تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

هوايات تعرّض أصحابها لخطر الموت

يمكن الإنسان أن يفهم الناس الذين يمارسون هوايات معروفة، كالأدب والرسم والموسيقى والغناء ومختلف الألعاب الرياضية. وفي مقابل ذلك، هناك هوايات جامحة تعرّض أصحابها للخطر، ومع ذلك تجد عدداً غير قليل من الناس يمارسونها. فما هي هذه الهوايات؟ ولماذا يذهب بعض الناس دون غيرهم لممارستها؟ ذلك ما تجيب عنه «لها» في هذا التحقيق من مصر والإمارات، الذي يعرض جانباً من هذه الهوايات ويسلّط الضوء على الأسباب النفسية والاجتماعية الكامنة وراءها.


في مصر: الهوايات تزداد خطورة
أكل الزجاج، شرب السولار، صيد الأفاعي، حمل السيارات الثقيلة... كلها هوايات خطرة انتشرت في المجتمع المصري في حقبة التسعينيات وبداية الألفية، لكن التطور التكنولوجي والمعرفي تسبب في انتشار هوايات أكثر خطورة بين أوساط الشباب، فما هي أبرز الهوايات الخطرة التي يقبل عليها الشباب؟ وما وجه استمتاعهم بها؟

محمود مصطفى كمال: القفز فوق السحاب
محمود مصطفى كمال، 28 عاماً، مذيع في إحدى الإذاعات، مغرم بالسفر داخل مصر، لكن هوايته بدأت تأخذ طابع المغامرة منذ عام 2013، عندما راح يسافر خارج مصر إلى قارات العالم المختلفة، كأوروبا وآسيا وبعض دول إفريقيا. ويؤكد محمود أنه بالإضافة إلى عشقه للسفر، يبقى التزحلق على الثلج الهواية التي دفعته للسفر حتى يتمكن من ممارستها، لأنها غير متوافرة في مصر، ويضيف: «كثر هم من يمارسون هواية التزلّج على الجليد، لكن الخطورة في ممارستها أنني لم أتدرب عليها جيداً وأحاول جاهداً الحفاظ على توازني لئلا أسقط. ورغم فشلي فيها على مدار ثلاث رحلات، أراني مصراً على احترافها، ولا ألتفت إطلاقاً إلى خطورة هذه الرياضة، التي قد ينجم عنها كسر في الساق أو الذراع أو حتى اصطدام بشجرة. ورغم علمي بأن تلك الهواية قد تكون سبباً في وضع حد لحياتي، لا أستطيع مقاومة سحر التجربة، فنجم سباق السيارات «الفورمولا» الألماني مايكل شوماخر، رغم نجاته من خطورة سباقات السيارات التي شارك فيها وحصد عنها بطولات عدة، فإنه لا يزال في غيبوبة منذ أكثر من سنتين إثر ارتطام رأسه بصخرة أثناء ممارسته لهواية التزحلق على الثلج، رغم ارتدائه خوذة واقية».
السفر والترحال هما هواية محمود الأولى، على حد قوله، لكن هذه الهواية الآمنة قد تتخذ منحى خطراً في بعض الأحيان، حين يقرر محمود السفر عشوائياً من دون تخطيط ولا ميزانية محسوبة، ويقول: «المخاطرة موجودة في كل مكان، فجميعنا نخاطر عندما نتوجه إلى عملنا في الصباح، لا أحد يعلم كيف ستنتهي حياته أو متى، لذا أستمتع بالمخاطرة التي أقررها بمحض إرادتي، جميع الاحتمالات الخطرة في قرارات سفري العشوائي قائمة، منها السرقة ولي أصدقاء كثر مروا بها، ومنها احتمالات القتل في الأماكن غير الآمنة، فمثلاً عندما سافرت إلى فيتنام غامرت بدخول شارع يبيع قطع غيار الدراجات النارية من أجل استكشاف الطبقة الشعبية الفقيرة من مواطني فيتنام، حينها كان يبدو أنني غريب ولن أمر بسلام لولا العناية الإلهية».

البحث عن الفضول والإثارة
ويتابع: «من المخاطر التي أتعرض لها أيضاً، أنني وقت السفر أتعرف أحياناً إلى أشخاص للمرة الأولى، ويدعونني للإقامة في منازلهم بدلاً من الإقامة في الفنادق، وأقبل الدعوة من دون التفكير في أي مخاطر، وهنا بالطبع تكثر احتمالات السرقة بما فيها سرقة الأعضاء. وذات مرة، قابلت فتاة في البرتغال وعرضت علي الإقامة في منزل أسرتها في إحدى القرى، فوافقت لكنني فوجئت بأن القرية منطقة شبه مهجورة لا يسكنها أكثر من 4 أشخاص.
ويشير محمود إلى أن من مخاطر السفر غير المخطط والآمن، نفاد النقود، وهذا ما حدث له في إحدى رحلاته التي مر بها على ست دول، حيث صرف نقوده بالكامل، ولو أنه كان قد انتظر في إحدى الدول ثلاث ساعات إضافية لما وجد نقوداً ليشتري بها طعاماً، على حد قوله.
الفضول والإثارة وخوض تجارب جديدة، هي دوافع محمود إلى المخاطرة في هواياته وسفراته. ويضيف: «في ألمانيا عام 2015، حاربت خوفي وقفزت من الطائرة فوق السحاب. لطالما تطلعت إلى هوايةskydiving وتعلمها، لكنها لم تكن متوافرة في مصر، وظللت أحلم بتحقيقها ولم تكن مختلفة كثيراً عما توقعته، لا أنكر أن الخوف انتابني للحظات قبل فتح باب الطائرة والقفز منها، لكن رغبتي كانت أقوى، وسبحت لمدة دقيقة ونصف دقيقة بسرعة 200 كلم/ ساعة بين السحاب، قبل أن يفتح الباراشوت». ويتابع: «السيلفي من أعلى قمم الجبال والمباني والآثار الشاهقة من أكثر هواياتي الخطرة استمتاعاً، ورغم حوادث الموت التي كثرت بسبب هذه الهواية، لا تزال المفضلة بالنسبة إلي في كل الأماكن والمرتفعات التي أتسلقها، وتبقى لي هواية أخطط لها قريباً، وهي القفز من أعلى جبل بحبل مربوط في قدمي».

محمد علي: أعشق الـ MMA رغم كونها تصريحاً بالقتل
محمد علي، 35 عاماً، مهندس شبكات، يؤكد أنه كان مغرماً منذ نعومة أظفاره بالرياضات العنيفة، مثل المصارعة الحرة ومشاهدة أفلام الأكشن، ومنذ ما يقرب من 20 عاماً بدأ في متابعة إحدى الرياضات العنيفة، والتي يطلق عليها MMA، وهي عبارة عن قفص حديد في داخله مقاتلان ثالثهما حكم، وتتألف المباراة من ثلاث جولات، والمباراة النهائية للفوز بالحزام (وفق الوزن) خمس جولات، كل جولة مدتها خمس دقائق، وفاصل الراحة دقيقة ونصف الدقيقة، وهذه اللعبة شبيهة بالملاكمة، لكن يسمح فيها بالضرب بالقبضتين والأرجل والركب والأكواع، وفيها «طرحات» (طرح اللاعب أرضاً)، فضلاً عن خنق أحدهما للآخر لإجباره على الاستسلام، وإن لم يخضع يحق للاعب الآخر كسر رجله أو ذراعه أو الاستمرار في خنقه حتى الاستسلام، وتأتي النتيجة لمصلحته، وبالتالي يكتب اللاعب قبل الشروع في المباراة تعهداً بأنه مسؤول عن كل العاهات والإصابات التي تحدث له، حتى وإن وصل إلى الموت.
ويضيف محمد: «رغم خطورة اللعبة التي قد تودي بالحياة، لم أتردد في ممارستها منذ أربع سنوات عندما وجدت إليها سبيلاً، فهي دخلت إلى مصر حديثاً في عام 2008، وحالياً أستعد لمباريات الفوز بحزام وزنه 70 كيلوغراماً، ورغم إدراكي أن هذه اللعبة تصريح بالقتل بلا عقوبة، فإنني أعشقها».

مازن حمزة: برهنت للعالم أن ذوي الاحتياجات الخاصة ناجحون
يعد تسلق الجبال حتى بلوغ القمم هواية خطرة للأصحاء، فكيف بمازن حمزة، 28 عاماً، موظف حكومي، وهو أول معوّق يتمسك بهذه الهواية، ضارباً عرض الحائط باحتمالات السقوط أو التجمد! يقول مازن: «المخاطرة في هوايتي موجودة، لكنني فضلت ممارستها حتى أثبت للعالم أن ذوي الاحتياجات الخاصة أشخاص لا يختلفون بالإصرار والعزيمة عن الأصحاء، وبدأت بتسلق قمة هرم خوفو بمفردي، ولم أفكر كثيراً في احتمالات السقوط أو الموت بسبب إعاقتي... فقط آمنت بقدرتي على تحقيق هدفي».
ويتابع: «رغم الخطورة، فإن نجاحي في تسلق الهرم الأكبر دفعني إلى تسلق جبال سيناء، مثل سانت كاترين وجبل موسى، ثم الاشتراك في مسابقة عالمية لتسلق قمم جبال الأطلس في المغرب، وهي أعلى القمم في القارة الإفريقية، وكان الفوز في مرحلة التصويت هو شرط دخول المرحلة، ومع إصراري وتشجيع الناس لي، حصلت على 49 في المئة من إجمالي أعداد التصويت للمتسابقين، وبالفعل فزت بالمركز الأول في تسلق الجبال، وأثبتّ للمجتمع أن المعوّق قادر على النجاح في شتى المجالات، فبهوايتي الخطرة أرى أنني أحارب الصورة النمطية التي يفرضها المجتمع على المعاقين».
ويؤكد مازن أنه يتمنى تحطيم الأرقام القياسية في تسلق الجبال، وأن يسجل رقماً في موسوعة «غينيس»، رافعاً العلم المصري على أعلى القمم الجبلية.

علي عبده: أقهر طرق الموت لنشر سياحة الدراجات البخارية
تشتهر الطرق السريعة في مصر بخطورتها، والبعض يطلق عليها طرق الموت، لكن علي عبده، 32 عاماً، مهندس نظم ومعلومات، قرر مصارعة طرق الموت والسفر عليها بالدراجة، تحقيقاً لهوايته ونشر ثقافة السياحة بالدراجات البخارية في مصر. يقول عبده: «عام 2013 قررت التخلص من روتين عملي في المكتب، الذي يفرض عليَّ التسمر أمام شاشة الحاسوب، فحاولت توسيع دائرة معارفي من طريق الانضمام إلى فريق قيادة دراجات بخارية، واشتريت دراجة لأتدرب عليها، وكانت أول رحلة لي إلى محافظة الواحات البحرية، والنتيجة استمتاع تام غير مسبوق، ثم اصطحبت بعض الأصدقاء في أسفار إلى محافظة سيوة وغيرها من المحافظات السياسية».
ويتابع: «حاولت أن أدعو بعض راكبي الدراجات البخارية إلى هذا النوع من السياحة في مصر، فاعتذروا لظنهم أن مصر غير آمنة بسبب أخبار الإرهاب المنتشرة في الإعلام، فقررت المخاطرة الأمنية وسافرت الى الكثير من المحافظات لأكتشف الوضع بنفسي، وكنت عرضة للعديد من المشاكل الأمنية، لكنني أثبتّ أن مصر آمنة، ثم قررت السفر في مصر كلها وتسجيل أعلى رقم في موسوعة «غينيس» للسفر بالدراجات البخارية، فطفت محافظات مصر من الشمال إلى الجنوب، محققاً ستة آلاف كيلومتر في سبعة أيام، وكان شرط الموسوعة أن يختلف طريق الذهاب عن الإياب».
ويضيف علي: «لم ألتفت كثيراً إلى خطورة السفر بواسطة الدراجة البخارية، وواجهت بعض حوادث الموت بسبب أن الطرق السريعة غير ممهدة، وكدت ألقى حتفي في طريق السويس- بورسعيد، لولا العناية الإلهية وتحذير أحد أبناء المحافظة لي قبل أن أسقط في حفرة كبيرة، فسائق الدراجة البخارية يعتمد في المقام الأول على التوازن، فإن اختل، يصبح عرضة للموت، وقد لقي أكثر من صديق حتفهم بسبب الطريق، حيث اختل توازن الدراجة البخارية على طريق غير ممهد فاصطدم راكبها بحائط ومات».
ويلفت علي إلى أن الحذر لا يمنع القدر، لذا فهو لا يزال مصراً على هوايته الخطرة، مؤكداً عزمه على تصميم «موبايل أبليكيشن» إرشادي لجميع الأماكن والمعالم السياحية في مصر بالخريطة، لمن يهوون رياضة الدراجات البخارية.

الدكتور هاشم بحري: الهوايات الخطرة نوع من أنواع مضادات الاكتئاب
في الجانب النفسي، يؤكد الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، أن العالم كله عكف على دراسة دافع الإنسان إلى الهوايات الخطرة، التي قد تودي بحياته منذ انتشار «مصارعة الثيران»، التي تحمل خطر الموت للمصارع، فوجد أن ممارس الهواية الخطرة يصارع اليأس الشديد، فإما أن تنتهي حياته أو ينجو فيبدأ حياة جديدة بمنظور مختلف.
ويتابع أستاذ الطب النفسي: «بعض ممارسي الهوايات الخطرة يعانون اكتئاباً شديداً، وبالتالي تتحول تلك الهوايات إلى مضاد للاكتئاب، والبعض الآخر من المهووسين بالهوايات الخطرة يبحثون عن إثارة شديدة في حياتهم تجعلهم يقبلون على الحياة».
ويوضح بحري قائلاً: «الشخص المنجرف وراء الهوايات الخطرة يهدف الى لفت الأنظار إليه، وكأنه يريد توجيه رسالة الى العالم مفادها: «أنا هنا»، ويأتي لفت الأنظار بطريقة مبالغ فيها كنوع من التحدي في الحالة القصوى، فالشخص يريد أن يقول إنه الوحيد في العالم القادر على القيام بمثل هذه الأشياء الصعبة، التي لا يقوى عليها الأشخاص العاديون، وكثيراً ما يتعارض لفت الأنظار مع الحياة نفسها فيعرّض نفسه للموت، وبالتالي هذه الشخصية تعاني الهشاشة النفسية.

دوافع اجتماعية
وفي الجانب الاجتماعي، تؤكد الدكتورة عزة كريم، أستاذة علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن الانجراف وراء الهوايات الخطرة إحدى السمات الشبابية، حيث إن مرحلة الشباب تتسم بالجرأة والتهور، فالطفل يخاف من ارتكاب بعض التصرفات الشبابية، والمسن أو الشخص الناضج يحسب المخاطر بتعقل. وتتابع: «الإقدام على ممارسة الهوايات الخطرة يأتي من باب التباهي والتميز والانفراد من دون حساب العواقب. والسبب في انجراف الشباب وراء تلك الهوايات هو التنشئة منذ الأساس، فالأمهات يتركن أبناءهن فريسة لأفلام «الأكشن» المحرّضة على العنف، فضلاً عن الانفتاح التكنولوجي، وبالتالي يتطلع الطفل إلى تحقيق ما يراه، ويشجعه على ذلك مستقبلاً تهور الشباب ورغبته في التفرد بسلوك معين».
وتشدد أستاذة علم الاجتماع، على أن هذه السلوكيات الخطرة يمكن الأم تحجيمها منذ الطفولة، في إبعاد أبنائها عن ممارسة الرياضات العنيفة، أو مشاهدة أفلام الرعب، وإدماج الطفل في رياضات جماعية تجعله أكثر انخراطاً في المجتمع.

في الإمارات: السباقات الخطرة هوايات يمارسها الشباب
تلّ عوافي

تابع العام الماضي حوالى 15 ألف شخص بطولة «تل عوافي» لتسلق التل الرملي الشاهق الارتفاع بواسطة مركبات الدفع الرباعي والتي أُقيمت في ميدان «تل عوافي» في المنطقة الطبيعية السياحية في رأس الخيمة. هذه البطولة التي يحمل المهرجان اسم التل الشهير فيها، كانت ولا تزال من أخطر الرياضات التي يمارسها شبان الإمارات، خاصة مع تقنين المشاركات فيها وتحديد أنواع السيارات وطرق التسابق لبلوغ المرتفع، بعد سلسلة من الحوادث الأليمة التي راح ضحيتها العديد من المتسابقين في سنوات سابقة، كان آخرهم بدر بطي الكيبالي، 20 عاماً، والذي انتهت مغامرته بتدهور سيارته اثناء أدائه حركات استعراضية فيها، فلفظته خارجها، ثم انقلبت فوقه، لتثبت التحقيقات أن سبب هذا الحادث المروع هو القيادة المتهورة.

الرياضات القصوى...
مغامرات تحبس الأنفاس

يُعد السعودي وهاوي القفز المظلّي الحر حسين القزاز، ومتسلقة الجبال اللبنانية غيدا أرناؤوط اثنين من أكبر عشاق الرياضات القصوى في الوطن العربي. وقد اختارت قناة «Quest عربية» هذين المغامرين ليقدّما برنامج المغامرة والسفر الذي يحمل اسم «نبض المغامرة» والذي تم تصويره في مناطق مختلفة من البلدان العربية.
ويرصد البرنامج رحلة حسين وغيدا ضمن مجموعة من المناطق الجغرافية المذهلة، والتي يختبران خلالها المغامرات الممتعة والرياضات القصوى الحماسية التي يمكن ممارستها في المنطقة، وهي تتضمن تسلق الجبال المطلّة على المياه من دون حبال حماية في سلطنة عمان، والتجذيف في التيارات المائية السريعة في المغرب، والطيران المظلّي فوق الثلج في لبنان، والقيادة على الكثبان الرملية في دولة الإمارات.
لدى حسين شغف كبير برياضة القفز المظلّي الحر، وقد نفذ 118 قفزة، كما أنه ينشر مقاطع الفيديو الحماسية الخاصه به والتي تحبس الأنفاس عبر قناته على موقع «يوتيوب»... وعن ذلك يقول: «أحب تجربة كل جديد في الرياضات القصوى والألعاب الخطرة. وكنت أهدف دائماً الى تشجيع الآخرين على ممارسة هذه الأنشطة الممتعة، خصوصاً أنني أحب السفر إلى مناطق مختلفة وبلدان جديدة لأستكشف الرياضات المحلية والعادات والثقافات المتنوعة في كل منها. وأجد ذلك ممتعاً، وأظن أن من المهم تعلم الرياضات باتباع الأسلوب الذي يتبعه أفراد المجتمع المحلي».
أما غيدا فتدير صفحات التواصل الاجتماعي، كما تنشر كل مغامراتها عبر مدوّنتها الخاصة على الانترنت، وتهتم بتعريف الفتيات في الوطن العربي بمتعة الأنشطة الخارجية، وتؤمن أيضاً بقدرة برنامج «نبض المغامرة» على تحقيق ذلك، وتضيف: «شعرت بسعادة غامرة حين علمت بفوزي بفرصة تقديم البرنامج، مما أفادني في تجربة العديد من الأنشطة الممتعة على شاشة التلفزيون، بالإضافة إلى التعرف إلى مجموعة من الأشخاص الذين يشاركونني هذا الشغف، كما سأتمكن من التواصل مع شريحة كبيرة من المتابعين لأشجعهم على خوض هذه المغامرات والاستمتاع بالأنشطة في الهواء الطلق... فتمكّني من ممارسة الأنشطة المفضلة لدي وتحقيق هدفي الخاص في آن واحد مدعاة للسعادة».

تسلق الجروف الصخرية
من دون حبال حماية

وفي إحدى المرات توجّه كل من حسين وغيدا إلى قرية قنتب التي تبعد 40 دقيقة من العاصمة العمانية مسقط، والتي تعد إحدى الوجهات الرئيسة لمتسلقي الجبال في السلطنة لممارسة هوايتهم الفريدة والمميزة لينضما بذلك إلى طاقم عماني زوّدهما بالتوجيهات وبأفضل النصائح لخوض غمار هذا التحدي.
ويؤكد حسين أن رياضة التسلق تفرض عامل التحدي، وقد امتحن من خلال خوضه هذه التجربة مدى انضباطه وقدرته على التحمل والصبر، مضيفاً: «لقد استمتعت كثيراً بأولى تجاربي في تسلق الجبال المطلّة على المياه، بحيث انتابني شعور غريب عند محاولتي تسلق تلك الصخور وسقوطي في الماء بعد تعثري لإعادة المحاولة مجدداً.
أخطط مع المدرب للعودة إلى الموقع نفسه لتسلق الصخرة التي تدعى «محطّمة الرؤوس»، والتي واجهت صعوبة في تسلقها عند تصوير حلقات البرنامج. ولتحقيق هذا الهدف، جلبت معدّات خاصة للتدريب على التسلق الى منزلي لأتمكن من التدرّب وتخطي هذا التحدي بنجاح».
أما غيدا فقد سبق لها أن تسلقت المنحدرات مرتين على الأقل، ولكنها واجهت تحدياً نفسياً من نوع آخر، إذ تعرضت لحادث سقوط أدى الى تهشّم عظام الحوض لديها، مما جعلها ترتعب من الأماكن المرتفعة، وتقول: «سعدت كثيراً بعدما علمت أننا سنخوض هذا التحدي خلال تصوير البرنامج. فقد مارست رياضة التسلق من دون حبال حماية مرتين من قبل، واستمتعت بتجربة تسلق الصخور المطلّة على المياه، إلا أن حادثة سقوطي أثرت فيّ نفسياً، وكدت أتوقف أكثر من مرة بسبب خوفي من المرتفعات، هذا الخوف الذي جعلني أحسب كل خطوة أُقدم عليها. ورغم ذلك، سأعود إلى موقع التصوير لخوض التجربة مجدداً».

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078