منزل يتخطّى حدود الزمن
نبض الحياة الذي يعشقه الكبار والصغار في عالم الهندسة، يضفي جاذبيته وألوانه وابتكاراته التصميمية الفريدة على أيّ عمل هندسي يدخله، فهو لكبار السنّ أمل بالحياة، وللشباب نبض إضافي. لكنّ التميّز هو أن يجمع المهندس بين الضجيج والهدوء، والصخب والتألق في قالب من الجرأة والأناقة. هذا بالضبط ما أتقنه المهندس فيك فانليان في هذه الشقة السكنية.
أراد المهندس لهذه الشقة الفسيحة على امتداد 360 متراً مربعاً أن ترافق كل الأزمنة والعصور. فموقعها على إحدى التلال اللبنانية القريبة والبعيدة في آن معاً من العاصمة بيروت، أضفى عليها تميّزاً إضافياً، وقد انطلق المهندس من فكرة أنّ هذا المنزل هو الثاني بعد الكويت للمالكين، لقضاء أوقات العطل والترفيه في ربوعه.
الصالونات النيوكلاسيكية تألقت بألوانها الهادئة والدافئة والفاخرة التي امتزجت مع العصرية في التصاميم، ولكن ليست العصرية الفائقة، إنما الممزوجة مع فخامة أضفاها قماش الصالونات من المخمل بألوانه البيج والبرونز، وأُدخلت عليها لمسة الحرير.
أحد المقاعد في الصالون المخصّص للمدفأة إطاره من الخشب وقماشه مخملي، وضعت عليه أرائك من الحرير الفاخر المطرّز.
الحياة تقيم في كلّ زاوية، وقد ترافقت مع سيمفونية من الألوان التي تكون أحياناً صارخة وأحياناً أخرى أقل صخباً، وابتكارات فريدة ترافق عادة أعمال المهندس فانليان الذي له خطّه الهندسي القائم على ابتكار أثاث من توقيعه.
الألوان الصاخبة تجلّت في غرف النوم الثلاث المخصّصة للأولاد، حيث عناصر التسلية والجمالية حاضرة بقوة. الصبي المحب لكرة القدم، ورق جدران غرفته عليها رسومات للاعبي الفوتبول.
أما سريره فهو من الأحمر بأشكال هندسية فريدة. وغرفة الفتاة البكر من الأبيض والأزرق التوركواز، وعلى الجدار صورة كبيرة للفنانة الشهيرة مارلين مونرو، معشوقة الجيل الشاب.
الغرفة الثالثة للفتاة الصغرى كأنها غرفة مخصصة للدمى، باللونين الأزرق والزهر، مقسّمة إلى مربّعات وأشكال هندسية فريدة، وقد كُتب اسم الفتاة باللونين على قطع من الخشب زيّنت السرير.
غرفة الماستر ألوانها دافئة، هي مزيج من البني والبيج، مع بصمة من الذهبي المعتّق والأحمر في السجاد. حمّامها تميّز بالحجر الأونيكس الفاخر الذي أضيء من الخلف في الجانب الأمامي للجاكوزي، مما أضفى عليه جمالية أكبر، وتكرّر في المغسلتين بلونه الزاهي قبالة الخزائن الخشب والجدران البنية.
استعان المهندس، إلى جانب الأثاث الخاص به، بمجموعة عالمية أبرزها الكونسول في قاعة الاستقبال من البلكسي الشفاف على شكل هرم، قمة في الابتكار العصري الأنيق، تعلوه لوحة زيتية للفنان رافي توكاتيان. وإلى جانبي الكونسول، عُلّق على الحائط الجفصين مصباحان متشابهان من الكريستال الـ«باكارا».
وتجلّت قمّة الابتكارات والعملية في طاولات الصالون، ففي صالون المدفأة توزّعت مجموعة طاولات مستديرة من الخشب بألوانه العديدة، وفي الصالون البرونزي طاولتان مذهّبتان في الوسط مستديرتان على شكل علبة معدنية وسطحها من الزجاج.
ولإضفاء المزيد من الترفيه على جناح غرف النوم، زيّن الممرّ الذي تتوزع منه الغرف الأربع بمجموعة دوائر موزّعة على الجدار بطريقة منسّقة، على بعضها مرايا والبعض الآخر قطع من النحاس، وفي الوسط قطعة مستديرة تضمّ كادرات وضعت فيها صور أفراد العائلة.
حجر الأونيكس تكرّر في أكثر من جلسة، وعلى حائط غرفة الجلوس وضع لوحان على كلّ جنب من التلفزيون، باللون الأخضر، ليتماشى مع المقعد الكبير المتصل الأجزاء، وهو من الرخام الإيراني النادر. كما استعمل كلوحات ثلاث علقت على قواعد من الحديد يمكن التحكّم بها، تفصل ركن الاستقبال عن الصالونات.
الأعمال الحرفية الفنية كثيرة ومتنوعة، بحيث حظيت كل جلسة بما يميّزها. فغرفة الطعام طاولتها من الخشب المرسوم بالزيت لفنان إيطالي، وقد ارتفعت حولها المقاعد من المخمل الرمادي وعليها مجموعة من الأواني الكريستال والبورسلان الفاخر.
تنسيق الألوان والأشكال الهندسية المبتكرة، وتمازج المواد جعلا هذا المنزل أنيقاً مفعماً بالجمال والحياة يواكب كلّ الأزمنة والأنماط الهندسية مهما تغيّرت وتبدلت بمرور السنين.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024