وليد توفيق: رفضت وجورجينا رزق عروضاً مغرية لتقديم قصة حياتنا
يعترف بأنه يرفض هو وزوجته جورجينا رزق عروضاً مغرية لتقديم قصة حياتهما، ولو من خلال مذكرات، ويتحدث عن عمره وحالته الصحية والتحدي الذي يشعر به... النجم وليد توفيق يكشف لنا أسرار ألبومه الأخير، ويتكلم عن أوجه الشبه بينه وبين راغب علامة، وموقفه من الاعتزال.
- كم استغرق التحضير لألبومك الجديد «وليد توفيق 2016» الذي طُرح أخيراً؟
استغرق حوالى أربع سنوات، من أجل الاستماع إلى أغنيات وقصائد شعرية، سواء باللهجة المصرية أو اللبنانية أو الخليجية، وحرصت على اختيار الأشكال الموسيقية والشعرية التي لم أقدمها من قبل، أملاً في إصدار ألبوم غنائي مختلف ومتكامل، ويشكل إضافة الى مشواري الفني الممتد لأكثر من 35 عاماً، وقد استطعت أن أضم ثماني أغنيات جديدة الى الألبوم، بالإضافة الى أغنيتي القديمة «أسمر اللون» التي قدمتها مع الفنان السوري الكبير دريد لحام في فيلم «سمك بلا حسك»، الذي عُرض في دور السينما عام 1978.
- لكن لماذا عدت بهذه الأغنية رغم مرور 38 عاماً على تقديمها؟
الأغنية قريبة الى قلبي، إضافة إلى أن عدداً كبيراً من جمهوري يطلبها مني في حفلاتي الغنائية، وبالتحديد الشعب السوري، ولذلك أحببت أن أضمها الى الألبوم.
- ما صحة أن أغنية «حبّينا» مؤجلة منذ 25 عاماً؟
هذا الكلام صحيح، فأغنية «حبينا» من كلماتي، وشرعت في كتابتها وتلحينها عام 1991، وحين كنت أعمل عليها كان برفقتي الإعلامي الدكتور جمال فياض، وكان يجري معي حواراً صحافياً، وأديت الأغنية أمامه وأُعجب بها كثيراً، ولكنني لم أكن متحمساً لها، وتركتها في مكتبي مع حوالى 50 أغنية أخرى، ونسيتها تماماً، إلى أن قابلني فياض صدفة، وذكّرني بها وأصر عليَّ كي أطرحها مجدداً، فقررت أن أقدمها ضمن ألبومي الجديد وأجعلها الأغنية الرئيسة فيه، ورغم مرور سنوات طويلة عليها، إلا أنها من أكثر أغنيات الألبوم استماعاً.
- لماذا لحّنت أغاني ألبومك بالكامل؟
تم ذلك بالصدفة. لم أكن أنوي تلحين أغنيات الألبوم بالكامل، لكن الصدفة لعبت دورها، فبعدما انتهيت من تسجيل كل الأغنيات وبدأت في غربلتها، اخترت الأفضل بينها من وجهة نظري، وبالصدفة كانت كل الأغنيات من ألحاني، وأوجّه الشكر الى كل من ساعدني في الألبوم وأبرزهم: إيهاب غيث ورمزي بسيوني ونزار فرنسيس ومعتصم حمزة وسمير المصري ومارون روحانا، ومجدي داوود ومحمد القيسي وشيرو منان وعمر صباغ وغادي عزو.
- هل ستصور أغنيات من الألبوم؟
انتهيت من تصوير الأغنية الأولى التي تحمل عنوان «الليلة دي» مع المخرج فادي حداد، في العاصمة اللبنانية بيروت، وسأصوّر كليب أغنية «كيفاش»، التي قدمتها باللهجة المغربية في مراكش.
- لماذا طرحت ألبومك الجديد مع شركة «لايف ستايل»؟
أعتبر شركة «لايف ستايل» شركتي، ولست مجرد مطرب فيها، لأنها فتحت لي أبوابها بعدما تركت إحدى الشركات الخليجية الكبرى، وقدمت معهم مجموعة من أجمل الأغنيات مثل «اتعودت عليك» و«ولا تقولي عمري خمسين»، والشركة تشهد حالياً نجاحاً ضخماً، وقد تعاملت مع أكبر مطربي الوطن العربي أمثال نجوى كرم وعاصي الحلاني، وتعاقدت مع مخرجين عرب كبار لتقديم تلك الكليبات، أمثال فادي حداد ووليد ناصيف، وأعتقد أنني لن أترك شركة «لايف ستايل» في يوم من الأيام.
- لماذا ابتعدت عن طرح ألبومات غنائية جديدة منذ عام 2010؟
نحن كعرب، وبالتحديد دول شمال إفريقيا والشام، لا نملك حقوقاً فكرية وأدبية، فعندما تطرح ألبومك في الأسواق تتم قرصنته على الفور، على عكس دول الخليج التي تضع قوانين صارمة تحمي الحقوق، فالمطرب الخليجي حقه دائماً مصون، ولذلك فهو يعمل وينتج ألبومات كما يشاء، وإذا حاول أي مطرب منا أن يغني في الخليج فلن تكون له نفس مكانة المطرب ابن البلد، ربما في الماضي كنا نطرح أغنية خليجية كانت تحقق نجاحاً باهراً لقلّة الأصوات الخليجية، ولكن الآن هناك مطربون خليجيون استطاعوا أن يحققوا نجومية في الوطن العربي، مثل حسين الجسمي. ومن الأسباب التي أثّرت أيضاً في الصناعة، تنافس شركات الإنتاج على القنوات الفضائية، فلو لم تكن نجماً من نجوم تلك الشركة فلن تحظى بمكانة في تلك القنوات، وبالتالي لن يرى الجمهور أعمالك الجديدة، مثلاً أنا اليوم أشتغل أكثر مما عملت في فترة شبابي، ولكن حين تُحجم تلك القنوات عن عرض أعمالي فسأغيب عن عيون الجميع، مثلاً في الماضي حين كنت أحيي حفلة غنائية في مصر، كان الخبر ينتشر بسرعة، ويتقاطرون لمشاهدة هذه الحفلة من مختلف الدول العربية.
- أي صوت لبناني تحب أن تدعمه؟
صوت المطرب هشام الحاج، أحبه كثيراً، خاصة أنه يملك حضوراً قوياً على المسرح، وهناك أيضاً زياد برجي.
- من تراه الأفضل من المطربين في تجربة التمثيل؟
زياد برجي أحببته كثيراً، خاصة أنه قدم عدداً ضخماً من المسلسلات والأفلام، إضافة إلى أنه ملحن جيد، ومجتهد في عمله، وهو أمر يُحسب له نظراً لأنه ما زال في بداية مشواره الفني، سواء في التمثيل أو التلحين. أما عاصي الحلاني فهو أخي ولكنني لم أشاهد بعد مسلسل «العراب» الذي قدمه في موسم رمضان قبل الماضي... ولكنني واثق في اختياراته.
- هل فكرت يوماً في الاعتزال؟
لماذا أفكر في الاعتزال طالما أنني قادر على الغناء، وقادر على أن أفرح جمهوري؟ ربما يجعلني العمر أقدم أعمالاً معينة، فأبتعد عن تقديم أدوار الفتى الصغير، لكن الاعتزال التام لا أفكر فيه أبداً.
- لماذا تذكر الراحل بليغ حمدي دائماً في أحاديثك؟
أنا إنسان وفيّ بطبعي، وبليغ حمدي أثر في حياتي من شقين، الشق الأول الفني، ولست بصدد الحديث عنه، لأن الوطن العربي يعرف من هو بليغ، يكفي أن عبدالحليم حافظ قال عنه في إحدى حفلاته إنه أمل العرب في الموسيقى.
أما الشق الثاني فإنساني، بحيث أحببت هذا الرجل قبل أن ألتقيه، فحين كنت في السابعة عشرة من عمري، وقدمت للإذاعة السورية أغنية «لفيت المدائن»، خجلت أن اكتب اسمي عليها كملحن، وحين استمع إليها مدير الإذاعة، قال هذا لحن بليغ حمدي، ذلك أن بليغ أثر في شخصيتي وأسلوبي في التلحين، ومنذ صغري أعشق أغنيتي «بهية» و«سواح» من دون أن أعرف أن بليغ هو من لحنهما، وعندما تعرفنا إلى بعضنا، كان يفتح لي هو وشقيقته صفية بيتهما، وأيضاً حين زار لبنان أدخلته الى بيت والدتي في مدينة طرابلس، وكنا نذهب الى سورية حين كان يلحّن لميادة الحناوي، ولا نفارق بعضنا أبداً.
- كيف تعرفت إلى عبدالحليم حافظ؟
تعرفت الى العندليب من طريق المخرج حسن الإمام، الذي رآني حين كنت أخوض تجربة برنامج «استديو الفن» عام 1974، وطلب مني مشاركته في فيلم «كروان وشفايف» مع الفنانة سهير رمزي، ويومها دُعيت الى منزل المنتج صبحي فرحات زوج الفنانة زبيدة ثروت، وهناك قابلت كل نجوم مصر، بداية من رشدي أباظة وميرفت أمين وصباح وفايزة أحمد ومحمد سلطان، وصولاً إلى عبدالحليم حافظ.
- وأي انطباع كوّنته عنه؟
هو زعيم، فرغم وجود كل هؤلاء النجوم، كان لعبدالحليم حضور مختلف، فهو ذكي جداً ويفرض هيبته ووقاره، وقد استفدت منه كثيراً.
- كيف أصبحت تنظر الى الحياة بعدما تخطيت عامك الستين؟
لم أفكر يوماً بمسألة العمر، فهو مجرد رقم في إثبات شخصيتي، وأنا أتعامل مع الناس على أساس أن عمري 20 عاماً، وما يهمني في الحياة هو أن أكون قد حققت كل ما كنت أحلم به، كما أحافظ على صحتي بممارسة الرياضة والسفر، وقد أنعم الله عليّ بالصحة الجيدة.
- هل صوتك الجيد هو سبب استمرار نجوميتك لأكثر من 40 عاماً؟
الصوت الجيد لا يعد نجاحاً، فأحياناً يكون جمال الصوت وراثياً، مثلاً في عائلتي كانت أصوات كل من جدي ووالدتي وأختي رائعة، وأبنائي أيضاً أصواتهم جيدة، ولكن النجاح هو المعادلة بين الصوت الجيد والذكاء والقبول، وأتذكر مقولة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب حين قال إن الفنان هو عبارة عن 50 في المئة صوتاً جيداً و50 في المئة قبولاً من الناس، ومنذ البداية نجحت في إثبات موهبتي، حين ظهرت في برنامج المواهب «استوديو الفن» 1973، ونجاحي استمر بوجود جمهور رائع ساندني طوال مشواري الفني.
- ما هو التحدي الذي يسعى وليد توفيق الى تحقيقه؟
أفكر اليوم بكيفية الحفاظ على مشواري الممتد لأكثر من 40 عاماً، فالاستمرارية في الوقت الحالي صعبة للغاية، لأن السوق الغنائي تغيرت مفاهيمه تماماً، فأغنية واحدة اليوم قد تجعل من صاحبها نجماً ساطعاً في سماء الوطن العربي، أما قديماً فكان عليك حتى يعرفك الجمهور، أن تصور عشرات الأفلام في مصر وبيروت، وتسجل مئات الأغنيات وتحيي عشرات الحفلات في كل الدول العربية، ولذلك فإن المنافسة في الوقت الراهن أصعب بكثير من المنافسة بين الأجيال السابقة.
- هل تفكر في كتابة مذكراتك مع زوجتك جورجينا رزق؟
هذا الأمر عرض علينا عشرات المرات، وبمقابل مادي مغرٍ، لكننا رفضناه بشدة، فجورجينا قررت أن تعتزل الفن بإرادتها، واستغنت عن الشهرة من أجل أولادنا.
ما طبيعة علاقتك بالفنان راغب علامة؟
أحب راغب علامة كثيراً، وأرى أننا متشابهان في بعض الصفات، فمثلاً نجحنا في أن نستمر في المنافسة في مجال الغناء لأكثر من 30 عاماً، كما أننا نفضّل العائلة على الفن، ونهتم بتربية أولادنا، وصحة عائلتينا، كما أن انطلاقتنا الفنية كانت متشابهة، وأنا أحب أن أرى راغب ناجحاً، وكذلك عاصي الحلاني وملحم زين ومعين شريف ووائل جسار... لأننا في النهاية نمثل الفن اللبناني والعربي، وعلينا أن نبتعد عن الغيرة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024