رئيس قسم الساعات في دار BVLGARI فابريزيو بوناماسا: نعمل على ابتكار قطع صالحة للارتداء لا للعرض في متحف أو للحفظ في خزنة
تشكل وظيفة فابريزيو بوناماسا تحدياً من نوع خاص باعتباره المسؤول عن تصاميم ساعات بولغاري، فهو يعمل على إبقاء التوازن ما بين الابتكار وإرث العلامة التجارية الأصيل، بالاتكال على الموهبة الإيطالية والدراية السويسرية. بالنسبة الى رئيس قسم الساعات، تصبح القيود نقطة تحول في عالم الابتكار، هو الذي أتى من خلفية ميكانيكية حيث كان يعمل في تصميم السيارات قبل أن ينضم الى دار بولغاري عام 2001. عن عمله والدار ومجموعات الساعات المميزة كان هذا الحوار.
- في عام 2014 أطلقتم ساعة Octo Finissimo الأكثر رقة، وفي عام 2015 أصدرتم ساعة Diagono ، أما هذا العام فنرى إبداعين جديدين: Octo Finissimo minute repeater و Serpenti Incantati ، ماذا تخبرنا عنهما؟
هذا العام كان التحدي أكبر وأصعب من ذي قبل. فبعد نجاح ساعة فينيسمو الرقيقة، كان علينا المحافظة على خصائصها، فأضفنا اليها التوربيون، وكان لا بد من إغناء هذه الساعة الايقونية بأكثر التعقيدات أهمية، ألا وهو المينت ربيتر. ساعة أوكتو من أعمدة الدار، وهي الساعة الرجالية الأكثر طلباً. وبما أننا نجد متعة باللعب في الاشكال الهندسية، كان لهذه الساعة شكل مثمّن فأتت بتصميم يعكس دقة الهندسة وجماليتها. فبمجرد إلقاء النظرة الأولى عليها، يرى المرء ابتكاراً فريداً. وللمزيد من الفرادة ولإعطاء الفنيسيمو هوية جديدة، اخترنا أن تكون العلبة من التيتانيوم بعدما كانت مصنوعة من البلاتينوم أو الذهب الأبيض. كما أن اختيارنا للتيتانيوم يعود الى ما يمكن أن يقدمه تقنياً لهذه الساعة، فقد كنا بحاجة الى نوعية عالية الجودة للصوت. لم نكن نرغب في ابتكار قطعة للمتحف أو لحفظها في الخزنة، بل اردناها أن تكون صالحة للارتداء.
- نلاحظ أنها خفيفة الوزن... هل تعمّدتم ذلك؟
عموماً، يعتمد الأمر على حجم الساعة وشكلها، وطبعاً المواد المستعملة فيها.
- لقد طرأت تغيرات جذرية على مجموعة سربيتي عبر جديدكم Serpenti Incantati، هل تحاولون إعطاءها هوية جديدة؟
إنه تحدٍ جديد. بولغاري تحمل إرثا غنياً لا يقتصر على انتمائنا فقط، انما يطاول تاريخنا العريق وامتلاكنا لمهارات مذهلة مما يجعلنا داراً أيقونية في صناعة المجوهرات والساعات في العالم. نقدم تصميماً ايطالياً نقياً وجميلاً. من هنا انطلقنا لنقدم لزبائننا سربينتي جديدة لمناسبات عدة وطرق مختلفة في ارتدائها. فقد التفّت الأفعى حول علبة الساعة وطوّقت التوربيون، وأرى انهما يتكاملان بشكل رائع. التعقيدات الظاهرة في هذه الساعة انثوية وتحاكي الجواهر حولها.
- هل نستنتج اذاً أن التصميم الأنثوي للساعة لا تحدّه عراقيل التعقيدات الميكانيكية؟
بالنسبة الينا مبدأ form follow function غير كافٍ أبداً. بصفتنا مصممون ايطاليون نعتمد على الجمال والعملية، نمنح التقنية الداخلية والتصميم الخارجي الأهمية عينها، وغالباً ما تكون القيود والعراقيل هي الوقود الاساسي للابتكار. سربينتي كانتاتي هي قطعة مجوهرات ذات قلب ميكانيكي، تم العمل عليها بشغف ودراية في مصانع الدار الايطالية. التصميم هو العامل الأساس، وإرثنا هو محركنا. علينا أن نعمل دائماً على تطوير جمالية منتجاتنا، ومجموعة سربينتي انكانتاتي متجذرة في إرث الدار وتعبّر عن هويته. نحن مختلفون ولدينا القدرة على ابتكار قطع أيقونية... وحدها بولغاري قادرة على تحويل أنبوب غاز الى مجموعة مجوهرات «توبوغاس» والتي ما زلنا نتحدث عنها بعد اكثر من أربعين سنة على ابتكارها. هي مجموعة لا يحدّها زمن وتورّث من جيل الى جيل.
- كيف تتم آلية العمل بين التصميم والتنفيذ، وهل وضعتم تصميماً لساعة لم يكن قابلاً للتنفيذ؟
بالنسبة الى قسم الساعات، قسم المجوهرات هو مصدر الإيحاء، ونحاول أن نمزج بين عالمين مختلفين: عالم الساعات وعالم المجوهرات، ونستفيد منهما في ابتكاراتنا الجديدة. لدينا أرشيف هائل ولكننا لا نعتمد على النسخ واللصق. علينا أن نكتشف طرقاً جديدة في كل مرة، وبالتالي لغة جديدة إنما تعبر عنا طبعاً. مع كل ابتكار جديد، علينا أن نعطي الدار قيمة إضافية. تجدين هذه السياسة في كل مجموعاتنا، فحتى التي نعيد صياغتها تكون مختلفة الى حد كبير عن سابقتها، والدليل مجموعتا سربينتي وتوبوغاس وغيرهما. أما رداً على السؤال فعلينا أن نكون دائماً منفتحين. كل شيء ممكن تنفيذه اذا عرفنا كيف نجد الوسيلة المناسبة بعد الدراسة والتحقق للوصول الى النتيجة المرجوة. نحن متطلبون جداً من حيث الشكل والمضمون.
- ما التطور الذي طرأ على ساعة Magnesium الذكية هذا العام؟
طرأت بعض التعديلات من حيث الكرونوغراف والألوان كالأحمر والرمادي.
- هل هذه الساعة برأيكم لا يحدّها زمن، أم أنها آنية لن تبقى صالحة في المستقبل؟
انها ساعة ذكية ويمكن توريثها، فهي ميكانيكية وصناعة سويسرية، وهي حتماً ليست آلة الكترونية وإنما ساعة ميكانيكية 100 في المئة تحوي في داخلها شريحة لتخزين المعلومات، وهذا يعتبر إضافة، ويعود اليك القرار في استخدامها من عدمه.
- اذا أردت أن تخبرنا قصة مجموعة، أيهما تختار: ديفا، لوتشيا أم سربينتي؟
للوتشيا قصة مميزة، اذ إن التحدي كان كبيراً فيها. فبعد سنوات طويلة من نجاح ساعة بولغاري-بولغاري، كنا بحاجة الى ساعة جديدة بتوقيع الدار الفريد تضعها كل يوم مع لمسة مجوهرات. وهذا ما استطعنا تنفيذه في لوتشيا، فهي غنية ومتوازنة وراقية وتهمس باسم الدار.
- كيف تتبلور فكرة جديدة، وما الذي تضعونه نصب أعينكم قبل التنفيذ؟
أولاً علينا أن نكون واضحين، وعندها لن نكون بحاجة الى تجميل الساعة، لأنها ستحمل خطوطاً واضحة بوضوح أفكارنا. سوف تبدو رائعة كلما كانت بسيطة. كما يلعب الشكل دوراً هاماً في جذب المرأة للمسها على الفور. النساء عادة يرغبن لمس مجوهراتهن وساعاتهن. نصنع ساعات يقدّرها مقتنوها كلما مر عليها الزمن أكثر فأكثر. على التصميم أن يعبّر عن نفسه، أن يفرض نفسه فلا يترك مجالاً للسؤال بل للإعجاب فقط.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024