تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أي مخاطر تواجه الطفل الخديج؟

صحيح أن كل حامل تنتظر بفارغ الصبر ولادة طفلها، إلا أن ما يشغل بالها بالدرجة الأولى هو أن يتم حملها بخير وأن يولد طفلها بالسلامة بصحة جيدة . لكن في المراحل الأخيرة، يمكن أن تواجه الحامل مشكلات عديدة قد تؤدي بها إلى الوضع قبل الأوان المحدد .
مما يستدعي وضع الطفل في الحاضنة ليكتمل نموه تماماً ويصل إلى الوزن المطلوب . لكن تبقى المشكلة في أن الطفل الخديج يعتبر أكثر عرضة لمواجهة مشكلات معينة سواء أثناء وجوده في المستشفى حيث تبقى حالته غير مستقرة طوال هذه المرحلة، أو عند عودته إلى المنزل .
كل الاسئلة التي يمكن أن تطرح عن الطفل الخديج وطرق التعامل مع حالته والمشكلات التي قد يواجهها، يجيب عنها البروفسور روبير صاصي الاختصاصي في طب الاطفال والجنين والعناية الفائقة للأطفال في مستشفى القديس جاورجيوس في بيروت .


متى يعتبر الطفل خديجاً؟
مدة الحمل الكاملة هي 36 أسبوعاً. وبالتالي عند ولادة الطفل قبل هذه المدة يعتبر خديجاً.

هل يعتبر الطفل غير المكتمل النمو أيضاً من الأطفال الخدج؟
أصبح هناك تمييز ما بين الطفل غير المكتمل النمو والطفل الخديج. إذ يمكن أن يولد طفل صغير الحجم أو ضمن المعدل الطبيعي قبل فترة ال36 أسبوعاً، كما يمكن أن يستمر الحمل 39 أسبوعاً ويولد طفل صغير الحجم. ويكون ذلك ناتجاً عن تأخر في النمو.

لأي سبب يمكن أن تحصل ولادة مبكرة؟
ثمة أسباب عديدة يمكن أن تؤدي إلى الولادة المبكرة كأن تكون هناك مشكلة في البويضة مما يؤدي إلى ولادة طفل خديج أو إلى تأخر في النمو. كذلك يمكن أن تعاني الحامل مرضاً مزمناً كفقر الدم والسكري والضغط أو حتى أن تكون مصابة بالسرطان. كذلك من أهم أسباب الولادة المبكرة الالتهابات التي يمكن أن تصاب بها الأم كالتهابات البول مثلاً التي تزيد خطر الولادة المبكرة، خصوصاً في حال تكرارها.

كم من الوقت يبقى الطفل الخديج في الحاضنة في المستشفى؟
حتى يصل وزنه إلى الكيلوغرامين أو أقل بقليل.

هل من معايير معينة تؤخذ في الاعتبار حتى يتمكن من الخروج من المستشفى؟
يمكن أن يعود الطفل الخديج مع أهله إلى المنزل عندما يبلغ وزنه حوالي كيلوغرامين ويصبح قادراً على تناول الرضّاعة.

هل يخرج مباشرةً من الحاضنة إلى المنزل عندها؟
يفضل الانتظار بضعة أيام قبل أن يخرج نهائياً من المستشفى كونه يعود ويخسر بعضاً من وزنه عندما يخرج من الحاضنة نتيجة التغيير في الحرارة. كما أنه قد يخسر بعض الوزن عند البدء بتناول الرضّاعة.

بأي طريقة تتم تغذية الطفل فيما يكون في الحاضنة؟
الوسيلة الوحيدة لتغذية الطفل الخديج في الحاضنة هي من خلال الأنبوب.

كون إرضاع الطفل الخديج غير ممكن أثناء وجوده في الحاضنة، ما البديل في هذه الحالة؟
صحيح أن إرضاع الأم مباشرةً لطفلها غير ممكن في هذه الحالة، لكن يبقى الحليب الطبيعي مهماً جداً له ولنموه ولتأمين الحماية له من الأمراض. وبالتالي تسحب الأم الحليب ويعطى لطفلها من خلال الأنبوب أيضاً.

ما أبرز المشكلات التي قد يواجهها الطفل الخديج أثناء وجوده في الحاضنة؟
عندما يولد الطفل قبل أوانه بشهر أو شهرين، ثمة مشكلات كثيرة يمكن أن يواجهها. وتعتبر حالته غير مستقرة طوال فترة وجوده في الحاضنة. فقد تكون حالته جيدة في البداية ثم تتراجع بعدها فيصاب بالتهاب مثلاً
 . أو يمكن أن يأكل في البداية ثم يعود ويتوقف عن الأكل. كذلك يمكن أن يتعرض إلى مشاكل في الرئة، وهي من المشكلات الشائعة لدى الخدج. وأهم المشكلات ما يعرف بالRespiratory Distress  التي تصيب الأطفال الذي لم تكتمل رئتاهم نتيجة نقص في مادة Surfactant. فبقدر ما يولد الطفل في مدة أقرب إلى 28 أسبوعاً يكون أكثر عرضة لمشاكل الرئتين.
علماً أنه قديماً كان يوضع جهاز تنفس لكل طفل، أما اليوم فثمة تطورات كثيرة في هذا المجال حيث تعطى مادة معينة في الرئة ويشفى الطفل خلال يومين أو ثلاثة. حتى أنه قبل ولادة الطفل يمكن حقن مادة الكورتيزون  لتسريع نمو مادة  Surfactant  في الرئتين. مع الإشارة إلى أن رعاية الطفل الخديج تتطلب تجهيزات خاصة ومتطورة في المستشفى لتجنب أي مشكلات خطيرة.
علماً أنه تتوافر في مستشفى القديس جاورجيوس سيارات إسعاف خاصة لنقل الأطفال الخدج إلى المستشفى أينما كانوا وتتوافر حتى التجهيزات اللازمة والوسائل لنقلهم بالطائرات من خارج لبنان وهي مجهزة بشكل كامل كما لو أن الطفل في العناية الفائقة.

ما مدى سرعة نمو الطفل الخديج ووزنه في الحاضنة؟
في الأسبوع الاول يخسر الطفل من وزنه، وبعدها يزداد وزنه بمعدل 20 أو 30 غ في اليوم. علماً ان حرارة الحاضنة تكون 37 درجة مئوية أي أنها يجب أن تكون دافئة بشكل كاف حتى لا يخسر الطفل وحدات حرارية ليدفئ نفسه.

هل معدل نموه يتم في الحاضنة كما لو كان في رحم أمه؟
يتم النمو كما لو أن الطفل في رحم أمه.

بعد الخروج من الحاضنة والعودة إلى المنزل، هل من مشكلات معينة يواجهها الطفل الخديج أكثر من غيره من الأطفال؟
يواجه الطفل الخديج أكثر من غيره مشكلات في الأكل ومغصاً، خصوصاً في فصل الشتاء. لذلك يعطى تلقائياً دواء يمنع إصابته بالتهاب في الرئة خلال 5 أشهر.

هل يمكن أن يواجه في المنزل مشكلات خطيرة؟
قد تكون حالته جيدة عندما يغادر المستشفى ثم يواجه فجأة في المنزل مشكلة خطيرة في الدماغ مثلاً أو نقصاً في الأوكسيجين. قد تظهر مشكلة خطيرة فجأة بعد أشهر رغم كل الإجراءات التي تتخذ في المستشفى. على سبيل المثال يمكن أن تعطى له نسبة زائدة من الأوكسيجين في الحاضنة مما يسبب له العمى. علماً أن الطفل في حالات معينة قد يحتاج إلى أوكسيجين لأشهر عدة. حتى أن الطفل الخديج يعتبر أكثر عرضة للموت المفاجئ.

هل من إجراءات معينة تتخذ عند عودته إلى المنزل؟
بعد إجراء الفحوص اللازمة والتأكد من عدم وجود أي مشكلة، يجرى لقاح الانفلونزا لكل أفراد العائلة نظراً إلى الخطر الذي قد تشكله الإصابة بالمرض على حياة الطفل.

هل من أعراض معينة أو إنذارات قد تلفت نظر الأم وتستدعي اللجوء إلى الطبيب مباشرةً؟
ثمة أعراض تعتبر بمثابة إنذارات تدعو للقلق وتستدعي استشارة الطبيب مباشرة ً كأن يتوقف الطفل عن الحركة أو أن يعجز عن الجلوس في سن 6 أشهر أو ألا يتمكن من تثبيت رأسه. في كل الحالات تجرى له الفحوص اللازمة للاعصاب والسمع والدماغ والعينين للتأكد من عدم وجود مشكلة.

هل يصل الطفل الخديج إلى مرحلة يصبح فيها في نموه وقدراته كأي طفل آخر؟
ثمة حالات يصبح فيها الطفل الذي ولد ولادة مبكرة في نموه كأي طفل آخر عند بلوغه سن ال10 سنوات. كما يمكن أن يحصل ذلك في سن 16 سنة.

بماذا يختلف الطفل الخديج في النمو والقدرات عن أي طفل آخر؟  
من الواضح أن الطفل الخديج يختلف عن أي طفل آخر حيث يلاحظ لديه تأخّر في المشي وحتى في الدراسة عند دخوله إلى المدرسة. وقد يستمر هذا التأخّر لسنوات.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079