تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

بعد طلاقه المفاجئ... حسين فهمي: لم أستفد من لقب سفير للأمم المتحدة بل المنظمة استفادت مني

سعاد حسني ورشدي أباظة

سعاد حسني ورشدي أباظة

يرفض الكلام عن حياته الخاصة، ويتخذ موقف الراحل عمر الشريف من كتابة مذكراته أو تقديم قصة حياته على الشاشة . النجم الكبير حسين فهمي يكشف لنا أسرار برنامجه الجديد « زمن » ، وأسباب ابتعاده عن السينما والمسرح، ويسمّي الزعيم العربي الذي يمكن أن يقدم حياته رغم عدم إعجابه به، كما يتطرق الى علاقته بعادل إمام، وموقفه من العمل مع النجوم الشاب، ويعترف بأنه لم يستفد شيئاً من تجربته كسفير للأمم المتحدة .


- ما الإضافة التي ستقدمها للمشاهد في برنامجك التلفزيوني الجديد « زمن » ؟
الهدف الأساسي من تقديمي لهذا البرنامج، أن يرى الجمهور صورة مختلفة للمجتمعات العربية لم يعهدها من قبل، وأؤكد أننا صورنا حلقات من البرنامج في أماكن مختلفة لم يكتشفها أحد بعد ولم يتم تصويرها بهذا الشكل، فمثلاً قمنا بتصوير منزل سعد زغلول للمرة الأولى، وصوّرنا منزل الكاتب والمفكر الإسكندراني «كفافيس»، كما أحاول تفتيح عقول الجمهور على أمور واقعية كثيرة والتركيز عليها لنتعلم منها.

- ما الاختلاف بينه وبين البرامج السابقة التي قدمتها مثل « مع حبي وتقديري » و « مع الناس » ؟
حين قدمت برنامج «مع الناس»، كنت أتحدث مع الكثير من الأشخاص عن حياتهم وعلاقاتهم الإنسانية مع الآخرين. أما برنامج «مع حبي وتقديري» فكنت أوجه من خلاله رسالة شكر الى كل من يعمل بضمير.
لكن في برنامجي الجديد «زمن»، أربط بين الماضي والحاضر، وذلك الأهم، من حيث اختيار الوقت المناسب والموضوع المناسب، وأرى أن «زمن» فكرته مختلفه تماماً عن برامجي السابقة.

- هل يرمز البرنامج الى الزمن الجميل باعتبار أن اسمه « زمن » ؟
البرنامج لا يهدف الى ذلك أبداً، بل يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل في صورة وتوليفة مميزة للجمهور.

- هل هناك إسقاطات سياسية في البرنامج؟
السياسة موجودة في البرنامج، لكن ليس بشكل مركز، بحيث يتم إلقاء الضوء فقط على الظروف السياسية للمجتمعات التي قمنا بتصوير واقعها خلال الحلقات، والبرنامج لا يهدف أن يكون ذا توجه سياسي.

- صرحت بأنك صوّرت حلقات برنامج « زمن » في أكثر من دولة عربية، ما المعايير التي اخترت تلك الدول على أساسها؟
أؤكد أن دولة مثل سورية كان من الصعب جداً التصوير فيها، لكننا ركزنا عليها لكونها تحوي مواقع حضارية وثقافية كثيرة، بالإضافة الى مدينة رام الله في فلسطين، أيضاً صوّرنا في تونس والأردن، والأماكن الكردية في العراق، ولم أبتعد عن الدول التي تشهد صراعات سياسية، خصوصاً التي فيها مواقع لا يمكن حذفها من حسابات البرنامج.

- كيف تصف برنامجك الجديد؟
المخرج الإيطالي الشهير فيليني يقول إن الفيلم السينمائي رحلة بين طبيعة الفيلم والمشاهد، وأرى أن برنامجي الجديد، بما أنني درست السينما، سيكون عبارة عن رحلة بيني وبين المشاهد، إذ لن أقدم حلولاً للمشاكل، بل سأطرح قضايا ومشكلات يشارك المشاهد في مناقشتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فنحن نتحدث عن زمن معين ونرصد التغيرات التي حدثت ما بين الماضي والحاضر.

- ما هي أمنياتك لبرنامجك الجديد؟
أتمنى أن يحقق نجاحاً كبيراً وأن يتعدى عرضه نطاق وطننا العربي، لنغير بعض المفاهيم لديهم عنا، فهم يتبعون مبادئ معينة، وقد واجهت ذلك حين قابلت أحد الأشخاص في أحد اجتماعاتي المهمة خارج مصر، وأطمح أن أتحدث يوماً مع الإنكليز، ونتوسع في طرح أفكار البرنامج الجديد.

- هل صحيح أن البرنامج سيجمّل واقعنا العربي كما يردد الكثيرون؟
(يبتسم)... لا أحب تجميل الأمور وإظهارها بأنها رائعة في كل شيء، لكن البرنامج لن يركز على السلبيات أو الإيجابيات فقط، بحيث إننا سنعرض واقع المجتمع بكل صوره... فهو برنامج مفتوح، وهناك أشخاص أثبتوا لي سلبيات كثيرة عن الزمن الماضي، وسيتم عرضها في الحلقات من دون مونتاج أو حذف.

- ألا ترى أن برنامج « زمن » قد يكون مشابهاً في فكرته لبرامج أخرى قدمت بالنوعية نفسها الى الجمهور مثل برنامج « مافيش مشكلة خالص » للفنان الكبير محمد صبحي؟
لم أشاهد هذه البرامج، لكن كان يقال لنا كثيراً إن شكسبير قدم مسرحية «هاملت» بطريقة ما، ويمكن أن تُقدم مئة مرة بطريقة مختلفة، فيمكن أن أقدم برنامجاً بطريقتي، ويقدم الفكرة نفسها الفنان القدير محمد صبحي، لكن بأسلوب أفضل، وهكذا... أي أنه يمكن أن يحدث توارد في الأفكار في البرامج، لكن الأهم أن نقدم صورة جديدة ومختلفة، وأرى أن «زمن» مختلف في أمور كثيرة عن أي برنامج آخر يُقدّم اليوم، وهو يتحدث عن جانب معين في المجتمع، مثلاً يتناول مصر بطريقة جديدة ومميزة.

- كيف ترى حال السينما المصرية اليوم كفنان كبير؟
لا أريد الظهور في الصورة الآن، لأن الوقت ليس مناسباً لعودتي الى السينما، لكنني موجود مع زملائي، وهم يستشيرونني في الكثير من السيناريوات الجديدة، وأعتقد أن هناك أفلاماً سينمائية جيدة بدأت تظهر مرة أخرى وبقوة على الساحة السينمائية في مصر، وأرى أن المشاهد أصبح أكثر نضجاً ووعياً، ويبتعد عن نوعية الأفلام السطحية والتافهة، وكذلك المنتجون الذين كانوا يصدرون هذا الأفلام ابتعدوا عنها، وبدأوا في إنتاج أفلام سينمائية أكثر قيمة وثقافة ووعياً لما يجب تقديمه للجمهور، بالإضافة إلى أن التكنولوجيا المتطورة ستغير مفاهيم كثيرة في كيفية تعامل الجمهور مع الفيلم السينمائي، ونجاح مجموعة من الأفلام المميزة سيؤدي الى تغيير مفهوم صنّاع السينما أيضاً، خاصة في ظل النجاحات الأخيرة التي حققتها بعض الأفلام الجديدة، وآخرها فيلم «هيبتا».

- هل ابتعادك عن السينما لفترة طويلة كان دافعاً للعودة ببرنامجك الجديد الى الناس؟
ميزة الفن أنه مفتوح، والفنان يجب أن يكون حراً في أفكاره وكل ما يقدمه، فقد قدمت أعمالاً تلفزيونية وسينمائية ومسرحية، لكن الأهم أن أفكر بما سأقدمه للجمهور وأتحقق من مضمونه ورسالته وأهدافه، فمثلاً برنامجي الجديد أخذ مني شهرين تقريباً في توظيف الفكرة التي نريد تقديمها بأسلوب مشرّف الى الناس قبل أن نبدأ في إعداد حلقاته، واختيار المحطة التي سيُعرض عليها، ولم أسعَ الى تقديم برنامج تلفزيوني لمجرد إثبات وجودي على الساحة الفنية.

- أشعر في حديثك أنك تحاول إيصال رسالة الى الجمهور من خلال برنامجك بلغة سينمائية جديدة، ما تعليقك؟
بالفعل، فأنا كفنان أملك خبرة طويلة في السينما، وأتعاون أيضاً مع مخرج سينمائي هو هشام عبدالخالق، وكاتب حلقات له رؤيته السينمائية، أرى أننا جميعاً نقدم برنامجاً تلفزيونياً بشكل سينمائي مختلف عن بقية البرامج الموجودة.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك في تصوير البرنامج؟
المحطة الفضائية قدمت لي كل التسهيلات والإمكانات المادية والمعنوية اللازمة ليظهر البرنامج بأفضل صورة ممكنة، لكن واجهنا صعوبة بأن الأشخاص الذين كانوا يتعاملون معنا في بعض الدول العربية لم يكونوا يفهمون فكرة البرنامج، لدرجة أننا كنا نمضي يوماً كاملاً في إقناعهم بطبيعة عملنا، كما لم أتعامل كنجم كبير مع فريق العمل الخاص بي، بل كنت أساعدهم في كل شيء أثناء التصوير.

- ألا تقلق من عودتك الى الناس بهذا البرنامج، خاصة أنه يحمل صيغة غير تجارية ومختلف عن البرامج الأخرى المنتشرة بقوة على الساحة؟
لست قلقاً أبداً من تقديم برنامجي، لأنني أعلم جيداً طبيعة الجمهور الذي سيشاهده ولن أخذله أبداً، خصوصاً أنه يثق فيّ كثيراً، وأؤكد أنه عُرض عليَّ تقديم برامج كثيرة من نوعية البرامج التجارية، لكنني رفضتها تماماً، لأنني لست مستعداً أن أصدم الجمهور بي، خاصةً أن لي مكانة خاصة في عقله وقلبه، ولا أريدها أن تهتز، كما أنني حر بما أقدمه للناس، وأفضّل الجلوس في منزلي على أن أقدم عملاً لست مقتنعاً به، وبالتالي ليس طبيعياً أن تكون كل البرامج المقدمة لمجرد التسلية والمتعة فقط مثلما نشاهد اليوم.

- ما سبب اختيارك لقناة « الغد » لعرض البرنامج عليها بدلاً من أي قناة مصرية؟
اخترت هذه المحطة تحديداً لأنني أعرف أهميتها وتوجهها ونوعية المحتوى الذي تقدمه للجمهور، خاصةً أننا نمر بمرحلة تمزق عربي، والمحطة تحاول تقديمنا في شكل محترم، سواء من خلال إذاعتها في لندن أو القاهرة، وهي تخاطب فئة كبيرة من الناس وتتمتع بمستوى فكري راقٍ، هذا فضلاً عن اهتمامي بأن أكون موجوداً في محطة فضائية كهذه.

- كنت رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي لمدة أربع سنوات، في رأيك لماذا تراجع مستواه في السنوات الماضية؟
لا أستطيع القول إن مستواه تراجع حتى لا أظلم إدارة المهرجان في السنوات الماضية، لكن أؤكد أنه يجب أن يكون هناك دم وأفكار جديدة دائماً، وقد مررنا بثورتين شهدنا خلالهما تغيرات اجتماعية وسياسية مختلفة، وأذكر أنني خلال السنوات الأربع التي توليت فيها رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي، كنت أرسل تقريراً بإمكانيات دور العرض ونوعيتها والمنتجين المشاركين بأفلامهم الى الخارج، حتى يطمئن العالم الخارجي إلى أن أفلامهم ستقدم بصورة مميزة في المهرجان، مما أضاف اليه الكثير فنياً وتجارياً، لأنه كلما زاد عدد الأفلام المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي، زادت قيمته ونجاحه على مستوى العالم، وليس في مصر فقط.

- تصرح دائماً بأنك تعارض الرقابة على الأفلام مما يسبب هجوم البعض عليك، ما ردك؟
لا تعرف السينما الأميركية والعالمية رقابة على المصنفات الفنية، وأعارض الرقابة التي وضعها الإنكليز، لكنني مع نقابة تضع معايير وأخلاقيات تحكم مهنة الفن، وأؤكد أن هناك فيلماً أميركياً كان سيتم تصويره في مصر منذ فترة طويلة، وتحدث معي منتجه، وسألني هل هناك رقابة على الفيلم؟ وعندما أجبته بنعم، قرر عدم تصويره لدينا.

- في رأيك، ما سبب تفوق الدراما التركية على نظيرتها المصرية؟
أرى أن السبب يعود الى دعم الحكومة التركية للأعمال الدرامية، رغم أن مسلسلاتهم تافهة، فقد شاهدت أحد المسلسلات التركية وكان عبارة عن منزل يتم حرقه وولد وفتاة يعيشان قصة حب ويبكيان لمدة نصف ساعة... لم أصدق ما رأيته، وأؤكد أن ليس كل ما يقدمونه جميلاً ورائعاً كما نتصور، وأجد أن الدراما المصرية لم تتراجع، فما زال لدينا نجوم كبار مميزون فيها.

- ألا يستهويك تقديم شخصية سياسية معينة في عمل فني كبير؟
أرى أن شخصية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين - رغم عدم إعجابي به - مهمة، خاصة أنه كان يدرس في الجامعة في مصر، وكانت تصرفاته شاذة وعنيفة جداً، ويهمني أن أتحدث عنه. وشخصيته الغريبة تثير فضولي كممثل، وأؤكد من جديد أنني لست معجباً به حتى لا يفهم أحد كلامي بشكل خاطئ، وإنما أتحدث عن شخصية يمكن تقديمها درامياً.

- قدمت إعلاناً مميزاً في رمضان الماضي وحقق شهرة واسعة « قوتك في عيلتك » وأصبحت جملة « راح فين زمن الشقاوة يا حسين » الأكثر تداولاً على هواتف الكثيرين ومواقع التواصل الاجتماعي ... ألا تفكر في تقديم إعلان تجاري؟
بابتسامة، أقولها للمرة الأولى، لم أكن أرغب أساساً في تقديم هذا الإعلان، لدرجة أن القائمين عليه كانوا يصرون عليَّ كثيراً لأقدمه، وكنت أضع العراقيل أمامهم حتى أتهرب منهم، فمثلاً قلت لهم إنني مشغول في تصوير مسلسل «وش تاني» في رمضان الماضي في الغردقة، فقالوا لي: «سنأتي إليك»، وبالفعل قمنا بتصوير الإعلان على الباخرة التي ظهرت في أحد مشاهد المسلسل، ووافقوا أيضاً على أن أظهر باللوك الجديد الذي يقتضيه المسلسل من حيث إطالة لحيتي، وأرى أننا حققنا أيضاً نسبة مشاهدة عالية للمسلسل من خلال إعلان «قوتك في عيلتك»، وسعدت كثيراً به، لكنني لا أعرف ما إذا كنت سأقدم إعلاناً في الفترة المقبلة أم لا.

- ألا تفكر في خوض تجربة الإنتاج، سواء في السينما أو التلفزيون بعد خبرتك الفنية الطويلة؟
لا أفكر في هذا الأمر أبداً، فبعدما قدمت العديد من الأدوار المختلفة، شعرت بأنني جسدت كل الشخصيات التي يمكن أن يتصورها المشاهد على الشاشة، لذلك لم أتحمس لإنتاج عمل فني معين، لأنني لا أرى جديداً فيه.

- ما سبب تراجع مستوى الدراما التلفزيونية في رأيك؟
بعد ثورة تموز/يوليو 1952 كان الكتاب في ذلك الوقت يوسف السباعي وأنيس منصور ومحمد حسنين هيكل وغيرهم...، أما الآن فما هو المستوى الموجود! لذا يتم تقليد أفلام وأعمال معينة، حتى في الأغنيات، من كان يكتبها في الماضي ومن يكتبها اليوم، وهذا ما سنتحدث عنه في البرنامج الجديد «زمن»، وأرى أن الثورات يجب أن تغير الأمور الى الأفضل، وسيحدث ذلك بالفعل، لكننا نحتاج الى بعض الوقت ليتحقق ذلك.

- ألم تفكر في كتابة قصة حياتك؟
الناس يعرفون كل شيء عني كفنان، أما أسرار حياتي فأؤكد أنني لن أكشفها لأحد، لأنها خاصة بي، تماماً مثلما رفض الراحل عمر الشريف عندما عرضوا عليه كتابة مذكراته أو تجسيد قصة حياته، بالإضافة إلى أن هناك أسراراً في حياتي متعلقة بأشخاص آخرين، ولا أريد أن أكذب على الناس لأظهر نفسي ملاكاً مثلما نجد في بعض السير الذاتية للأشخاص.

- ما سبب غيابك الطويل عن المسرح؟
قدمت العديد من المسرحيات على مسرح الدولة مثل «أهلاً يا بكوات» و«زكي في الوزارة»، وعرضت عليَّ أخيراً مسرحية جديدة بعنوان «هولاكو» للكاتب فاروق جويدة، وأنا أعشق المسرح القومي وأراه محترماً وراقياً، لكن لا يوجد مسرح بالشكل المتعارف عليه منذ فترة طويلة.

- شاركت الفنان كريم عبدالعزيز في مسلسل « وش تاني » في رمضان الماضي ... هل هي رسالة باستعدادك للعمل مع النجوم الشباب؟
لا أمانع بالتأكيد طالما أن هناك دوراً يخدم تاريخي.

- عملت مع الزعيم عادل إمام منذ عامين في مسلسل « العراف » ، ألا تنويان تكرار التجربة؟
عادل إمام صديق تربطني به عِشرة وأخوّة لسنين طويلة، وقدمنا معاً فيلم «اللعب مع الكبار» منذ عشر سنوات تقريباً، ثم مسلسل «العراف»، ونحتاج الى وقت حتى نكرر تجربتنا معاً، وسأكون سعيداً بذلك بالطبع، لأنه فنان ونجم كبير في الوطن العربي.

- هل تشعر بأنك حققت كل ما تريد؟
على الإطلاق، فكلما قدمت دوراً، أسال نفسي ما هو الجديد الذي سأقدمه للناس من بعده، وبصدق شديد، أؤكد أنني أتعامل مع الفن وكأنني ما زلت مبتدئاً، لدرجة أن أول يوم تصوير أشعر بأنني لم أدرس الدور جيداً، وهذا شيء جميل بالنسبة الي.

- في رأيك، هل تعوض السينما المصرية نجوم الزمن الجميل؟
السينما المصرية لن تعوض أبداً فنانين بقيمة سعاد حسني ورشدي أباظة، فهما لا يزالان موجودين بأعمالهما الفنية الجميلة الراسخة في حياتنا وذاكرتنا.

- كنت سفيراً للأمم المتحدة منذ سنوات طويلة، كيف ترى ما يحدث الآن بمنح ألقاب من هذه النوعية الى كثير من الفنانين؟
كنت أول فنان سفير للأمم المتحدة للبرنامج الإنمائي، وكنت أتحدث مع الراحل بطرس غالي في وقت معين عن سبب عدم وجود فنانين عرب في هذا المنصب، وكل الموجودين كانوا من الأجانب، وتم طرح الفكرة، وقام بتعييني سفيراً إقليمياً للمنطقة العربية لهذا البرنامج الإنمائي، وأؤكد أنني لم أستفد من الأمم المتحدة ولقب سفير أبداً، لأنه لم يكن يهمني في أي شيء، بحيث أرى أن لقب «فنان» أرقى بكثير من أي لقب آخر قد يطلق عليّ.
ومع ذلك، مُنحت حينها جواز سفر ديبلوماسياً ولم أستخدمه أبداً، لدرجة خلوّه من أي تأشيرات سفر، وكنت أسافر من خلال جواز سفري المصري وأفتخر كثيراً بذلك، وبذلت جهوداً كبيرة في الوطن العربي من خلال هذا اللقب في مصر، مثل قضية «الألغام»، وقضية الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، ونفذت مشروعاً مهماً في منطقة الزرقا في الأردن، وكنت أفتح الباب بسهولة أمام هذه المشروعات من خلال حديثي وعلاقاتي برؤساء الدول وملوكها، فكنت مثلاً أذهب الى الملك حسين وأتحدث معه، والملك الحسن وأقول له نريد عمل مشروع معين... والأمم المتحدة هي التي استفادت مني، أما أنا فلم أستفد منهم أبداً.

- عيّنك الرئيس الراحل أنور السادات عضواً مؤسساً في الحزب الوطني الديموقراطي، ألم تفكر في ترشيح نفسك لأي منصب سياسي؟
بالفعل من وضعني في اللجنة التأسيسية لهذا الحزب هو الرئيس السادات، ورغم ذلك لم أحضر أياً من اجتماعاتهم، لأنني أرى أن الفنان يجب أن يكون غير مسيس أبداً، فهو يمثل بنفسه حزباً سياسياً، ومن حقي أن أقول ما أريد، لأنني لو كنت تابعاً لأي حزب وملزم بفعل أي شيء أكون غير راض عنه، إما أن أسكت أو أن أستقيل، وهناك أشخاص يؤمنون بفنانين معينين وبآرائهم السياسية من دون الانتماء الى أي حزب سياسي.

- كيف ترى الواقع العربي اليوم؟
أرى أن هناك مؤامرة كبيرة ومخططاً مرسوماً منذ زمن طويل لتقسيم كل الدول العربية وتفتيتها وتدميرها تماماً، ولو لم نأخذ احتياطنا وندرك الخطر المحدق بنا فسنخسر الكثير ونضيع، وهم ينفذون الخطة بإحكام، وبدأوا بالسودان ثم العراق وليبيا وسورية... فالخطة مرسومة بدقة.

- تردد أخيراً انفصالك عن زوجتك، ما السبب؟
لا أحب الكلام عن حياتي الخاصة، لأنني أرى أنها أمور شخصية. وكما أسلفت، لن أكشف أسرار حياتي لأحد.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079