تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

محمد منير: «المُغني» لا علاقة له بحياتي الشخصية

غاب سنوات عن الدراما التلفزيونية، واكتفى بتقديم أغنياته الوطنية والعاطفية التي رسمت ملامح وأفكار أجيال، لكن تجربته الجديدة « المُغني » في رمضان أحدثت جدلاً كبيراً في الوسط الفني، لكونه هرماً كبيراً وصوت مصر وابن نيلها .
« لها » تتفرد بأول حديث مع « الكينغ » محمد منير منذ سنوات ظل فيها صامتاً يغني كثيراً ويتكلم قليلاً . منير يتحدث معنا عن مسلسله، وما قدمه فيه، وهل كشف فيه أسرار حياته الشخصية، كما يتكلم عن تجربته مع المنتج الكبير محمد فوزي والمخرج شريف صبري، ويؤكد أنه ليس في طابور منافسة مع أحد في رمضان، وأعماله الفنية لا ترتبط بوقت معين، وله رؤيته وفلسفته في الحياة والغناء، ويكشف كيف استطاع أن يحقق مشروعه الغنائي الكبير .
كما يوجه رسالة خاصة الى النجمتين الكبيرتين يسرا ولطيفة، ويبدي رأيه في النجوم الكبار الزعيم والفخراني ومحمود عبدالعزيز، ويصف رؤيته لوطنه، ولمن يوجه أغنيتيه « لو بطلنا نحلم نموت » و « علِّي صوتك بالغُنا ».


- بداية، ما الذي دفعك للعودة الى الدراما التلفزيونية بمسلسلك الجديد « المُغني » بعد غيابك لسنوات؟
أعجبتني فكرة العمل، لأنها معاصرة جداً. جميل أن نتأمل في تاريخ الوطن من خلال «المُغني» الذي ليس بالضرورة محمد منير، ولكن وافقت أن يكون محمد منير، لنرى بلدنا من خلال رؤيته ووجهة نظره وفلسفته في الحياة، أيضاً على المستوى الاجتماعي والسياسي وما حدث في مصر الحبيبة حتى وقتنا الراهن استمتعت كثيراً بتقديم هذا العمل للجمهور الذي أعادني الى التلفزيون بعد سنوات.

- « المُغني » يرصد فترة زمنية في مصر وليس مجرد عمل فني، هل كان ذلك مقصوداً؟
هي عمري أنا، عمر منير وحياته، ما رأيته، حكيت فلسفتي في الحياة وكفاحي مع الأغنية الجميلة، وما يمكن أن آخذه من المجتمع حتى أستطيع صياغته بعد ذلك في صورة أغنيات جميلة، يجب أن أعرف متى يكون المجتمع سعيداً ومتى يكون محبطاً ومتى يكون منتصراً، أرى أن «المُغني» ترجمة حقيقية للشارع الكبير وهو الوطن.

- ما رأيك في الشباب المشارك معك في المسلسل؟
هم شباب رائعون وموهوبون، وسعدت بوجودهم معي، ودائماً يصر الشباب على تحقيق أحلامهم وأهدافهم، وأنا سعيد بهم.

- أغنياتك وأعمالك الفنية تلامس هموم وطنك ومشاكل البسطاء تحديداً، هل حرصت على إظهار ذلك في « المُغني » ؟
بالطبع، فليس مقصوداً تقديم حياتي الخاصة، فـ«المُغني» أقرب الى الشخصية العامة، مع ملامح من حياتي الخاصة.

- كيف كانت أصداء المسلسل؟
الأصداء كانت جيدة وتلقيت تهاني عدة من الجمهور، ودائماً أراهن عليه.

- هل تعمدت إظهار فترة نشأتك وطفولتك في بداية أحداث المسلسل؟
بالفعل، يجب أن يكون لك نشأة ومكان معروف لبداية حياتك، لأنني لا أعرف معلومات عن الآخرين، ولكن أعرف الكثير عن نفسي، أظهرت فقط ما رأيته في هذه المرحلة العمرية من حياتي في «المُغني»، لم أحكِ تفاصيل أبداً، بل كشفت ملامح هذه المرحلة وما رأيته، وكيف كان الغناء والتعليم.

- ما هو إحساسك بتصوير مشاهد « المُغني » في مسقط رأسك في محافظة أسوان؟
بالتأكيد كنت في غاية السعادة، لأنني تواجدت وسط أهلي وناسي، وقضيت وقتاً ممتعاً معهم، والمشاهد في أسوان ظهرت بشكل رائع في المسلسل.

- كيف كانت الكواليس بينك وبين الفنانة ميساء مغربي في المسلسل؟
هي فنانة ناجحة، والدراما الموجودة في العمل سمحت لنا بتقديم أداء جيد.

- البعض ربط قصة الحب بينك وبين ميساء مغربي بالقصص العاطفية التي عشتها في حياتك، ما تعليقك؟
أبداً، لم أتحدث عن حياتي الشخصية كما قلت، فقط ما يربط بيني كمنير وما أجسّده في المسلسل هو الغناء الذي أقدمه، وأؤكد أن المسلسل لا علاقة له بحياتي الشخصية، وعلاقتي بالمسلسل كمحمد منير تقتصر على الأغنيات التي أقدمها، وفلسفتي في الحياة على المستوى السياسي والاجتماعي، لأن من حقي أن تكون لي رؤية خاصة ووجهة نظر أفرضها في الشكل الذي أستطيع تقديمها فيه عن المجتمع والسياسة.

- أغنياتك تلامس دائماً هموم الناس البسطاء ومشاكلهم، هل وضعت ذلك في الحسبان في أغنيات المسلسل؟
بالتأكيد، هذه فلسفتي في الاختيارات الغنائية، وأؤكد أن فلسفتي في الحياة تتلخص في اختياراتي لأعمالي الغنائية، حتى أستمتع بها وأوصلها الى الناس، وتؤدي دورها المطلوب منها دائماً.

- أغنيتك « مع إن » حققت صدى كبيراً منذ طرحها في المسلسل، ما هو إحساسك بها؟
الأغنية جميلة وأحبها، لأنها تحكي معاني راقية، وكذلك باقي الأغنيات في المسلسل قدمتها بكل صدق، وذلك ما اعتاده جمهوري مني طوال مشواري الفني.

- كيف ترى التعاون مع المخرج شريف صبري في « المُغني » ؟
كان ممتعاً بالنسبة إليّ، وأفكارنا قريبة من بعضنا، ونحن صديقان، لذلك منحته كل ثقتي في عمل بهذا الحجم.

- وهل ارتحت للتعاون مع المنتج محمد فوزي؟
محمد فوزي صديق قديم ومصدر ثقة كبيرة بالنسبة إليّ، ولم يبخل على العمل بأي إمكانات أو تسهيلات، وأشكره على ذلك.

- توقع الكثيرون من النقاد والجمهور أن تقدم مسلسلاً درامياً بالنوعية المتعارف عليها في التلفزيون مثل باقي الأعمال التي نراها على الشاشة، لكنك فاجأت الجميع بعمل درامي مختلف شكلاً ومضموناً، ألم تتخوف من ذلك؟
لا يمكن أن تضمن نسبة النجاح دائماً، وأحياناً رؤيتك قد تصيب أو تخيب، وهناك أناس سيتفقون مع الصياغة التي قدمتها، وآخرون يمكن أن يختلفوا معك في ما قدمت، وكما يقول المثل «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، وهم أصدقائي وأتقبّل آراءهم بسعة صدر.

- ما تقييمك لتجربتك « المُغني » في مشوارك الفني الطويل؟
أعتبر «المُغني» دوري، وهو يجب أن يكون ابن المجتمع ويرصد تفاصيل الحياة، وأنا لا أكتب مقالاً صحافياً، بل أترجم ما أعيشه وأحسه للناس.

- قدمت مشهداً في المسلسل رفضت فيه عرضاً لأحد المنتجين العرب لإنتاج ألبومك الجديد، هل تعرضت لذلك بالفعل في حياتك؟
ما قدمته في المشهد جزء من السياق الدرامي، لكنني على علاقة طيبة بكثير من المنتجين العرب.

- ما سبب غيابك الطويل عن الحفلات في مصر؟
أتمنى تقديم حفلات عدة في مصر، لكن لا يحالفني التوفيق فيها لظروف أمنية ومكانية، وجمهوري يعرف ذلك جيداً، وهذا ما حدث في آخر حفلة كنت سأحييها في مصر، وقدمت حفلات منذ فترة في النمسا وألمانيا وسويسرا، وغنيت فيها لأكثر من 500 ألف أوروبي وحققت نجاحاً كبيراً.

- ألا تشعر بأنك غبت طويلاً عن جمهورك بعدم طرح أي ألبومات جديدة؟
على العكس، أرى أن ما أقدمه في مسلسل «المُغني» جزء من ألبومي الجديد، لأن فيه مساحة كبيرة للغناء، وأقدم 20 أغنية تقريباً فقط في النصف الأول منه. أقوم كل يوم بتحضير واحدة منها حسب فلسفتي في الغناء، وما يتناسب أيضاً مع الدراما المكتوبة للعمل.

- هل صحيح أنك عدّلت أموراً معينة في سيناريو المسلسل؟
لا أتدخل أبداً في ذلك، «إعط العيش لخبازه».

- قدمت تجربة غنائية مميزة مع النجم عمرو دياب في أغنية « القاهرة » ، هل تفكر في تكرار التجربة مع مطرب آخر؟
لن أسمّي مطرباً معيناً، لكن سأقدم ذلك مع كل مغنٍ صادق ومجتهد، مثل عمرو دياب، وكل مغنٍ لديه فكر جديد أرحّب بتقديم أغنية دويتو معه، وفي هذه الأغنية تحديداً اشتركنا معاً في حب القاهرة الجميلة، وظهرنا كأصدقاء عمر وليس مطربين فقط.

- كيف ترى حال الوطن من خلال خبرتك الحياتية والفنية الطويلة؟
أتمنى أن يتخلص الشعب المصري من مشاعره المحبطة، وأن نعمل سوياً كي لا نكون ضحايا لبعضنا بعضاً، ويجب أن تعود مصر الى سابق عهدها.

- أغنياتك « علِّي صوتك بالغنا » و « لو بطلنا نحلم نموت » وغيرهما رسمت ملامح جيل كامل، ما تعليقك؟
أقدم هذه الأغنيات لكل من يثق مثلي بأن مصر الحبيبة تدفع ثمن تعبها النفسي وإرهاقها، لكن في داخلي أمل بأننا سنسترد أنفاسنا قريباً، لأننا لا نملك طريقاً صحيحاً وخلاصاً سوى ذلك.

  - هناك مطربون كبار في الوطن العربي ومصر، لكن لا يوجد إلا مطرب واحد اسمه « الكينغ » ، بحلمه ومشروعه الغنائي منذ أول ألبوماتك وحتى تجربتك الأخيرة « المُغني »... كيف استطعت تنفيذ هذا المشروع الغنائي الكبير؟
على الفنان أن يكون حقيقياً وصادقاً، ويستطيع أن يحقق ذلك بنفسه من خلال رغبته في الوصول الى هدفه الذي خطط له منذ بداية مشواره الفني مع الناس، لمن سيغني ولماذا والهدف مما سيغنيه، وقد شكلت ملامح مشروعي منذ احترافي الغناء، وفي داخلي هذه الرسالة الصادقة للناس، وقد نجحت في الوصول اليهم.

- كيف ترى الفنانين الذين يقدمون أعمالاً سطحية من أجل الحصول على الأموال؟
ما من أحد بيننا لم يتعرض لمواقف وظروف صعبة في حياته، تُضطره في أوقات كثيرة لتقديم بعض التنازلات، وأؤكد أنه يجب أن نغفر لبعضنا ونفرد مساحة من التسامح بيننا.

- خلال حديثي مع النجمتين يسرا ولطيفة وجّهتا اليك رسالة تهنئة على مسلسلك « المُغني » ، ما هي رسالتك لهما؟
بالطبع أهنئهما على مسلسليهما الجديدين الجميلين، وفقد حاولت قدر المستطاع متابعة الكثير من الأعمال رغم انشغالي بتصوير مسلسلي «المُغني». نمارس جميعاً مهنة واحدة، ونعمل يومياً بكل جهد وإخلاص حتى نقدم لجمهورنا الأفضل، وكلهم أصدقائي وإخوتي وبيننا عِشرة عمر، وما أتمناه لنفسي من نجاح أتمناه لهما.

- ألم تقلق من وجودك في رمضان وسط منافسة مع نجوم كبار مثل الفخراني ومحمود عبدالعزيز والزعيم عادل إمام؟
بصدق شديد، أؤكد أنني في أوقات فراغي أنضم إلى صفوف الجماهير، وأستمتع مثلهم بهؤلاء النجوم الكبار من دون استثناء، لأنني أحبهم كثيراً وأحب أعمالهم الجميلة.

- أغنياتك وأعمالك الفنية لا ترتبط بمناسبات مثل باقي الفنانين، ودائماً تفاجئ الجميع بأغنية رومانسية أو وطنية، هل تريد توصيل رسالة معينة؟
لست في طابور منافسة، وبمناسبة حديثك عن كوني موجوداً في رمضان وسط نجوم كبار وأعمال درامية كثيرة، أؤكد أنني فكرت في تقديم مسلسل، وبدأت فيه، لكن شاء الحظ أن يتزامن توقيته مع شهر رمضان، لذلك أعمالي غير مرتبطة بموعد معين.

- هل « المُغني » فتح شهيتك على الدراما والسينما بعد غياب سنين طويلة؟
«ربنا يدينا العمر والصحة»، الأحلام كثيرة والحياة والطموح لا ينتهيان أبداً طالما نحن على قيد الحياة.

- ومن ينتهي حلمه وطموحه وهو حي، ماذا تقول له؟
قلبي معه وأقول له «علِّي صوتك بالغُنا» و«لو بطلنا نحلم نموت».

- وما هو حلم « الكينغ » لنفسه؟             
أحلم أن أقدم فناً راقياً للناس يخرجهم من همومهم، يكون عربياً وشرقياً ويحمل صيغة عالمية.

- هل صحيح أنك اتفقت مع شركة «يونيفرسال» العالمية لتتكفل بألبومك الجديد؟
لن أعلن ذلك الآن، لكن ألبومي الجديد يحمل موسيقى عالمية متطورة ستكون مفاجأة للجمهور.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079