إليان خوند: حاولت الغناء فسرقتني الدراما
ممثلة لبنانية جميلة . هذا ليس غريباً . قد لا يكون اسم إليان خوند كبيراً عربياً، لكنها بدون شك شابة موهوبة تستحق فرصة التعبير عن شخصية فنية تتجاوز لقبها الجمالي .
- كيف تختصرين ظهورك في مسلسل « الحرام » ؟
أديتُ دور «ميا»، أرملة ثرية تُغرم بشاب فقير كبُر في الميتم ويصغرها سناً. تُساعده مهنياً من خلال علاقاتها فتعيش صراعاً عائلياً. لقد سلّط هذا المسلسل الضوء على معاناة المرأة في المجتمع.
- هل تمانعين الارتباط برجل يصغرك سناً؟
أظن أن الأمر قد يسبب بعض المشاكل بين الثنائي، هذا رأيي. فنحن نعيش في مجتمع شرقي، والغيرة فيه صفة لا يستهان بها رغم استقلالية المرأة اليوم.
- هل أنتِ امرأة صاحبة شخصية نافذة؟
أنا امرأة مستقلة وقوية، ولا أعتبر الرجل ضمن أولوياتي، وأهتم حالياً بمستقبلي المهني.
- هل تجيبين على هذا النحو لأنك مستقّلة أم لأنك ما زلت شابة في العشرينات؟
الإثنان معاً... وإجابتي كانت عن اقتناع.
- أديتِ في « الحرام » دور امرأة أربعينية، كيف كانت التجربة؟
حين تحدثتُ مع المخرج إيلي معلوف، لفتني إلى عمر الشخصية، خصوصاً أنني لا أكترث بالسن، وقد أؤدي دور أي امرأة. ومع ذلك، المرأة الأربعينية قد تبدو أصغر مني اليوم. لقد اهتممت بشخصية «ميا» أكثر من مظهرها، لناحية تعابيرها وقدرتها على التحمّل.
- كيف تتخيلين حياتك في الأربعين، شخصياً ومهنياً؟
أرجو أن أصبح نجمة «صف أول»، وأن أستمر بمحبة الجمهور، خصوصاً أنني أثبّت خطواتي الأولى في مهنة التمثيل.
- ما هو تعريفك لنجمة الصف الأول؟
هي ليست من تؤدي دور البطولة، وإنما من يحبّها الجمهور، وقد يتابع مسلسلاً لأجلها فقط.
- لمْ تجيبي عن الشق الشخصي ...
قد أؤسس عائلة شرط أن أبقى مستقلة وقوية بدون سند. فحين تحب المرأة نفسها يحبها كل من حولها. أنا بحاجة الى شريك حياة أحبّه ويحبني وأكوّن معه أسرة، ولن أنتظره لأتكل عليه أو لكي أصبح سعيدة.
- هذا المسلسل هو تجربتك الدرامية الثانية بعد « صولو الليل الحزين »...
التجربة الأولى غيّرت نظرتي الى الدراما. لم أكن أدرك امتلاكي لموهبة التمثيل، وأنني سأُغرم بهذا المجال الفني حتى يصبح رسالتي. وكل ما حدث معي كان بالصدفة.
- لمَ قررت دخول عالم الدراما؟
الممثل فادي متري هو صديق العائلة، وكان يردد دوماً أن وجهي يليق بالكاميرا. وشجعني على إجراء Casting ثم غادرت لبنان. وقد اكتشفت لاحقاً أن فريق العمل بحث عني كثيراً بلا جدوى. وأصبح الدور من نصيبي لاحقاً.
- إلى أي مدى كان اللقب الجمالي الذي تحملينه جواز عبورك إلى عالم الدراما؟
لم يكن أبداً جواز عبور. الجمال نعمة لكنني أتركه في المنزل قبل الانتقال إلى موقع التصوير. ومن يلتقيني في حياتي سيلاحظ فرقاً شاسعاً بين إطلالتي الدرامية واهتمامي بمظهري في يومياتي غير المرتبطة بالتصوير.
وأظن أن الحصول على الجمال بات سهلاً اليوم، ولذلك تبدو الموهبة أكثر أهمية مع وجود عدد ضخم من الجميلات على الشاشة. وفي رأيي، يمكن إجراء تعديل معين في الغناء، أو تقديم البرامج إن غابت الموهبة، بينما في التمثيل تتقدم الموهبة على أي تفصيل آخر.
- في مسلسل « الحرام » ممثل آخر يحمل لقباً جمالياً، ملك جمال لبنان السابق وسام حنا ...
سأقول رأيي بكل تواضع بوسام. كمشاهدة، أرفع له القبعة... لقد أتى من خلفية جمالية، لكنه تدرّب وأصبح ممثلاً جيداً يؤدي أدواراً مميزة ويحبه الجمهور. وأنا أيضاً لم أدرس التمثيل إلاّ حين عُرض عليّ الدور الأول.
- ما سرّ لقائك بوسام حنا في أكثر من مسلسل؟
ليس مقصوداً. لقد حالفنا النجاح من العمل الأول، وأتمنى ذلك في المسلسل الثالث.
- سنعيد فتح الملف الذي تناوله مسلسل « صولو الليل الحزين »... قضية عارضات الأزياء والفتيات اللواتي تستغلّهن الوكالات لأغراض مشبوهة، هل يعيش لبنان واقعاً مشابهاً؟
هذا الاستغلال لا ينحصر في عالم الجمال والشهرة فقط. ومع ذلك ثمة جزء من الواقع في كل عمل درامي. في هذا المسلسل أكثر من قصة واقعية.
هناك بالتأكيد فتيات مضطهدات وقد يلاقين مصيراً مشابهاً لمصير عارضة الأزياء في «صولو الليل الحزين». وأظن أنني لعبت دوراً صعباً فيه بعدما أديت أكثر من شخصية لامرأة واحدة تعرضت للخيانة. «رنا» كانت شريرة وطيبة وقاسية وحنون ومجنونة وهادئة في آن.
- هل الخيانة مبررة أحياناً؟
لا.
- أي اسم تودين تحقيقه في عالم الدراما؟
ثمة نوعان من النجاح، الشعبية والنجومية. وأنا أريد الحصول على الإثنين، كما أبحث عن الانتشار عربياً.
- وما الفرق بينهما؟
ثمة نجوم كثر لا يملكون الشعبية، أي الإجماع على محبتهم.
- من هو أول فنان يحضر في بالك ... يملك الشعبية والنجومية؟
كاظم الساهر... يحبه الكبير والصغير إينما ذهب... كذلك عادل إمام ونانسي عجرم وشيريهان مهما فعلت.
- تملكين صوتاً جميلاً ...
في رصيدي أغنية واحدة، فحين وجدت أنني لم أحقق النجاح الذي طمحت إليه توقفت. أنا مستمعة جيدة وإنسانة صريحة ومتصالحة مع نفسي... سرقتني الدراما لاحقاُ. لكنني لن أترك الغناء. لم أقرر العودة بعد رغم أنني سجلت أغنية من كلمات وألحان سليم عساف.
- ما أجمل أغنية استمعت إليها أخيراً؟
«هدوء» لماجد المهندس. لقد أُغرمت بها.
- مثّلت لبنان في Miss Earth التي نظّمت في مانيلا . ماذا أضافت لك هذه التجربة؟
حصلت على لقبي الجمالي بالصدفة حين التقيت امرأة شجعتني على المشاركة في مسابقة جمال لبنانية. وقد نلت اللقب رغم أنني لم أشارك بجدية. لقد مثّلت لبنان من دون أن أذهب إلى مانيلا وذلك لأسباب شخصية لا أحب التحدث عنها.
- عدم إحراز اللقب والحصول على التاج، هل أثر للحظة في ثقتك بنفسك وجمالك؟
ما من مستحيل في هذه الحياة بالنسبة إليّ، ربما لو ذهبت لكنت نلت هذا اللقب. لكنني سعيدة بما وصلت إليه على الصعيد المحلي.
- هل قلت للحظة : « الملكة التشيكية ليست أجمل مني » ؟
أنظر كل يوم إلى المرآة وأقول: «أنا أجمل امرأة في العالم». وهذا ليس غروراً وإنما حمداً لله على ما منحني إياه. لست امرأة مهووسة بالمقارنة، بل أكتفي بما لدي. ولكل امرأة جمالها، سواء كانت طويلة أو قصيرة القامة ... رشيقة أم ممتلئة الجسم.
- هل خضعت لعملية تجميل؟
لطالما وقفت أمام المرآة وأنا صغيرة وقلت بأنني أريد تعديل شكل أنفي. لقد خضعت لجراحة تجميل في سن الـ19. وأنا اليوم سعيدة بكل ملامحي.
- هل تختارين أزياء الدراما من خزانتك؟
نعم.
- أنت في قلب الوسط الدرامي، هل لنا بمعرفة بعض الأسرار ... وهل تفرض بعض نجمات الصف الأول حقائبهن وأحذيتهن الفاخرة على المخرج؟
أنا ممثلة. وحين أؤدي دور «رنا» أكون رنا. لقد لاحظت هذه الظاهرة لكنني لا أحب ذكر أسماء محددة. لكنني أصفها بالخطوة الأولى نحو الفشل. لا أظن أن المرأة البسيطة ترتدي العلامات التجارية الفاخرة يومياً. ولا يجدر ببعض الممثلات أن يفتحن خزائنهن ويستعرضن ما فيها في الدراما.
- ما سر الانطلاق في عالم الدراما ونيل دور البطولة؟ هل هي فعلاً الموهبة؟ أين رولا حمادة وبرناديت حديب ... ؟
كل الأسماء التي ذكرتها هي مواهب كبيرة. لقد لاحظت أخيراً أننا نفتقر إلى الأعمال التي تسند دور البطولة إلى المرأة الأربعينية... السن الذهبية للممثلة الهوليوودية. بينما لا نجد من يكتب أعمالاً مميزة لهذه المرحلة العمرية. أدوار البطولة في العالم العربي تكتب للمرأة الشابة غالباً.
- من هي نجمة الدراما اللبنانية الأولى؟
ماغي بو غصن الرائعة بأدائها وشخصيتها الحقيقية، ونادين نسيب نجيم، وباميلا الكيك التي يلفتني بها أنها تخلع عنها شخصيتها وتتقمص دورها بمهنية عالية أثبتتها في مسلسل «سمرا».
- هل الدراما اللبنانية خسرت وجوهاً لصالح التركيبة والبطولة العربية؟
أظن أن الخسارة تلحق بمن يقوم بخطوة ناقصة في الدراما العربية.
- إلى متى سيبقى لقبك ممثلة صاعدة؟
أطمح إلى ترك بصمة درامية خلال عام، فالاستمرارية تثبّت النجاح.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024