تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

مهندسة الديكور «كارين هوز»: طبائع الأمكنة وعبقريتها وأمزجتها!

الأناقة والرفاهية عنوان أعمال المبدعة «كارين هوز»

الأناقة والرفاهية عنوان أعمال المبدعة «كارين هوز»

صالون بطابع كلاسيكي حديث

صالون بطابع كلاسيكي حديث

المهندسة «كارين هوز»

المهندسة «كارين هوز»

الدرج في أحد المنازل الريفية يتميز بتصميمه الجميل والتوزيع «السيمتري» الدقيق لكل العناصر

الدرج في أحد المنازل الريفية يتميز بتصميمه الجميل والتوزيع «السيمتري» الدقيق لكل العناصر

صالة الطعام تشكل فيها الخطوط والأشكال والألوان محركاً رئيساً لفاعلية المشهد

صالة الطعام تشكل فيها الخطوط والأشكال والألوان محركاً رئيساً لفاعلية المشهد

مشهد من صالون تبرز من خلاله جمالية المكان

مشهد من صالون تبرز من خلاله جمالية المكان

جانب من جلسة في الصالون

جانب من جلسة في الصالون

«السيمترية» من المعايير المطبّقة في الصالون بقيم جمالية باهرة ووظيفية

«السيمترية» من المعايير المطبّقة في الصالون بقيم جمالية باهرة ووظيفية

الدرج في أحد المنازل

الدرج في أحد المنازل

كونسول مبتكر من تصميم «كاترين هوز»

كونسول مبتكر من تصميم «كاترين هوز»

الأعمال الفنية شريكة لكل مشهد زخرفي جميل

الأعمال الفنية شريكة لكل مشهد زخرفي جميل

رفوف للكتب وعرض التحف مصاغة من الزجاج والمعدن

رفوف للكتب وعرض التحف مصاغة من الزجاج والمعدن

غرفة المكتب

غرفة المكتب

تفاصيل صغيرة تزيد المشهد روعة وفخامة

تفاصيل صغيرة تزيد المشهد روعة وفخامة

ركن خاص لتناول الفطور في المطبخ

ركن خاص لتناول الفطور في المطبخ

المطبخ تتآلف فيه العناصر والمكونات مولدةً جواً عملياً أنيقاً ومتناغماً

المطبخ تتآلف فيه العناصر والمكونات مولدةً جواً عملياً أنيقاً ومتناغماً

الخيارات الذكية للعناصر والمواد في غرفة النوم تشكل مرجعاً اساسياً لعمل «كارين هوز»

الخيارات الذكية للعناصر والمواد في غرفة النوم تشكل مرجعاً اساسياً لعمل «كارين هوز»

غرفة نوم الأطفال تتبوأ مكانتها المرموقة في قلب الديكور

غرفة نوم الأطفال تتبوأ مكانتها المرموقة في قلب الديكور

التنسيق الباهر في صالة الحمام يعكس رؤية ناضجة بكل تجلياتها الجمالية والوظيفية

التنسيق الباهر في صالة الحمام يعكس رؤية ناضجة بكل تجلياتها الجمالية والوظيفية

في غرفة النوم الريفية تتبدّى معايير الأناقة بثوب جديد

في غرفة النوم الريفية تتبدّى معايير الأناقة بثوب جديد

إذا كان للأناقة والرفاهية عنوان، فإن الكلمة الأولى منه ستكون بالتأكيد لـ « كارين هوز ». مع أعمال هذه المصممة، نجد أنفسنا أمام موقف زخرفي أكثر مما نحن أمام مشهد زخرفي ... موقف يجسد فلسفة تتجاوز الظاهر لتصل الى عمق الأشياء، الى عبقرية المكان، إلى جماليات طبائعه، وأيضاً الى سلوكياته .

لذا، يكاد يكون من المستحيل ونحن أمام أعمال «هوز» القول بأن ثمة علامة فارقة تميزها... فلا الألوان ولا الأشكال ولا الأحجام ولا الخطوط ولا حتى التفاصيل المتقنة إلى حد الإبداع، من الأشياء التي يمكن الإشارة إليها كمحرك رئيس لفاعليات المشهد، بل يمكن القول بتضامن كل هذه المكونات في ما بينها من أجل حشد جماليات يصعب توصيفها بلغة عادية.
فالمسألة هي في تآلف العناصر ومساهمتها الجماعية في خلق أجواء متناغمة ومتوازنة وملائمة من دون تكلف أو تعقيد... أجواء تبدد كل الأفكار المسبقة عن مدارس وتيارات، أو عن طرز وأساليب، لتفسح في المجال أمام الإعجاب فقط.
بالطبع إن الخيارات الذكية لكل العناصر والمواد تشكل مرجعاً صلباً لعمل «هوز»، ولكن حصر الإبهار في هذا الأمر فقط حكم غير عادل، لأن خلف الخيارات هذه تتبدّى رؤية ناضجة للداخل تُعنى بكل ما يمت اليه بصلة، بدءاً من التنسيق والتوزيع مروراً بالإضاءة وبكل ما من شأنه أن يظهر الأشياء وكأنها في مكانها منذ ولادة المكان. وربما من هذه النقطة بالذات يبزغ سر العمل بكل تجلياته الجمالية والوظيفية.

ولعل مصدر الإدهاش الأكثر إثارة يكمن في أن المنطلقات التي تتبناها «كارين هوز» عند تخطيطها للمشروع، أي مشروع، مستدعاة من رحم المعايير الكلاسيكية للديكور... مثل التباين أو التناقض أو التناغم أو التوازن، وحتى «السيمترية» سنجدها تتبوأ مكانتها المرموقة. غير أن هذه المعايير تظهر لنا بأثواب جديدة غير مألوفة، ربما لأنها تفاجئنا في لحظة غير لحظتها المنتظرة. لذا فهي تأتي طاغية وقوية وثابتة بحضورها المؤكد.
ولعل الأغرب من كل هذا، أن نجد هذه المعايير مطبّقة في كل مساحة، ومنتشرة في كل فضاء، ولكن من دون أن تصل حد المبالغة.
ففي غرفة نوم، صالون، أو مدخل، تتساوى القيم الجمالية مع القيم الوظيفية، بعدالة يصعب تطبيقها من دون الإمساك بأسرار العملية الزخرفية وطرائق تحضيراتها.
ثم بعد ذلك نجد قطع الأثاث تتسلل الى المكان وتستقر فيه من دون أن تترك أثراً لأي مفاضلات بينها وبين الأكسسوارات المختارة بعناية لا تقل عن العناية الممنوحة لكل تفصيل. ثم إن الخطوط الواضحة والنقية، تحتّم علينا استحضار كل مرتكزات البساطة التي تتحول في فضاءات «هوز» الى وضع «طبيعي» يستمد حضوره من مبادئ رفاهية لا تتوسل التصنّع، وحائزة كل الشروط العملية المطلوبة لتلبي كل الأذواق والرغبات والميول.

إن تأمل الإنجازات الكثيرة التي حققتها «كارين» يعطي فكرة محددة ليس عن أسلوبها فقط، وإنما أيضاً عن مدى علاقتها بالداخل وزخرفته... هذه العلاقة التي تعود الى سن مبكرة من حياتها منحتها القدرة على قراءة طبائع الأمكنة ورصد أمزجتها، وبالتالي نسج علاقة خاصة معها بحيث تبوح لها بكل أسرارها، وتفتح فضاءاتها لمخيلة فذّة، تستطيع بلمسات سحرية تحويل الفراغ الى حضور حميم، ودّي، دافئ، مضياف، ينبض بالأحاسيس التي تجعل من الحياة في أرجائه في منتهى المتعة والراحة.
«كارين هوز» في الـ21 من عمرها، أطلقت أولى أعمال الديكور الخاصة بها، وفي تلك الفترة التقت بـ «غيل تايلور» الذي أصبح في ما بعد شريكها في العمل. ومن هذا اللقاء المثمر، ولدت عام 1993 « تايلور – هوز»، ومقرها لندن، حيث أصبحت الآن إحدى العلامات الفارقة في المجال الزخرفي الداخلي والتصاميم العالمية. وتشمل محفظة «تايلور- هوز» الغنية مشاريع من مستويات متعددة: الفنادق الفخمة والمطاعم الراقية، فضلاً عن المنازل والفلل الخاصة، في حيوية تمتد من كونكتيكت في أميركا غرباً الى دبي  شرقاً.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079