تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

علا الفارس: لستُ ثرية لكنني أعيش أفضل من أي مليونيرة

 

يبدو وكأنه مضى الكثير من الوقت على لقائنا الأخير بالجميلة السمراء علا الفارس. فقد طرأت تغيرات كثيرة على حياتها وأحدثت مفاجآت في حياة الآخرين. تخوض في رمضان تجربتها التمثيلية الأولى، كما أصبحت وجه L>Oréal لمنتجات العناية بالشعر. يحق لها أن تتحدّث بثقة وارتياح، فهي فعلاً إعلامية عربية شابة واستثنائية...


- لنبدأ بظهورك على السجادة الحمراء في مهرجان «كان» السينمائي أخيراً...
بالتأكيد أنا سعيدة بأن أكون من النساء العربيات اللواتي أتيحت لهن فرصة السير على السجادة الحمراء في هذا الحدث العالمي في «كان» حيث اعتدنا أن نرى كبار النجوم. لقد مثّلت L>Oréal Paris كسفيرة لهذه العلامة في الشرق الأوسط وتعاوني معها هو بمثابة نقلة نوعية في حياتي... وهدية قدر على كل الجهد الذي بذلته طوال السنوات الماضية... ولكل جديد نكهة مميزة.

- ماذا قصدت بـ «هدية قدر»... شعرنا وكأنك كنت تنتظرين التقدير انسجاماً مع ما تقدمين مهنياً؟
سأكون واضحة، اقتران اسمي بـ «لوريال» اليوم ليس مسألة عادية، وثمة إعلاميات عديدات يرغبن في أن يكنّ مكاني. ورغم أنني أعتبر نفسي محظوظة بذلك، أهنّئهم بي وأهنّئ نفسي بارتباط اسمي بهم. فأنا امرأة تعشق عملها، وتثق بأن كل من تعاون معها سيعيد الكرّة. وهذا يرضيني للغاية، فتقديم عمل جيد ليس مهماً بقدر الحفاظ على الاسم المهني الذي يترك أثراً إيجابياً. أحرص على مهنيتي وأقدّر عملي ويربطني به الجانب الإنساني قبل أن أبدأ مشوار النجاحات. وبالتأكيد هذا ما كنت أنتظره، أن أكون إلى جانب من أكبُر معهم ويضيفون إلى اسمي. فأن تتحدّث الصحافة العربية والعالمية في «كان» عن إطلالتي وفستاني إلى جانب إيشواريا راي وإيفا لونغوريا وأسماء كبيرة، بأسلوب جميل، فاجأني، وربما ميّزني عن زميلاتي...

- من هن زميلاتك؟
كانت لنا تجارب سابقة على البساط الأحمر حتى مع «لوريال»، مع كل احترامي لنجوى كرم التي أحبّها كثيراً، وحبيبة قلبي أروى. لقد شعرت باهتمام الصحافة بهما، لكن ظهوري كان مختلفاً لأن الجمهور اعتاد أن يرى مغنية أو ممثلة على البساط الأحمر... بينما كنت الصحافية الأولى.

- نعم. غالباً ما تكون النجمات اللواتي يمثلن علامة تجارية في عالم الجمال مطربات أو ممثلات. ماذا عن علا فارس القادمة من عالم الأخبار والتي أصبحت سفيرة L'Oréal اليوم؟
هذا ما حاولت أن أصل إليه دوماً من مكاني. كنت على ثقة بأنني قادرة على تحقيق النجومية والنجاح من أي مكان، إن كنّا مؤثرين، سواء على الصعيد الإنساني أو الإعلاني. وأنا أقطف اليوم ثمرة نجاحي واجتهادي. فالنجومية ليست حكراً على فئة معينة من الشخصيات، والأهم هو تحقيقها بالأسلوب الصحيح.

- أي أيقونة وقفت على البساط الأحمر في «كان»؟
أنا أمثّل الفتاة العربية. كما أنني فخورة بأن اختياري تم بناء على بحث عن الجمال العربي الذي لا يتوقّف عند الشكل والملامح فقط.

- هل قيل لك بأن وجهك بدا شبيهاً لوجه سلمى حايك، وهل تعتبرين الأمر إطراءً؟
نعم، كما شبّهوني ببنيلوبي كروز وإيشواريا راي. أرى أن لكل إنسان هويته ونجاحه، ويفرحني أن يتم تشبيهي بامرأة جميلة، لكنني أشبه علا الفتاة الشقية التي تحب تسلّق الجبال... علا «الفرفورة» والبسيطة والناضجة. لدي أكثر من شخصية وأشبه أغنية محمد عبده «مجموعة إنسان». وقد سررت كثيراً بلقاء إيشواريا، ففي حياتي مجموعة من النساء المؤثرات إلى جانب أمي طبعاً. لكن في بداية مشواري تمنيت لقاء عدد من الشخصيات، منهن الملكة رانيا العبدالله وماجدة الرومي وسعاد الصباح وأحلام مستغانمي وإيشواريا... ولا أعرف كيف تحقق حلمي في 2015 بشكل غريب واكتمل في 2016 في «كان». دعتني الملكة رانيا العام الماضي إلى إفطار في القصر في نهاية 2015 ،
وكُرّمت في لندن كامرأة العام من عمدة لندن، وكانت بين المكرّمات معي ماجدة الرومي التي دعمتني بقوة بكل ما غنّت، وأحلام مستغانمي التي أقول عنها بأنها «تكتُبني». لقد حملت وملهماتي الدرع نفسها، وما زلت الفتاة التي تحفر في الصخر. أيضاً التقيت بالشيخة سعاد الصباح في الكويت، المرأة التي قرأت لها أول كتاب في حياتي بعنوان «فتافيت امرأة»، هي صديقة ماجدة الرومي وقد دعتني إلى منزلها. هؤلاء هن النساء الخمس المؤثرات في حياتي.

- لقد أثارت إيشواريا الجدل في صحافة الموضة والجمال بأحمر شفاهها البنفسجي، هل كنت لتتقبلي النقد لو كنتِ مكانها؟
بالنسبة إليّ، أطبّق سياسة «كلْ على ذوقك والبس على ذوق الناس»... لم أكن كذلك أبداً. ورغم ذلك، أنا أكيدة بأنه إلى جانب من انتقد إيشواريا، ثمة من أُعجب بإطلاتها وتقبّل التغيير الذي أحدثته ونال رضى أذواق فئة معينة.

- لمَ باتت الفتيات العربيات نسخاً متشابهة؟
عمليات التجميل أو التشويه هي السبب أحياناً. وأنصح الفتيات دوماً بالحفاظ على جمالهن الخاص، وأقول لكل منهن Be yourself. أما بالنسبة إليّ، لا أحب أن أشبه أحداً ولا أن يشبهني أحد.

 - هل تشعرين بأن مسؤولية العناية بجمالك كبُرت الآن؟
بالطبع، وأنا أحب شعري كثيراً. فلطالما كان الشعر الطويل حلماً يراودني بينما كانت والدتي تختار لي تسريحة صبيانية قصيرة. فقد كنت الابنة الوحيدة بين سبعة أشقاء. وحين أصبحت صاحبة قرار حلفت بعدم قص شعري. وقد اعتدت على قصّ أطرافه بنفسي حرصاً مني على طوله. وأعتبر أن الشعر هو نصف جمال المرأة، ويمثّل جزءاً من هويتي.

- بمَ فكّرت تحديداً قبل سفرك إلى «كان»؟
قد لا أكون فتاة ثرية، لكنني أعيش أفضل من أي مليونيرة. لم أحلم يوماً بأن أصبح أميرة، لكنني عشت حياتها. جلست مع الملكة رانيا وانتقلت لاحقاً إلى مخيمات اللجوء والشتات حيث التقيت الإنسان الأقل حظاً في الدنيا. اختبرت الكثير من الموافق المتناقضة. صوّرت في القصر كما رويت قصتي الإعلامية من خيمة. عشت كل مستويات الحياة وأجوائها واخترت أن أكون امرأة وسطية في كل شيء. قبل قدومي إلى «كان» لم أفكر بأنني متجهة إلى العالمية وأشق طريقها. لم أفكّر يوماً من هذا المنطلق. كان همي أن أشرّف من وثق بي، وأن أكون على قدر التوقّعات. وحين وصلتُ إلى «كان» فكرت كيف مرت كل هذه السنوات وأصبحت إنسانة مؤثرة وناجحة والمرأة العربية المميزة في مهنتها. وأكثر ما أفرحني وأنا أسير على البساط الأحمر حين سمعتهم ينادونني بـ «الصحافية الأردنية». لقد دمعت عيناي وخفق قلبي بسرعة لأنه اللقب الأحب إلي.

- قلتِ للتو بأن «الصحافية» هو اللقب المفضل لديك، لكن ماذا عن «علا الممثلة»؟
أخوض تجربتي التمثيلية الأولى من خلال مسلسل «الدمعة الحمراء» بعد سنوات من تلقي العروض. قد يكون السبب الشهرة التي حققتها كمذيعة أخبار. لم أطرق يوماً باب النجومية، بل حرصت على تقديم إعلام هادف، وانتقلت من السياسة إلى الشق الإنساني. وجدتُ الشهرة تلحق بي من مكان إلى آخر. وأنا سعيدة بأنني أعيش مرحلة نجومية مختلفة وأتمنى تذوق طعم جديد من النجاح، وأحلم دوماً أن أوظف ما وصلت إليه في المكان المناسب مع الأشخاص المناسبين. وبالعودة إلى المسلسل، هو مأخوذ عن ملحمة «الدمعة الحمراء» الشعرية للأمير محمد الأحمد السديري، ويُعد من أضخم الانتاجات التلفزيونية التي يشاهدها الجمهور العربي على mbc هذا العام. وشرف لي أن يكون هذا المسلسل من بطولتي وزميلي تركي يوسف، إلى جانب 130 فناناً وفنانة من العالم العربي. النص قوي للغاية، والأشعار رائعة جداً، وسيستمع الجمهور إلى 15 أغنية بصوت الفنان راشد الماجد. أتمنى أن يحب الجمهور هذا العمل، لأن شخصية «شيما» التي أؤديها فيه تشبهني كثيراً. لكن اللباس البدوي هو الفارق الوحيد بيننا. وأود التوضيح بأنني لن أكون ممثلة، فقد تفتح هذه التجربة أبواباً أخرى وقد لا تفتح. لا أطمح الى اقتحام عالم التمثيل، هي فقط تجربة أهديها لشاشة mbc ومشاهديها في عيدها الـ25. لقد صُوّر العمل في وادي رم، وأجده أحد أبطال العمل تماماً، كوجود راشد الماجد وتركي يوسف وعبدالمحسن النمر وعبير عيسى... وأسماء كبيرة في عالم الدراما.

- اقتحمت عالم الدراما بدور بطولة من البداية...
لمَ لا! ألا أستحق؟ لا أعرف إلاّ أن أكون في الصدارة. لدي طموح وإرادتي قوية. لطالما عُرضت عليّ أدوار البطولة حتى كنتُ أتساءل: «ما الذي يدفع البعض إلى إسناد دور البطولة لي، سواء في مصر أو الخليج؟». كنت متردّدة حتى آخر لحظة، فربما لمسوا فيّ جانباً لا أعرفه، كما أننا نعيش مرحلة اللااحتكار في أي مجال. فثمة فنانات انتقلن إلى عالم الإعلام! وربما معتقداتي المتحجّرة جعلتني أتأخر في إحداث تغيير في حياتي المهنية لناحية البرامج رغم أنني أعتز وأفتخر بكل ما قدّمته وأؤجل خطوة التمثيل. وأؤكد من جديد أنني لست ممثلة وإنما أخوض هذه التجربة بناء على طلب mbc وإلحاح المنتجين المستمر طوال 4 سنوات.

- هل كان الالتزام بمواعيد تصوير المسلسل أصعب من مسؤوليتك الإعلامية؟
لا تطرحي عليّ هذا السؤال، فأنا Workaholic ومخلصة لعملي... ومهما تعبت في عملي لا يؤثر ذلك في حبي له. البرامج المباشرة لا تستمر إلا ساعة واحدة، بينما قد يتواصل تصوير المسلسل حتى ساعات الفجر الأولى. كما أن جمهور الدراما مختلف وأنتظر آراءه وتعليقاته بعد شهر رمضان، وأنا مستعدة لتحمّل كل النتائج لأنه قرار اتخذته بكامل قواي العقلية. لقد فكّرتُ كثيراً...

- إلى أي مدى يحمل كلامك ثقة كبيرة بالنفس؟
لطالما تكلمت عن الفارق بين الغرور والثقة بالنفس. ومن يعرفني جيداً سيدرك بساطتي، فعلى قدر ثقتي بنفسي أعيش قلقاً داخلياً كبيراً. وكل جديد في حياتي يعزز هذا القلق لأنني تعوّدت على القفزات، وهذا يخيفني. أفكر دوماً بالاستمرارية، فالجمهور مهما كان محبّاً، نراه يبحث دوماً عن الجديد ويفضّل تذوّق نكهات أخرى. وأنا متيقنة من ذلك تماماً، وأحرص اليوم على  الحفاظ على ما وصلت اليه. ورغم ذلك، ثمة من يستخف بأحلامنا ونجاحاتنا.

- كامرأة جميلة، هل شعرتِ بأن ثمة من استخف بنجاحاتك؟
شكراً لأنك قلت بأنني جميلة. المرأة في عالمنا العربي متهمة دوماً حتى تثبت العكس، فما بالك إذا كانت هذه المرأة تحظى بالقبول. مذ دخلت عالم الإعلام بدأت موجة عمليات التجميل، وتقصّدت بعضهن الظهور بأزياء لافتة لإبراز مفاتنهن، بينما اخترت الطريق الأصعب، ولو أردت الاعتماد على جمالي لكنت اقتحمت عالم التمثيل من البداية، بينما نزلت إلى الميدان لأمارس مهنتي ثم أصبحت مذيعة أخبار احتياطية ثم معدّة ومنتجة برامج... لقد أحببت مهنة الإعلام مذ كنت في الـ17 من عمري حتى أحبّتني... وأعطيتها حتى أعطتني. وكلما تعبت أكثر يقدّرني أكثر. لا تلوميني على حبي لعملي، وأي شخص يقلّل من نجاحاتي لن أعيره أي اهتمام، ولن أشرذم مسيرتي من أجل المحبطين وأعداء النجاح. أؤمن بأن الإنسان هو عدو نفسه الأول، ومن الضروري أن يسمع صوته دوماً ويحفز ذاته بالقول: «أنا قادر... أنا أثق...». وأنا اليوم لا أتحمل مسؤولية نفسي فقط، بل كل من يتابعني على مواقع التواصل الاجتماعي ويكتب لي. عبّرت عن حزني علناً في إحدى المرات، وفوجئت بسيل من المتابعين الذين استفزتهم دموعي. لقد تأثرت بكلماتهم كثيراً.

- هل تملكين الجرأة للكشف عن الموقف الذي أحزنك حينها؟
لدي الجرأة... ربما نتوقع أن يتعايش البعض مع أحزاننا وأفراحنا. وقد لا أحسن اختيار من حولي بدقة أحياناً فأتفاجأ ببعض الأشخاص. وفي حياتي الشخصية لم أوفق في اختيار بعض الأصدقاء، وواجهت أنانية البعض وعدم تفهمهم لطبيعة عملي... ربما هي الغيرة، لا أعرف. بينما رغبت من أن يكونوا أول المهنئين والمباركين لي على نجاحاتي. كان الغريب أقرب، فبكيت وأنا أتحدث عن الأمور. فأنا لا أشارك حياتي مع أرقام، بل مع متابعين يعيشون معي، وهم جمهور غير عادي ولولاهم لما كنت علا الفارس.

- «الدمعة الحمراء» عنوان مؤثر... ما أغلى دمعة ذرفتها؟
أغلى دمعة ذرفتها وبحرقة كانت يوم رحيل والدي. لكل إنسان همّه مهما كان وجهه بشوشاً. وما من إنسان سعيد 100 في المئة، لكنني أطمح إلى السعادة وبلوغ الأفضل وأحاول أن أجعل من حولي سعيداً من خلال أعمالي الخيرية التي أتبناها أو أُطلقها.

- أن تكوني المرأة الأردنية الثانية الأكثر شعبية من حيث المتابعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الملكة رانيا، ماذا يمثّل لك هذا الواقع؟
يمثّل لي هذا الواقع الكثير، فقد عرفت أخيراً أن الإنسان مهما حقق من نجاح يبقى طعم هذا النجاح مختلفاً في وطنه وبين أهله. وأنا أفتخر بذلك لأنني أعي أن الشعب الأردني صعب المراس ولا يتقبّل بسهولة، ولا يحب إلاّ من يمثله لأنه شعب بسيط ويحب البساطة. نحن نقتدي بالعائلة الهاشمية، فرغم أنها حديث العالم، لكنها قريبة من القلب ونتعلم منها كيف نكسب محبة الناس. وأنا سعيدة للغاية لأنني أقدّم للسنة الثانية على التوالي حفل الاستقلال في الأردن بحضور أكثر من 100 ألف متفرج، وفرحت كثيراً ودمعت عيناي حين شاهدت من يحمل صوري في المكان. أعتبر نفسي اليوم سفيرة للأردن.

- مرّت سنوات طويلة على وجودك في mbc، هل أنت راضية عما وصلتِ إليه؟
راضية طبعاً، لكنني أتطلع الى الأفضل وأعرف جيداً أنني أستحق الوصول، ومقوماتي كمحاورة تفوق ما أنا عليه اليوم. لكن هذه هي الظروف السائدة اليوم. وتجربة التمثيل لم تكن إلاّ للتأكيد على استمراريتي مع mbc وحبي لهم... أحترم رضاهم عني.

- إلى أي مدى تشبهك دبي التي تقيمين فيها حالياً وأنت التي أحرزت رقماً قياسياً حين بدأت مسيرتك الإعلامية كأصغر مراسلة في الشرق الأوسط؟
كنت في الـ 17 من عمري حين أصبحت مذيعة للأخبار. دبي تشبهني لأنها لا تعرف المستحيل. كما أنها تقدم مفاجآت يصعب توقّعها، وأنا مثلها أطبّق مقولة «داري على شمعتك تقيد». هي أرض تحقيق إحلامي، والأوطان ليست فقط التي تنجب بل التي تربي أيضاً. أنا ابنة الإعلام السعودي، والإمارات التي احتضنتني.

- هل كنت طفلة مدلّلة حين جئت إلى mbc؟
أبداً، لقد حفرت في الصخر. فقد كنت أعمل وأتابع دراستي. وكان كسري سهلاً، فلم أكن أملك متابعين أو أجذب الإعلانات للقناة، لكنني استغللت الفرصة بإيمان ونشاط وكسبت ثقتهم بي. لقد آمن بي مديري وكان يقول لي عبدالرحمن الراشد: «أنت هنا الآن، أين ستكونين بعد عشر سنوات؟». وحين مرّت السنون التقيت به عند المصعد وسألته إن كان راضياً عني، فقال بأنني أبهرته وتجاوزت كل توقعاته. ثمة كلمات لا تمرّ مرور الكرام في هذه الحياة. لقد قال كلمته ومشى بينما فكرت في حديثه شهوراً. وددت أن أكون عند حسن ظن هذا الأستاذ الذي أراه علماً من الإعلام السعودي، ومع ذلك قال لفتاة يافعة هذا الكلام.

- هل قلّ شغفك بالحياة للحظة؟
لا أملك شغفاً بالحياة بل بعملي. وأنا كأي إنسان طبيعي أمرّ بطلعات ونزلات. في إحدى المرات قلت لمديري بأنني لا أعمل من أجل جمع المال أو تحقيق الشهرة، بل انطلاقاً من شغفي بالإعلام وحماستي له. وكنت حريصة على أن أحمي هذا الشغف.

- هل يمكن أن تقبلي الإهانة من مديرك؟
قد أتحمّل أي شيء إلاّ المسّ بكرامتي. فأنا إنسانة في النهاية، وما من إنسان سوي يقبل الإهانة. هذه خطوط حمراء، وأحمد الله على أنني لم أتعرض لموقف مماثل.

- حدّثينا عن بداية انغماسك في العمل الإنساني...
البداية كانت عملاً تطوعياً في الجامعة، ثم توجّهت إلى إعداد التقارير الإنسانية التي لا تتوقف عند الكشف عن آلام الآخرين أو الرقص عليها كما يفعل البعض للأسف. لقد أطلقت مبادرات عدة، منها جمعية «ليان» لمساندة اللاجئين السوريين، ونشرت أخيراً رابطاً للتبرعات بالتعاون مع جمعية عبدالرحمن السميط، «العون المباشر» في الكويت لبناء مشروع في كينيا... كما مارست الكثير من النشاطات لمساعدة الأطفال في تحصيل العلم في الهند، وقد وجدت نفسي في هذا المجال.

- ما هي نقطة التحوّل الكبرى في حياتك؟
وفاة والدي الذي كان رجلاً ديبلوماسياً في البرلمان الأردني. لقد تعلمت منه حب الوطن والخير والآخرين... وكيف أكون امرأة قوية وفي الوقت نفسه بسيطة وقريبة من الناس. ولطالما رغبت في أن يرى ما وصلت إليه اليوم. 

- هل توازنين بين حياتك الخاصة والمهنية؟
الأمر صعب للغاية. وحياتي الخاصة تشهد الكثير من التقصير، لكنني ألازم عائلتي في الإجازة وأحاول تعويض أي نقص، فأنا أحتاج إليهم وهم يحتاجون إلي. ولعائلتي الأولوية في حياتي. لقد تربيت على أنني لا أملك إلاّ بيتي الذي تمثله أمي وأشقائي حفظهم الله.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080