في عيد ميلادها الملكة رانيا إنجازات مستمرّة وابتسامات وأمل
«كلّ من يملك فرصة التأثير الإيجابي عليه أن يستثمرها». «التأثير الإيجابي» كلمتان تصفان عمل الملكة رانيا العبدالله، تحكيان عن أيامها، عن حضورها وعلاقاتها بمَن حولها ومَن لا تعرفه لكنّها تعمل لأجله.
ومنذ قدّمت لها الحياة فرصة «التأثر الإيجابي» كانت ولا تزال قضايا التعليم والصحة، وتمكين المجتمع المحلي والشباب والحوار بين الثقافات، وتمويل المشاريع الصغيرة، ضمن الأولويات الوطنية، التي سعت إلى تحقيقها والعمل على تطويرها. ولم تتوانَ الملكة رانيا عن العمل الدؤوب لأجل الأردن، فتابعت تفاصيل المشاريع الإنمائية بكل مجالاتها من دون وسيط، وشاركت أصحابها سعادتهم في تحقيقها، فجلست على مقاعد الدراسة إلى جانب التلامذة الذين تحققت أحلامهم في أن يكون لهم مدرسة، وشاركت شبابًا فرحهم بمشاريعهم التي نُفّذت، ومسحت دمعة امرأة تعيل عائلة بعدما سعت إلى تمكينها.
هذه الملكة الجميلة قلبًا وقالبًا، التي أسرت قلوب الناس بكل أطيافهم وطبقاتهم، وتواصلت معهم مباشرة، إما بحضورها الشخصي أو عبر حسابها الخاص على شبكات التواصل الاجتماعي، حملت قضايا الطفولة والتعليم والمرأة واللاجئين، وخاطبت المجتمع الدولي مطالبةً إياه بتحمّل مسؤولياته، ودأبت على إظهار الصورة الحقيقة للإسلام، على المنابر العالمية، ودانت التطرف بكل وجوهه. في عيد ميلادها الذي يصادف في 31 آب/ أغسطس، نتمنى لها العمر المديد.
في مجال التربية والتعليم والتنمية ودعم المشاريع الشبابية
تواصل الملكة رانيا عملها في توفير التعليم النوعي، وتشجيع التميّز، والإبداع في الأردن ضمن المبادرات والمؤسسات التي أطلقتها في مجالات التعليم والتنمية.
وتعتبر أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين التي أنشأتها في حزيران/ يونيو عام 2009، من أبرز المؤسسات التي تهدف إلى تطوير التعليم في الأردن، والشرق الأوسط من طريق توفير البرامج التدريبية للكوادر التعليمية في المدارس الحكومية والخاصة، والتي استفاد منها 35441 معلمًا ومعلمة حتى حزيران / يونيو هذا العام.
وتتابع الملكة حاليًا جهود الأكاديمية لإطلاق الدبلوم المهني لإعداد المعلمين في الأردن وتأهيلهم قبل انخراطهم في مهنة التدريس، والذي ستنفّذه أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بالشراكة مع معهد التربية التابع لكلية لندن الجامعية، وبدعم من وزارة التربية والتعليم والجامعة الأردنية.
وتنظّم أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين سنويًا منذ عام 2014 تحت رعاية الملكة رانيا وبحضورها ملتقى مهارات المعلمين بهدف تبادل الخبرات والمعارف، وإتاحة ذلك للجميع بهدف تمكين المعلمين من تحقيق أعلى درجات المعرفة داخل الغرفة الصفّية وخارجها، ويشارك في هذا الملتقى تربويون من الأردن والدول العربية. =
وضمن جهود الملكة في تحفيز الشباب الأردني على الإبداع والابتكار، تم افتتاح فعاليات أسبوع عمان للتصميم، والذي أطلقته ليكون منصة لتعزيز قطاع التصميم في الأردن، والانطلاق به نحو التقدير الدولي، فيصبح حدثًا سنويًا يحتفي بالمواهب والتجارب الوطنية والعربية.
ومن مبادرات مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية القائمة على بناء الأفكار التعليمية باعتبارها حاضنة للبرامج التعليمية الجديدة، منصة «إدراك»، وهي أحد أهم البرامج التي أطلقتها الملكة في أيار/ مايو عام 2014، كأول منصة غير ربحية باللغة العربية للمساقات الجماعية الإلكترونية المفتوحة المصادر بالشراكة مع «إدكس». ومنذ إطلاقها، بلغ عدد المسجلين فيها 750 ألف متعلم تقريبًا من مختلف أنحاء العالم العربي، وحصل أكثر من 60 ألفاً منهم على شهادات إتمام المساقات. وهناك ما يقارب المليون ونصف مليون متابع لـ«إدراك» على شبكات التواصل الاجتماعي.
وحرصت الملكة رانيا على متابعة مبادرة التعليم الأردنية، التي أطلقها الملك عبدالله الثاني في العام 2003 كمنظمة غير ربحية تبني شراكات بين القطاعين العام والخاص لتحفيز الإصلاح التعليمي، حيث جهزت المبادرة العديد من المدارس الحكومية بتكنولوجيا المعلومات، وزوّدتها بمناهج متقدمة.
وبهدف وضع معايير وطنية للتميّز في التعليم والاحتفال بالمتميزين وتشجيعهم، أطلق الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، عام 2005، جائزة سنوية للمعلم، باسم جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميّز التربوي، وانبثقت منها جائزتا: المدير المتميز، والمرشد التربويّ المتميز.
وخلال العقد الأول لعمل الجائزة، كرّمت الملكة رانيا 283 تربويًا وتربوية (248 معلمًا، 30 مديرًا، 5 مرشدين تربويين) من مديريات المملكة الأردنية كافة (من الشمال 32%، من الوسط 43%، من الجنوب 25%) حصدوا جوائز التميز.
الطفل والمرأة والرعاية الصحية... مشاريع تحققت
وفي عام 2006 تم إنشاء صندوق الأمان لمستقبل الأيتام بمبادرة من الملكة رانيا، وقد رأست مجلس أمناء الصندوق الذي يهدف إلى توجيه الأيتام فوق سن 18 عامًا، ومدّ يد العون لهم بعد مغادرتهم دور رعاية الأيتام حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم، والمساهمة في المجتمع. وقد وصل العدد التراكمي للمستفيدين من خدمات الصندوق منذ إطلاقه الى 2954 مستفيدًا ومستفيدة، وبلغ عدد الخريجين والخريجات من برامج الأمان المختلفة الجامعية، وغيرها 1923 مستفيدًا ومستفيدة.
وترأس الملكة رانيا المجلس الوطني لشؤون الأسرة الذي أُسس بإرادة ملكية سامية في أيلول/ سبتمبر 2001 بهدف المساهمة في تحسين نوعية الحياة لجميع العائلات الأردنية. كما رأست الملكة مؤسسة «نهر الأردن»، وهي مؤسسة غير حكومية تساعد الأفراد والمجتمعات الأقل حظًا في الأردن، كما توفّر التدريب والمهارات اللازمة لعائلات بأكملها لتحسين ظروفها المعيشية.
وفي عام 2005 أسست الملكة رانيا الجمعية الملكية للتوعية الصحية لزيادة الوعي الصحي وتمكين المجتمع المحلي من اتباع سلوكيات صحية، وأنشأت أول متحف تفاعلي للأطفال في الأردن بهدف إيجاد بيئة تعليمية لخبرات تفاعلية تشجع على التعلّم وتعزّزه مدى الحياة لدى الأسر والأطفال حتى عمر 14 عامًا.
وشاركت الملكة إلى جانب عدد من قادة العالم في اجتماعات لبلورة، وتحديد الأهداف الإنمائية لما بعد عام 2015 والتي تتصل مباشرة بصحة الأطفال وتعليمهم ورفاهيتهم. كما عملت على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام باعتباره دين الرحمة والسلام، وسلّطت الضوء على التحدّيات التي يتحملها الاردن والأردنيون نتيجة استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين عبر لقاءات صحافية نشرت في أوروبا وأميركا، وفي كلمات لها في مؤتمرات دولية وعربية.
جوائز تقديرية ودكتوراه فخرية
تقديرًا لإنجازاتها وتأثيرها في مناصرة المرأة ودعم تمكينها في العالم العربي، تسلّمت الملكة رانيا من الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي «وسام محمد بن راشد للمرأة».
كما تسلّمت جائزة «والتر راثيناو» من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في حفل خاص نظمته مؤسسة «والتر راثيناو». وفي نيويورك، تسلّمت الملكة رانيا جائزة من الملكة سيلفيا ملكة السويد تقديرًا لدعمها لحقوق الأطفال في الأردن وحول العالم.
وضمن زيارة عمل قام بها الملك عبدالله الثاني إلى جمهورية إيطاليا، تسلمت الملكة رانيا في روما شهادة الدكتوراه الفخرية في «علم التنمية والتعاون الدولي» من جامعة «سابينزا» التي تعتبر من أعرق الجامعات في أوروبا، وذلك لجهودها في تشجيع الحوار ومحاربة الارهاب والأفكار الظلامية.
وردًا على ما نشرته صحيفة «شارلي إبدو» الفرنسية عن اللاجئ السوري الطفل إيلان الكردي، والذي وجدت جثته على شواطئ تركيا بعد محاولة يائسة للوصول الى اليونان، نشرت الملكة رانيا رسمًا كاريكاتوريًا من فكرتها على حسابيها الرسميين على «تويتر» و«فايسبوك»، ونفّذ الرسم فنان الكاريكاتير الأردني أسامة حجاج.
وبالتعاون مع الملكة رانيا، أعلنت «غوغل» عن إطلاق أكبر خدمة تجول افتراضي للبتراء، و30 موقعًا آخر في الأردن ضمن خرائط «غوغل» التي تسمح للمستخدمين باستكشاف أماكن من العالم مثل المعالم والعجائب الطبيعية والمواقع المهمة، ثقافيًّا وتاريخيًّا.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024