نعم للرياضة... ولكن أية رياضة مناسبة لطفلك
تكثر الأسباب التي تجعل الأهل يترددون في تشجيع أطفالهم على ممارسة رياضة معيّنة. فتسأل أم هل كرة السلة مناسبة لسن طفلي؟ و ترتاب أم من رياضة الجودو لأنها قد تعزز العنف لدى طفلها، وأخرى تخاف على طفلها بسبب إصابته بالربو...
وفي المقابل يرى اختصاصيو الصحة والتربية أن الرياضة مهمة جدًا للطفل لأنها تجنبه البدانة وتساعد في نموه الجسدي والنفسي والفكري. فضلاً عن أنها تعلّمه الصبر والمثابرة والسيطرة على توتره. فالرياضة مصدر جيد للراحة النفسية شرط أن يقوم بها الطفل بمتعة. ومهما اختلف حجم الطفل وشكله وشخصيته فهناك دائمًا رياضة مفيدة له.
طويل القامة أو قصير القامة
يشعر الطفل ذو القامة الطويلة بالخمول ولكن هذا ليس مبررًا لعدم ممارسته الرياضة، فهو سيشعر بالمتعة إذا ما مارس رياضة في صالة مغلقة ككرة الطائرة أو كرة السلة، كما أن طول قامته سوف يساعده على تحقيق الأهداف بسهولة.
أما بالنسبة إلى الطفل القصي ر القامة فهو أيضًا في إمكانه ممارسة رياضة العمالقة، فالطول ليس معيارًا في هذا النوع من الرياضات. فالخفة والسرعة في الحركة في تمرير الكرة وتبديل المواقع يساعد على قيادة الفريق.
طفلي يضع نظارات
صحيح أن الطفل الذي يضع نظارات يتعرض لاحتمال وقوعها أو كسرها، لكنها لا تمنعه من ممارسة نشاط رياضي. لذا فمهما كان نوع الرياضة يكفي أن يضع الطفل نظارات من النوع الذي لا ينكسر، خصوصًا زجاج عدساتها، كي لا تسبب له أذى. ويمكن الأم تشجيع طفلها على ممارسة رياضة السباحة، فالطفل لا يحتاج إلى نظاراته لممارسة السباحة لأن المياه تلعب دورًا في تصحيح النظر.
طفلي بدين
إذا كان طفلك لديه عقدة وزنه الثقيل، شجعيه على ممارسة رياضة تكون فيها زيادة الوزن امتيازًا مثل الجودو أو الركبي أو تلك التي تتطلب ممارستها مدة قصيرة مثل كرة الطاولة. أما البنت فيمكن تشجيعها على ممارسة رقص الجاز أو أي رقص ذي إيقاع سريع.
يعاني طفلي الربو
تعتبر الرياضة ضرورة صحية للطفل المصاب بالربو، فبقدر ما يقوم بتمارين رياضية تنشط رئتاه ويتقلص احتمال إصابته بصعوبة التنفس وتعرّضه لأزمة ربو. ومن الضروري أن يقوم بنشاط رياضي يمارس في أمكنة دافئة ورطبة، مثل السباحة، أو رياضة تتطلب مجهوداً متقطعًا ككرة الطائرة أو اليد أو الجودو.
طفلي خجول
إذا كان طفلك من النوع الخجول شجّعيه على القيام بنشاط رياضي يمارس فرديًا وضمن فريق في الوقت نفسه، كالسباحة أو ألعاب القوى. صحيح أنه سيزاول رياضات كهذه وحده، إلا أنها تفسح له في المجال للانفتاح على الآخرين وتكسبه الثقة بالنفس وتتيح له بناء صداقات مع أتراب له.
وإذا كان طفلك نشط الحركة يمكنك تشجيعه على الرياضة التي ترتكز على فن القتال كالجودو أو الكاراتيه، فهذا النوع من الرياضات يتطلب من الطفل التحكم في حركاته وردات فعله. أما إذا كان في حاجة إلى تفريغ طاقته فمن الأفضل له أن يمارس رياضة السباحة أو ألعاب القوى أو التنس، ومن غير المحبذ تشجيعه على الرياضات التي تتطلب الكثير من التركيز والصبر.
ورغم أهمية الرياضة في حياة الطفل يحذر الإختصاصيون الأهل من عاقبة ممارسة الضغوط على الطفل أثناء قيامه برياضة ما، كأن تقارن والدته بينه وبين رفيقه الذي أصبح أكثر مهارة منه، مما يجعله متوترًا وقد يعزف عن القيام بأي نشاط رياضي.
لذا يجب أن تبقى الرياضة محصورة في إطار التسلية واللعب، فبقدر ما يشجع الأهل تقدّم طفلهم، مهما كان بطيئًا، يصبح لدى الطفل حافز للاستمرار في نشاطه الرياضي. ويرى الاختصاصيون أنه من الطبيعي أن يحاول الطفل مزاولة رياضات عدة حتى سن العاشرة، لذا يمكنهم السماح له بذلك شرط أن يشارك في نشاطين فقط والالتزام بهما لمدة سنة مدرسية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024