«النيل مآسي» لصنع الله إبراهيم
بعد تجربة مر عليها أكثر من عشرين عاماً، قرر الروائي صنع الله إبراهيم أن يصدرها في كتاب بعنوان «النيل مآسي»، يروي فيه رحلته إلى البلاد الواقعة على نهر النيل، بحيث قام بجولة استكشافية شملت عدداً من دول المنبع والمصب، بدأها من أوغندا، ليروي اللحظات الصعبة والمتوترة لهذه الرحلة: «كانت الرحلة حافلة بلحظات التوتر، عندما عبرنا مستنقعات الحدود الأوغندية، وحطت جيوش ذباب «تسي تسي» الرهيب فوق سيارتنا، وعندما انساب قاربنا على سطح بحيرة فيكتوريا، تحت بصر التماسيح، وأشرفنا على شلالات ريبون، وعندما وقفنا فوق خط الاستواء، المرسوم على الإسفلت، وكنت أظنه خطاً افتراضياً، وعندما شاهدنا التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق في الخرطوم، عندما أوشكنا على دخول السجن في الخرطوم أيضاً، كنا قد طرنا من القاهرة إلى كمبالا عاصمة أوغندا، عبر نيروبي، ومن كمبالا طرنا إلى الخرطوم».
الكتاب في البداية كان عبارة عن سيناريو لفيلم عن النيل، لكن هذا المشروع لم يُستكمل، بالإضافة إلى أن صنع الله يرى أن مادته التي جُمعت في عام 1994، أصبحت مختلفة الآن، مما جعله يصرف النظر عن هذا السيناريو ليكون مادة لفيلم، ويكتفي بتسجيل ما حدث في رحلة الاستكشاف في هذا الكتاب، فيقول: «منذ عام 1994 تاريخ كتابة السيناريو، وخلال السنوات الاثنتين والعشرين التالية، انسابت مياه كثيرة في نهر النيل، ووقعت أحداث وحصلت تغيرات هائلة على ضفتيه، اختفى زعماء وزالت سلطات، ونشأت دولة جديدة على الأقل في جنوب السودان، وقامت ثورتان متتابعتان في مصر، وأقدمت أثيوبيا على بناء سد النهضة ليحتجز جانباً من المياه التي يزود بها النيل مصر والسودان، ولم يعد هذا السيناريو صالحاً، فأي فيلم يتم إعداده اليوم عن نهر النيل لا بد من أن يعكس هذه التطورات، ومع ذلك ستظل هناك أهمية ما لتوثيق أي مرحلة زمنية مر بها النهر الخالد».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024