خطفت حبيبها لتنتقم منه!
حالة من الحب عاشت معها أحلاماً وردية مع شاب بدا لها فارس أحلامها في فترة كانت فيها مغيبة، حتى جاءت اللحظة التي قررت فيها إزاحة الغشاوة عن عينيها، فانكشف كل شيء، لتدرك أنها فتاة مخدوعة وقعت في وهم الحب، فكانت نيران الانتقام التي أصابتها قبل أن تصيب هذا المخادع.
حواجز حديدية وضعها رجال الشرطة في ساعة متأخرة من الليل لمباشرة عملهم في أحد الأكمنة، التي تنتشر في مثل هذه الأوقات للكشف عن جرائم يستغل مرتكبوها ظلام الليل للابتعاد عن أعين رجال الأمن، الذين يتربصون للإيقاع بهم طمعاً في صيد ثمين قد يأتي لهم في صورة كمية كبيرة من الأسلحة أو شحنة من المواد المخدرة قبل ترويجها، من دون أن يخطر في بال أحدهم أن الصيد هذه الليلة سيكون قصة حب انتهت بدراما حزينة.
اشتباه
سيارة أجرة في داخلها أربعة شبان تسير في ساعة متأخرة من الليل، لم يكن ممكناً أن يفتح لها أفراد الكمين الطريق من دون توقيفها وتفتيش كل من في داخلها، فغالباً ما يثير وجود الشبان معاً في مثل هذه الأوقات المتأخرة من الليل الشُبهات.
لم يقتصر الأمر على مجرد اشتباه من رجال الشرطة، فشخص يجلس في المقعد الخلفي وعلى يمينه ويساره يجلس شخصان، بدا من هيئتهما أنهما قد ألقيا القبض عليه، في حين يجلس هو بينهما في حالة توتر واضحة وعلى وجهه آثار كدمات... مشاهد كلها كانت كفيلة بالبوح بأسرار جريمة ترتكب. على وجه الشاب ظهرت آثار كدمة، وبرز ورم في عينه اليسرى، في حين ظهرت سحجات متفرقة على ذراعيه أكدت شكوك رجال المباحث بوجود جريمة ترتكب داخل تلك السيارة، وثّقتها كلمات خرجت من هذا الشاب بدت كاستغاثة من هلاك منتظر.
النجدة
لم تتوقف قرائن الجريمة عند هذا الحد، حيث خرجت بيانات الشاب المصاب لتنطق بمعالمها، فالشاب يدعى أمير سعد، 24 سنة، مهندس نظم ومعلومات، وُجد مصاباً وسط ثلاثة أشخاص داخل سيارة من الصعب أن تربط بينهم أي علاقة. كان من الصعب على رجال المباحث أن يكشفوا علاقة هذا الشاب بثلاثة أشخاص: الأول محمد السيد، 31 سنة، سائق السيارة، وبتفتيشه عثر بحوزته على حقيبة خاصة بالشاب المصاب في داخلها هاتفه المحمول ومبلغ 800 جنيه، والثاني هو مجدي موسى، 33 سنة، عاطل من العمل، وعثر معه على سلاح أبيض، والثالث يدعى محمود صلاح، 28 سنة، عاطل أيضاً، وعثر بحوزته هو الآخر على سلاح أبيض، والثلاثة يقيمون في إحدى المناطق الشعبية. من الوهلة الأولى، اعتقد الجميع أن هذا الشاب هو ضحية لعصابة تخصصت في سرقة المواطنين، من دون أن يكشف المشهد أنه في الأساس مخادع تلاعب بأحلام فتاة غرقت في حبه ومنحته أموالها، عله يستطيع الاعتماد على نفسه ويأتي إلى والدها طالباً يدها. وجد أمير في رجال الشرطة نجدة من هلاك محتّم، واستغاث صارخاً من ثلاثة بلطجية قاموا بالاعتداء عليه والاستيلاء على أمواله ومتعلقاته، ثم احتجازه داخل السيارة التي ضُبط في داخلها، لتتعدد الاتهامات الموجّهة إلى المجرمين الثلاثة، والتي جاءت بدورها لتكيل له اتهاماً آخر. اعترف المتهمون الثلاثة باختطاف الشاب أثناء سيره في الشارع، والاعتداء عليه بالأسلحة المضبوطة معهم، كاشفين أنهم مجرد وسيط، وقد دُفع لهم مبلغ من المال من أجل إنجاز هذه المهمة، وتسليمه الى إحدى الفتيات مقابل ثلاثة آلاف جنيه حصلوا عليها في هذه العملية.
علاقة عاطفية
قال أحدهم إن فتاة تدعى إيمان طلبت منهم اختطاف هذا الشاب لارتباطه بعلاقة عاطفية بها، واستيلائه منها على مبالغ مالية ضخمة رفض ردّها، فقررت اللجوء الى هذه الحيلة حتى تتمكن من استعادة أموالها. وبعد اختطاف الشاب، ألحّت عليهم بتسليمه الى أحد أقاربها في إحدى المناطق الريفية الواقعة على حدود القاهرة، وأنهم بالفعل كانوا في طريقهم لتسليمه. أقوال المتهمين فرضت على رجال المباحث استجواب المجني عليه للكشف عن تفاصيل قصة حب انتهت بجريمة، وجعلت من بطلتها مجرمة أمام القانون، بعدما حرَّضت على اختطاف هذا الشاب، وربما لو نجح مخططها حتى النهاية، لكانت قد وجدت نفسها متهمة بجريمة قتل، حيث كانت تخطط لاحتجازه وتعذيبه.
اعتراف
اعترف أمير بأن الفتاة تدعى إيمان ناصر، 26 سنة، تعرف إليها منذ فترة طويلة من طريق إحدى صديقاتها، ولاحظ علامات الثراء عليها فارتبط معها بقصة عاطفية ووعدها بالزواج، على خلاف ما يبطن، وقال لها إنه لا يستطيع خطبتها بسبب ظروفه المادية، ورفض والده مساعدته ورغبته في الاعتماد على ذاته. صدّقت المسكينة كلمات الحب المعسول التي يمطرها بها حبيب القلب، وقررت مساعدته حتى يستطيع تدبير أموره والحضور لطلب يدها من والدها، فمنحته مبلغاً كبيراً من المال ليبدأ به مشروعاً لإصلاح أجهزة الحاسب الآلي، إلى جانب مبلغ لشراء بعض المجوهرات يقدمها لها في حفلة خطبتهما.
وجد أمير ضالّته في هذه الفتاة، فسلب أموالها وراح يخطط لمستقبله لكن بدونها، وبدأ يتهرب منها بصورة غير مبررة، لكنها كانت كفيلة بأن تكشف لها الحقيقة التي أغمضت عينيها عنها منذ البداية.
الانتقام
تحولت مشاعر الحب إلى نيران انتقام اشتعلت في قلب الفتاة والتهمت كل شيء في طريقها ليتبدل الحب بكراهية، فخططت للثأر من حبيب مخادع منحته مشاعر صادقة، فطعنها بسكين بارد بلا رحمة.
وقعت الفتاة ضحية الرغبة في الانتقام، بل أوقعت معها قريباً تعاطف مع قصتها وقرر مساعدتها ليدفع الجميع الثمن.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024