في ماليزيا أماكن يجدر بك زيارتها!

30 تموز 2016

في جنوب شرقي آسيا تسبح ماليزيا بشطريها الجنوبي والشرقي بين تايلاند في الغرب وإندونيسيا وبروناي في الشرق غير آبهة لبحر الصين الذي قسمها جزءين، ولكنه لم يتمكن من فصل أواصرها المعنوية.
وماليزيا بلد جميل ثري بتراثه وثقافاته يمزج بين العالمين الآسيوي الذي خرج من رحمه الخصب، والأوروبي البعيد الذي تلاقح من بعض حضارته... فكانت رائعة بطبيعتها التي تبهر الأبصار، فريدة بما تحضنه من تحف معمارية، وعادات جميلة تعكس تاريخًا كتب بين سطوره حضارة الشرق الأقصى. وفي ماليزيا أماكن جميلة يجدر بمن يزور هذه البلاد البعيدة أن يجول فيها ويعيش مغامرة ماليزية بكل أبعادها.

السوق المركزي في كوالالمبور
يعود تاريخ افتتاح هذا السوق إلى عام 1888، وجاءت هندسته المعمارية على نمط الأرت- ديكو ليكون مركزًا للثقافة الماليزية والتراث والحرف. في البداية عندما تنظرين إلى بوابته الرئيسة، تظنين أنك ستدخلين أحد المعابد، ولكن خلف هذه البوابة المنحوتة بأشكال فريدة يختبئ سوق يبدو أنه حاضن لكل الألوان الصاخبة، كل كشك فيه أو متجر يفتح شهيتك على التسوّق، فالألوان المنتشرة في كل زاوية، والأكشاك الموزّعة في ممرات السوق تتنافس على عرض المنتوجات العرقية الرئيسة في ماليزيا، وأبرزها الماليزية والصينية والهندية، الحرف اليدوية والملابس التقليدية والمنحوتات الخشبية، والمجوهرات إلى أقمشة الباتيك، وأي نوع من الهدايا التذكارية، إضافة إلى مساحة مخصصة للمعارض الفنية التي تعرض أعمال الفنانين المحليين. يتضمن السوق أيضًا أكشاك طعام الشارع food street في ممشى Katsuri. وعندما تزورين السوق، لا تفوّتي تجربة حوض السمك المخصص لمعالجة القدمين... اتركي للسمك الصغير هذه المهمة.

برجا بتروناس التوأم روعة الهندسة المعاصرة
يرادف اسمَ العاصمة الماليزية كوالالمبور البرجان التوأم بتروناس، المنبثقان وسط طبيعة خلابة شديدة الخضرة بشكل مثير للدهشة. وهما مثال فريد من نوعه في التصميم الحضري في ماليزيا. صمم البرجين الأميركي سيزار بيلي وافتُتحا رسميًا عام 1999.
كان البرجان من أطول المباني في العالم حتى عام 2004، ويبلغ ارتفاعهما ما يزيد قليلاً عن 450 مترًا، وهما مؤلفان من 88 طبقة مكتبية، والميزة الأكثر إثارة للإعجاب في البرجين هي الجسر ذو الطبقتين والذي يربط بين طبقتي 41 و 42، على ارتفاع 170 مترًا.
تضم طبقة البرجين الأرضية مركز تسوّق ثريا KLCC وهو واحد من أكبر مراكز التسوّق في ماليزيا. تعرض أجنحته السلع الفاخرة وبوتيكات دور الأزياء العالمية. كما يشتمل على معرض فني، ومسرح أوركسترا، وحوض للأسماك ومركز للعلوم. ويمكن الزوّار الاستمتاع بإطلالة رائعة على المدينة أدناه.
معلومة : لزيارة البرجين يجدر شراء بطاقة دخول.

جورج تاون مزيج من الثقافات
جورج تاون هي عاصمة جزيرة بينانغ، وغالبية سكّانها من الصينيين. جاء اسمها تيمنًا بملك بريطانيا جورج الثالث، فقد كانت مركزًا تجاريًا مهمًا بالنسبة إلى البريطانيين. تعتبر الجزيرة وعاصمتها نموذجين رائعين لمزيج من التأثيرات الآسيوية والأوروبية التي اختبرتها المدينة على مدار تاريخها.
تحتفظ جورج تاون بماضيها المتعدّد الثقافات والذي تعكسه الهندسة المعمارية الغنية المتجسدة في المباني التاريخية الساحرة، ويقع معظمها في الجزء القديم منها. فيما ترتفع ناطحات السحاب في أماكن أخرى من المدينة.
ومن الأمور الرائعة التي تركت بصمات في تراثها الثقافي المتعدّد الأوجه، الأماكن الدينية. إذ تتجاور الكنائس الانغليكانية والمساجد والمعابد الصينية والهندية بشكل يعكس روح المدينة المتسامح.

جزيرة لانكاوي ... البحر والبر المطري في انتظارك
لانكاوي هي الجزيرة الرئيسة بين 99 جزيرة، يتشكل منها الأرخبيل الذي يحمل الاسم نفسه. يمكن القول إنها جزيرة جمعت كل تفاصيل روائع الطبيعة وشكلّتها في لوحة خلابة بشواطئها الجميلة ورمالها اللؤلؤية، والمياه الفيروزية البلورية.
فيما تشكل المناطق الداخلية للجزيرة ملاذًا لهواة المشي في الطبيعة، يخوضون تجربة الأدغال الاستوائية الكثيفة مع بساط من النبات المترف تسرح فيه الحيوانات في هذه الطبيعة البكر، والغابات المطرية. واسم الجزيرة نفسها يدل على النسر مع الريش الأحمر المميز.
ومن عوامل الجذب في لانكاوي، قبر ماشوري Mashuri، وهو أسطورة فتاة كانت تُدعى ماشوري اتُهمت ظلمًا وحكم عليها بالإعدام، وبناء على ذلك، أصيبت الجزيرة بلعنة لسبعة أجيال.

فاموسا عندما يروي التاريخ حكايات المستعمرين
تقع فاموسا القلعة التاريخية البرتغالية في مالقا عاصمة ولاية مالقا الماليزية. إنها رمز المدينة الذي يذكّرها بماضيها. بناها البرتغاليون عام 1500 وشهدت الكثير من التوسّعات على مدى قرن، ثم سقطت في وقت لاحق في أيدي الهولنديين والبريطانيين، وبذلك أصبحت ملكًا لجميع الأوروبيين الذين استعمروا المدينة.
اليوم كل ما تبقى من القلعة، أبراجها الأربعة الموجودة عند مدخلها، ومع ذلك، فإن ألق فاموسا يحكي الكثير عن التاريخ ودهاء أصحابه، كما أنها تقف رمزًا لماضي المدينة.
وفي مدينة مالقا أماكن أخرى مثيرة للاهتمام، مثل Stadthuys – مكان إقامة الحاكم الهولندي في القرن الـ17 - وشارع جونكر الذي يحظى بشعبية كبيرة بين السكان المحليين والسيّاح على حد سواء لغناه بالمحلات التجارية والمطاعم.

مرتفعات كاميرون متاهة خضراء يصعب الخروج من سحرها
على ارتفاع 1500 متر فوق مستوى سطح البحر، تستريح مرتفعات كاميرون التي اتخذت اسم مهندس المساحة البريطاني ويليام كاميرون، الذي اكتشفها عام 1885.
عند الوصول إلى هذه المرتفعات، لا بد من أن تؤخذ أنفاسك بروائع الطبيعة الخضراء اللينة الأطراف والمتعرّجة وسط متاهة التلال الخلابة. تستضيف هذه المرتفعات أكبر مزارع الشاي في ماليزيا، مما منحها سحرًا غامضًا يجذب الكثير من السياح إليها. سيري مع الزوّار صعودًا وتدحرجي نزولاً إلى أسفل مساراتها.
واستنشقي نسائمها العليلة التي تبث جمالاً رسمته أنامل الطبيعة، فالحرارة هنا نادرًا ما تنخفض إلى ما دون 10 درجات مئوية أو ترتفع فوق 21 درجة مئوية. إنها أروع منطقة في ماليزيا، ووجهة لا يجدر بك تفويتها لتمضية عطلة في مناخ استوائي ماليزي منعش.

جزر برهنتيان Perhentian
إذا كنت تخططين لزيارة ماليزيا، يجب وضع جزر Perhentian على رأس قائمة الأماكن التي يجدر بك زيارتها، خصوصًا إذا كنت من عشاق البحر.
وبرهنتيان أرخبيل صغير مؤلف من جزيرتين رئيستين: بيسار الكبرى، وكيسيل الصغرى، وكلتاهما تتمتع بشواطئ لؤلؤية يذوب بين كثبانها الأزرق الفيروزي بشكل مثير للدهشة، مياه البحر الضحلة وظلال أشجار النخيل العالية تنتظرك لتتأرجحي بينها على أرجوحة شبكية (هاماك)، والجزيرتان في معظمهما غير مأهولتين، مما يجعلهما مكانًا مثاليًا لأخذ قسط من الراحة من صخب الحياة العصرية.
يشكّل أرخبيل Perhentian ملاذًا لهواة الرياضات المائية مثل التجديف حيث يمكن عبور الجزيرتين في يوم واحد، وكذلك السنوركلينغ والغطس حيث الشعاب المرجانية، والغوص في أعماق البحر لتنبهري بمدن الأسماك الاستوائية والسلاحف البحرية العملاقة.

تامان نيجارا... الطبيعة إذا كتبت تاريخها
على امتداد أكثر من 4000 كيلومتر مربع، يقع المتنزّه الوطني تامان نيجارا تتقاسمه ثلاث ولايات: كيلنتان، تيرانغانو وباهنغ. إنه موطن للكثير من أنواع الحيوانات المهدّدة بالانقراض، مثل نمر الملايا، سرطان البحر - المكاك والفيل الآسيوي. من النادر أن تلتقي حيوانًا ضخمًا عند القيام بسفاري في هذا المتنزّه الذي يضم الكثير من التفاصيل التي تجعل المغامرة فيه ذكرى لا تنسى من ألبوم رحلاتك.
فهناك العديد من النشاطات التي تنتظرك، عبور الجسر الخشبي المتأرجح، مشاهدة الطيور التي تصفق أجنحتها بخفر للفت انتباهك، والمشي في غابات مطرية كثيفة. وعندما يسدل المساء ستارته، تخرج أصوات الحشرات من البحيرة وتجتاح الأشجار.
تنتظر الغابات المطيرة البكر التي يقال إن وجودها يعود إلى 130 مليون سنة أن تشاركيها تراثها الطبيعي، وتكتشفي إبداع الخالق والتمتع به والتخلص من الإجهاد وسط هذا الجمال الطبيعي الأروع على وجه الأرض.
إنه المكان المثالي إذا كنت تحبين الغابات المطيرة، وسفاري الغابات، وتسلق الجبال، والصيد، والتخييم، والحياة البرية وغيرها الكثير. انها واحدة من الوجهات السياحية البيئية الأكثر شعبية في ماليزيا. كل عام، يتوافد إلى تامان نيجارا آلاف السياح المحليين والأجانب.