روجينا: أنا امرأة بمئة رجل
رغم أنها جمعت بين عملين في وقت واحد، هما «الأسطورة» و «الطبال»، لكنها تؤكد أن الحظ أنقذها ولم تجد صعوبة في التوفيق بينهما.
الفنانة روجينا تكشف لنا ردود الأفعال التي تلقتها عن دورها في «الأسطورة»، ورأي ابنتيها فيه، وموقفها من خلافات ياسمين صبري ونسرين أمين مع المخرج محمد سامي، ورأيها في محمد رمضان، كما تتكلم عن جرأتها في تقديم شخصية راقصة في مسلسل «الطبال»، ورأي زوجها في هذا الدور، وتكشف أيضاً حلم حياتها الذي تتمنى تحقيقه مع ابنتها.
- خضت سباق الدراما الرمضاني من خلال المشاركة في بطولة مسلسلين «الأسطورة» و«الطبال»، ألم تجدي صعوبة في التوفيق بين مواعيد التصوير؟
لم أواجه أي مشاكل أو صعوبات، فكل شيء كان منظماً ولم يحدث أي تداخل بين مواعيد التصوير، ولا أنكر أن الحظ أنقذني، فقد انتهيت من تصوير مشاهدي في مسلسل «الأسطورة» قبل الاندماج بتصوير دوري في مسلسل «الطبال»، وبالتالي تمكنت من إعطاء كل شخصية جسدتها من خلال العملين حقها الكامل في التحضيرات والاستعدادات النفسية، والشكلية الخاصة بها.
- كيف كانت ردود الأفعال على دورك في مسلسل «الأسطورة»؟
ردود الأفعال فاقت كل توقعاتي، والنجاح كان أكبر بكثير مما تخيلت، فالمسلسل تمكن من إحداث ثورة يومية على موقع «فايسبوك»، خصوصاً حلقة مقتل رفاعي الدسوقي والجنازة، فقد تلقيت آلاف التعليقات بعد دقائق من عرض هذه الحلقة، وقد أشادوا بأدائي فيها، وكل عام كنت أتلقى مكالمات تهنئة من أصدقائي بعد مرور عشرين يوماً من شهر رمضان، لكن هذا العام حدث شيء غريب لم أتوقعه، فبعد عرض ثلاث حلقات فقط من مسلسل «الأسطورة» انهالت عليَّ الاتصالات من أصدقائي وأقاربي لتهنئتي بالدور، ولا أنكر أن هناك من عاتبني على تجسيد دور المرأة المقهورة الضعيفة، لكنني أكدت لهم أن الدور سيحدث فيه تحول كبير وتطرأ عليه تغيرات كثيرة بعد مقتل رفاعي الدسوقي.
- وما رأي ابنتيك بالدور؟
سعيدتان للغاية به، بل وعبّرتا لي عن دهشتهما من نجاحي في تقديمه بهذا الشكل المميز، فهما لا تجاملانني وتنتقدان أي مشهد أو دور لي لا يعجبهما، لكنهما هذه المرة أشادتا بالدور وأكدتا أن أدائي في كل مشهد كان أكثر تألقاً من المشهد الذي سبقه.
- هل وجدت تشابهاً بينك وبين شخصية حنان التي تجسدينها في المسلسل؟
حنان تشبهني كثيراً، خصوصاً بـ«الجدعنة»، فهي امرأة بمئة رجل - كما يقولون - وهذه الصفة يطلقها عليّ المقربون مني، فرغم الضغوط التي تعرضت لها حنان بعد وفاة رفاعي، لكنها ظلت صامدة من أجل أبنائها.
- اتهمت ياسمين صبري ونسرين أمين المخرج محمد سامي بحذف مشاهدهما من أجل التركيز على دور زوجته مي التي قدمت شخصية شهد، فما تعليقك على هذه الخلافات والاتهامات؟
لا أريد التحدث في هذا الأمر، لأنني لست طرفاً في هذه الخلافات، وليس من حقي التدخل، كما اعتدت أن أكون بعيدة عن أي مشاكل، وألا يشغلني سوى دوري وكيفية تقديمه بأفضل صورة ممكنة، وأؤكد أنني راضية تماماً عن دوري، وسعدت كثيراً بالعمل مع محمد سامي، فهو العمل الرابع الذي يجمعني به، وفي كل مرة ينجح في إخراج الطاقات الفنية الكامنة في داخلي.
- تعاونت مع محمد سامي من خلال أربعة أعمال، فماذا تعلمت منه؟
أشياء كثيرة، لكن محمد سامي له فضل كبير في مساعدتي على كسر حاجز الخوف إزاء تقديم أدوار جريئة، فمن خلال التعاون معه قدمت أدواراً لم أتوقع أن أنجح فيها، منها دور فتاة الكباريه، وخلال هذا العام قدمت في مسلسل «الطبال» دور الراقصة، ورغم أن محمد سامي ليس مخرجه، إلا أن تعلّمي الجرأة منه دفعني لقبول أي دور بدون خوف.
- كيف وجدت العمل مع محمد رمضان؟
من يراجع تصريحاتي السابقة يجد أنني أكدت أكثر من مرة رغبتي في العمل معه، لأنني أرى دائماً أنه واحد من النجوم المميزين في الساحة الفنية، وجماهيريته تزداد بشكل كبير بعد كل عمل يقدمه، والتعاون مع محمد رمضان ممتع للغاية، فهو يحب زملاءه ويحترمهم، ولا يتعامل مع أي شخص في موقع التصوير إلا بكل حب وتواضع، ولا يتردد في مساعدة أي شخص، كما أنه لا يحب افتعال المشاكل، وكان حريصاً على جعل كواليس التصوير هادئة، ولا تسودها إلا روح الحب والمرح.
- ما أصعب مشهد قدمته من خلال «الأسطورة»؟
لن أبالغ إذا قلت إن كل مشهد قدمته كان صعباً، فقد أكدت لمحمد سامي أنني أُصبت بالاكتئاب بسبب كثرة البكاء ومشاهد الحزن التي تضمنها العمل، فدوري في المسلسل ليس سهلاً، بل يعتمد على المشاعر، وهو ما أرهقني، لكنني كنت مستمتعة بكل مشهد وقفت من خلاله أمام كاميرا محمد سامي.
- ألم تخشي من تقديم دور الراقصة في مسلسل «الطبال»؟
بالعكس، كنت أتمنى تقديم هذه الشخصية منذ سنوات، فأنا ممثلة، ولا بد لي من أن أقدم كل الشخصيات، وكل دور يمكن أن يُخرج مني شيئاً مختلفاً ويستغل طاقتي الفنية. لا أنكر أن الشركة المنتجة كانت متخوفة من رد فعلي عندما عرض عليَّ المسلسل، وكان المسؤولون فيها يتوقعون اعتذاري عن الدور بسبب جرأته، لكنني وافقت عليه بدون تردد، لأنه حقق أحد أحلامي.
- لكن ألم تخافي التعرض لانتقادات؟
بالطبع لا، وأعتقد أن كل من شاهد مسلسل «الطبال» تأكد تماماً من أن دوري فيه يبتعد عن الابتذال والإسفاف، لكنه جريء، رغم أنني ظهرت في كل المشاهد بملابس محتشمة وبدلات رقص لا تكشف أي جزء من جسمي.
- هل يعني هذا أن ارتداءك ملابس محتشمة جاء ليتناسب مع شهر رمضان الكريم؟
أبداً، فأنا أرتدي ملابس محتشمة طوال العام وليس في شهر رمضان فقط، فهذه هي مبادئي التي لا يمكن أن أتخلى عنها، ورغم أنني أقدم أدواراً جريئة، لكنني أرفض الجرأة المبتذلة أو تقديم أي مشهد يخدش الحياء، فقد ارتديت بدلات رقص بأكمام طويلة، وهو ما أثار حالة من الجدل في موقع التصوير، لكنني كنت أقول لهم إن برودة الطقس تدفعني لارتداء هذه النوعية من البدلات.
- هل تلقيت دروساً في الرقص الشرقي قبل بدء التصوير؟
بصراحة لا، لأن الأمر لا يستحق، فالتركيز لم يكن على مشاهد الرقص بقدر اهتمامي بتقديم شخصية «سوسكا» التي تواجه الحياة بكل ضغوطها ومشاكلها بحب وطاقة، فبعيداً عن مهنة «سوسكا» كان لا بد لي من الإلمام بكل جوانبها النفسية والاجتماعية.
- وهل وجدت تشابهاً بينك وبين شخصية «سوسكا»؟
لا تشبهني على الإطلاق، لكنني لا أنكر أنني أحببتها كثيراً، وأتمنى أن أكون مثلها في بعض الأمور، ومنها حبها الشديد للحياة وتفاؤلها الدائم، بالإضافة إلى امتلاكها طاقة إيجابية تجعلها تنجح في التعامل مع أي مشكلة.
- ما رأي زوجك أشرف زكي بدورك في مسلسل «الطبال»؟
زوجي سعيد بنجاحي، ويرى أنني وصلت إلى مكانة فنية مرموقة، ودائماً يقول لي إنني أصبحت أتحمل مسؤولية كبيرة، كما يراني محظوظة للغاية، لأنني قدمت في خلال عام واحد دورين مختلفين تماماً، ويؤكد أن هذا الأمر لا يحدث إلا مع الفنانين المميزين فقط.
- هل ترغبين في العمل مع ابنتك؟
هذا حلم حياتي، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي تكون فيه ابنتي مايا مخرجة عمل أشارك في بطولته، وأقوم بتنفيذ رؤيتها الإخراجية.
ابنتي ما زالت في سنتها الجامعية الثالثة، ورغم ذلك المخرج رامي إمام لا يتخلى عنها، ويحرص على أن تكون ضمن فريقه في أي عمل يقوم بإخراجه، فهي مخرجة مساعدة في مسلسلاته، وآخرها «مأمون وشركاه».
- ما النصيحة التي تحرصين على إسدائها لها لتتمكن من التقدم في عملها؟
مايا مجتهدة ولا تحتاج الى نصيحتي، لكن الشيء الوحيد الذي نجحت في إقناعها به هو الالتحاق بمعهد السينما، إذ قلت لها إن الدراسة لا تقل أهمية عن الموهبة، وقد اقتنعت بوجهة نظري والتحقت بالمعهد، وكل يوم تزداد خبرة وثقافة وعلماً، وهذا يجعلني أشعر بالاطمئنان عليها.
- تستعدين للاحتفال بزفافها... فما هو شعورك؟
شعور لا يمكن وصفه، لكنني مطمئنة عليها، لأنها تعرف جيداً ماذا تريد في حياتها، وبالتالي قادرة على تحمل المسؤولية، لكن هناك شيء لا يعرفه الكثير، وهو أن قصة حب مايا وخطيبها تذكّرني بقصة حبي مع أشرف زكي، فخطيبها طالب معها في المعهد، وعندما وقعت في حب أشرف منذ سنوات كان في المعهد نفسه، وكنا طالبين أيضاً، فهي تذكّرني بأجمل قصة حب، وتذكرني بأيام خطوبتي من أشرف، وأدعو لها دائماً بأن يكون مستقبلها مشرقاً.
- هل لدى ابنتك الثانية مريم ميول فنية؟
بالطبع، فهي ممثلة عبقرية، لكنها ما زالت صغيرة ودراستها أهم شيء في حياتها الآن، لكنها تحرص على تنمية موهبتها من خلال طرح مقاطع فيديو لها على «يوتيوب» تكشف عن موهبتها. بصراحة، أتوقع أن تكون ممثلة رائعة لكن بعد سنوات عدة.
- أصبحت أكثر تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فما السبب؟
لم أتوقع أن أتعلق كثيراً بـ«فايسبوك» و«إنستغرام»، لكن هذا ما حدث، وأصبحت أتواصل مع جمهوري بشكل يومي، وأعرف تعليقاتهم وردود أفعالهم على أي عمل أشارك فيه، فقد وجدت الأمر ممتعاً جداً بعكس كل توقعاتي، فالتعليقات التي تصلني إيجابية، وإذا كان هناك نقد، أشعر بأنه لا يضرّ بي، بل يبعث في داخلي طاقة إيجابية، لأنه نقد بنّاء ومكتوب بشكل مهذب، لذا أشعر بالسعادة كلما تفاعلت مع جمهوري.
- من هو المخرج أو الفنان الذي ترغبين في العمل معه؟
ما من اسم محدد، لكنني أرغب في العمل مع أي مخرج أو فنان أتمكن معه من إخراج شيء لم أكتشفه في نفسي بعد.
- في بعض الأحيان يتخذ زوجك نقيب الممثلين أشرف زكي قرارات حازمة سواء بوقف منتج عن العمل أو تحذير ممثل... فهل تؤثر هذه القرارات في علاقتك بالوسط الفني؟
بالطبع لا، لأن لا علاقة لي بعمل أشرف كنقيب، ولا يؤثر أي قرار يتخذه في علاقاتي بالوسط الفني أو في عملي، وأؤكد شيئاً آخر وهو أنني لا أتدخل في قرارات أشرف المتعلقة بالنقابة، فدائماً تلاحقني هذه الاتهامات، لكنني بريئة منها.
- هل من مشاريع فنية تستعدين لها؟
أستعد للعودة إلى المسرح من خلال المشاركة في بطولة مسرحية «أهلاً رمضان»، وأتعاون من خلالها مع النجم محمد رمضان، ولا يمكن أن أصف مدى سعادتي وتفاؤلي بهذه الخطوة، وكان من المفترض أن أتخذ خطوة المسرح منذ فترة، حيث عرض عليَّ محمد رمضان مشاركته بطولة مسرحية «رئيس جمهورية نفسه»، لكن انشغالي ببعض الارتباطات الفنية لم يمكنّي من اتخاذ هذه الخطوة.
- وماذا عن السينما؟
تلقيت عروضاً كثيرة في الفترة الماضية، إلا أنني لم أتخذ أي قرار بشأنها بعد.
خلال شهر رمضان
انشغالي بتصوير مشاهدي المتبقية في مسلسل «الطبال» لم يمكنني من متابعة كل المسلسلات التي كنت أرغب في مشاهدتها، لكنني كنت حريصة على مشاهدة مسلسل «مأمون وشركاه»، ولا يمكن أن أصف مدى إعجابي بهذا العمل، ليس فقط لأن ابنتي هي المخرجة المساعدة فيه، لكن لأن دور لبلبة أبهرني، فالنجم عادل إمام فوق أي تقييم، ولا بد لي من أن أتحدث عن دور لبلبة، لأنه فاجأني، وكنت حريصة على الاتصال بها لتهنئتها، وعبّرت لها عن إعجابي الشديد بدورها، وهناك مسلسلات أرغب في مشاهدتها، ومنها «ونوس» ليحيى الفخراني، ومسلسل «راس الغول» للنجم محمود عبدالعزيز.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024