امتحانات الشهادة الرسمية للتلامذة ذوي الحاجات الخاصة: النجاح ممكن ولكن بشروط
يخشى الأهل الذين لديهم ابن أو ابنة ذات احتياجات خاصة من خوض امتحانات الشهادة الرسمية، ظناً منهم أنه قد يرسب، مما يؤثر سلبًا في نموه النفسي. فهل ظن الأهل في مكانه؟ وهل فعلاً التلميذ ذو الاحتياجات الخاصة غير قادر على النجاح في هذه الامتحانات، التي تعدّ تحديًا للتلميذ العادي، فكيف إذاً بالنسبة إلى التلميذ ذي الاحتياجات الخاصة؟
عن استعداد التلامذة ذوي الاحتياجات الخاصة لامتحانات الشهادة الرسمية، والعقبات التي يجب تذليلها، سألنا الاختصاصية في علم النفس التربوي الدكتورة لمى بنداق.
في البداية، من هم التلامذة ذوو الحاجات الخاصة؟
إن كل شخص، كل متعلم، لا يمكنه التدرج داخل النظام التعليمي العام من دون مساعدات خاصة تعليمية أو تأهيلية، هو صاحب حاجة خاصة، ممّا يلزم الأهل والجهاز التعليمي والتأهيلي بالتوقف ودراسة الوضع واقتراح الحلول والوسائل المساندة والسعي إلى تطبيقها.
وإذا أردنا أن نحدّد بالنِسب، نجد اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صدرت عام 2006، The Convention of the Rights of Persons with Disabilities والتي أشارت إلى أن ما يقارب 10% من السكان لديهم حاجات خاصة، و80% منهم يعيشون في البلدان النامية.
كيف يتم تصنيف التلامذة ذوي الحاجات الخاصة؟
هناك العديد من التصنيفات، ولكن أهمها يستند إلى تصنيف الحاجات الخاصة وفق مستوى الحاجة إلى خدمات التربية المختصة، فنجد:
1 المستوى الأول (حاجة بسيطة)
- بطء في التعليم
- صعوبات تعلم بسيطة
- التعرض بسبب ظروف حياتية اجتماعية (at risk)
2 المستوى الثاني (حاجة متوسطة)
- صعوبات تعلم محدّدة مثل صعوبة القراءة
- مشكلات انفعالية سلوكية
- صعوبات ذهنية خفيفة
3 المستوى الثالث (حاجة كبيرة)
- إعاقات جسدية حركية
- إعاقات حسية (الصم، البكم)
- التخلف الذهني المتوسط والشديد
- التوحّد
- إعاقات مزدوجة
لقد ذكرت أن البعض بحاجة إلى مساعدات تعليمية والبعض إلى تأهيلية، فكيف يمكن تحديد ذلك؟
بالنسبة إلى التلامذة ذوي الصعوبات التعلمية، مثال المستوى الأول والمستوى الثاني أغلبهم يستطيعون التطوّر على الصعيد الأكاديمي والنجاح، ولكن بقدر من المساعدة. وهذه المساعدة تكون فردية بحيث تعتمد على حالة التلميذ ونقاط القوّة والضعف لديه.
ومن جهة أخرى، يمكننا القول إن التلميذ الذي يعاني صعوبة أو اضطرابًا أو خللاً ولكن تحصيله الأكاديمي ليس أبعد بعامين دراسيين عن أقرانه، فهذا التلميذ لا يندرج تحت مظلة التربية المختصة ولا يستفيد في البلدان المتقدمة من التقديمات التي تؤمنها الدولة. وبالتالي لا يُعفى من الامتحانات الرسميّة أو تُخصص له مساعدة خلال الامتحانات.
ولكن الذي تحصيله الأكاديمي أقل من أقرانه بأكثر من عامين دراسيين، فهذا يستفيد من خدمات التربية المختصة. ويمكن أن يُعفى من الامتحانات الرسمية أو أن تقدم له المساعدة وفق درجة الصعوبة أو الاضطراب أو الخلل الذي يعانيه، ونتائجه في امتحان القدرات الذهنية والتطور الأكاديمي الذي هو مطلوب للتشخيص.
بالنسبة إلى المستوى الثالث، أي الإعاقات الجسدية الحركية، والإعاقات الحسية (الصم، البكم)، والتخلف الذهني المتوسط والشديد، والتوحّد والإعاقات المزدوجة، هل يمكنهم التقدم الى امتحانات الشهادة الرسمية؟
بالطبع، فإذا كان هناك قصور جسدي أو حركي، فليس هناك عائق لأن يتطوّر التلميذ على الصعيد الأكاديمي بشكل شبه طبيعي، ولكن بشرط تأمين كل المستلزمات التي تساعد هذا التلميذ على التنقل، ومن جهة اخرى تسخير التكنولوجيا المساعدة في عملية التعلم والتعليم.
والمثال على ذلك، التلامذة ذوو الشلل الدماغي، فهناك أنواع معينة من الكمبيوتر تساعدهم على الكتابة. ويمكن اعتماده أيضًا في مجال الامتحانات. أما بالنسبة إلى التلامذة الذين يعانون التخلف الذهني أو التوحّد بدرجة متوسطة وشديدة، والذين يعانون إعاقات مزدوجة، فعندها نجد أن البرنامج التأهيلي له الأولوية على الأكاديمي. وبالطبع هم غير مؤهلين للتقدم الى الامتحانات الرسمية.
إذا قلنا إن التلميذ الذي يعاني قصورًا في النظر وخاض امتحانات الشهادة الرسمية وتم تأمين الامتحان بلغة «برايل» واستطاع النجاح، ما هو مستقبله؟
أولاً، إن هذا التلميذ مواطن وعلى الدولة تأمين كل ما هو بحاجة إليه ليتطوّر على الصعيد الأكاديمي وكل الصعد. فعندما ينجح في الشهادة الرسمية، يجب أن يكون في مقدوره الانتساب إلى الجامعة، خصوصًا الجامعات الحكومية.
وبالتقديمات والتسهيلات والتكنولوجيا المساعدة نفسها، التي أوصلته إلى النجاح في الشهادة الرسمية، يمكنه أن ينجح في الجامعة ويتخرّج ويصبح عضوًا فعالاً ومنتجًا في المجتمع.
مشاهير
مشاهير فقدوا معظم حاسة السمع لديهم مثل
1 الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون
2 الممثلة مارلي ماتلين التي نالت جائزة الأكاديمية عن فئة أفضل ممثلة (عام 1986)
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024