لوسي: ابني لم يترك مصر بسبب مهنتي
رغم حماستها للمشاركة في الجزء السادس من المسلسل الشهير « ليالي الحلمية » ، اضطرت الى الانسحاب منه وتكشف لنا السبب، مثلما تتكلم أيضاً عن سبب حماستها لإعادة تقديم فيلم « الكيف » في مسلسل .
الفنانة لوسي تتحدث عن غيابها السينمائي، ونصيحتها لصافيناز، وعلاقتها بزوجها، وحقيقة هجرة ابنها الى أميركا لأنه لا يريد البقاء في مصر كابن راقصة .
- ما الذي جذبك لدخول رمضان هذا العام واحد فقط وهو « الكيف » ؟
أول ما حمسني للمشاركة في العمل هو أنه من تأليف محمد أبو زيد، وقد تعاونت معه خلال العام الماضي في مسلسل «ولي العهد»، من بطولة حمادة هلال وحقق نجاحاً كبيراً في الوطن العربي.
أيضاً المخرج محمد النقلي من المخرجين المهمين في صناعة الدراما، وأي فنان يتمنى العمل معه، لأن أعماله الفنية تتميز بالرؤية المختلفة والصورة الجيدة، فدائماً ما أنظر إلى العمل ككل متكامل وليس الى دوري فقط، ويهمني أن يتضمن العمل الفني كل العناصر الأساسية، بدءاً من السيناريو ووصولاً إلى الإخراج والإنتاج.
- لكن فكرة تحويل فيلم سينمائي إلى مسلسل تلفزيوني ... ألا ترينها مغامرة من صنّاع العمل؟
هذه ليست المرة الأولى التي يُعاد فيها تقديم عمل فني في صورة أخرى، ولي تجربة سابقة في مسلسل «الباطنية» مع صلاح السعدني وغادة عبدالرازق، وحقق نسب مشاهدة عالية أثناء عرضه، بل إنه لا يزال حتى يومنا هذا يتلقى ردود أفعال طيبة من الجمهور لدى إعادة عرضه على القنوات الفضائية، كما لا يقلل المسلسل من قيمة الفيلم السينمائي أو يؤثر فيها، والجميع يعلم أنه أُعيد تقديمه لأنه من تراث السينما المصرية، كما أنه لم يتم نسخ العمل بأدق تفاصيله، لأن مدة عرض الفيلم أقل بكثير من المسلسل التلفزيوني الذي قد تتجاوز مدة عرضه الـ22 ساعة تقريباً، فثمة شخصيات تُضاف الى السيناريو وأحداث تتغير حتى يلائم العمل العرض التلفزيوني، ومسألة تحويل أفلام من التراث الى مسلسلات تلفزيونية هي تجربة تحدث على مستوى العالم كله، وليس في مصر فقط.
- هل كانت لكِ شروط معينة على سيناريو العمل قبل الموافقة عليه؟
كان شرطي الوحيد أن أقرأ السيناريو قبل قبول الدور، حتى أطمئن الى أن الخيوط الدرامية المضافة إلى القصة الرئيسة قد وضعت بحبكة جيدة، وليس لمجرد تعبئة الوقت كما يحدث في العديد من الأعمال الفنية، وشعرت بأن العمل سيحقق النجاح عند عرضه، لأن الدراما التي تحمل أحداثاً تلامس واقع المجتمع الذي نعيشه تجذب الجمهور وتجعله يتعايش مع الشخصيات ويتعاطف معها، فرغم أن العمل مأخوذ من فيلم قُدم منذ أكثر من ثلاثين عاماً، إلا أن المؤلف حرص على جعله مواكباً لعصرنا الحالي.
- تقدمين خلال أحداث العمل دور راقصة، فهل تتشابه الشخصية مع واقعك؟
أعتقد أن هذه الشخصية لا تشبه واقعي، فهي لها ظروفها الخاصة، والتي لم أعرفها في حياتي، رغم أننا نمارس المهنة نفسها، فهي راقصة اشتهرت في مقتبل عمرها وأحبت الـ «بودي غارد» الخاص بها وتزوجته، ومع تلاحق الأحداث تقرر اعتزال الرقص تماماً لتتفرغ لأسرتها وتربية ابنها وابنتها، وبعد أن تكرس كل حياتها لزوجها وتعطيه كل أموالها، تكتشف أنه يطعنها في ظهرها بخيانته لها، فتتحول شخصيتها تماماً، وهي تركيبة مختلفة عن كل الأدوار التي جسدتها من قبل، وتجمع بين الرومانسية والقوة والكوميديا والتراجيديا، وتحتاج إلى أداء تمثيلي معين لإخراج كل تفاصيل الشخصية على الشاشة.
- كيف هي علاقتك بأبطال العمل؟
باسم سمرة وأحمد رزق هما صديقاي على المستوى الشخصي قبل أن أشاركهما في «الكيف»، ونحرص دائماً على التواصل للاطمئنان إلى بعضنا بعضاً، كما اعتدنا على الزيارات الأسرية المتبادلة، لكن للأسف المشاهد التي تجمعني بهم في المسلسل نادرة، فأحمد رزق يجمعني به مشهد واحد فقط، أما باسم فأقابله في مشاهد بسيطة، وهذا هو التعاون الفني الأول بيننا، وغالبية مشاهدي كانت مع الفنان أحمد خليل الذي استمتعت بالعمل معه لأنه إنسان رائع على المستويين المهني والشخصي.
- هل شعرتِ بأنهما متخوفان من المقارنة بينهما وبين النجمين الكبيرين محمود عبدالعزيز ويحيى الفخراني بطلَي الفيلم؟
هناك تخوف بالتأكيد، خصوصاً أن الجمهور المصري بخاصة والعربي بعامة اعتاد على عقد هذا النوع من المقارنات، لكنني قلت لهما إن هذا الخوف لا بد له من أن يزول، لأن لكل فنان كاريزماه الخاصة التي لا يمكن أن تتقارب مع أي فنان آخر، ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخراني نجمان كبيران يتعلم منهما الجميع، لكن أكثر ما أعجبني في أحمد رزق وباسم سمرة أنهما لا يحاولان تقليدهما، بل يجسدان الشخصيتين بطريقتهما الخاصة، وقد تركا بصمة، وبذلا مجهوداً كبيراً في سبيل ذلك.
- وما سبب اعتذارك عن عدم المشاركة في الجزء السادس من مسلسل « ليالي الحلمية » ؟
اعتذاري جاء نتيجة لا مبالاة الشركة المنتجة، فظللت أنتظر حوالى ثلاثة أسابيع الرد من المنتج محمود شميس، أو التفاوض معي على الأجر، لكنني لم أتلقّ أي اتصال منهم، وشعرت بالإهمال من جانبهم وعدم حرصهم على وجودي في المسلسل، فقررت الاعتذار عن العمل، رغم إعجابي الشديد بالسيناريو الذي كتبه أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين، فهما يسيران على نهج «ليالي الحلمية»، وفي الوقت نفسه يواكبان العصر الذي نعيشه، وأتمنى لهما النجاح والتوفيق، لأنهما يقدمان عملاً جيداً يضم كوكبة من الفنانين الذين أكنُّ لهم كل الاحترام والتقدير.
- لكن تردد أنكِ رفضت العمل بسبب طلبك أجراً خيالياً تعدى المليوني جنيه؟
لا يمكن أن أطلب هذا المبلغ، لأن أجري الحقيقي ضعف هذا الرقم بمرتين تقريباً، وهذا ما تقاضيته في مسلسل «الكيف» هذا العام، لكن ما حدث أن شركة الإنتاج المسؤولة عن «ليالي الحلمية» هي التي عرضت هذا الرقم، ووجدت أنه لا يتناسب مع اسمي أو مع قيمة العمل الفني، وأبلغتهم أنني يمكن أن أجامل في أجري بعض الشيء، لكن ليس الى هذه الدرجة، ووجدتهم يرسلون إليّ مع بعض الأطراف أنهم لا يقدرون على دفع أجري المتعارف عليه في السوق، وأكدت لهم أنني يمكن أن أتنازل عن مليون جنيه منه وليس أكثر، وبعدها انقطع التواصل بيننا، فأعلنت اعتذاري عن العمل.
- ما رأيك في تخوف البعض من مسألة تشويه المسلسل بتقديم جزء جديد منه لكتّاب آخرين بعد وفاة كاتبه الأصلي المؤلف أسامة أنور عكاشة؟
هذه التخوفات ستزول بمجرد عرض العمل على الشاشة، وأعلن ذلك بلا مجاملات، وأصرّ على هذا الرأي رغم تركي العمل، فالمؤلفان الجديدان يسيران على الخط نفسه الذي كان ينتهجه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، كما أن لديَّ ثقة كبيرة في قدرة المخرج مجدي أبو عميرة على تقديم العمل بشكل مبهر ورائع، وكنت موافقة على المشاركة في العمل لأنه نال إعجابي، لكن الظروف حالت دون ذلك، وأنا لست نادمة، لأنني مقتنعة بأن العمل مرتبط بالقسمة والنصيب، وأتمنى التوفيق للفنانة عايدة رياض التي ستقدم الدور بدلاً مني.
- لماذا لم تفكري في المشاركة بعمل درامي ثانٍ، خصوصاً أنكِ اعتذرت عن أكثر من مسلسل هذا العام؟
بطبيعتي أفضّل المشاركة في عمل درامي واحد فقط في رمضان، ولو كنت قد شاركت في «ليالي الحلمية» مع «الكيف»، فهو استثناء وليس الأساس، حتى لا أشتت تفكيري في أكثر من عمل وأضيع بين الشخصيات، كما اعتدت اختيار الأفضل بين الأعمال المعروضة عليَّ والاعتذار عن الباقي، حتى لو كان من بينها ما يعجبني.
- ما سبب ابتعادك عن السينما لسنوات طويلة؟
كل الأعمال السينمائية التي تعرض عليَّ دون المستوى، ولا يمكن أن أشارك في فيلم لمجرد العمل في السينما، لأنني أخاف على تاريخي الفني واسمي الذي صنعته بعد عناء كبير، ولذلك أرفض المشاركة في الأعمال الذي يسمونها بالأفلام التجارية، وأنتظر الفرصة المناسبة للعودة مرة أخرى الى السينما، ولا أتعجل في ذلك، لأن كل ما يهمني أن يقدم العمل رسالة الى الجمهور ويضيف الى رصيدي الفني.
- ما الأفلام التي شاهدتها أخيراً ونالت إعجابك؟
سعدت كثيراً بفيلم «قبل زحمة الصيف» للمخرج محمد خان، وهو من المخرجين الذين شاركوا بأعمالهم في صناعة تاريخ السينما المصرية. أيضاً أوجّه التحية الى هنا شيحة التي قدمت شخصية المرأة المطلقة المهتمة بنفسها والتي تبحث عن الحب بشكل رائع ومقنع، واندهشت من اهتمام البعض بالحديث عن ارتدائها المايوه خلال أحداث الفيلم، فطوال عمرنا نشاهد نجمات السينما وهن يرتدين المايوه في أفلام الأبيض والأسود من دون أن يعترض أحد أو يغضب أو يشن هجوماً عليهن، فلماذا نحاول تغيير المجتمع الذي نعيش فيه، لدرجة أننا أصبحنا نرفض ما كنا نقبله في الماضي، لكن في النهاية كل الفنانين الذين شاركوا في الفيلم قدموا أدوارهم كما ينبغي.
- ماذا عن تصريحك بعدم اعتزال الرقص حتى آخر يوم في عمرك؟
لا يمكن أن أقول ذلك، فقط صرحت بأنني لا أفكر في اعتزال الرقص حالياً، لأنني «لسه صغيرة»، وطالما بقيت قادرة على الوقوف على المسرح فلا مانع في ذلك، لكن هذا لا يعني أنني سأظل أرقص حتى الموت... بالتأكيد سيأتي اليوم الذي أعتزل فيه الرقص.
- ما حقيقة الخلافات بينك وبين الراقصة صافيناز بعد هجومك عليها ووصفها بأنها تتعمد إثارة الجمهور في رقصها؟
تم تفسير كلامي بشكل خاطئ، فلا خلافات بيني وبينها، كما لا تجمعنا صداقة، لكن عندما سُئلت عن إهانتها للعلم المصري بعد ارتدائها بدلة رقص تحمل ألوان العلم نفسها، دافعت عنها وقلت إنها لم تُهنه، بل كانت تقصد بذلك التعبير عن مدى حبها لمصر وللشعب المصري الذي منحها الشهرة والنجاح.
أما بالنسبة الى طريقة رقصها فيمكنها أن تقدم رقصاً شرقياً أفضل بكثير مما هي عليه الآن، بحيث تركز في الرقص أكثر من اهتمامها بتأدية الحركات المثيرة، مثل «غمزة» العين لجذب الجمهور، لأنها راقصة مميزة وتستطيع لفت أنظار الجميع بالفن الأصيل فقط.
- ما نوع العلاقة بينك وبين ابنك فتحي؟
ابني أغلى إنسان في حياتي، وكل ما أتمناه أن أراه ناجحاً في الطريق الذي يختاره، ولا يمكن أن أفرض عليه العمل في المجال الفني مثلاً أو العكس، بل أترك له حرية الاختيار، لأنه يجب أن يحدد مستقبله بنفسه، وهو يحب الابتعاد عن الأضواء، وقرر دراسة الهندسة والميكانيك، ويعيش الآن في أميركا بحكم دراسته هناك، ويأتي أحياناً لزيارتي في القاهرة، كما أسافر اليه عندما أنتهي من تصوير أعمالي الفنية.
- لكن البعض يظن أنه قرر السفر خارج مصر لأنه لا يريد مواجهة المجتمع لكونه ابن راقصة، فما ردك؟
ابني يفتخر بي وبمهنتي، وربيته على أن الفن شيء عظيم ومهنة تؤثر في المجتمع كله، وهو يعلم جيداً أن أمه لا تقدم شيئاً مسيئاً أو مشيناً أو خليعاً كي يتبرأ منه، كما أنه لم يهاجر، بل سافر إلى أميركا لتحصيل العلم، ويأتي إلى مصر في زيارات عدة ويخرج معي، ويكون سعيداً جداً بمحبة الجمهور لي، ويفرح عندما يطلب مني الجمهور التقاط الصور التذكارية، ويقوم أحياناً بذلك بنفسه.
- ما رأيه في الأعمال التي تقدمينها؟
ابني لا ينشغل كثيراً بالفن العربي، بل يحرص على متابعة الأفلام والمسلسلات والأغاني الأجنبية، والمطرب المصري الوحيد الذي يحرص على متابعته هو محمد منير، بل هو صديقه الشخصي لأنهما من منطقة واحدة، فوالد فتحي ومنير من محافظة أسوان، وهذا أدى الى صداقة بينهما، وابني فتحي يعتبره أحد أقاربه.
- هل تأخذين رأي زوجك سلطان الكاشف في الأعمال التي تعرض عليكِ؟
آخذ رأيه في كل شيء في حياتي، فقد تزوجت من سلطان وعمري ستة عشر عاماً، وعشت معه حوالى ثلاثين عاماً، ولذلك فهناك تفاهم كبير بيننا، وأحرص على معرفة رأيه في كل عمل فني يعرض عليَّ، لأنني أثق بأنه لا يمكن أن يغشني أو يجاملني، كما أنه منتج سينمائي، وله خبرته الطويلة التي أحب أن أستفيد منها، لكن القرار النهائي يكون لي، خصوصاً أنني وصلت الى مرحلة بت قادرة فيها على التفريق بين العمل الجيد والسيِّئ.
- تعشقين تربية الحيوانات الأليفة، فما هي هواياتك الأخرى؟
أحب السفر والجلوس قُبالة البحر، وتحديداً في شرم الشيخ، وأرتاح نفسياً عندما أسافر إلى لندن وأميركا وفرنسا واليونان وإيطاليا، وكذلك أعشق القراءة في أوقات فراغي، وأحرص على تصميم الملابس وفك الباروكات وتركيبها، كما أرغب الجلوس في غرفة ابني وترتيب ملابسه أكثر من اهتمامي بتوضيب خزانتي الخاصة. ومن هواياتي أيضاً، الطبخ وتحضير كل الأطباق المصرية، وأبرزها الملوخية، وابني يعشقها من يدي لكن والده لا يحبها، والاثنان يحبان محشي ورق العنب والكرنب والفراخ بانيه. أما بالنسبة الى تربية الحيوانات الأليفة فكنت أربّي الكلاب، لكنني تخلّيت عن هذه الهواية حالياً بحكم سفري المتواصل واستحالة اصطحابها معي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024