ياسمين صبري: هكذا دخلتُ إلى قلوب الملايين من المشاهدين...
بدأت مشوارها كموديل إعلانات، ثم شاركت في مسلسل «جبل الحلال» وجسدت شخصية ابنة محمود عبدالعزيز، لتبدأ انطلاقتها في مجال التمثيل. ياسمين صبري تتحدث عن مسلسلها الجديد «الأسطورة» مع محمد رمضان، وعلاقتها بشيرين عبدالوهاب ومحمد إمام، وحقيقة اعتذارها عن عدم مشاركة الزعيم عادل إمام وغادة عبدالرازق في مسلسليهما الجديدين، وأسباب عدم قبولها الوقوف أمام محمد حماقي في أولى تجاربه في التمثيل.
- كيف جاء ترشيحك لمسلسل «الأسطورة»؟
تم ترشيحي من طريق شركة الإنتاج التابعة لشبكة قنوات MBC، وفي المقابلة الأولى أخذت نبذة مختصرة عن العمل ككل، لأن سيناريو المسلسل لم يكن جاهزاً بشكل كامل وقتها، وبعدها بفترة حضرت مع المخرج محمد سامي عدداً من جلسات العمل، وتعرفت منه على كل التفاصيل الخاصة بدوري خصوصاً، وبباقي الشخصيات عموماً، وكانت المقابلة الأخيرة مع محمد رمضان بطل المسلسل، وهذه هي المرة الأولى التي نجلس فيها معاً، فلم تكن بيننا علاقة من قبل، وقد اكتشفت أنه إنسان محترم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو نقي في داخله ورجل شهم وابن بلد، ويتعامل بطبيعته وغير متصنّع، وجعلني أحب العمل معه، لأنني اقتنعت به على المستوى الشخصي، إلى جانب أنه كممثل لا يمكن الاختلاف عليه، ويكفي أن تحقق أعماله الفنية أعلى نسب مشاهدة.
- وما الذي جذبك للمشاركة في هذا المسلسل؟
فريق العمل، فالتعاون مع رمضان سيتيح لي الوصول إلى جمهوره. أيضاً كنت أتمنى العمل مع المخرج محمد سامي، لأنني حريصة على مشاهدة كل أعماله الفنية حتى قبل أن أدخل مجال التمثيل، وأعجبت كثيراً بمسلسلاته السابقة، ومنها «آدم» بطولة تامر حسني، و«مع سبق الإصرار» و«حكاية حياة» بطولة غادة عبدالرازق و«كلام على ورق» لهيفاء وهبي، ومن يركز معه يجد أنه مخرج مميز ويمتلك أدواته، وقادر على إظهار مواهب جديدة لدى أي ممثل يعمل معه، كذلك السيناريو الرائع للمؤلف محمد عبدالمعطي جذبني لأكون واحدة من فريق هذا المسلسل، خصوصاً أنني سأقدم شخصية مختلفة عن أدواري السابقة، وأجسد دور فتاة تدعى «تمارا»، تدرس في كلية الحقوق، وتتقابل في الجامعة مع محمد رمضان الذي يقع في حبها، لكنهما يواجهان العديد من المشاكل في سياق الأحداث مما يهدد استمرارهما معاً.
- هل وجدت صعوبة في التحضير للشخصية؟
العمل يحتاج إلى تركيز كبير، لأن لكل مشهد أهميته في الأحداث، وهذا هو السبب الذي جعلني أكتفي بالمشاركة في مسلسل واحد فقط هذا العام، والاعتذار عن كل الأعمال الأخرى التي عرضت عليَّ، كما أن المسلسل يعتمد على الإثارة والتشويق، إلى جانب استعراض عدد من العلاقات الإنسانية بين الشخصيات، وكل تلك العوامل تطلبت مجهوداً كبيراً في التحضير، وأتمنى أن أكون قد استطعت تقديم الشخصية بالشكل المطلوب، لأنني أراهن على هذا الدور ليحقق لي نقلة نوعية.
- ما حقيقة رفضك العمل مع غادة عبدالرازق في مسلسلها الجديد «الخانكة»؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فالعمل لم يعرض عليَّ حتى أقبله أو أعتذر عنه، وفي العام الماضي كان من المفترض أن أجسد دور ابنتها في مسلسل «الكابوس»، وخضعت لاختبارات عدة على الدور، لكن تم رفضي من القائمين على العمل، مبررين ذلك بأنني غير مناسبة للشخصية، لكنني ما زلت أتمنى التعاون مع غادة، لأنها مثلي الأعلى، وأثق تماماً بأنني سأكتسب منها خبرات إذا وقفت أمامها، خصوصاً أنها ممثلة مجتهدة وتعبت كثيراً حتى تصل إلى النجاح وتحقق النجومية التي تتمتع بها اليوم.
- قيل أيضاً إنك اعتذرت عن مسلسل «مأمون وشركاه» للزعيم عادل إمام!
كلها شائعات ولا تمت إلى الحقيقة بصلة، فلا يمكن أن يعرض عليَّ العمل مع الزعيم وأعتذر عنه، وشرف كبير لأي ممثل أن يشاركه ولو في مشهد واحد فقط، فكيف يمكن أن تأتيني فرصة كهذه وأضيعها مني.
- مع من تتمنين التعاون؟
لا أستطيع ذكر أسماء بعينها حتى لا أغفل أحداً من دون قصد، وأحلم بالتعاون مع الجميع، لأن كل ممثل سيضيف إلي شيئاً، ولا خلافات بيني وبين أي شخص داخل الوسط الفني، وعلاقتي جيدة بالجميع، سواء من تعاونت معهم بأعمال فنية، أو الذين لم يحالفني الحظ للعمل معهم، لكن هناك شخصية واحدة أحلم بالعمل معها ويمكن أن أذكرها بالاسم، وهي المخرجة كاملة أبو ذكري، ذلك لعشقي الشديد لها على المستوى المهني.
- هل تشعرين بالثقة بعدما استطعتِ أن تحققي النجاح في فترة قصيرة؟
هو شعور متناقض، فكل خطوة من خطواتي تكسبني الخبرة والثقة في اختياراتي الفنية، لكنها تشعرني في الوقت نفسه بالقلق والتوتر خوفاً من أخفق في أي خطوة جديدة، ولديَّ طموحات كثيرة لم أحققها، لذلك لا أشغل نفسي كثيراً بما قدمته، وأنظر دائماً إلى الأمام حتى أصل إلى ما أسعى إليه، وهو تكوين رصيد فني ضخم يجعلني فنانة ذات قيمة.
- هل تدينين لشيرين عبدالوهاب بالفضل في تحقيقك الجزء الأكبر من النجاح بعد مشاركتك معها في مسلسل «طريقي» العام الماضي؟
هذا العمل اختصر لي خطوات كثيرة، ربما لم أكن لأصل إليها إلا بعد سنوات عدة، فهو استطاع أن يدخلني إلى قلوب الملايين من المشاهدين، وبالتأكيد لشيرين الفضل في ذلك، لأن جماهيريتها الضخمة على مستوى الوطن العربي كانت عاملاً مهماً في نجاح المسلسل، مما عاد بالإيجاب على كل المشاركين فيه، وشيرين فنانة رقيقة وحساسة واستمتعت كثيراً بمعرفتها، وأتمنى أن أكرر تجربة التمثيل معها.
- هل أنتما صديقتان على المستوى الشخصي؟
علاقتنا جيدة جداً، ورغم أن آخر مرة تقابلنا فيها كانت آخر يوم في تصوير المسلسل، لكنني ما زلت أتذكر كل المواقف التي حدثت بيننا، لأنها من الشخصيات التي تترك بصمة لدى أي شخص تتعامل معه، فهي تتصرف مع كل من حولها بطبيعتها ولا تتصنع أو تجامل أو تنافق، وكما يقال «اللي في قلبها على لسانها»، وفي داخلها طفلة جميلة لم تؤثر فيها الشهرة والنجومية والأضواء، وأعتبر أن ذلك أجمل ما فيها على المستوى الإنساني.
- ما رأيك في قرار اعتزالها الفن الذي اتخذته منذ بضعة أشهر ثم عودتها مرة أخرى بعد ضغط جمهورها عليها؟
بطبيعتي لا أحكم على قرارات الآخرين إلا إذا كنت على دراية كاملة بكل تفاصيلها، ولا أحب أن أفعل مثل الكثيرين وأحكم عليها من الظاهر فقط، لأنني بنسبة كبيرة جداً سأظلم هذا الشخص، وأقصد من كلامي هذا أن الجميع تحدث عن قرار اعتزال شيرين ثم عودتها من دون أن تُعرف أسباب اتخاذها هذا القرار، والظروف التي كانت تمر بها وقتها، فكل منا يمر بأوقات صعبة في حياته، وأحياناً أخرى نمر بلحظات نتمنى فيها أن نبتعد عن العالم كله، لذا اكتفيت بأن أدعو لها أن تختار الأصلح لنفسها والذي يجعلها تشعر بالراحة والسعادة.
- ألم تحاولي الاتصال بها في ذلك الحين؟
لم أفعل ذلك لأسباب عدة، أولها أنني لا أحب التدخل في حياة الآخرين الشخصية، حتى لو كانوا قريبين مني، ولأنني مؤمنة تماماً بأن الإنسان يجب أن يترك للآخرين حرية اتخاذ القرار من دون أن يشعروا بضغط ممن حولهم، لذا فضلت أن أكون بعيدة تماماً في تلك الفترة، واحترمت رغبتها، سواء في الاعتزال أو في العدول عن القرار بعد ضغط معجبيها عليها.
- ماذا عن تجربتك في فيلم «جحيم في الهند»؟
تجربة ممتعة وفريدة بكل المقاييس، فقد تم تصوير كل مشاهده في الهند، وهذا في حد ذاته جعلنا نعيش جواً من الإثارة طوال فترة التصوير، كما أقدم خلال أحداث الفيلم شخصية جديدة ومختلفة عني تماماً، وللمرة الأولى منذ دخولي مجال التمثيل أجسد مشاهد «أكشن» على الشاشة، ومن يشاهد العمل سيفاجأ بشكل الصورة وطريقة التصوير والديكورات والملابس، فهو مبهر بكل تفاصيله، ومن بطولة محمد عادل إمام وأبطال فرقة «مسرح مصر»، ومن إخراج معتز التوني.
- هل تأدية مشاهد الأكشن تطلبت منكِ استعداداً خاصاً؟
أعشق الرياضة منذ طفولتي، وأمارس العديد من الرياضات، منها السباحة والبوكس، وعندما عرض عليَّ الفيلم تحمست له كثيراً، وسافرت مع محمد إمام إلى الهند قبل فريق العمل بأسبوع لإجراء تدريبات مكثفة على رياضة الملاكمة، وتعلّم إطلاق النار بالسلاح قبل بدء التصوير، كما خضعت لريجيم قاس لأخفّض وزني وأصبح مناسبة للدور، وأعد الجمهور بأنه سيشاهدني مختلفة تماماً، سواء في الشكل أو في طريقة الأداء، والعمل لا يعتمد على «الأكشن» فقط، بل يدور في إطار كوميدي تشويقي.
- هل صحيح أن الفيلم تطلب ميزانية ضخمة؟
لا أعرف بالضبط ميزانية العمل، لكنه بالتأكيد ليس فيلماً عادياً، وهذا تطلب ميزانية ضخمة، خصوصاً مع كثرة التصوير الخارجي ومكوث كل فريق العمل أكثر من شهر تقريباً في الهند لتصوير كل المشاهد، إلى جانب مشاهد الأكشن التي تحتاج إلى إمكانيات معينة لتنفيذها.
- ما سبب اعتذارك عن عدم مشاركة محمد حماقي بطولة فيلمه الجديد؟
أعجبت كثيراً بالسيناريو بشكل عام وبدوري أيضاً، وكنت أتمنى أن أشارك في العمل، لكن للأسف كان من الصعب عليَّ ذلك، لأن التوقيت الذي سيتم فيه تصوير الفيلم سيتزامن مع سفري الى خارج مصر لأمر شخصي... ولأنه لا يمكنني تأجيل سفري، كما لا يمكن تأجيل التصوير من أجلي فقط، اعتذرت عن الفيلم.
- لكن تردد وجود خلافات بينك وبين حماقي بسبب اعتذارك عن الفيلم!
لا خلافات بيني وبين حماقي على الإطلاق، فقد بررت اعتذاري عن الفيلم لفريق العمل وهم تقبلوا ذلك بكل احترام وقدروا ظروفي، وأتمنى أن تشاء الظروف ونجتمع في عمل فني آخر قريباً، كما أنني أتوقع النجاح لهذا الفيلم لأنه مميز جداً، بالإضافة إلى أن حماقي من المطربين الذين يمتلكون جماهيرية عريضة على مستوى الوطن العربي كله، وأعجبت كثيراً بألبومه الأخير «عمره ما يغيب»، والذي حقق نجاحاً ضخماً بمجرد طرحه، وهو مجتهد في عمله، وأعتقد أن تجربته التمثيلية الأولى ستكون رائعة ومميزة.
- بخلاف عشقك للرياضة، ما هي هواياتك الأخرى؟
أحب القراءة لأنها تعزز معرفتي بكل شيء، فهي بالنسبة إلي تضع حلولاً لألغاز الحياة، تثقفني وتضيف إلى خبراتي وتجعلني أكثر وعياً بكل ما يدور حولي، فالكتاب مثل الصديق يرافقني في كل مكان وفي أي وقت، وأقرأ حالياً عدداً من الكتب للمؤلف الأميركي جون غراي، كذلك أحب الجلوس أمام البحر، وأرتبط به منذ طفولتي، خصوصاً أنني ولدت في مدينة الإسكندرية الساحلية.
- كيف تصفين نفسك؟
أحب الانغلاق على نفسي، أستمتع بصحبتي، فلا أشترط وجود أحد معي في تنزهي أو تسوقي. يمكن أن أجلس بمفردي لساعات من دون أن أشعر بالملل أو الوحدة. ليس لدي أصدقاء كثيرون، سواء من داخل الوسط الفني أو خارجه، وبمجرد انتهاء عملي أبتعد تماماً عن الوسط الفني، ولا أحرص على المشاركة في الحفلات أو المناسبات العامة، وربما يفسر البعض ذلك بأنني انطوائية، ومع ذلك لا أعتبر نفسي منعزلة عن الآخرين، وإنما أعشق الخصوصية.
- هل تدعمك أسرتك في خطواتك الفنية؟
بالتأكيد، لكنني في الوقت نفسه أحاول أن أعتمد على نفسي في كل قراراتي، خصوصاً ما يخص عملي لأتحمل عواقب أي قرار، سواء بالسلب أو بالإيجاب، حتى عندما يعرض لي عمل فني لا آخذ رأي القريبين مني، سواء أسرتي أو أصدقائي، لأنني أشعر بأنهم يجاملونني، بل أحرص على معرفة آراء الجمهور، لأنه هو الوحيد الذي يقيِّم الفنان بإنصاف وبعيداً من أي اعتبارات.
- ماذا عن الحب في حياتك؟
الزواج قسمة ونصيب، كل ما يهمني حالياً هو التركيز في عملي وتحقيق خطوات إيجابية في الدراما والسينما، وتقديم أعمال ترضي الجمهور.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024