كاسيت عبدالحليم حافظ يستقر أخيراً في متحف صديقه الأبنودي
استقر الكاسيت الخاص بالفنان عبدالحليم حافظ أخيراً في متحف صديقه الذي لطالما غنّى من كلماته، وشكّلا ثنائياً ما زالت أغانيه، خاصة الوطنية منها، تتردد على المسامع كل يوم... فذات يوم أهدى العندليب كاسيته الخاص للشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودي، من أجل جمع السيرة الهلالية، التي استمر الأبنودي في جمعها لمدة ثلاثين عاماً، حتى استقرت الآن الشرائط والكتب الخاصة بهذه السيرة في مسقط رأس الأبنودي في أبنوب في محافظة قنا، في متحف يحمل اسمه.
تعود قصة هذا الكاسيت عندما أراد الأبنودي، منذ ثلاثين عاماً، جمع السيرة الهلالية من أفواه الرواة الأصليين، حمايةً لها من الاندثار، ولم يكن يملك وقتها ثمن شراء الكاسيت، فأهداه عبدالحليم حافظ الكاسيت الشخصي له، الذي احتفظ به الأبنودي كل هذه السنوات، حتى أودعته زوجته الإعلامية نهال كمال في متحفه، الذي افتتح في شهر أيار/مايو في أبنوب في صعيد مصر. كما أهدت المتحف مجموعة من المقتنيات الشخصية للخال، كناية عن بدلة وقميص وجلباب ونظارة بالجراب الخاص بها، والقلم والعصا الخاصين بالشاعر الراحل، وبعض الصور الفوتوغرافية التي تمثل مراحل عمرية مختلفة، وأخرى تتضمن تكريمات للشاعر الراحل.
هذا المتحف هو الأول من نوعه في مصر الذي يهتم بهذا النوع من التراث الأدبي الشعبي، ويضم 67 عملاً فنياً و14 جزءاً من نصوص السيرة الهلالية، و132 شريط كاسيت توثّق لرواة السيرة الهلالية وتعليقات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي.
أما مبنى المكتبة الملحقة بالمتحف، فيضم مكتبة للأطفال وقاعة للندوات والاجتماعات وقاعة للهوايات وقاعة للتكنولوجيا وصالة اطلاع للشباب والكبار، ومكتبة اطلاع الأطفال معدّة خصيصاً لاستقبالهم، حيث إنها مجهزة بالكتب التي تتناسب مع أعمار زوار هذه المكتبة، وتضم 1332 كتاباً وبعض اللوحات الفنية الورقية... وإلى جوار مكتبة الطفل، هناك قاعة للمحاضرات مجهزة بالوسائل اللازمة لإقامة الندوات والمحاضرات.
من جانبه، قال الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة في كلمته: «إننا نحتفي بافتتاح متحف ومركز الأبنودي للسيرة الهلالية، والذي يحمل اسم شاعرنا العظيم تقديراً لدوره ومكانته كأحد رموز مصر، وعرفاناً أيضاً بدوره في جمع السيرة الهلالية وتوثيقها، بحيث تعد أهم وأشهر السير الشعبية العربية الخالدة في التراث الثقافي العربي.
كما ألقت آية الابنودي قصيدة من ديوان «وجوه على الشط»، تفاعل معها الحضور وأهالي قرية أبنود، الذين شاركوا في فعاليات افتتاح متحف الأبنودي.
حفلة الافتتاح بدأت بالآلات الشعبية والتنورة، ثم إزاحة الستار عن لوحة الافتتاح التذكارية، أعقبتها جولة تفقدية في المتحف، وافتتاح معرض للفن التشكيلي بعنوان «من وحي الأبنودي»، ومعرض للكتاب من إصدارات هيئات وزارة الثقافة. كما قدم وزير الثقافة درع الوزارة الى الإعلامية نهال كمال، زوجة عبدالرحمن الأبنودي، تكريماً لعطاء الشاعر الكبير وتقديراً له، وأعلن – أيضاً - عن جائزة باسم الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي لشعراء العامية، توزع جوائزها في شهر أيار من كل عام.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024