الفنانة التشكيلية أمل نصر: أحاول التعبير عن المرأة وما تواجهه
لها عالمها الخاص الذي جذب إليه الأنظار، تجيد رسم الوجه الإنساني محمَّلاً بطاقات كبيرة من الدلالات الموحية، مستغلّة براعتها في استخدام الألوان، التي تعكس الحالات المزاجية للوجه الذي ترسمه، فالفنانة الدكتورة أمل نصر واحدة من الفنانات المتمكنات، وهي أستاذة التصوير في جامعة الإسكندرية، وتجمع بين الموهبة والدراسة الأكاديمية.
استطاعت أمل نصر أن تحفر اسمها المؤثر إبداعاً ونقداً في الحركة التشكيلية المصرية والعربية، وقد أقامت معرضها الخاص في متحف الفنون الجميلة في الإسكندرية، والذي ركزت فيه على المرأة.
ومن جانبه، لخّص الفنان علي سعيد معالم موهبة الدكتورة أمل نصر بقوله: «تعتبر الفنانة من أهم جيل الوسط في الحركة الفنية المصرية، غير أنها تتميز بكتاباتها النقدية الهامة والمتفردة، حيث إنها تمتلك أسلوباً خاصاً لا تخطئه عين كل مدقق ومتابع لدراستها النقدية، فهي فنانة بحق وناقدة متمكنة، بل تعتبر مؤرخة لحركة الفن التشكيلي الحديث والمعاصر، وهي تطل علينا في هذا المعرض بتجربة غاية في التميز، إذ أضافت الحضور الإنساني الى أعمالها ذات الفرشاة المفعمة بالحيوية، التي تعتمد على التقاط الصدفة المقصودة، وبتداخل العنصر الإنساني مع ضربات الفرشاة، لتنتج في النهاية أعمالاً غاية في التميز».
سألتها: في معرضك الأخير ثمة تداخل بين وجه المرأة والأسطورة والوشم، وفي بعض اللوحات تختارين البحر كخلفية للوجه، أي أن هناك عوالم كثيرة متداخلة...
للجسد الإنساني منافذ وأدوات تعبير واتصال بالعالم وبالآخرين، لذا أحاول التعبير عن المرأة وما تتعرض له من ظروف وصعوبات في إطار المحيط الذي تحيا فيه. أما بالنسبة الى استخدام البحر في لوحاتي، فأنا من سكان الإسكندرية التي أعشقها منذ صغري، والبحر يمثل لي الأفق المفتوح، وكثيراً ما يشدني إليه. ولا أخفيك سراً حين أقول إن ألوان البحر وحالات الضوء، خصوصاً في الليل، تمثل لي عشقاً خاصاً أحاول أن أستفيد منه في استخدام الضوء في أعمالي، فهو بالنسبة إليّ كيان أسطوري وغامض، يمكن تحميله دلالات متعددة، وهو بالفعل موجود في أعمالي كلون وإيقاع، فالمتأمل في أعمالي يشعر على الفور بتأثير البحر فيها.
- تطلقين على بعض لوحاتك أسماء مثل: «الجميلة نفرت»، «حلم وردي»، «امرأة الكهف»، «صوت الموسيقى»... ما دلالة ذلك؟
أنا قادمة من عشق كبير للأسطورة ومكوناتها وتأثيرها، وأحب الرموز القديمة بما تحمله من دلالات، وما زالت صالحة حتى هذه اللحظة، وفي الوقت ذاته المرأة تشغلني، فأحاول بكل قوة، سواء بالرسم أو بعناوين اللوحات، التشديد على إبراز الجوانب المختلفة للمرأة خلال مسيرتها في كل العصور.
- لك تجربة في إقامة ورشة إبداعية في صعيد مصر، وتحديداً في الأقصر، هل تحبين الخروج خارج القاهرة والإسكندرية؟
بالتأكيد، وقبل هذه الورشة كانت لي تجربة التجول بأعمالي، في إطار معرض يطوف عدداً كبيراً من محافظات مصر، وأشعر أن في هذه المحافظات جمهوراً متعطشاً للثقافة والفن، من هنا جاءت فكرة أن يُقام معرضي في أكثر من محافظة، أما الورشة فكانت في إطار ملتقى عن ثقافة المرأة، طرحت فيه العديد من القضايا المتعلقة بالمرأة ومساهماتها في المجتمع.
- هل تتذكرين أول معرض لك؟
قدمت أول معرض جماعي عام 1990 في الإسكندرية، ثم توالت معارضي ومشاركاتي الفنية والنقدية داخل مصر وخارجها، إذ شاركت في العديد من المعارض الدولية في إيطاليا، باريس، لندن، بكين، الهند، الكويت، الأردن، سورية، تونس، واليمن.
- ما أهم الكتب والجوائز التي حصلت عليها؟
لي أربعة مؤلفات، هي: «جماليات الفنون الشرقية»، «التجربة الإبداعية عند الفنان عبدالسلام عيد»، «مرايا العاطفة»، و«جماليات المنمنمة الإسلامية»، وانتهيت أخيراً من بحث عن الفنان الكبير محمود سعيد بعنوان «الجسد والمشهد»، وقد حصلت على عدد من الجوائز، منها جائزة الرسم في صالون الشباب 1990، جائزة الدولة للإبداع 1998، وأخيراً جائزة الدولة التشجيعية في النقد التشكيلي 2011.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024