اللوحة تبدأ برغبة في التحدّث مع صفحة بيضاء منال الرويشد: لا أتبع أي مدرسة وأعبّر عن الإنسانة فيّ
فنانة تشكيلية سعودية ومشرفة تربوية عامة في وزارة التربية والتعليم. عضو مؤسس في مجموعة الفنانات التشكيليات لمنطقة الرياض وعضو في عدد من اللجان والمجموعات والأعمال على مستوى الفن التشكيلي والإعلام والتعليم العام في المملكة. تحمل شهادة دكتوراة في التربية الفنية تخصص تصميم، من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. عملت «معلمة بنظام المحاضرة» في كلية التربية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية في قسم التربية الفنية ورشحت كمعيدة. كما عملت معلمة تربية فنية للمرحلة الثانوية، ومدربة متطوعة لرسوم الأطفال في الموروث الشعبي في مركز الفتاة التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
ألقت العديد من المحاضرات وشاركت في ندوات محلية ودولية. وأعدت العديد من البحوث العلمية والدراسات وأوراق العمل الثقافية. ومن مؤلفاتها كتاب للتعليم المرئي لبرنامج «معاً نصمم غلاف كتاب»، وكتاب « لائحة تنظيم المعارض المدرسية للنشاط غير الصفي». وأشرفت على إعداد كتيبات للمعارض ومطبوعات ونشرات، كما لها نشاط إعلامي في كتابة المقالات ورأست عدداً من اللجان الإعلامية، وشاركت في العديد من المعارض الداخلية والخارجية. سيرة ذاتية مختصرة للفنانة التشكيلية الدكتورة منال بنت عبدالكريم الرويشد التي تحدثت عن الفن التشكيلي وعلاقتها به في حوارها مع «لها»...
- متى بدأت الرسم؟
منذ الطفولة ونمت الموهبة لدي بدعم أسري كبير. وقد رسمت على أوراق كراستي الصغيرة ثم ورق أكبر ثم على الجدران والكراتين والأقمشة، وقلدت رسوم قصص الأطفال التي كان يوفرها لي والدي في الرياض أو يطلبها من مصر وجدة. ورسمت من خيالي. وفي المدرسة برزت موهوبتي وكانت كل أعمالي تعرض علي جدران المدرسة وفي المعارض المدرسية. وفي مرحلة الدراسة الجامعية بدأت أتعمق في الرسم وعشت رحلة جديدة وخبرات متنوعة حول الخامات والأدوات ومستوى الأداء للخامات، واطّلعت على ثقافات مختلفة في الفنون التشكيلية على مستوى العالم ودرست جيدا العلاقة بين الفنون والتربية. وحفظ الله والدي لأنه كان سندا وعونا لي في كل مراحلي مع الرسم حتى أصبحت أكثر وعياً وخبرة.
- كيف تبدأ فكرة اللوحة لديك وكيف تنتهي؟
حقيقة هي ليست فكرة بقدر ما هي حالة ما، احتاج أن أتجلى من خلالها للحظات من التعبير تمتد ساعات لا يفصل بينها إلا الصلاة. تجليات وأفكار وأحلام وأمانٍ، أتنفس فيها الألم أو الحزن أو الفرح والأمل. حالة لا أعلم ما هي في الغالب تكون حينما لا اشعر برغبة في الكلام وإنما اشعر بحاجة إلأى الرسم ومسك الألوان والفرش والبوح إلى لوحتي... حالة لا استطيع وصفها بأكثر من رغبة في التحدّث مع صفحة بيضاء وكثيرا لا تكون بتخطيط مسبق، وحينما انتهي منها اشعر بأنني قلت لها كل شيئاً. وفي الغالب يصعب عليّ تسميتها وأحيانا اشعر بأن لديّ الكثير لم اقله وان اللوحة تسمعني وتنتظر أكثر. لدي أعمال مخطط لرسمها ولكني في الغالب ابدأ وانطلق في فضاء اللوحة وحينما انتهي ابدأ أتأمل تعبيري وكل ما لدي على صفحة صارت مزيجاً من الجمال .
- متى ترسم الفنانة منال الرويشد وما هي الأوضاع التي تدفعها للرسم؟
في الغالب يختلف هذا من فنان إلى آخر وكل فنان له طقوسه في الرسم ولحظات التجلي. وهذا السؤال مرتبط بالسؤال السابق، وأضيف أن مشاعر الفنان وإحساسه قد يخطط لها وقد تكون حالة تدفعه للتعبير. لدي أعمال اعتبرها من أعماقي قطع مني ومن مشاعري وأحاسيسي ومن رغباتي واحتياجي ومن شوقي وحنيني. بعضها لا اعرضه لأنه جزء من خصوصيتي وشفافيتي مع نفسي. وهناك لوحات بجمالياتها هي رسائل أو قضايا أجدني أخوضها واعبر عنها على طريقتي.
- كيف ترين النقد في الفن التشكيلي وهل ساهم في تطويرك؟
الوسط الفني يحتاج إلى نقد الفنون وتذوقها والإفصاح عن تجربة التشكيلين. أحتاج إلى عين كاشفة لبواطن الجمال ووجداني والاستمتاع بالدلالات التعبيرية. وفي الغالب لم يكن هناك نقد لأعمالي عمل على تطويري. انا من أحاول هذا مع نفسي ومع أدائي وتعبيري.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024