رائحة الكتب
توصّلت دراسة حديثة إلى أنّ الأشخاص الذين يقرأون (في كتب تحديداً) خلال ثلاثين دقيقة يومياً يعيشون حياة أطول من هؤلاء الذين لا يقرأون. وبحسب صحيفة «ذي غارديان» البريطانية فإن الدراسة التي تُنشر في عدد أيلول/سبتمبر من «مجلة العلوم الاجتماعية والطب» The Journal of Social Science & Medicine تؤكد على أن المواظبين على القراءة يعيشون عامين أكثر من مهمليها أو غير المهتمّين بها. سُررت عندما قرأت أكثر من مقالة تتناول هذه الدراسة. ساعدتني في صراعي بين الحاجة إلى الكلمات والسخط من الأوهام التي يمكن أن تصنعها. وتركّز الدراسة المذكورة على الأعمال الأدبية والروائية في شكل أساسي. كنت قد كتبت في روايتي «علي الأميركاني» أنّ «رائحة الكتب تطيل الحياة». أحسست بعد اكتشاف هذه الدراسة أنني انتصرت. نعم الكتب تطيل الحياة وتمنحها معنى أيضاً، برغم الأوهام والخيبات التي تقدّمها الكلمات أحياناً. فكيف تكون حياة من دون كتب؟ وكيف تُطاق حياة من دون قصص حقيقية أو متخيّلة؟ «كتاب في اليوم: العلاقة بين قراءة الكتب وطول العمر»، هو عنوان الدراسة التي وضعها أكاديميون من جامعة «يال» الأميركية العريقة. حلّ الكتاب محلّ «التفاحة» في القول المشهور: «تفاحة في اليوم تبقي الطبيب بعيداً». وتركّز الدراسة على قراءة الكتب أكثر من الصحف، على سبيل المثال، لأنّ الكتب تتطلّب من قارئها تركيزاً على الأحداث وتفاعلاً معها وبناء علاقة وطيدة مع ما تطرحه، كأنّ القارئ خلال قراءته يعيد كتابة العمل الأدبي. «جهود استبدال مشاهدة التلفزيون بالقراءة لمَن هم فوق ال65 عاماً تساهم في بقائهم مدة أطول على قيد الحياة». هذا ما دعت إليه الدراسة مشدّدة على أهمية التمسّك بعادة القراءة كفعل يثري الحياة ويطيلها!
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024