تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

العلاج المشخصن Precision Medicine أمل جديد في التشخيص والعلاج... والشفاء!

د. أنور نصار

د. أنور نصار

يبرز اليوم العلاج المشخصن Precision Medicine كثورة طبية من شأنها أن تقلب المقاييس في العلاجات التقليدية المعتمدة لجهة تحسين الرعاية الطبية وطرق المعالجة من خلال التشخيص الفردي والمتقدم للمريض ومعالجته على هذا الأساس على حدة. هذا ما تم التركيز عليه في مؤتمر التجمع الطبي في الشرق الأوسط MEMA 2016 Update الذي عقد أخيراً في بيروت وتناول آخر ما توصل إليه الطب في مجال العلاج المشخصن وآخر التحديات التي يواجهها.
هذه الطريقة الجديدة في معالجة الأمراض السرطانية وأمراض القلب والأوعية الدموية والغدد الصماء التناسلية والعقم وغيرها من الأمراض والحالات، تعطي آمالاً متجددة للمرضى والناس عامةً في ما تعد بتحقيقه بعيداً عن العلاجات التقليدية التي تعتمد على التعميم في التشخيص والعلاج.
كل ما توصل إليه العلم والطب في مجال «العلاج المشخصن»، تحدث عنه رئيس دائرة الجراحة النسائية والتوليد في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت د. أنور نصّار، مشدداً على أهمية تجاوب المريض وتقيّده بالتعليمات الطبية في سبيل زيادة فاعلية هذا النوع من العلاج الذي يعتمد إلى جانب العلاجات الدوائية على تغيرات في نمط الحياة.


ما هو العلاج المشخصن Precision Medicine ؟
العلاج المشخصن هو اختصاص جديد يعالج فيه المريض بشكل فردي، وإن كانت حالته مشابهة لحالات عدة أخرى. ففي هذه الحالة لا يتم النظر إلى المرض، بل إلى المريض نفسه.

إلى ماذا يتم الاستناد في سبيل القيام بهذا النوع من المعالجة الفردية؟
يتم الاستناد إلى عوامل جينية ومحيطية لدى الشخص المعني، وتؤخذ كل حالة على حدة حتى يتم التشخيص الصحيح. في السابق كان التشخيص والعلاجات عامة، فيما تتجه اليوم لتكون أكثر فرديةً.

هل يمكن اللجوء إلى العلاج المشخصن في كل الحالات؟
حتى الآن لا يمكن اعتماد العلاج المشخصن في كل الحالات والأمراض. ففي أمراض معينة لا يزال في طور التقدم ولا يمكن تطبيق العلاج المشخصن فيها. في المقابل، أصبح الآن في مراحل متطورة في مجال القلب. أيضاً في مجال معالجة السرطان، أصبح العلاج المشخصن في مراحل متطورة. لكن في أمراض العينين مثلاً لا يزال متأخراً.

كيف يتم تطبيق العلاج المشخصن في الحالات السرطانية؟
تبين أن ثمة أنواعاً معينة من السرطان، تلعب فيها الجينات دوراً مهماً. انطلاقاً من ذلك، يتم العمل على هذا النوع من العلاج وفق التشخيص والفحوص الجينية. فالتشخيص يتم على أساس عوامل جينية فيُعطى العلاج على أساس النتيجة.

هل يتم الاستناد إلى العوامل الجينية حصراً في التشخيص والعلاج؟
الفحوص الجينية ليست وحدها المعيار، لكنها تلعب دوراً مهماً في أمراض معينة فيتم الاستناد إليها، لكن يتم الاستناد أيضاً إلى عوامل في محيط المريض ونمط حياته وتاريخ العائلة لاعتماد العلاج المناسب له.

هل الفحص الجيني هو الوسيلة المعتمدة في التشخيص؟
يشكل الفحص الجيني جزءاً أساسياً في التشخيص حيث يتم الربط ما بين وجود جينات معينة والإصابة بأنواع من السرطان. على سبيل المثال، في حالة أنجلينا جولي، تم الاستناد إلى التاريخ العائلي لوجود سرطان الثدي في العائلة فأُجري الفحص الجيني وتبين فيه وجود الجينات المعنية بارتفاع خطر إصابتها بسرطان الثدي مما يفسّر عمليتي الاستئصال اللتين أجريتا لها للثدي والمبيض.

في حالة السرطان تحديداً، كيف تتم المعالجة؟
يعتمد العلاج المشخصن في العلاج الكيميائي، لكن أيضاً يتم الاعتماد على تغيير في نمط الحياة. في الواقع، العلاج المشخصن هو عبارة عن اجتماع عوامل عدة وعناصر في سبيل تحقيق النتيجة المطلوبة.

إلى أي مدى يمكن أن تصل تكلفة الفحص الجيني؟
الفحص الجيني يعتبر مكلفاً اليوم. وبشكل عام، الدخول في مجال العلاج المشخصن لا يزال مكلفاً جداً، خصوصاً أنه لا يزال في طور التقدم.

ما التغييرات التي يمكن إجراؤها في نمط الحياة بعد إجراء التشخيص؟
إضافةً الى العلاجات الطبية، لا بد من اللجوء إلى تغييرات في نمط الحياة للحصول على نتيجة فاعلة. فعلى سبيل المثال، يطلب من المريض الذي يتبع نمط حياة يغلب عليه الركود، ممارسة الرياضة. أيضاً بالنسبة إلى النظام الغذائي، فمريض الكوليسترول مثلاً، لا بد له من تغيير نمط الحياة واتباع نظام غذائي قليل الدهون.
علماً أنه يتم تحديد معدل الخطر في هذه الحالة استناداً إلى معادلة معينة تحدد عوامل الخطر وخطر الإصابة، فيتم اللجوء عندها إلى الوقاية بدلاً من انتظار المشكلة والحاجة إلى الأدوية.

 إلى أي مدى يرغب الناس في تقبل هذا النوع من العلاجات مع ما يترتب على ذلك من تغييرات في نمط الحياة؟
ترتبط فاعلية هذا النوع من العلاجات باستعداد المريض للتقيّد بتعليمات الطبيب وإرشاداته. من واجب الطبيب نصح المريض وتوجيهه، أما مدى تجاوبه فأمر يرتبط به وحده.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080