محمود درويش الحاضر في غيابه
صدرت الترجمة الفرنسية لكتاب محمود درويش «في حضرة الغياب» التي أنجزها الكاتبان والمترجمان فاروق مردم بك والياس صنبر. وتأتي هذه الترجمة (منشورات سندباد/ أكت سود) تزامناً مع الذكرى العاشرة لصدور الكتاب.
حرص مردم بك وصنبر، العارفان جداً بأدب محمود درويش، على روح النصّ وعذوبته، غير أنهما عمدا إلى تغيير العنوان الرئيس من «في حضرة الغياب» إلى «الغياب الحاضر».
يُزاوج هذا النص الآسر بين الشعر والنثر بأسلوب يبرره كاتبه في توطئة الكتاب: «هو نصوص بين النثر والنثر، أو بين النثر والشعر، بل هو في صميم الكتابة الشعرية المتعددة الإيقاع والنبرة، في مناخ غني، متجدد، خصب، كأنّه بين الاعتراف وبين الجرح وبين الغياب وبين الحدود القصوى للتجربة».
يعود درويش في كتابه الذي ظنّ أنه سيكون الأخير بعدما أخبره الطبيب بأنه يعيش بقلب أشبه بقنبلة موقوتة إلى حكاياته الأولى، أمه، داره، أرضه، أحلامه... يحمل ذاكرته باحثاً عن «ملامح وجهه في منديل أمه»، قبل أن يحكي عن موته المرتقب. تنشطر «أنا» الشاعر شطرين، فيغدو هو الأنا والآخر. يرى نفسه طفلاً ثم يراها تُسلم الروح. إنه الموت الذي يستحيل في كلمات محمود درويش لعبةً متعددة الوجوه، وإن كان أهمها الوجه الرمزي.
«في حضرة الغياب» من الكتب التي تُلخّص إبداع درويش وحكمته وتأملاته بعد حياة صاخبة عاشها على مدار ستة عقود تقريباً. حياة توقفت في 9 آب /أغسطس عام 2008 وعرف فيها الغربة والإذلال والثورة والشهرة والحب والبندقية والنساء والمدن والشعر والنثر، بيد أنّه ظلّ دائماً مشدوداً إلى البدايات.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024