بـ "عربية فول" وحلو "أم دارين"... شباب تبرعوا بصحتهم
هل فكرت يوماً في التبرع بصحتك؟ هذا ما فعله سبعة من الأصدقاء كسروا "تابوات" المجتمع، رغم كونهم متعلمين ومثقفين لا يحتاجون إلى المال، لكنهم نزلوا إلى الشارع بـ"عربية فول" وقت السحور، ليكون العائد من مجهودهم البدني تبرعات مادية لمساعدة المحتاجين والفقراء خلال الشهر الكريم.
الجميل في الأمر أن تلك المجموعة الشبابية ضمت نساء أيضاً، إحداهن تعمل على المساعدة العامة، والأخرى تدعى سارة فريد حاصلة على بكالوريوس تجارة، وهي في الوقت نفسه ربة منزل، تولت إعداد الأرز باللبن "حلو السحور" وتقديمه بطرق مبتكرة، وأطلق الشباب عليها "حلو أم دارين"، نظراً لكونها متزوجة من بهي، أحد المشاركين في مشروع السحور الخيري.
دور سارة في المشروع هو طهو الأرز باللبن وتحضير الكنافة صباحاً، على أن تتولى وقت السحور بنفسها بيع الحلو. وتلفت سارة إلى أن التجربة ممتعة، ففضلاً عن الجانب الخيري، تؤكد أنها فرصة جيدة لتنشئة ابنتها على عمل الخير، فالتبرع يجب ألا يكون بالمال فقط، بل بالمجهود أيضاً.
اعتاد هؤلاء الشباب على حد تأكيدهم، تقديم الخير في رمضان بأشكال مختلفة كل عام، فمثلاً في الأعوام السابقة كانوا يوزعون العصائر على المارة في الشارع وقت أذان المغرب، أملاً في كسب ثواب إفطارهم، وهذا النشاط منتشر بين الشباب في مصر، لكن هذا العام، بادر عبدالعزيز حمزة- أو "زيزو" كما يطلقون عليه- وأصدقاؤه الى تقديم سحور مميز للقادرين وغير القادرين، على أن يكون العائد لوجه الله تعالى... ويقول: "الفكرة لاقت قبول الجميع، وبدأنا التحضير لها قبل رمضان بشهرين، حيث تقاسمنا الأدوار، فسامح أخي مثلاً مسؤول عن "البيض الأومليت"، ولنا صديق آخر مسؤول عن "البطاطس المحمرة"، وأنا أقف على عربة الفول، وسارة مسؤولة عن الحلو، بعدها بدأنا نفكر في جعل سحورنا مميزاً، فنحّينا فكرة الفول بالليمون جانباً، وابتكرنا نكهات أخرى، مثل الفول بالروز ماري، والفول بلاتشيلي صوص، حتى الجبن والبطاطس قدمناها بطرق شبابية مبتكرة".
ويتابع: "كنا نحضر الطعام طازجاً يومياً، ورغم بذلنا مجهوداً مضاعفاً، حيث يتطلب منا تحضير السحور بعد العودة من عملنا مباشرة استكمال الأمر بعد الإفطار، حتى ننزل إلى الجمهور في تمام الساعة 11 مساءً، ونبقى حتى الثالثة فجراً، كنا نرى أن عملنا هذا يميزنا عن المنافسين، وبالفعل قدمنا في إحدى الليالي السحور إلى 900 فرد، وهذا التميز ساعدنا في تقديم المساعدة لإحدى الغارمات خلال الأسبوع الأول من رمضان، والآن نبحث عن غارمات أخريات".
بهي فريد، محاسب ومسؤول عن حسابات "عربية فول"، يؤكد أنه لا يجد غضاضة في مشاركة زوجته في مشروع السحور المُقام في الشارع، خاصةً أنهم يقدمون العائد المادي منه كتبرعات، ويقول: "نحن مجموعة أصدقاء، ولا نسعى الى الكسب المادي إطلاقاً، إذ نعتبر أن الله شريكنا، ولا نهتم بتحصيل ثمن السحور من غير القادرين، لأن هدفنا خيري في المقام الأول، والعائد من مشروعنا نقدمه كتبرعات للمستشفيات وبعض المعوزين".
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024