تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

صابرين بورشيد: واجهتُ الكاميرا كإعلامية وتجاهلتها في الدراما...

تتجه العربيات من عوالم الجمال والإعلام وعرض الأزياء والغناء إلى الدراما. فهل يكفي أن تقرر أي نجمة التمثيل فتدور الكاميرا وتلتقط مشهداً، فتُسمى ممثلة! هل أصبح التمثيل مرآة المجتمع أم مرآة المرأة الجميلة؟ هل هو مرتبط بجاذبية صدق الأداء أم جاذبية الملامح؟ ما الذي تكتسبه الفنانة من خلال وجودها في الدراما ووجوهها وأدوارها؟ تجيب عن هذه الأسئلة بهدوء البحرينية صابرين بورشيد... 


- أي نجمة بحرينية أنتِ؟
ربما ما يميّزني أنني إعلامية بحرينية تمثّل.

-  لمَ انتقلت من الإعلام إلى الدراما؟
تلقيت عروض التمثيل منذ بداياتي في عالم تقديم البرامج. لكنني لاحظت أن الشاشات العربية ترغب بحضور الإعلامي المطرب أو الإعلامي الممثل أكثر. أصبحت القنوات العربية والخليجية تفضّل النجم الشامل. وشعرت بأنني سأكتمل مع التمثيل مع تمسكي بالتقديم. فأنا تخصصت في الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة. لقد تعبت حتى أصبحت مذيعة منذ عام 2008.

- ماذا منحتك الدراما؟
شهرة كبيرة. فقد كنت معروفة كمذيعة بشكل بسيط، التمثيل فيه انتشار أكبر.

- كيف توجزين تجربتك الأولى في التمثيل؟
كانت في مسلسل «كسر الخواطر» عام 2014، وكانت من أجمل التجارب لأنها كانت نقطة تحوّل في حياتي الفنية بعدما كنت أقف أمام الكاميرا وجهاً لوجه. ووجدت نفسي أمام واقع جديد وصعب يحتم عليّ تجاهل الكاميرا. واجهتُ الكاميرا كإعلامية وتجاهلتها في الدراما... وكان المخرج محمد القفاص يعلّمني الأداء وأسلوب الوقوف أمام الكاميرا. وهو يخرج «ساق البامبو» هذا العام. لقد أوصاني بالدخول بقوة إلى الدراما حتى أبقى وأستمر قوية.

- قدّمت في العام نفسه مسلسلاً بحرينياً أيضاً...
نعم، «أهل الدار». وهو عمل تراثي بحريني من إخراج البحريني أحمد المقلة لكونه مدرسة في الخليج. وكانت فرصة ذهبية أن أتعاون مع هذا المخرج الكبير من البداية. لكن العمل لم يضفْ إليّ خليجياً عكس المسلسلات التي تصوّر خارج البحرين، لأن قنوات العرض مختلفة عن الشاشات البحرينية المحلية.

- ماذا عن مسلسل «النور»؟
شاركت في بطولته الجماعية، وتمنيت لو قُدم هذا الموسم عمل بمستواه.

- كيف كان لقاؤك بهيا عبدالسلام في هذا العمل؟
هي نجمة تقل مثيلاتها في الوسط الفني. فهي تعلّم وتدعم من يقف أمامها ولا تسرق منه المشهد لأنها مخرجة في الوقت نفسه ربما.

- ما سرّ عدم رواج الدراما البحرينية رغم الانفتاح ومساحة الحرية الكبيرة على أرضها؟
إنتاجنا ضعيف. وعدد القنوات البحرينية شبه معدوم. لدينا قناة واحدة، ولا تتحمل ميزانيات القنوات الخاصة. وكل عام أو عامين تنتج عملاً واحداً. وهذا ما يجعلنا نتراجع فنياً مقارنة مع الخليج رغم أن الممثلين والإعلاميين البحرينيين متفوّقون. فهم يتميّزون حين يخرجون من البحرين إلى دبي أو الكويت ... لماذا؟ لأن الخيارات أكبر.

- كيف تقيّمين ظاهرة هجرة هؤلاء الفنانين والإعلاميين إلى دبي والكويت؟
هي ظاهرة خطيرة على البحرين. وقد لمست معاناة الفنانين البحرينيين الذين أعرفهم. وأنا واحدة منهم. فليس سهلاً أن تغادر بلدك وتنتقل إلى دولة أخرى حتى لو كانت في الخليج. البحرين بلد منفتح وجميل وفيه حرية كبيرة وأشعر بالأسف لهجرة فنانينا من الديرة التي في إمكانها الاستفادة من المواهب. هذا شيء مؤلم، لكن في الوقت نفسه أقول إن الاختيار ليس في يدنا، خصوصاً قرار تحقيق نجاح أكبر ومستقبل أفضل. وأنا أفرح كثيراً حين أتلقى عرضاً فنياً بحرينياً.

- ما هو أول اسم مطربة بحرينية يخطر في بالك؟
ليس عندنا مطربات بحرينيات. ربما هند البحرينية، لكن إصداراتها ضعيفة. ثمة غياب في الشق الطربي أيضاً لدينا.

- في العالم العربي اليوم نصف مطربة بحرينية، هي أحلام كونها نصف إماراتية أيضاً...
نعم، أحببت أحلام كإنسانة وفنانة حين تعرّفت إليها عن قرب. هي امرأة لطيفة للغاية، وتظهر في الإعلام بشخصية ثانية. هي فنانة مجتهدة وتستحق الاحترام لأنها تعبت على نفسها كثيراً.

- من هي منافستك؟
لا أحد، كما أنني لا أنافس أي فنانة.

- ماذا عن أميرة محمد؟
لا تصح المقارنة بيننا، فهي تسبقني في عالم الفن، كما أنها ليست إعلامية.

- ما الذي دفعك إلى الوقوف على خشبة مسرح الطفل؟
وقفت على مسرح الطفل مع ملكته الممثلة هدى حسين في الكويت. هذا لقبها وأنا أتابعها منذ صغري. وكان حلماً بالنسبة إليّ التمثيل معها. هي مدرسة في المسرح وأعتبر نفسي محظوظة بالتعاون معها. ورغم هذه الإضافة، لم أهوَ المسرح. فأنا اعتدت على اعتلائه لتقديم برنامج أو مهرجان أو مؤتمر. بينما غالبية من أعرفهم يجدون أنني أبدعت في التمثيل أكثر من التقديم. وقد أكون ظُلمت في البحرين إعلامياً، ففرصتي كانت موجزة. وقد واجهت مشاكل مهنية وشخصية في التلفزيون رغم أنني تركت بصمة حين قدّمت برنامج مسابقات في رمضان 2010 يذكره المشاهد حتى اللحظة ويقول «خزنة صابرين بورشيد». لكنني لن أنسى أن تلفزيون البحرين منحني الفرصة الأولى.

- ما هو مخططك الإعلامي حالياً؟
سيكون مع تلفزيون الكويت، بعدما قدّمت معه أكثر من حلقة في برنامج «ليالي الكويت» المسائي اليومي.

- هل يرضي طموحك الظهور في دراما 2016؟
شاركتُ في مسلسل «الوجه المستعار» للكاتبة السعودية تهاني الغامدي، وإخراج نور الضوي وإنتاج مازن عيّاد على تلفزيون الكويت. أديت دوراً مركباً تناول نظرة المجتمع الى المرأة الكفيفة. كما شاركتُ في ثلاثيتيْ «أحلام وردية» و«روح روحي» في مسلسل من إنتاج Joy Production للفنان بشار الشطي وإخراج عبدالله التركماني. ظهوري كان خفيفاً، كما أود أن أشير إلى أن مستوى الدراما في رمضان 2016 كان ضعيفاً مقارنة مع العام الماضي الذي كانت فيه الدراما أقوى إخراجياً وكتابياً. وهذا ليس سراً يُحكى كثيراً عن هذه الحقيقة.

- هل يطاول نقدك الأسماء الكبيرة أيضاً؟
وأجد نفسي فنانة جديدة على الدراما لكي أذكر أسماء. وقد يضرّني لو فعلت ذلك. لكنني أشعر بضعف الدراما هذا العام. كمجتمع خليجي، لدينا مشاكل غير الطلاق والزواج والخيانة وشركة لها ورثة. لدينا مشاكل سياسية ودينية وطائفية لكن يصعب طرحها... فالدراما مؤثرة للغاية.

- ما هي القضية التي تودين طرحها لو كنت مخرجة؟
الإرهاب أولاً. وقد تلقيت عروضاً مبدئية لأكثر من مسلسل عن هذا الموضوع لكنها لم تخرج إلى النور خوفاً من ردود الفعل والنتائج والتحسس. وهل من موضوع أهم أثر فينا كشعوب عربية؟ من المفترض أن نتكلم بجرأة عن واقعنا في الدراما.

- من يقنعك أداؤه في الدراما؟
غادة عبدالرازق صادقة بأدائها، وسعاد العبدالله أستاذتنا في التمثيل. كما أحببت ظهور إلهام الفضالة هذا العام رغم أنها شاركت في سداسية فقط إلا انها أبدعت في دورها.

- هل لديك قدوة في عالم الدراما والتمثيل؟
فاتن حمامة، عرفت بأدائها القوي وتأثيرها في المشاهد، وفي الوقت نفسه يحترمها الجمهور لهدوئها ورصانتها. هي مثال للفنانة المحترمة. لا يستطيع أحد أن يكتب عنها بشكل سلبي.

- بين لقب الفنانة والإعلامية، أيهما تفضلين؟
الإعلامية طبعاً، فهي تحظى باحترام وتقدير أكبر في عالمنا. لا أعرف السبب. ربما أصبحت هناك «لخبطة» في التسميات، يسهل على البعض أن يقول: «أنا فنانة» أو «أنا ممثلة» وثمة من أسأن إلى سمعة المهنة فتحولت في نظرة مجتمع، حتى أن والديّ حذّراني من تبعات قراري. لكن يبقى للإعلامية عالمها الخاص.

- من هي الفنانة التي نجحت في تقديم البرامج، خصوصاً أن نجمات لا يحتجن إلى الشهرة خضن التجربة مثل أصالة وأروى وميساء مغربي؟
أحببت مايا دياب في تقديم البرامج. وإجابتي ليست لها علاقة بجمالها، بل شعرت براحتها على المسرح. أما أصالة، فقد اختصت بالبرامج الغنائية وكانت «تسولف» أمام الكاميرا أكثر من روح التقديم. لم تستقبل شرائح اجتماعية مختلفة بل فنانين. ولم أشعر بما هو مميز في تجربة أروى الإعلامية.

- ما مدى شرعية لقب «أجمل مذيعات العرب» الذي أطلق عليك؟
بكل فخر أقول بأنني لم أشتر هذا اللقب. ولم أطلب من أحد أن يشتريه لي. فهذا ما يتردد حين تنال فنانة لقباً جمالياً. وأصبحت الألقاب يُستهان بها. حصلت على هذا اللقب عام 2010 من موقع عربي يهتم بأخبار المذيعين العرب وصورهم. ولم أدّع يوماً أنني نلت هذا اللقب من لجنة تحكيم. وكان ذلك مشرفاً لي كإعلامية بحرينية رغم أنه سبّب لي أزمة أكثر مما نفعني.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079