تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

مؤلفة كتاب فاتن حمامة زينب عبدالرزاق: التزمت بوصية سيدة الشاشة العربية

تظل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة مادة دسمة للكتابة، وبعد رحيلها صدر أول كتاب عنها بعنوان «فاتن حمامة» للزميلة الكاتبة الصحافية زينب عبدالرزاق، والتي تكشف فيه: «هذا الكتاب ما هو إلا وصية من الراحلة الكبيرة، التزمت بتنفيذها».


- من هنا سألت المؤلفة: هل بالفعل جاء هذا الكتاب لتحقيق رغبة فاتن حمامة؟
نعم، فأثناء جنازتها قالت لي وبصوت حزين ابنتها الروحية المحامية منى ذو الفقار، لا بد من طبع كتاب فاتن حمامة، فقد كانت تعتز به كثيراً، وتنفيذاً لوصيتها وبعد تشجيع من زوجها الدكتور محمد عبدالوهاب، تحمست لإصداره في أسرع وقت.

- إذاً، متى بدأت علاقتك بالراحلة الكبيرة؟
أول لقاء بيننا كان في العام 1996، في بداية حياتي الصحافية اتصلت بها وعرّفتها بنفسي، وقلت لها إنني أجريت حواراً مع الأستاذ مصطفى أمين، وأحلم بإجراء حوار مع فاتن حمامة، فقالت لي بصوتها الأثير: «شفت الحوار... تعالي بكرة». ومنذ ذلك الحين وأنا على اتصال دائم بها، وقد أفردت فصلاً في هذا الكتاب لجميع الحوارات التي أجريتها معها منذ 1996 وحتى الحوار الأخير المنشور في آذار/مارس 2014.

- عندما اطلعت على هذا الفصل من الكتاب وجدته بمثابة شهادة لها على العصر، ويمثل رؤيتها الخاصة للمراحل المختلفة لحياتها الفنية... أليس كذلك؟
بالتأكيد، فقد حرصت على أن أسجل رؤيتها لأمور عدة، بداية من لحظة ظهورها في فيلم «يوم سعيد» العام 1940، وكانت وقتها في سن العاشرة، وصولاً الى أعمالها الأخيرة.

- هل هناك فيلم أو عمل ندمت عليه سيدة الشاشة؟
بالعكس، فعندما سألتها عن المحطات التي تعتز بها، أجابت: «أولى المحطات فيلم «يوم سعيد» ثم «ملاك الرحمة»، و«اليتيمان» و«لحن الخلود»، و«بين الأطلال» و«الأستاذة فاطمة»... في الحقيقة معظم أفلامي أعتز بها جداً، وأعتقد أن كل فيلم دفعني خطوة إلى الأمام، وتعلمت من كل شيء حولي، مما جعلني أتفهم الأشياء أكثر وأكثر».

- فاتن حمامة كانت من الفنانين الذين يسجلون مواقف مما يحدث حولهم، هل تطرقت في حواراتك الى مثل هذه الأمور؟
نعم، أتذكر أنني سألتها عما يسبب لها الهم، فأجابت: «مشاهد الحروب واللاجئين بسبب المعارك، فمنظر اللاجئين وهم يفرون من البطش والمجاعات قاس ومؤلم ويوجع القلب، ويصيب النفس بالحزن والهم... للأسف الناس وقت الحروب يتحولون إلى وحوش، بل أكثر».
فاتن كانت جريئة دائماً في التعبير عن مواقفها تجاه ما يحدث، ففي الحوار المنشور في هذا الكتاب، مع زوجها الدكتور محمد عبدالوهاب، ذكر لي أنه عندما تم اختيارها للحصول على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في بيروت العام 2013، طلب منها أن تقول كلمة قصيرة، وأضاف: «هنا سألتها: لا بد من أن نحضّر كلمة مهمة، فقالت فاتن: لن أجهز كلمة مكتوبة وسأقول ما أشعر به»، وعند تسلّم الجائزة وإلقاء الكلمة، قالت فاتن أمام الآلاف: «إن هذا التكريم أسعدني، كما سيسعد كل المثقفين في مصر والبلاد العربية، خاصةً أن بلادي تتعرض الآن لهجمة شرسة على الفن والثقافة»، وكان هذا الحدث يتزامن مع تظاهرات المثقفين والفنانين ضد وزير الثقافة الإخواني قبل اندلاع ثورة 30 يونيو، فدوّت القاعة بالتصفيق لفاتن بشكل غير مسبوق.

- ماذا يضم الكتاب؟
يضم الكتاب الصادر عن دار الشروق المصرية، مجموعة حوارات لسيدة الشاشة والتي سُجلت في أوقات مختلفة، وتتحدث فيها عن الفن والسياسة والحياة والأحداث، كما يتضمن ذكرياتها التي استعادتها أمام الراحل وجدي الحكيم منذ سنوات بعيدة، وكذلك يشمل الكتاب آراء عمالقة الأدب والسينما عن دورها الرائد في السينما المصرية.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078