يوم غيّر حياتي...
في حياتنا أيام كثيرة تمر مرور الكرام، لكنْ هناك يوم واحد فقط يمكن أن يغير حياتنا بالكامل، ويكون علامة فارقة تتبدل معها أحوالنا، ويظل عالقاً في أذهاننا بكل تفاصيله... إليكم تجارب أشخاص عاديين ومشاهير ونجوم ونجمات عن يوم غيّر حياتهم.
تقول الأديبة والكاتبة الصحافية فاطمة ناعوت : «أخجلُ أن أقول إن يوماً كارثيّاً في حياة عائلتي كان فأل خير بالنسبة إليّ. كان جدّي محمد إبراهيم سليمان، رحمه الله، قد فقد البصر أثناء طفولتي، لأتحول في صباي المبكر إلى عينيه البديلتين، مما ترك أثراً كبيراً في تربيتي الثقافية والإبداعية الأولى».
وتضيف: «هذا الجد كان موسوعة معرفية، وقاموساً ثقافيّاً متنقلاً، يعرف الكثير من اللغات، ويُتقن العديد منها، ويكاد يحفظ معظم المنجز الشعري الكلاسيكي، العربي والفرنسي والإنكليزي. كان جدّي قد أنهى لتوّه اختباراً لطلاب النيابة الفرنسية، لاختبار إجازتهم الامتحان باللغة الفرنسية، وما إن فتح باب المصعد حتى فوجئ بغياب مقصورة المصعد، وسقط من الطابق الرابع في قاعدة المصعد، فتهشمت بعض عظامه، وانفصلت شبكية عينه، وفقد البصر. بعدما تماثل جدّي للشفاء، اكتشفنا أنه أصبح كفيفاً. وكان يبكي بحرقة وهو يتصور حياته بدون قراءة، متعته الأولى. جلبت له أمي الكثير من الطلاب وخرّيجي الجامعات ليقرأوا له، مقابل مبلغ مالي لكل ساعة قراءة. لكننا كنّا نُفاجأ بجدي راكضاً يطارد الشبان المستأجَرين واحداً تلو الآخر، وهو يصرخ ويحاول ضربهم بعصاه، قائلا: «أيها الطفيليات كيف تجرؤون على إغضاب شكسبير وسيبويه والفراهيدي في قبورهم؟!»... كانوا يخطئون في النحو والصرف ونطق الإنكليزية أو الفرنسية، فكان يركلهم جميعاً بسبب أخطائهم اللغوية التي كانت تفسد عليه متعته. وضجرت أمي في نهاية الأمر وأعلنت استسلامها ويأسها، قائلة في سخرية: «أجيب لك منين ناس لا يخطئون في القراءة؟! عاوزني أجيب لك طه حسين يقرأ لك؟!» وكفّت عن استئجار الطلاب. يومها تسللتُ من غرفتي عند العصر حيث موعد قيلولة أمي، وفي غفلة منها ذهبتُ إلى غرفة جدّي. فتحت البابا وهمست: «أقرأ أنا لك يا جدو؟!» فضحك عالياً وقال: «تعالي يا حبيبتي». وبدأ يعلّمني كيف أن القراءة فن، وأن اختيار ما نقرأ فن لا يقل صعوبة عن الكتابة ذاتها، صبر عليَّ وأنا أُخطئ في قراءة «الشوقيات» و«إخوان الصفا» و«أغاني الأصفهاني»... لم يركلني ولم يسخر مني، بل علّمني، وكان لنا ساعتان في عصر كل يوم من القراءة المتعمقة».
وتتابع فاطمة: «أدين لهذه المحنة التي ألمّت بجدي، والمنحة التي منحني إياها القدر ليتعذب بها كهلٌ، وتثري في المقابل صبية على أبواب الحياة، فأحبّت القراءة وعشقتها الى درجة الهوس. في ذلك اليوم اكتشفتُ مع جدي ذاك العالم الثري المختبئ بين دفتي كتاب. محنةُ جدي كانت منحتي السماوية التي أدين لها. أترحّم اليوم على جدّي العظيم، ولا أوفّيه حقه في الامتنان. وقد أهديتُه قصيدة في أحد دواويني عنوانها: «إلى كهل ينظر إلى البعيد»، إذ شكلت قراءتي مع جدي ثم قراءاتي الخاصة من بعده، الشق الأدبي في تكويني الثقافي، كما شكّلت في المقابل دراستي العلمية في كلية الهندسة، الشقَّ العلمي منه».
مشاعر
أما المصورة الصحافية هبة خليفة، الحائزة منحة «سالسبرغ» في النمسا عام 2007، ومنحة «آفاق للتصوير العربي» عام 2015 فتقول: «حين كان عمري تسع سنوات، بدأت العمل في الفن التشكيلي من طريق المزج بين الصور والرسم، وبعدها بسنوات طويلة أُتيحت لي فرصة العمل في الصحافة، والتي تمكّنت من خلالها من متابعة الكثير من التفاصيل الإنسانية، مما ساعدني على فهم السؤال الذي يطرحه كل فنان على نفسه، وهو: «ماذا عليّ أن أفعل وماذا عليّ أن أقول؟»... باختصار الصحافة مكنتني من التواصل مع المجتمع وفهمه، ومن ثمّ أصبح سهلاً عليَّ الغوص في أعماق نفسي».
وتضيف: «أما اليوم الذي غيّر حياتي فكان يوم عرضت مشروعي الذي يتضمّن قصّة مصورة عنوانها «من الداخل»، والذي استطعت من خلاله التعبير عن تجربتي ومشاعري كمصورة تحوّلت بعد الزواج إلى أم لديها ابنة. كنت أريد التعبير عن مشاعر تشترك فيها كل الأمهات، وبعد العرض رأيت انفعال النساء عقب مشاهدتهن الصور، إذ أكدن أنها تعكس مراحل حياتهن، فشعرت بأنني نجحت في نشر رسالتي وكنت فخورة بذلك».
إحباط
أما عزة مغازي، صحافية في مجال التحقيقات الاستقصائية وحاصلة على جائزة دبي للصحافة العربية، فتقول: «عملت في الصحافة أكثر من أحد عشر عاماً، وكنت أشعر بإحباط شديد، حتى جاء اليوم الذي حصلت فيه على جائزة دبي للصحافة العربية، وكان يوماً غيّر حياتي وأحدث فارقاً في مسيرتي المهنية في عالم الصحافة. حصولي على الجائزة حفّزني على تحقيق المزيد من النجاح».
وتضيف: «لم يعد الإحباط يسيطر عليّ، وعقب حصولي على الجائزة، بدأت التوسّع في إجراء التحقيقات الاستقصائية، فعملت للمرة الأولى في مجال التحقيقات التلفزيونية، بعدما كان عملي مقصوراً على التحقيقات المكتوبة، وقدمت تحقيقات لقناة «إم بي سي- مصر»، وأعمل حالياً على إعداد تحقيقات أخرى لإحدى شركات الإنتاج التلفزيوني».
بكاء
ويقول محمد الروبي، ناقد مسرحي وسينمائي: «تحفل حياتي بالأيام الجميلة، لكن يبقى أجملها يوم قبولي في المعهد العالي للفنون المسرحية لدراسة النقد المسرحي».
ويتابع: «ربما لا يعرف كثيرون أنني درست الهندسة قبل دخولي عالم النقد المسرحي والسينمائي، وأنني التحقت بكلية الهندسة تحقيقاً لرغبة أمي (رحمها الله)، ورغم انصياعي لرغبات أمي سعياً لإرضائها، ظل حلمي الخاص بدراسة الفنون يلاحقني ويؤرق نومي ويزيد من كراهيتي لدراسة ما لا أحب».
ويضيف: «لكن بعد تخرجي، وبعد انتظامي في العمل لمدة عام كامل في إحدى شركات الهيئة العربية للتصنيع، غافلت أهلي وقدمت أوراقي إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، وهناك اكتشفت أن عليَّ أن أتجاوز اختباراً أولياً، لأنتقل الى اختبار ثانٍ، ومنه الى اختبار ثالث... وبعدما تخطيت كل الاختبارات، جاءت لحظة الحسم حين وقفت مع عشرات المتبارين للاطلاع على النتائج، ضمن جدول مطبوع وملصق على الباب الزجاجي للمعهد، ولأنني كنت غير واثق تماماً من قبولي، آثرت أن أقرأ الجدول من الأسفل، فإن نجحت سأكون حتماً في ذيل القائمة، وكانت الصدمة عندما لم أجد اسمي بجوار الرقم الثالث عشر (الأخير)، فانقبض قلبي، وبدأت عيناي تنظر إلى الرقم السابق، فالأسبق، وهكذا دواليك... ومع كل تقدم تصاعدي وخلو الأرقام من اسمي، كان قلبي يزداد انقباضاً، وقبل أن يتوقف قلبي عن الخفقان، فوجئت باسمي يجاور بفخر الرقم الأول، حينها لم أصدق عيني، وسقطت على الأرض وبكيت فرحاً، ولا تزال تفاصيل ذلك اليوم ذكرى جميلة عالقة في ذهني، وأتوق إلى مثلها طوال عمري الذي تجاوز الخمسين الآن».
زواج ودكتوراه
تؤكد الدكتورة ثريا البدوي، أستاذة في كلية الإعلام في القاهرة: «ثمة يومان أحدثا فارقاً في حياتي، الأول حين قرر أهلي أن ألتحق بكلية الشرطة، فقدمت أوراقي ودرست خمسة أشهر تعرفت خلالها إلى زوجي الحالي، ثم جاء تعييني في الجامعة، فاستقلت وقررت التدريس. أما اليوم الثاني فأثّر في حياتي المهنية حين سافرت لمناقشة رسالة «الدكتوراه» في كندا، وهناك لمست تعاوناً من الأساتذة المشرفين على رسالتي قلّ نظيره، إذ رفضوا تصوير الباحثين المناقشين حتى تتوافر لهم الحرية التامة للمناقشة بلا خوف من التسجيل».
حادث أليم
عاشت الفنانة منة فضالي يومين من أهم أيام عمرها، ولم تتمكن من نسيانهما، أحدهما سعيد والآخر حزين يذكّرها بحادث أليم، وتقول: «اليوم الأول المهم في حياتي والذي لا يمكن أن يمرّ بدون أن أقيم حفلة ضخمة فيه، هو يوم عيد ميلاد والدتي الذي يصادف في 16 شباط/فبراير، فهي أحب إنسانة الى قلبي ووجودها معي سبب نجاحي... أما اليوم الثاني الذي غيّر حياتي وجعلني أشعر بعدم الأمان، وضرورة الحرص في التعامل مع الآخرين، فكان يوم 24 حزيران/يونيو من عام 2012، الذي تعرضت فيه للاختطاف وسرقة أموالي وهاتفي تحت تهديد السلاح، فهو أسوأ يوم في حياتي».
مسؤولية وسعادة
أما النجم رامي صبري، فيؤكد أن هناك يومين قلبا حياته رأساً على عقب، أحدهما شهد حدثاً سعيداً للغاية، والآخر فقد خلاله أعز صديق على قلبه... ويقول: «يوم 22 حزيران/يونيو من التواريخ المهمة في حياتي، لأنه يوم ميلاد ابنيَّ عمر وعلي، اللذين غيّر وجودهما حياتي، وجعلني أشعر بالمسؤولية والخوف وأيضاً بالسعادة والحب... وهناك يوم آخر مهم غيّر نظرتي الى الحياة، وهو يوم 26 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2011 والذي فقدت فيه إنساناً عزيزاً على قلبي وشخصاً بمثابة أخي، وهو الفنان الراحل عامر منيب، فوفاته سببت لي صدمة».
يوم زواجي
اختارت الفنانة وفاء عامر يوم زواجها من المنتج محمد فوزي ليكون أهم يوم في حياتها، وتقول: «أشعر معه بالحب والأمان، ونعيش أياماً سعيدة وحياة مستقرة، لذلك أعتبر يوم زواجي منه، والذي تمّ في 27 كانون الأول/ديسمبر أهم حدث في حياتي، وأدعو الله أن يوفقني في حياتي الخاصة كزوجة وأم».
فقدان صديقة
أما عبير صبري فتقول: «أعتبر يوم 5 آب/أغسطس 2015 من أصعب أيام حياتي، لأنني فقدت فيه أغلى إنسانة على قلبي وهي صديقتي ميرنا المهندس، فوفاتها أكدت لي أن الحياة لا تستحق الخصام أو الخلافات، ولا تستأهل أن نرهق أنفسنا من أجلها».
أحاسيس
بينما تؤكد رزان مغربي أن تاريخ 7 نيسان/أبريل 2014 هو الأهم بالنسبة اليها، وتقول: «في هذا اليوم حققت حلم الأمومة الذي راودني لسنوات وأنجبت رام، الذي غيّر حياتي، وجعلني أعيش أحاسيس غريبة لا يمكن وصفها، لكنني أصبحت أكثر مسؤولية وأكثر تعلقاً بالحياة».
حلم الأمومة
أيضاً، تلفت نسرين إمام الى أن اليوم الذي حققت فيه حلم الأمومة هو أهم يوم في حياتها، والحدث الذي لا يمكن أن تنساه، وتقول: «أنجبت سليم في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2013، ورغم مرور ثلاثة أعوام على هذا الحدث، أتذكر تفاصيله وأشعر بأنه أجمل يوم في حياتي، رغم آلام الولادة ومتاعب الحمل وصعوبة الاعتناء بطفل صغير، فإحساس الأمومة أقوى من أي صعوبات».
متعة الحياة
تؤكد الفنانة مي سليم أن يوم ولادة «لي لي» أحدث تغيرات جذرية في حياتها، وتقول: «يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر هو أهم يوم في حياتي، لأنني وضعت فيه ابنتي «لي لي»، التي عرفت معنى السعادة معها، ورغم أن الأمومة ليست سهلة، وتحمّلني مسؤولية كبيرة، جعلني وجود «لي لي» معي أشعر بجمال الحياة ومتعتها».
ستار أكاديمي
أما رنا سماحة نجمة برنامج «ستار أكاديمي»، فتؤكد أن يوم 11 أيلول/سبتمبر 2014 من أجمل أيام عمرها، وقد قلب مسار حياتها، وتقول: «في هذا اليوم وقفت للمرة الأولى على مسرح «ستار أكاديمي»، وهو يوم لا يمكن أن أنساه، لأنه عرفني على جمهور عريض من كل أنحاء الوطن العربي».
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
تامر هجرس يعلن تفاصيل حالة زوجته الصحية
إطلالات النجوم
جينيفر لوبيز تواصل الظهور بالإطلالات الشفّافة
إطلالات النجوم
غادة عبد الرازق تخطف الأضواء بالأسلوب الغوطي...
أخبار النجوم
مخرج "السفارة في العمارة" يكشف أزمات عادل إمام...
أخبار النجوم
زينة تكشف للمرة الأولى كواليس ولادتها لتوأمها...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024