحصل على سيرة والدي وتحولها إلى عمل محترم، للأسف لم أجد هذا الكيان، وكلها محاولات فاشلة.

- أين هشام سليم من السينما؟
نحن اليوم في فترة أفلام لا تحمل قصة ولا موضوعاً، وأنا بالتأكيد لن أشارك فيها، خاصة أن مسيرتي السينمائية فيها عشرات الأفلام الجيدة، ولذلك لن أخطو خطوة في السينما تجعلني أندم عليها، لذلك أنتظر العمل الجيد الذي يعيدني إلى مكانتي في السينما، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد أعمالاً جيدة، لأنه ظهر أخيراً عدد كبير من المؤلفين الشباب القادرين على إحياء السينما والدراما المصرية بشكل جديد.

- هل ما زلت مصراً على قرار استقالتك من مجلس نقابة المهن التمثيلية؟
نعم وبشدة، فقد استقلت من عضوية المجلس لأنني لن أقوى على تحقيق ما دخلت من أجله، فكل من رشحني فعل ذلك كي أكون صوته، لكن النقابة نفسها لا تملك أي ردود أو مقترحات لحل الأزمات التي نتعرض لها، فعندما وجدت ذلك قررت الاستقالة حتى أعفي نفسي من الاستمرار أربع أو خمس دورات كي أتمكن من تنفيذ قرار واحد.

- كيف يوازن هشام سليم بين التمثيل ومراعاة بناته؟
بناتي هن نقطة ضعفي، وأعشقهن لأنني لا أملك في الحياة سواهن، ورغم أن منهن من يعشن بعيداً عني، إلا أنهن دائماً في بالي ولا أستطيع أن أنساهن، وأحلم دائماً بأن أجمعهن حولي وأسعدهن ويسعدنني في حياتي.

- ماذا تفعل لو قررت إحداهن احتراف التمثيل؟
 أنا أب ديموقراطي، وسأترك لهن حرية الاختيار، ولن أمنعهن من ممارسة أي عمل يحببنه.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079