بعد أن أعلنت لجنة التحقيق في حادث الطائرة المصرية التي سقطت في المتوسط 19 مايو الماضي أنها نجحت في استخلاص البيانات من أحد الصندوقين الأسودين والتي تشير إلى وجود دخان في دورة المياه ودخان صادر من غرفة الأجهزة الإلكترونية للطائرة، إذا ماذا يعني ذلك وإلى أي الفرضيات تتجه أسباب سقوطها؟.
بيانات الصندوق الأسود الأول والتي تسجل بيانات الرحلة منذ إقلاع الطائرة من مطار شارل ديغول حتى توقف التسجيل تشير إلى أن الطائرة كانت عند ارتفاع 37 ألف قدم مكان وقوع الحادث وتتوافق البيانات المسجلة على الجهاز مع رسائل نظم التواصل والإبلاغ مع الطائرة والتي تؤكد وجود دخان في دورة المياه ودخان صادر من غرفة الأجهزة الإلكترونية للطائرة، فيما أظهرت قطع من الحطام الخاصة بالجزء الأمامي للطائرة والذى تم انتشاله وجود تلف بسبب انبعاث حرارة عالية ودخان كثيف أسود.
اللواء طيار هشام الحلبي عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية يؤكد أن انبعاث دخان أسود من الطائرة وارتفاع درجة حرارة الحطام يؤكد بشكل مبدئي الفرضية الخاصة بوجود خلل فني لكن هذه الفرضية لن تتأكد بشكل أكبر إلا بعد تفريغ بيانات الصندوق الثاني وهو مسجل محادثات القيادة، مضيفا أن الطائرة وعندما وصلت لارتفاع 37 ألف قدم كما هو مسجل وموثق ببيانات الصندوق الأسود الخاص بمعلومات وبيانات الطيران الخاص بالطائرة وقتها فقد الطيار الارتفاع ووصل إلى 15 ألف قدم وسقطت الطائرة على الفور.
وقال إن فقد الارتفاع بهذا الشكل يعني أن الطائرة تعرضت لخلل شديد أدى بها للسقوط وبشكل لم يستطع فيه الطيار إبلاغ برج المراقبة بما حدث أو التعامل مع هذا الأمر الطارئ ومع تأكد معلومة وجود دخان في دورة المياه ودخان صادر من غرفة الأجهزة الإلكترونية للطائرة نستطيع القول إن فرضية الخلل الفني هي الأرجح حتى الآن وبصورة مبدئية لحين استكمال باقي البيانات والمعلومات من مسجل محادثات كابينة القيادة.
وقال الحلبي إن جهاز مسجل معلومات الطيران الخاص بالطائرة لديه 1200 معلومة عن أداء الطائرة وهذه المعلومات كلها لم يتم تفريغها بعد وبعد تفريغها ستتضح الصورة الكاملة التي بناء عليها يتأكد سبب سقوط الطائرة.
وقال إن قطع الحطام التي انتشلت من الجزء الأمامي للطائرة أظهرت وجود حرارة عالية ودخان كثيف أسود وهو ما يعني أن الطائرة تعرضت لدرجة حرارة شديدة أدت لانبعاث دخان أسود وضح أثره على الحطام وكل هذا مع ما سبق وأن أكدته لجنة التحقيق من دوران الطائرة يسارا ويمينا ولدورة كاملة قبل سقوطها يجعلنا نتجه نحو فرضية الخلل الفني لحين استكمال باقي البيانات.